كان افتتاح المعرض السنوي الأول للمشاريع الطلابية لطلاب كلية السعيد للهندسة وتقنية المعلومات بجامعة تعز الخطوة الأولى نحو لفت الانتباه إلى القدرات الإبداعية والابتكارية للطالب اليمني والتي تمكنه من المنافسة والتميز، إذا ما لاقى البيئة الحاضنة التي تساعده على تنمية المهارات وتبني الملكات الإبداعية. وكانت قيادة الجامعة برئاسة الأستاذ الدكتور محمد محمد سعيد الشعيبي قد أسهمت بشكل كبير في تعزيز تلك المشاريع ودعمها وتذليل كافة الصعاب لترى تلك المشاريع والإبداعات الطلابية النور، ومن ثم التواصل مع كافة رجال المال والأعمال لتبني تلك المشاريع لتكون نواة حقيقة لنهضة علمية قادمة. صفحة «إبداع» الجمهورية كان لها السبق في تغطية الحدث وتبني تلك المشاريع والابتكارات عبر نافذتها الأسبوعية لتأخذ تلك المشاريع حقها من خلال تسليط الضوء على المشاريع والابتكارات الطلابية وفريق العمل لكل مشروع. مشروع تطبيقات «الزيولايت» الطبيعي Application Testing for Natural (ZEOLITE)، والذي قام بتنفيذه فريق طلابي مكون من أسام أحمد محمود، عمران علي عبده، داؤود محمد محمد، محمود سرحان صدام، سحر جمال عبده، موسى قاسم أحمد، عبد السلام محمد، وهيام صالح أحمد، بإشراف الدكتور محمد بجاش. غاية تنموية واقتصادية تنبع أهمية المشروع من أهمية استغلال المعادن المتواجدة في اليمن حيث يعد هذا القطاع من أهم القطاعات التي يعول عليها في الدفع بعجلة التنمية كونه أحد أهم مصادر الدخل والنمو الاقتصادي ومن هنا كان توظيف المشروع في دراسة أهم المعادن الصناعية التي عادة ما تكون مهملة ولا يعنى بها وهو الزيولاليت حيث يتوافر بكميات هائلة تقدر ب«22 مليون متر مكعب» وبمواصفات تجارية عالمية وبنقاوة عالية تصل إلى 95 %، حيث يتميز هذا المعدن عن بقية المعادن بمواصفات تمكن من توظيفه في أكثر من مجال. يهدف المشروع إلى التحقق من تطبيقه في عدد من المجالات كالزراعة والإسمنت وامتصاص الروائح وتنقية المياه، عمل دراسة جدوى تسهل من استثمار معدن الزيولايت. وفي مجال الزراعة يستخدم الزيولايت في الزراعة كسماد طبيعي وتتلخص التجربة العملية بالتطبيق في الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي في تعز، حيث قام الطلاب أصحاب المشروع بتصميم التجربة باستخدام تصميم القطاعات العشوائية الكاملة «RBCD» وأظهرت النتائج وجود فروق معنوية بين المعاملات السمادية، وأنه يحافظ على توازن درجة الحموضة في التربة، ويعطي النباتات مقاومة ومناعة من الأمراض، ويحتفظ بالماء لفترة طويلة ومقاوم للجفاف، ويعمل على تفكيك الأملاح الموجودة في التربة وتحويلها إلى أكاسيد يستفيد منها النبات، كما أن قدرته على الاحتفاظ وتزويد النبات بالمواد العضوية التي يحتاجها في غذائه، ويعمل على زيادة الإنتاجية وتنظيم النمو بشكل جيد. السيطرة على الروائح يستخدم الزيولايت في السيطرة على الروائح في العديد من التطبيقات حيث يسيطر على غازات النشادر والرطوبة مثل صناعة الجلود وبيوت تربية الحيوانات استناداً لخاصية التبادل الشاردي التي يتمتع بها الزيولايت، حيث أثبتت التجارب المعملية أن الزيولايت له القدرة على الاستمرار في امتصاص الروائح لفترة تتراوح ما بين « 50 - 60 » يوما، ويتميز الزيولايت بخاصية قابلية تجديد الطاقة أي يمكن استخدامه لأكثر من مرة وذلك عن طريق تجفيف الأحجار. ويدخل الزيولايت في صناعة الإسمنت البورتلاندي «PPC» حيث يعمل على تحسين الخواص الكيميائية والميكانيكية والفيزيائية للإسمنت مع بقائه محافظاً على خواص الإسمنت البورتلاندي «CEM II/B-P» وقد اثبت الطلاب الباحثين في المشروع ذلك عملياً في تطبيقاتهم العملية في كلا من الشركة الوطنية لصناعة الإسمنت ومصنع البرح، حيث أثبتت أن الويلايت يعمل على زيادة نعومة الإسمنت إلى أكثر من 8000 سم2 / جم لسهل عملية طحن وخلط الإسمنت، كما يعمل الزيولايت على تقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الغاز الخطر على البيئة، ويعمل على تقليل الطاقة المستهلكة أثناء إنتاج الإسمنت، ويعمل على زيادة شدة الإسمنت تدريجيا ليصبح الإسمنت أكثر تماسكاً وقوة، ويجعل الإسمنت أكثر استقراراً ويزيد من مقاومته للأملاح الكبريتية ويقلل من تمدد الخرسانة لذلك يوصى باستخدام إسمنت الزيولايت في أعمال الخرسانة، ويؤدي استخدام الزيولايت إلى تقليل مادة الكلنكر «CLINKER» المادة الخام الأغلى والمكلفة على الشركات المنتجة للإسمنت، ويؤدي استخدام الزيولايت في النهاية إلى إنتاج إسمنت أرخص ثمناً وأعلى كفاءة. تنقية المياه تم اختيار الزيولايت الطبيعي لتنقية مياه الشرب وتأثيره عليها وكانت النتائج التي توصل إليها الباحثين تتمثل في قدرته على تنقية عسر الماء حيث أثبتت مادة الزيولايت كفاءتها في تنقية المياه من عسر الماء الدائم والمؤقت وكان تأثيره في تنقية عسر الماء الدائم أكبر منها في العسر المؤقت، بالإضافة إلى قدرته على تنقية الماء من المعادن الذائبة فيه حيث تعتبر مادة الزيولايت مادة قادرة على تنقية الماء من المعادن الثقيلة والغير ثقيلة الذائبة في الماء على هيئة أملاح بكفاءة تتفاوت من معدن لآخر وذلك لامتلاك الزيولايت خاصية التبادل الأيوني وقد اقتصرت دراسة طلاب المشروع على معدنين كمثال وهما «البوتاسيوم K»«الزنك Zn» وكانت السعة التبادلية للعنصرين كالتالي « K-g /g m 15.02» «Zn -13.49». دراسة الجدوى الاستثمارية تهدف دراسة الجدوى لإنشاء شركة استثمارية في المنطقة التي تحتوي على الزيولايت تعمل هذه الشركة على استخراج الزيولايت ثم تجهيزه ليتم بيعه لمختلف التطبيقات على أساس التطبيقات التي قام الطلاب بدراستها حيث يقدر رأس المال ب «500.000.000» ريال يمني وقدرت فترة استرداد لرأس مال البدء بفترة أربعة أشهر حسب الدراسة التي أعدها طلاب المشروع.