يؤسف أن تحتل الجزء الأكبر في الإعلام المتتبع له حالياً، سيناريوهات وأهداف معدة مسبقاً في فنون تأثيرات سيكولوجية وإجهاض للوعي في أغلب الأحوال كما هو متتبع له للحظة. نهج جوزيف مكارثي في الترهيب الفكري يستخدم اليوم بطريقة أخرى في إنتاج التبلد الوعيي، الدراما كنموذج فرضت نفسها، انتصارات في التقنية والإنتاج لبعضها، وسقوط خافق لأفكار أغلبها، طالما يتبنى أغلبية القائمين على هذا، العمل وفق آليات مسبوقة الدفع، في إثبات الأفضلية بإفراز مواد منتهية الصلاحية. الدراما وتوظيفها في التشويه والترهيب وصقل نواة الفرد تمددت إلى ما لا نهاية، على المستوى المحلي، لغالبية ما تم بثه مسبقاً، انطباعات سيئة مازالت تسود فئات حتى اللحظة، ناهيك عن تحقيق بعضها لطبقات تمييزية في أوساط المجتمع، ذلك أن التهامي البسيط أيضاً لم يستطع حتى اللحظة إزالة الصورة السيئة التي تراكمت حوله. غير أن الامتدادات الدرامية لها دخائل عدة على المجتمعات، العثمانيون إنموذجاً في تصدير الغزو الثقافي للبيت العربي بصورة هائلة، ذلك أن المسلسلات التركية منذ تصديرها باللهجة العربية في العام 2007 مبتدئة بمسلسل إكليل الورد، إلى نهاية ما تبعها، حققت انعكاسات ربحية على المستوى الداخلي للدولة كان ذلك للشركات المنتجة أو للسياحة أوللاقتصاد، غير أنها بالمقابل استهدفت شعوباً بعينها من خلال نوع السيناريوهات التي تناولتها، وبحسب إحصائية للبي بي سي عن تبعات الدراما العثمانية، فإن حالات عديدة من الطلاق والسرقة والانتحار سجلت في بعض الدول العربية، منها المغرب التي شهدت نتائج ملحوظة لهذا الشيء، غير أن المتتبع له حالياً وفي المجتمع اليمني بالذات، يلحظ أن نسبة كبرى تأثرت بالغزو العثماني المتمثل بالسينراما مدفوعة السبق. فالحديث عن مصطلح دراماثية أيضاً هو حديث عن مدى حشو الدراما وتوريدها كمنهج يجب أن يطبق أو كصورة يجب أن تشوّه ، فالدراما والمسرح السوري مثلاً وبمختلف انتمائيتها، استطاعت للحظة أن تحافظ على مكانتها في الوسط العربي، كونها تفننت في تركيز مجملها على قضايا عربية، ودورها في تعزيز قيم الفرد العربي مجتمعياً وثقافياً وسياسياً، خلافاً للدراما العثمانية التي تفنن أغلبها بتوريد أفضل الطرق في تسريح الشعر.