الفنان صبري السقاف.. من الفنانين الشباب الذين دخلوا عالم الفن من بوابته الأصلية.. لم يكن متطفلاً على الفن الغنائي كما فعل الكثير من الفنانين الشباب.. .. آخر الأعمال الفنية التي أنجزها قبل سنوات من الآن كان الشريط الذي يحمل اسم “الرعوي نساني” وهو مجموعة رائعة من الأغنيات العاطفية التي كتب كلماتها ولحنها الفنان صبري السقاف نفسه وأداها بصوته الشجي العذب .. هذه الأغنيات هي “بن ياسين- أسعد صباح المغبّش- ورد خدك- شرد منامي- كم لي أحفك”, وقبل ذلك كان له أكثر من كاسيت غنائي ك (سالم ومسعدة) كلماته وألحانه للفنان نفسه.. ألا يستحق الإشادة وهو مؤلف رصين للأغاني وملحن جميل أيضاً؟. .. استوعب التراث وجعله الركيزة التي يقف عليها في أعماله.. لم يكن بعيداً عن الفلكلور وقوالبه الجميلة.. .. ما يميّز صبري السقاف عن غيره من الفنانين الشباب هو أنه شاعر ومؤلف لأغانيه وهي ميزة لم نجدها قبل ذلك إلا لدى اثنين أو ثلاثة من كبار الفنانين اليمنيين, فهو يترسّم خطى الكبار بموهبة متوهجة شقّت طريقها بثبات وجهد في هذا المجال.. فقبل ذلك بسنوات أتحفنا بن ياسين بشريطه الرائع “سالم ومسعدة” وهو الذي كتب أغانيه ولحّنها. .. عندما تسمع أغاني صبري السقاف تجد أنك بحاجة إلى إصاخة السمع ذلك أنه يستلهم أفكار أغانيه ومضامينها من المجتمع الريفي ومن الواقع الاجتماعي, فيعالج من خلال هذه الأغاني الكثير من القضايا الاجتماعية كما يتضح ذلك من خلال أشرطته الغنائية التي نزلت إلى الأسواق , فالسقاف ليس بحاجة للبحث عن شعراء يترجمون ما يعتمل في أعماقه من مشاعر وأحاسيس وصور , ذلك أنه صاحب موهبة فذّة توفّر عليه كل هذا العناء والتعب, فكل الخواطر والصور والمعاني والمشاعر التي تموج في أعماقه هو الأقدر على ترجمتها وصياغتها بأسلوب رقيق شفّاف, فهو يصوغ قصائده الغنائية باقتدار وبتميّز. فلا تحس وأنت تسمعها تكلّفاً أو صنعة. ولعل كثيرين ممن سمعوا أغانيه يوافقونني على هذا الرأي. .. صحيح أن الفنان صبري السقاف صاحب موهبة تتيح له فرصة التأليف والتلحين ولكنه مع ذلك قد تشرّب أغاني التراث ونهل من معينها الدافق. فالمستمع المتذوق يلحظ هذا التأثر في بعض ألحانه بل إنه ينسب بعض الألحان إلى التراث عكس الذين يتشبّثون بألحان التراث وينسبونها إلى أنفسهم. .. بقي أن أقول: إن الفنان المتألق صبري السقاف لا تنحصر موهبته في تأليف الأغاني وتلحينها فقط بل إنه شاعر يجيد كتابة القصيدة الفصيحة بأشكال مختلفة, فهو محبٌّ للفن والجمال والشعر بشكل يصعب تأطيره في هذه التناولة العجلى.. يكفي أن نقول في الختام: إن الفنان صبري السقاف فنان شامل (مؤلف وملحّن ومغنٍّ)..فهل يعي مكتب ثقافة تعز - القريب من الفنان - فحوى هذه الرسالة ويستفيد من موهبة هذا الفنان المتألق الذي وقف أكثر من مرّة على خشبة مسرح الثقافة وشدا بأجمل الأغنيات والأوبريتات في مناسبات وطنية وفعاليات فنية مختلفة؟.