دائماً ما نحث الشباب على خدمة مجتمعهم، أو على الأقل هكذا نأمل.. فقدراتهم وإمكانياتهم التي تنعدم عند غيرهم من شرائح المجتمع، تؤهلهم لذلك.. وعندما يكون هناك شباب من هذا النوع فإن المستقبل يبدو زاهراً، بالقدر الذي تزهر فيه تلك الأعمال الشبابية الطاهرة في نفوس من يستهدفونهم.. كما إن الأمل يجد حيزاً للتنفس لحظة أن نرى بأمهات أعيننا شباباً يحمل هَمَ غيره، ويسعى لإدخال بعض السرور والتخفيف من معاناة ومآسي الغير. هكذا هم شباب مبادرة «دروب الأمل»، الذين أخذوا على عاتقهم تقديم ما يقدرون عليه تجاه من هم بحاجة إلى العون والمساعدة.. لسنا هنا بصدد مادة إعلانية بقدر ما نحن أمام أعمال قد يراها البعض صغيرة، ولكننا نراها عملاقة بمجرد إدراكنا أن هؤلاء الشباب نظموا أنفسهم في مبادرتهم المليئة بالحماس، بجهود ذاتية بحتة، واندفعوا للبحث عن التخفيف عن معاناة مرضى السرطان في محافظة تعز، ونذروا جهودهم لتوفير ما يستطيعون فعله للتخفيف –ولو بالقليل- من آلام المرضى الذين يحتاجون للدواء والأمل أيضاً. مبادرة «دروب الأمل» عبارة عن مجموعة ناشئة من الشباب لا تربو أعمارهم عن العقد الثاني، فجلهم لا يتجاوز الربيع التاسع عشر من عمره، أخذوا على عاتقهم القيام بمساعدة جميع فئات المجتمع. فبعد أن قامت المبادرة بتنظيم فعالية (البازار الخيري) في إحدى الحدائق العامة لصالح مرضى السرطان، نفذت حملة التوعية بمخاطر المرض، ومعاناة المرضى، بالتعاون مع كل من المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، ومعهد أمديست (أكسس بروجرام) التابع للسفارة الأمريكية، وشملت الحملة التوعوية معظم مدارس محافظة تعز الحكومية والأهلية. وتضمنت الحملة تقديم إذاعة مدرسية، وتوزيع المنشورات على الطلاب والطالبات، واستعراض فيلم توعوي، وعمل طبق خيري في بعض المدارس، واستمرت الحملة شهرين متتالين كانت حصيلتها جمع أكثر من مليون وأربعمائة ألف ريال لصالح مرضى السرطان. مدير مجموعة «دروب الأمل» عبد القدوس الشميري أوضح أن هذا النشاط هو تدشين لأنشطة مستقبلية، فعلى سبيل المثال نحن الآن بصدد دراسة الفكرة والمشروع الذي اقترحه منسق السفارة الأمريكية في تعز عمار الهاوي بالقيام بتأهيل وتدريب بعض شرائح المجتمع كأطفال الشوارع والمعاقين.. وشكر الشميري كل من أسهم في إنجاح رسالة المجموعة من المدرسين، مؤكداً على أن مثل هذه الأعمال ليست حكراً أحد وإنما هي مسئولية جميع أبناء المجتمع، ويجب الاهتمام بهؤلاء الشباب. إحدى أعضاء المجموعة وإحدى صديقات مرضى السرطان، منى نصر، عبرت عن سعادتها للمشاركة في أعمال المجموعة التي تسعى إلى إحياء عمل الخير وإسعاد الآخرين. وتسعى مجموعة «دروب الأمل» إلى معرفة آراء ومشاركات جميع أفراد المجتمع من خلال صفحة المجموعة على موقع الفيس بوك.