كثير من الشخصيات الرياضية التي تزخر بها الأندية اليوم وخاصة من الصف الأول تشكل مرجعية غير عادية لأنديتها وبالتالي فهي محط تقدير واحترام الجميع ، تلك الشخصيات التي تتمتع بالصفات الأبوية ينبغي أن يستفاد منها في أمور كثيرة تخص الشباب وتتعلق بشئون الأندية عامة ، وأمور الشباب والرياضة خاصة. من هذه الشخصيات التي أتحدث عنها يأتي في مقدمتها الرجل التربوي والرياضي المخضرم والإداري المتمكن والعقلية الأبوية الأستاذ : عبد الجليل جازم الشوافي ، ذاكرة الطليعة خاصة وتعز عامة في المجالين الرياضي والشبابي. - والحديث عن دور هذه الشخصية في هذه السطور لن يوفيه حقه ولن نتمكن من الوفاء له فما بين أسطر تقال عنه قليلا بحق رجل ك”جازم” قدم وأفنى عمره في خدمة الرياضة والشباب من خلال نادي الطليعة الرياضي الثقافي بتعز ، هذا النادي الذي حاله اليوم لا يسر عدوا ولا صديقا ، وباءت كثير من المحاولات التي قام بها الخيرون من أبنائه من اجل إصلاح الوضع فيه وإعادة الحياة إليه وترميم الشقوق في جدرانه بالتعثر تارة ، وبالفشل تارة أخرى . - وآخر الإصلاحات كانت قبل فترة من الآن عندما تم انتخاب إدارة طلعاوية جديدة لتسيير شئون النادي وكان من بينها الرجل والأب عبد الجليل جازم الذي ظهرت حنكته وخبرته الإدارية في تهدئة كثير من التوترات يومها وتم انتخابه ضمن قوام التشكيل الإداري للطليعة في الدورة التي يسير بها النادي اليوم . - عبد الجليل جازم يظل مرجعية إدارية ورياضية لأبناء الطليعة ويظل هو من الوجوه التي يصعب تغييبها عن المشهد الطلعاوي خاصة ، والمشهد الرياضي عامة ، فله تاريخه وله دوره الريادي في الجانبين الإداري والرياضي ولا يمكن تجاهلهما ولا يمكن الانتقاص منه لأسباب قد تكون تافهة اليوم لا يستحق أن ينال كل من هب ودب من هذه الشخصية ويعمل على تصفية حسابات “خسيسة” معه لأن له موقف وله رأي مما يجري في الطليعة. - استغرب من البعض الذين يجرحون بهذه الشخصية الرياضية الكبيرة وينالون من سمعته بالقيل والقال ووو..الخ.. وكان تاريخ الرجل لم يعد يشفع عند الصف الثاني والثالث في الطليعة لاحترامه وتقديره ووضعه في المكان اللائق به في نفوسهم وواقعهم . - عبدالجليل جازم اليوم رغم العمر الطويل في الرياضة والشباب والعمل الدؤوب ليل نهار لخدمة النشء والشباب إداري ومدرب وأب ومعلم يفرض على الكل أن يرفعوا الرجل فوق الرؤوس قبل الكراسي وان يكرموا الرجل بما يليق به من التكريم وأن يستفيدوا من خبرته الطويلة حسب الضرورة والحاجة إليه . - جازم صحيح أن اليوم الحياة لن تساعده على الاستمرار في مواصلة المشوار لكن يمكن لإدارة الطليعة ويمكن لمكتب الشباب والرياضة أن يستفيد من تاريخه وتجربته الطويلة في أمور كثيرة يمكن أن تخدم الجيل الجديد والقادم من خلال التدريب الإداري والتأهيل لكوادر الأندية وتعريفها بفنون الإدارة الرياضية التي يفتقر إليها الكثير اليوم في أنديتنا بدون استثناء. - وما بقاء جازم في العمل الإداري اعتقد ليس حباً في الإدارة أو السيطرة أو فرض الهيمنة بقدر ما هو خوف وقلق على مستقبل الطليعة التي باتت العواصف تتقاذفه هنا وهناك ، وبالتالي فالرجل يخشى أن يضيع تاريخ ناد وتهدر سنوات تعب الكثير من الطلعاوية في بنائها وفي مقدمتهم جازم الذي له الرصيد الأكبر من تلك العمليات التي مر بها الطليعة طوال تاريخه الرياضي والشبابي ، ولذلك فهو يمكنه أن يرتاح ويجنب نفسه “لغلغة” البعض ضده ، والكلام الجارح الذي ينال من شخصيته ويجلس في بيته ويبعد نفسه عن وجع الدماغ وحرقة القلب . - لكن حبه لناديه وخشيته عليه جعله يظل قريباً منه ومن الإدارة التي تعمل لكي تستفيد من خبرته وتجربته الطويلة. - جميل أن تستفيد جمعية قدامى الرياضيين و تضمه إلى إدارته ويكون هو الرئيس لها ، والأجمل سيكون لو أن مكتب الشباب والرياضة استفاد من خبرته وتجربته في منحه صفة مستشار رياضي أو يتم إصدار قرار من محافظ تعز الأستاذ: شوقي احمد هائل الذي يقدر الشخصيات الرياضية ومنها “جازم” في تشكيل مجلس استشاري للرياضة في تعز وان يكون عبد الجليل جازم احد أعمدت هذا المجلس لخبرته وتجربته الطويلة في العمل الرياضي والشبابي ، وان يتم عمل برامج تدريب وتأهيل يستفاد منها في الواقع من خلال هذا المجلس. - ولكن قبل هذا وذاك أتمنى أن يكرم الرجل بالتكريم الذي يليق به وهو لا يزال على قيد الحياة وان يشعر بقيمته في الواقع وهو يتنفس هواء الدنيا ويعيش في كنف الرحمن ، تكريم جازم اليوم والشخصيات الرياضية الكبيرة في كل الأندية مطلوب وأمر ملح وتقديم خبراتهم وتجاربهم للجيل الجديد أمر أكثر الحاحاً ، ونتمنى أن يكون هناك تواصل بين مكتب الشباب والرياضة وجمعية قدامى الرياضيين والمحافظ والوزارة لترتيب مهرجان تكريم لعمالقة الرياضة في تعز ومن بينهم المربي والأب عبد الجليل جازم . عمق الهامش : - تاريخ عبد الجليل حافل بالكثير وأمام تاريخه الطويل يصعب الوفاء بحقه ، وكما نطالب بتكريمه رياضياً نطالب وزارة التربية والتعليم بأن تلتفت لهذه الشخصية وأن تمنحه حقه من التكريم وأن تعرف أن من أمثال “جازم” كثر لا تزال رواتبهم أقل مما يستحقون .. فهل من إعادة نظر في راتب هذا الرجل التربوي الكبير ؟؟