بعد أشهر قليلة من تطليقه لزوجته لأسباب لم يعرفها أحد ، ظن بفعلته الأخيرة أنه انتقم لنفسه وعرضه وشرفه، وأنه أشفى غليله وارتاح تماماً وتنفس الصعداء ليسدل الستار عن حقيقة هذا الرجل مع حكاية تطليقه لزوجته وانكشفت عقب الجريمة التي ارتكبها بحق خالته ورجل أربعيني حينما اطلق النار عليهما على التوالي، طلقات نارية من سلاح مسدس كانت كفيلة بقتل الرجل وإصابة المرأة “ خالة المتهم “ الذي فور تأكده من وفاة الرجل الأربعيني على مراحل قام بتسليم نفسه لإدارة شرطة مديرية ريف إب بقلب محافظة إب.. تبلغت الأجهزة الأمنية بالحادثة ووقتها وجه مدير عام شرطة محافظة إب العميد الركن فؤاد محمد العطاب بسرعة تحرك خبراء الأدلة الجنائية لمكان الحادث الذي كانت جثة القتيل لاتزال فيه وبالفعل وصل الخبراء وباشروا باتخاذ الإجراءات الفنية حيال الجثة وتصويرها ومن ثم نقلها إلى مستشفى الثورة العام بمدينه إب. وهناك أصر أولياء الدم على استلامها بهدف دفنها وتم تلبية طلبهم في الوقت الذي كانت المرأة المصابة قد نقلت إلى إحدى المستشفيات الخاصة وتتلقى العلاج فيه كانت إدارة البحث الجنائي بالمحافظة هي من تولت إجراءات جمع الاستدلال والتحري حيث كلف العقيد أنور عبدالحميد حاتم مدير البحث الجنائي بذلك في القضية العقيد عبدالعزيز علي الشعري رئيس قسم الاعتداء والقتل الذي على الفور قام بفتح محضر جمع استدلال وتحري مع المتهم عقب إرساله من شرطة مديريه ريف إب لحجز البحث الجنائي باعتبار أن القضية واضحة المعالم والتفاصيل لا ينقصها إلا شيء واحد وهو الأسباب والدوافع التي جعلت المتهم يقدم على ارتكاب جريمته عمداً وعدواناً وبدم بارد بحق خالته في بيتها وأعقب ذلك بحق الرجل الذي كان يجهز ويستعد لإحياء مراسيم زفاف ابنته بعد أسبوع تقريباً لينقض عليه المتهم بإطلاق النار عليه من مسدسه وابنته بالقرب منه “ يدها بيده “ باشره بطلقة نارية أصابته في الرقبة ليسقط أرضاً مضرجاً بدمائه حسب اعتراف المتهم الذي واصل كلامه أنه بعد سقوط الرجل أرضاً قام بأخذه ورميه لمكان اسفل مكان الحادث “ ضاحة “ ثم تحرك ونزل للمكان الذي استقرت فيها جثة الرجل ليطلق النار عليه مجدداً بطلقة نارية هي الثانية ويقوم برفسه كالمنتقم الذي يريد التخلص منه بأية طريقة كانت وما حدث خير شاهد ودليل، أثناء ذلك حاولت ابنة القتيل رمي قاتل والدها بالأحجار ورمته بالفعل ليشهر سلاحه المسدس صوبها ويضغط على زناده لكنه لم يطلق أية طلقة نارية نتيجة نفاذ ذخيرته، ليفر هارباً ويستقل على بعد امتار من مكان الجريمة دراجة نارية ويتجه لإحدى ضواحي قريتهم القريبة جداً من المدينة ويبلغ الموجودين أنه قد قام بقتل « ص ، خ » ويغادر مباشرة ويسلم نفسه لإدارة مديرية شرطة ريف إب .. تلك هي تفاصيل الجريمة والواقعة التي ارتكبها، وتظل أهم محاور القضية وما نريد معرفته بالضبط لماذا قام بذلك ماهي الأسباب والدوافع لقيامه بذلك عمداً وعدواناً بلا شك هذا الأمر لم يخل منه محضر جمع الاستدلال والتحري المأخوذ من قبل العقيد الشعري مع المتهم بالجريمة الذي كشف فيه أن وراء ارتكابه لفعلته أن القتيل والمصابة هما سبب لقيامه بتطليق زوجته كون خالته هي من كانت تسهل عملية ... التي قال عنها أنها نالت منه ومن شرفه وكرامته وأجبرته إلى الإقدام على تطليق زوجته، وظل أشهرا وهو يعاني الويل ..كيف له يعيش هكذا والمتسببين في وصوله لهذا الحال والوضع فقرر الانتقام منهما وقتلهما، وهو ما قام به بالفعل ذلك اليوم « يوم الحادثة » بدأ بخالته وانتهى بالرجل الأربعيني وهو الأهم حد تعبيره.. بهذا انتهت عملية أخذ أقواله واقفل المحضر وعليه وقع وأكد صحتها ووقع عليه الضابط المحقق و أرفق بملف القضية الذي يجري تجهيزه واستكمال الإجراءات فيه تمهيداً لإحالته إلى النيابة العامة طبقاً للقانون .. يكاد الوسواس القهري والشك القاتل الذي يعيش فيه بعض الناس والأزواج على حد سواء ويتسبب في تدمير أسرهم وتشريد الأبناء والبنات ناهيك عن عواقب مماثلة لتلك الجريمة يتعرض لها أصحاب هذه الأوهام والأمراض النفسية والعقلية ولا يعلم فحواها وصدقها وحقيقتها سوى الخالق عز وجل الذي نرجو منه الستر والعافية والصلاح والعفاف ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .