من النادر أن يجد الإنسان في الحياة من يبتسم لها، رغم المعوقات والعقبات والعراقيل والمحبطات، التي تواجه الواحد في البيئة التي يعيش فيها، أو في المجتمع الذي يتعامل معه، ومن الأندر أن تجد إنساناً يولي ظهره للهموم والأوجاع ولا يبالي بها، كونه لا يرى كل تلك الأمور معيقات بقدر ماهي محفزات ودافع لتجاوزها إلى الأفضل والأسمي من البقاء في نقطة الإحباط.. تلك هي الصورة الأكثر قرباً وواقعية عن ضيف عمودنا لهذا الأسبوع “بصمة مدرب” الذي استطاع بابتسامته وحيويته وروحه المرحة والمتفائلة على الدوام، فما أن تلقاه ترى أساريره تشع صفاء وترتسم على محياه ملامح التفاؤل فيعطيك دافعاً أن تكون متوازناً، وأنت تتحدث معه والهموم تثقل كاهلك والغم يعتريك، فمن خلال لحظات معه تشعر أنك وقفت أمام إنسان خبير بعلم النفس ومدرك لماهية الحياة المتفائلة، فليس العبث الذي قد يتبادر لذهن قليلي الخبرة بالآخرين، بل المعرفة التي تخرجك من دائرة الهم والغم إلى فضاء الله الواسع، الذي هو مقدر ومصرف الأمور فبإيمانه العميق بقضاء الله وقدره، وأنه لا موت ولا حياة إلا بقدر الله، خالق الحياة. كل ما تقدم من وصف نعني به المدرب والخبير الدولي في مجال التنمية البشرية (عصام قائد الحمادي – مواليد بني حماد - تعز – اليمن 22/05/1977م ) – متزوج وأب لطفل أسماه “أنس”. يقول عصام الحمادي: بدأت بالتدريس عام 93/1994م ، وكانت طريقتي في التدريس مختلفة بحسب ما كان يقوله زملائي وطلابي، فقد كنتُ أستخدم بعض مواهبي مثل الرياضة، والخط، والنحت، والتمثيل في التدريس.. لم أكن أعلم أن ذلك الأسلوب كان أقرب للتدريب. هو الآن متفرغ للتدريب تراه يقدم الكثير من أجل الآخرين بغض النظر عن الماديات، فهو يحمل رسالة من خلال تعاطيه لمهن التدريب، ويحمل حب إفادة الجميع دون النظر إلى ألوانهم ومشاربهم الفكرية والثقافية وانتماءاتهم السياسية.. شخصية استطاعت أن تؤسس لنفسها موضع قدم راسخ بين كبار المدربين، فصار عصام الحمادي مدرباً محط اهتمام كثير من الأفراد والمنظمات والمؤسسات والجمعيات، التي تبحث عن التأهيل والتطوير لفرقها وأعضائها، فهو مدرب متمكن وقادر على التكيف مع كل الأصناف والتوجهات. ويقول الحمادي: وكأول جلسة تدريبية بشكلٍ رسمي نفذتها لمجموعةٍ من طلاب جامعة صنعاء عام 2004م ، وكانت حول نظام يمن سوفت للأنظمة والاستشارات. ووجد نفسه في مجال التدريب أكثر، حسب قوله: قرأتُ بعض الكتب في التنمية الذاتية عام 2000م، وقد تأثرت بها كثيراً، فرأيت نفسي في هذا المجال، كانت في البداية بحثاً عن الذات، ثم توافقت مع رسالتي في الحياة.. ويضيف بقوله: بالنسبة لي شخصياً بفضل الله تعالى تغيرت حياتي تماماً، ويكفيني فخراً مع نفسي أني وجدت “عصام قائد”.. وقد عرفت الله أكثر. وللمدرب عصام رؤية في الحياة تتمثل في أن تسود هذه الأمة بقية الأمم، من خلال المساهمة في رفع مستوى الوعي بالسلوك الإنساني لدى الناس، دوري كمدرب متخصص في فهم السلوك الإنساني.. بالشراكة مع كل رواد هذه الأمة بمختلف تخصصاتهم. وعن تحقيق هدفه من خلال التدريب في الحياة يقول: ربما لم أحقق الهدف، ولكني ما زلتُ أحفر مع الكثيرين لتحقيق هذه الرؤية وهذا الهدف السامي. عصام الحمادي متواضع في كثير من الأمور لدرجة أنه اعتبر طلبنا منه أن يقيم عملية التدريب اليوم فقال بكل ذوق: ربما السؤال محرجٌ إلى حدٍ كبيرٍ.. ولكن دعني أصنف مدارس التدريب على مستوى الوطن العربي برأيي القاصر المتواضع.. للتدريب في الوطن العربي أربع منهجيات لأربع مدارس (المدرسة الخليجية، والمدرسة المصرية، والمدرسة الأردنية، والمدرسة المغاربية).. ربما المنهجيتان المغربية والأردنية، الأكثر عمقاً لأنها تأخذ البعد الفلسفي العميق، ونحن في الوطن العربي نحتاج للبُعد المعرفي لتشكيل وعي عميق. وللحمادي رأي في أهمية التنمية اليوم في الحياة فيقول: مصطلح التنمية البشرية مطاطٌ جداً، لأنه يشمل جوانب الحياة كلها، ولا يمكن أن يقوم به أفراد فقط، وإنما تقوم به دول، فهو يشمل الاقتصاد والسياسة والإعلام والجانب الاجتماعي...إلخ. أما إذا كان قصدك التنمية الذاتية.. فهي مهمةٌ جداً في بناء الفرد والأسرة والمجتمع، فاقتراب الإنسان من ذاته، يشكل تحولاً حقيقياً في الحياة، ويزرع الأمل في نفوس الناس، وتحدث تغييراً كبيراً في واقع الأمة ابتداءً من الفرد، مصداقاً لقوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم).. فأهميتها كبيرةٌ وعميقةٌ عمق (وفي أنفسكم أفلا تُبصرون).. ولكني أعتب على أحبائي وأساتذتي مدربي التنمية الذاتية في أمرين: المبالغة الزائدة، و النقل من الآخرين دون تفكير.. وباختصار.. نحتاج أن نتحول من متلقين للمعرفة إلى مدركين لها أولاً.. ثم منتجي معرفة تالياً، ما لم فسنظل في مستوى التقليد والترديد والحفظ، وعلى المدى البعيد سينعكس على أدائنا وعلى الناسِ بشكلٍ عامٍ، ولكن يكون التغيير المنشود حقيقياً بل هي لحظات حماس ثم تنتهي. عصام الحمادي يجيد تصميم البرامج والحقائب التدريبية بصورة متميزة، وقد درب في برامج كثيرة، وقدم الكثير وله مؤهلات نوعية عديدة. [email protected]