فاشية جديدة..! استضافت قناة اليمن يوم أمس الأول، ثلاثة أشخاص ليتحدثوا عما يجري في دماج.. الثلاثة ليس منهم سلفي ولا حوثي على حد علمي ... وأجرت القناة اتصالات مع شخصين أحدهما يمثّل الحوثيين وآخر يمثّل السلفيين.. ومع ذلك، فالثلاثة المستضافون في الاستوديو متعاطفون مع دماج بوضوح.. وفي الحقيقة فإن غالبية الناس متعاطفين مع دماج وضد قصفها وحصارها بما في ذلك كاتب هذه السطور.. ولا يتعلق إنكار الحرب على دماج وحصارها بمسألة ما ورثناه من تمذهب وإنما الشعور والإدراك بأن هناك ظلماً وجوراً وتجبراً على أهل دماج الذين لا نوافق كثير من اجتهاداتهم الفقهية، وهم يعلمون ذلك .. في حرب العراقوإيران كنت أؤيد إيران الشيعية بقيادة المرحوم أية الله الخميني .. ولا زلت أرى أن تلك الحرب التي خاضها العراق ضد إيران، وبإسناد معظم الدول العربية، ودعم دول الغرب، حرب ظالمة وخاطئة، مثلها مثل الحرب والحصار على دماج اليوم..! والمفارقة أن إيران الشقيقة التي طالما تحمسنا لها، تقف اليوم خلف كثير من أوجاع اليمن .. منذ بدء الحصار والحرب على دماج ونحن في الإعلام العام نحاول تكييف التعاطي مع الحالة، بما يجعل الإعلام العام قريباً من الاحداث وبعيداً في نفس الوقت عما يثير الحساسيات الطائفية التي أعادها البعض جذعة وصار ينطلق منها، ويمنهجها بعد أن ظن اليمنيون أنهم قد تجاوزوها منذ زمن ..! وتشاورت مراراً مع زملاء في الإعلام وآثرنا التريث، وانتظار انفراج الأزمة.. واستقر الرأي أخيراً على أن نأتي بالجميع.. واجتهد مقدم برنامج بشفافية أن يكون ضيوفه على النحو الذي كان.. وعادة لا أتدخل في اختيار ضيوف البرامج ، ولم أتدخل هذه المرة أيضاً.. ولست أدري ما الذي قاله ضيوف البرنامج خلافا للحقيقة.. ربما أن مجرد تواجد شخص مثل الدكتور عمر مجلي كان كافياً ليستفز البعض.. وعمر ينتمي إلى عائلة محترمة في صعدة، لكنه مهجر قسرياً في صنعاء.. ويكفي أن يقول هو أو غيره الحقيقة عن دماج، ليغضب من يجانب الحقيقة أو يرى أن لها جوانب أخرى.. لفت نظري بعد ذلك التهجم الذي وجهه بعض الحوثيين لشخص وزير الإعلام..وقد عرض علي ما كتبه ثلاثة منهم واكتفيت بذلك كنموذج لفاشية جديدة لا تقتصر عليهم وحدهم ! .. أحدهم وصل به الأمر إلى حد الشتم.. والمفارقة إن هذا الشتام كان رئيس تحرير صحيفة حزب، ويبدو من بُعد متشبهاً بمظاهر العلمانيين والليبراليين لكنه مبتلٍ في أعماقه كما يتضح من مواقفه، بمرض الطائفية وداء العنصرية، وهو فوق ذلك شتام أيضاً .. أما الآخر، فمظهره الخارجي يجعل المرء يستغرب حماسه لتنظيم مليشاوي ديني مسلح، وهو يبالغ في الظهور والحذلقة، وفي تبني المواقف المتشددة، وعادة ما يكون ملكياً أكثر من الملك، لكن لا أظنه سيستمر حيث هو وثالث عرفته منذ مدة طويلة، وكان من الصعب توقع اندفاعه وتطاوله ، لكن يبدو أنه كان يظهر ما لا يبطن..! والحق فنحن نأسف لو جانبنا الحقيقة في أي وقت وفي أي قضية وتجاه أي أحد أما التهجم والتطاول والشتم فأظنه يرتد على أصحابه دائماً ، وعادة فإن أساليب الفاشية والنازية في الترهيب لا يكتب لها أو لأصحابها النجاح في النهاية..