تختتم اليوم بالعاصمة الكويتية أعمال مؤتمر القمة العربية العادية ال 25 في دولة الكويت بمشاركة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية. والقمة التي عقدت أمس تحت شعار «التضامن لمستقبل أفضل» وحضرها 13 زعيماً عربياً كرست أعمالها لتقريب وجهات النظر، وتنقية الأجواء، ومناقشة العديد من الملفات والقضايا التي تهم العمل العربي المشترك. وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر أشاد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن الذي جاء منسجماً مع المبادرة الخليجية، وبما يحقق وحدة اليمن وأمنه واستقراراه.. ودعا إلى نبذ الخلافات العربية والعمل الجاد من أجل وحدة الصف؛ باعتبار مساحة الاتفاق أكبر من مساحة الاختلاف. وقال: «إننا مدعوون إلى البحث في الأسس التي ينطلق منها عملنا العربي المشترك، وإيجاد السبل الكفيلة بتعزيزه وتوطيد دعائمه من خلال النأي به عن أجواء الخلاف والاختلاف والتركيز على عوامل الجميع في هذا العمل». كما دعا إلى «مضاعفة الجهود والانضمام إلى ركب الجهود الدولية الرامية لوأد ظاهرة الإرهاب التي تصاعدت مؤخراً تحت ذرائع وشعارات دينية وعقائدية مختلفة تهدف إلى قتل الأرواح البريئة وترويع الآمنين وتعطيل التنمية». وحول القضية الفلسطينية ومفاوضات السلام لفت إلى أن العقلية الإسرائيلية الرافضة للسلام والمقوضة لكافة الجهود التي تبذل لإنجاح مسيرته تقف عائقاً أمام تحقيق أهداف هذه المسيرة عبر إصرارها على بناء المستوطنات والانتهاكات المتطرفة الهادفة إلى السيطرة على المسجد الأقصى وتغيير ملامحه.. وأشار إلى أن السلام العادل والشامل الذي نتطلع إليه جميعاً لن يتحقق إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفق مبادئ وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية. من جهته هنأ أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليمنيين باختيار طريق الحوار نحو بناء الدولة الحديثة وإرساء أسس نظامها والحفاظ على وحدة اليمن. ودعا إلى عقد قمة عربية مصغرة تستضيفها قطر للتوصل إلى حل بين الفصائل الفلسطينية؛ باعتبار القضية الفلسطينية مازالت تشكل أهم التحديات التي تواجه الأمة العربية.. مؤكداً أن تنصل إسرائيل من التزاماتها عقبة تحول دون التوصل إلى تسوية عادلة. من جهته هنأ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود اليمن بنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل وفق المبادرة الخليجية.. متمنياً لليمن الأمن والاستقرار والازدهار في ظل سيادته ووحدته الوطنية.. وأشار ولي العهد السعودي إلى أن ظاهرة الإرهاب التي يشهدها عالمنا المعاصر ومنطقتنا على نحو خاص وما تشكله من تحد خطير لأمننا واستقرارنا ومسار تنميتنا تستدعي أخذ الحيطة والتدابير اللازمة لمكافحتها واستئصال جذورها، وعبر عن تطلعه إلى أن يصدر عن قمة الكويت ما يساعد كل الدول العربية على تجاوز صعوباتها الراهنة. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي والأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا ورئيس البرلمان العربي أحمد محمد الجروان والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور إياد مدني تحدثوا مؤكدين ضرورة الوقوف على أسباب الخلافات العربية ومعالجتها، ووضع الحلول الناجعة لها لتحقيق التضامن العربي.. كما أشاد الرئيس عمر حسن البشير - رئيس جمهورية السودان - بنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن والنتائج القيمة التي خرج بها. وقال الرئيس البشير في كلمته في الجلسة المسائية للقمة العربية المنعقدة حالياً في الكويت: «نهنئ اليمن الشقيق بالنتائج الإيجابية التي توصل إليها مؤتمر الحوار الوطني». من جانبه أثنى الرئيس إسماعيل عمر جيلة رئيس جمهورية جيبوتي على مؤتمر الحوار في اليمن، وما تميز به من مشاركة واسعة لمختلف المكونات في اليمن. وأشاد الرئيس جيلة في كلمته بالقمة بالنتائج القيمة التي خرج بها مؤتمر الحوار وبتوافق مختلف الأطراف على مخرجاته.. مشيراً إلى أنه كان له شرف التواجد بجانب الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، في الحفل الختامي لمؤتمر الحوار انطلاقاً مما يربط البلدين والشعبين الشقيقين من علاقات أخوية حميمة. وثمن الرئيس الجيبوتي المبادرة الخليجية التي ارتكزت عليها التسوية السياسية الجارية حالياً في اليمن.. بدوره نوه الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين بالنجاح الذي كلل به مؤتمر الحوار الوطني في اليمن والخطوات المنجزة على صعيد التسوية السياسية. وقال الرئيس الفلسطيني في كلمته أمام القادة العرب:«يسعدني أن أهنئ الشعب اليمني الشقيق على نجاح حواره الوطني الشامل، وبدء تنفيذ مخرجاته، مع تمنياتنا باستكمال هذه المسيرة المعمدة بحكمة الشعب اليمني الشقيق».