الغربة رغم أنها كما يقال كربة لكنها في النهاية هي أمر لابد منه لمن يريد أن يحسن من وضعه ومعيشته ومن يغترب فإن غربته ليست من باب التنزه ولكنها غربة من أجل الأولاد والأسرة وتحسين الوضع المعيشي لهم، كثير من العقول اليمنية اليوم مهاجرة خارج الوطن لأنهم لم يجدوا لهم في الداخل موطن قدم يكتسبون منه قوتهم وقوت من يعولوا، ويحققوا أحلامهم التي رسموها لهم. وهناك من اغترب ولم يقف عند نقطة البحث عن لقمة العيش وكفى بل أخذ في تأهيل وتطوير نفسه دراسياً ومهنياً فحقق من خلال غربته عدداً من الأهداف لنفسه ولأسرته فكان الكثير من المهاجرين اليمنيين محط إعجاب للتفوق سواء في مجال العمل أو الدراسة فقدموا الكثير وأخلصوا في مهامهم وأعمالهم. صانع بصمتنا اليوم شاب يمني من يافع إنه المدرب: إياد عفيف بن عفيف بن عبادل استقر به المقام في دولة الإمارات العربية سجل حضوراً متميزاً في غربته حيث يعتبر من المتميزين في عمله ودراسته حاصل على المركز الأول بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف بدرجة الليسانس في القانون من أكاديمية شرطة دبي (الدفعة الثانية والعشرون) لسنة 2012 2013م متقدما في ذلك على أكثر من (300) طالبة وطالبة، وحاصل على امتياز مع مرتبة الشرف بدرجة الدبلوم في تقنية الحاسب الآلي (تحليل البرامج وتصميمها) من كلية الحاسوب بدبي. هو محب لعمله ومثابر بقوة فيه ولذلك فلا غرابة أن يكون من الحاصلين على المراكز الأولى في جائزة الموظف المثالي فئة أفضل ضابط صف وأفراد في المجال الإداري ضمن فعاليات ملتقى التميز الشرطي لفئات وزير الداخلية للتميز (جائزة القائد) لعام 2012م، ، والمركز الأول كأفضل موظف إداري في الإدارة العامة لأمن المطارات ضمن جائزة الموظف الإداري المتميز، لعام 2013م، والمركز الأول كأفضل موظف إداري في مركز دبي لأمن الطيران المدني (المركز الإقليمي في الشرق الأوسط لمنظمة الطيران المدني الدولي “الايكاو”، لعام 2012م. صانع بصمتنا انطلق مع التنمية البشرية من خلال أول تجربة خاضها في دبي - الإمارات العربية المتحدة في عام 2002م، مؤكداً أن الذي دفعه لخوض التدريب حضوره في برنامج تطوير الذات، ومنذ ذلك اليوم بدأ التدريب وهو اليوم يقدم برنامجا تدريبيا في “علوم أمن الطيران” و”أساليب النجاح”، ولا غرابة إذاً أن يكون صانع بصمتنا اليوم أحرز المركز الأول في دورة المدربين المعتمدين من منظمة الطيران المدني الدولي (الايكاو)، وتم اعتماده كمدرب في مجال علوم أمن الطيران، وكذلك حصوله على المركز الأول في دورة مدربي البرمجة اللغوية العصبية وتم اعتماده كمدرب في هذا المجال، وحصوله على مدرب في المواد الخطرة وفقا للكود الأمريكي المتطابق مع متطلبات الأممالمتحدة. إياد عفيف يقول أن عمله لا يمنعه من أداء واجبه كمدرب فهو يقوم بالتدريب بناءً على تكليف من مكان عمله، سألته هل تعتقد أنك كنت ستحقق تلك النجاحات لو بقيت في اليمن، رد بذكاء “ربما”، وعن وجهة نظره في أن يكون المدرب “عارف بكل شيء”، أو كما يقول إخواننا المصريون “بتاع كله”، قال لا مانع أن يكون عارفا بكل شيء ولكن في مجال تخصصه نعم، وثقافة عامة يكون أفضل. وعن أسباب ندرة التخصص في مجال تدريب التنمية البشرية يرى انه لا توجد ندرة، وهناك مدربون متميزون وهو متعايش مع كثير من المدربين إلا انه يرى أن المدرب اليمني ينقصه التشجيع، وعن الفوائد التي استفادها من التدريب يقول انه استفاد تطوير الذات والتميز والقيادة.. وعن البرامج التطوعية التي نفذها فقد قدرت ب79 محاضرة تطوعية مما يؤكد أن التطوع محط اهتمامه، ولا يرى أن التدريب جني أموال بل يراه أنه رسالة. وعن الظهور البارز للمرأة كمدربة اليوم في مجال التنمية البشرية يراه حسناً وبالذات كمدربة للنساء مهم جدا، كما انه يرى أن انتشار معاهد التدريب واتساع برامج التدريب وظهور مدربين طموحين بادرة طيبة وكل له أسلوبه ويرى أنها أفادت التدريب. وعن المعوقات التي يعاني منها المدرب اليمني يؤكد وجودها، ويقول: هناك معوقات ومنها غياب الدعم والتشجيع، وبحكم أنه مغترب لا يستطيع أن يتبوأ مناصب قيادية في غير دولته، وعن بروز ظاهرة استقدام المدربين العرب برغم ارتفاع تكلفة إحضارهم إلى اليمن يقول: أحيانا يتطلب ذلك لكون بعض المحاضرين لهم باع طويل في التدريب، فالتدريب ليس مجرد طلاقه في اللسان وإنما يتبعه خبرة عملية كذلك، مثال التدريب في مجال البرمجة اللغوية العصبية يفضل أن يكون المدرب طبيبا نفسيا، وفيما يتعلق بسفر البعض لحضور دورات تدريبية في دول عربية وصديقة يعتبرها أنها أحيانا مفيدة ، ولا يعني ذلك نقص في المدربين المحليين. ويرى أن الآثار التي برزت في المجتمع جراء اتساع قاعدة المدربين وتوسع المعاهد والمراكز التدريبية هو نتيجة لاتساع الثقافة. وعن البصمة التي يفخر بها ويشعر انه ترك من خلالها أثراً في المجتمع يقول: كنت قدوة بحصولي على المركز الأول في مرحلة الليسانس، وعن الوقت الذي يشعر أنه يبدع يقول عندما تصل رسالتك للمستهدفين من برنامجك بسلاسة ويؤكد قدرته على التخصص في مجال واحد اليوم.