إن من أسباب ما وصلنا إليه من ضياع رياضي يساهم فيه البعض من إعلامنا الرياضي اللا منصف والذي للأسف يعسكر في خندق وفق أجندة محددة بلا حيادية ولا إنصاف واضعاً في ذات الوقت العديد من معالم الفشل واللا مسئولية خلف ظهره - لا يزال إعلامنا الرياضي ينظر إلى واقع اتحاد الكرة على أنه “الغريم” الذي لا يمكن أن يصل معه إلى حل وسط لبدء صفحة جديدة لما فيه صالح اللعبة والسبب بسيط وأعتقد أنه لن يتغير مهما أبدى اتحاد العيسي نوايا خالصة وصادقة لإرضاء (الإعلام) الذي أمسى إرضاؤه غاية لا تدرك مهما اجتهد. - لن تتغير ثقافة بعض أقلامنا الرياضية و قناعتها تجاه هذا الاتحاد من كونها أقلاما جعلت منه متنفساً رحباً للنقد وتصيد أخطاء وتصفية حسابات يمكن القول أنها لا تتجاوز حدود مصالح شخصية بحتة حتى وإن كان ظاهرة الحرص على الكرة اليمنية وسمعتها إلا أن ما خفي يظل في محدوديته مصلحة لم تتحقق أو أنها انقطعت فحسب ومع هذا لا يلغي أبدا وجود ثمة أخطأ وقع فيها اتحاد الكرة وقصور لا يمكن تجاهله وإنكاره. - وهنا نجزم أن هناك إعلاما رياضيا حرا ونزيها و أقلاماً تحترم ذاتها وحبرها المسكوب على الورق لذا فهي تسعى بصدق إلى النقد بغية إصلاح الإعوجاج وتقويم الأخطاء وعدم تكرارها بالوقوف أمام الأسباب والعوامل التي ساهمت لحدوث هذا الخطأ أو ذاك كما أنها تتسم بأنها أقلام منصفة مع أي إنجاز يتحقق فتعطيه حقه من الإنصاف بمهنية نالت به تقدير واحترام الجميع. - الغريب في الأمر ما نشاهده من حملة على اتحاد الكرة وعلى شخص العيسي حتى قبل إجراء انتخابات 2014 - 2018م الأخيرة دون أن ندرك أين ذهبت حسن النوايا ومنح الفرصة لإصلاح الخلل لبداية المشوار في ظل شراكة حقيقية للنجاح ، لتجدها للأسف تعزف على ذات الأسطوانة المشروخة بلحنها النشاز مؤكدة بما يدع مجالاً للشك أن تلك العقلية المنفردة لن تتغير ولن تسمح للغير أن يعمل مادام الهدف والغاية سيظلان بعيدين عن معناهما الحقيقي الذي لا يتجاوز حدود مصطلح المصلحة. - يعرف الجميع أن الإنصاف مطلب الجميع فمن ينتقد السلبيات يناقش معها الأسباب التي أدت إليها والعوامل التي فرضت حدوثها بعين الحياد ليصبح نقداً أكثر إقناعاً بمهنية تجعل من القلم شوكة الميزان العادلة بعيداً عن مفهوم النقد الممنهج بهدف الانتقاد بشمولية والذي يفتقد للدقة والإنصاف وعدم الحيادية ويسكنه التجاهل الممقوت للنجاحات من جهة والنظرة القاصرة للجهود من جهة أخرى. - التفنن في تصيد الأخطاء وإفراد الصفحات والحلقات المتلفزة بحرقة ألم “مزعومة “ عن واقع الكرة اليمنية ومكانتها في الوقت الذي يظل البعض من هؤلاء في منأى عن بلاوي وفشل وضياع مؤلم لباقي الألعاب والأطر الرياضية الأخرى التي لازمها الفشل وكأن شيئاً لم يحدث لنطرح تساؤلا اعتباطيا :هل يا ترى هذه الطريقة التي ينتهجها البعض تعتبر صحيحة وعقلانية ومنصفة ولها القدرة في المساهمة الفاعلة في خدمة واقعنا الكروي والرياضي وإخراجه مما هو فيه للأفضل أم أن الحكاية وما فيها مجرد استبكاء لا أكثر ؟؟!! - نكرر للمرة المليون أن من لا يعمل لا يخطئ وما دام هناك عمل فلا بد أن يصاحبه أخطاء وسلبيات ولكن من باب الإنصاف لا الإجحاف أن ننظر إلى ثمة الظروف والعوامل التي فرضت هذا الوضع ورسمت معالم الفشل ولا خلاف أن اتحاد الكرة يظل له أخطاؤه لكن هل أنصفناه فيما حققه من إنجاز وما يقوم به من جهود في تسيير أنشطته الداخلية من بطولات محلية لمختلف المستويات في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها و تعيشه البلاد كوضع لم يعد خفيا على أحد ناهيك عن تلك الجهود المبذولة في إعداد المنتخبات الوطنية على اختلاف فئاتها العمرية بينما لا تزال وزارة الشباب والرياضة وحكومتنا الرشيدة بعيدة كل البعد عن هذه المنتخبات وما تحقق من إنجاز منتخب الشباب الذي لم يعطى حقه من الاهتمام وتحسن التصنيف الدولي لمنتخبنا الأول للأفضل جميعها لم يكن له أي معنا في قاموس البعض بل لا يخلق لديهم القناعة أن اتحاد الكرة حقق نجاحاً وبذل جهودا في ظل ما يعانيه من ظروف ، فلماذا لا يحترم البعض تلك الجهود وينصفها كونها جاءت من رحم المعاناة - لو جاز لنا التعبير- في الوقت الذي لم نشاهد إقامة مثل هكذا بطولات في بلدان ليست أسوء منا حالا ؟؟!! - لو تعاملنا مع الأمور بإنصاف وشفافية وحيادية لوجدنا أن ما قام به اتحاد الكرة خلال الفترة الماضية يعد مجهوداً يشكر عليه ويجب أن يوضع في خانة الإيجابيات لا أن تُجير بالسلب دون أبسط معاني المصداقية ، وهنا نتساءل وبصراحة لماذا يتجاهل البعض ما يحدث من فشل وجرائم يندى لها الجبين في أطر وألعاب رياضية أخرى ؟؟ لماذا نجد من يغض الطرف عنها وكأنها لم تكن؟؟ في الوقت الذي تظل فيه العيون مفتوحة ومرتقبة لأية كبوة لاتحاد الكرة لتسجيلها وتناولها في أقرب حلقة أو أقرب عدد ؟؟ هل هذا هو الإنصاف؟؟!! ..هل هذه هي المصداقية والشفافية ؟؟؟ - ختاماً لا بد من القول أن من أسباب ما وصلنا إليه من ضياع رياضي يساهم فيه البعض من إعلامنا الرياضي اللا منصف والذي للأسف يعسكر في خندق وفق أجندة محددة بلا حيادية ولا إنصاف واضعا في ذات الوقت العديد من معالم الفشل واللامسئولية خلف ظهره .. فالمهم اتحاد الكرة والأهم اتحاد العيسي والباقي .. شاهد ما شفش حاجة!.