تعد المبادرات جزءاً من منظمات و مؤسسات المجتمع المدني بل أكثر أهمية كونها تعتمد على امكانيات بسيطة وتنافسهم في أعمالها والتى ازدات وكثرت إنشاء المبادرات في الآونة الأخيرة في المجتمع اليمني. ولعل من ابرز هذة المبادارت مبادرة دروب الأمل التي كانت حلم عندما طرحت الاستاذة منى نصر مقترح إنشاء هذة المبادرة واصبحت حقيقة عندما تأسست في تاريخ22/2/2011م حيث كانت تضم أنذاك مايقارب الاثنا عشر شخصا أقحموا انفسهم على تنفيذ اول مشروع لهم بجهودهم الذاتية وامكانياتهم الشخصية. وكان اول مشروع تتبناه هذه المبادرة هي إقامة البازار الخيري لصالح مرضى السرطان في حديقة دريم لاند بداية عام 2011م، وبعد النجاح الذى حققته المبادرة فى هذا المشروع انضم اليها العديد من الشباب والشابات حتي بلغ عدد اعضاؤها 43 شابا وشابه لينفذوا بعد ذلك حملة التوعية بمرضى السرطان بالتنسيق مع المؤسسه الوطنيه لمكافحة السرطان، حيث استهدفت الحملة معظم مدارس محافظة تعز الحكومية والاهلية ليكون حصاد ذلك ان قامت هذه المبادرة بجمع مايقارب المليون ريال يمني لصالح هؤلاء المرضى. لم تكتف المبادرة بهذا فحسب فقد شعرت انه من اللازم التعرف ومعرفة مايعانيه هؤلاء المرضى عن قرب لذا اخذت على عاتقها القيام بتنفيذ يوم مفتوح لصالح هؤلاء الشريحة من المجتمع حيث نفذت هذا المشروع منتصف العام الماضي ولعل ما امتاز به هذا اليوم ان قامت المجموعه باللعب مع هؤلاء المرضى والجلوس معهم والتعرف عن معاناتهم ليختتم هذا اليوم بحفل تخلله العديد من الفقرات الغنائة والمسريحية لإدخال بعض من السرور على هؤلاء الشريحة بتكريمهم بشهائد تقديرية وجوائز رمزية لهم. بعد ذلك قامت الاستاذة مروة صادق الطيار بطرح مشروع إعادة تاهيل اطفال الاحداث علي اعضاء المجموعة والتى تجاوب الاعضاء لهذا المشروع ليبدؤا بتنفيذه في أواخر سبتمبر من العام الماضي، وكان من ابرز اهداف هذا المشروع “التعرف على ما تعيشه هذه الشريحة من المجتمع وامتدادا للزيارة فقد قامت ببعض أعمال الترميم في الدار (تنظيف – عمل ملصقات – إصلاح الكهرباء) وتوزيع الهدايا على الأحداث. وهاهي اليوم مجموعة دروب الأمل تقوم بتنفيذ مشروع تكريم عمال النظافة والترحيل بعد ان عرضت فكرة المشروع على المجموعة الاستاذة منى نصر لتنطلق المجموعة بعد ذلك بالتنسيق مع صندوق النظافة والتحسين، ورغم الصعوبات التي واجهتها المحموعة في تنفيذ هذا المشروع الا انها زدات إصرارا بتعاون الاعضاء فيما بينهم ليتكلل جهدهم بنجاخ هذا المشروع في مطلع مارس 2014م. حيث قامت بتنفيذ حفل غنائي مسرحي لصالح هؤلاء الشريحة من المجتمع التي تعمل بصمت لعلها توصل رسالة لهم بأن هناك من يهتم ويفكر بهم ليختتمم الحفل بتكريم 100 عامل وعاملة من عمال النظافة والتحسين بمحافظة تعز بشهائد تقديريه وجوائز عينيه. وعن هذا العمل يقول الشخصية الاجتماعية عبدالملك الحميري: بهذا العمل الذي نفذت المجموعة والذى يعتبر اول مشروع على مستوى محافظة تعز والتى لم يسبق لأية مبادرة او مؤسسة ان نفذته قبل ذلك. ويضيف: بعد تلك الاعمال العملاقة احسست انه من اللازم زيارة هؤلاء المبادرة والتعرف عنها وعن امكانياتها عن قرب لنتفاجأ بانها عبارة عن مبادرة شبابية طوعية غير ربحية لا يتجاوز اعمار اعضائها العشرين عاما يغلب عليهم طابع البساطة والوضوح، ووجدت شعارهم المتمثل في (فينا خير لنزرع الابتسامة من جديد)، ورؤيتهم المتجسدة في (شباب واع ينهض بالمجتمع)، ورسالتهم التي مفادها: إيقاظ شعور المسؤولية بين أفراد المجتمع تجاه مشاكل المجتمع الواحد. فيما أهداف تتركز في: بث روح الأمل بين أفراد المجتمع، وتوجيه طاقات الشباب باتجاه العمل الإيجابي الذي يعود بالخير للمجتمع.. ويواصل الحميري حديثه: عند سؤالي لهم عن الامكانيات التي جعلتهم ينفذون مثل هؤلاء المشاريع الضخمة اجابني ابراهيم المذحجي رئيس اللجنة التنسيقيه في المبادرة: ان امكانياتهم تعتمد على مدى تفاهم الاعضاء وعملهم بروح الفريق الواحد ولعل هذا الشئ جعل اعضاء المجموعة تتخطى الصعاب والعقبات لتصل الى الهدف الذى رسمته من قبل. من جانبها تحدثت روان عطا إحدى اعضاء المجموعة قائلهً: إن من اهم الاسباب التي جعلت المجموعة تواصل النجاح بعد الاخر هو عمل اعضائها بمنتهى الصراحة والشفافية وهو ما جعل جميع اعضاؤها يعملون وكأن المشروع هو مشروعهم الخاص.. فيما أكدت رندا عادل الشميري رئيسة اللجنة المالية في المبادرة ان مجموعة دروب الأمل تعمل بامكانيات بسيطة وهو عمل اشتراك شهرى لجميع الاعضاء يدفع كل عضو مبلغ 200 ريال كل شهر ليكون هذا المبلغ بمثابه مخزون للمجموعة في حالة اقدام المجموعة على تنفيذ أي مشروع. من جهته احمد الزريقي رئيس اللجنة الاعلامية في المبادرة قال إن هذه المبادرة كانت بمثابة منعطف في حياته لانه كان يوجد لديه الرغبة في تنفيذ مثل هؤلاء المشاريع من قبل ولكن اليد الواحدة لاتصفق حسب قوله، وعندما انضم الى هذه المبادرة شعر وكأن حلم حياته قد تحقق.