غامت وراء جفونها شطآني وصحا بأفقِ هدوئها نيساني يا أم غاباتِ الصنوبر يا ضحى عمري ويا دربي ويا عنواني بعد أن غسل عينيها المطر؛ اكتحلت الأرض ببساطها السندسي الأخضر البهي.. تلك ملهمة شاعرنا حسن عبدالله الشرفي الذي سكب على رباها وحقولها الغنّاء أرق قصائده وأعذبها، وألهمت غيره الكثير من الشعراء والمبدعين. يُطلق على المحابشة «لؤلؤة الشرفين» و«سويسرااليمن» الاسم الذي أطلقه أحد الكتّاب العرب حين زارها، وهي من أجمل مدن اليمن على الإطلاق، كما هي عبارة عن سلسلة جبلية متواصلة مثيرة للدهشة لما تحتويه من مناظر طبيعية خلابة مطلة على أودية كثيفة بالمحاصيل الزراعية، كما ينتشر في مديرية المحابشة عدد من المواقع الأثرية والتاريخية المتناثرة التي صارت مهدّمة ولكنها توحي باستقرار الإنسان فيها منذ مراحل مبكّرة من التاريخ اليمني القديم، كما كانت تسمّى قديماً «العوجاء».. كم هي بحاجة إلى مزيدٍ من الاهتمام من مسؤولي السياحة في البلد، كونها من المدن المهمة التي تحتاجُ إلى الترويج السياحي، وحالما يتم ذلك ستدرُّ ذهباً وعملة صعبة لبلدٍ هو في أمس الاحتياج لمن يعيد إليه مكانته التاريخية.