هل ترى الدائرة الأولى التي تتشكل على وجه البحيرة عندما تلقي فيها حجراً؟ بأية سرعة تلحقها دوائر أخرى أكبر وأكبر حتى ترتجف البحيرة بمساحات شاسعة .. كأنما هي تقول : يا الله ألهذه الدرجة أنا مجروحة .. هكذا يتسع جرحك .. الضربة الأولى تفتح في قلبك دائرة صغيرة .. تظن أنها توقفت عند هذا الحد .. تغفل عنها فتبدأ الدوائر الجديدة في التشكل حتى يرتجف قلبك كله .. حينها تدرك ذلك وأنت تقول : يا الله ألهذه الدرجة أنا مجروح !! نعم أنت مجروح كما لم تكن تعرف من قبل .. لكنه الجرح الذي لا يعكر بحيرة قلبك دفعة واحدة .. شيئاً فشيئاً تستيقظ على قلبك يتلوى كعصفور .. كأنما طعنات كثيرة تكالبت عليه .. لكن لا .. لا توجد سوى طعنة واحدة .. لكنها في بؤبؤ قلبك تولد حولها دوائر الألم والحزن .. وتكتسحك في لحظة موجعة. لذا لا تغفل عن الضربة الأولى .. انحني على جرحك وتألم كما ينبغي لك .. وقل لليد التي ضربت .. لقد أوجعتني .. لن تؤلمك إلا يد صديقة .. أودعتها قلبك أمناً .. وكنت تظن أنها الرحيمة الأمينة عليه .. لكنها ضربت وبقسوة .. وقبل أن تعتذر لك , قدمت لنفسها تبريرات أكثر قسوة .. لقد أصبحت أنت الضحية والجلاد .. وكأنما تقول لك : أنت تستحق ذلك .. لكني لم اقصد!! وإذا بك تسقط في دائرة العتب .. لكن طعنة قلبك في اتساع .. احذر لا يجدي انه أوقعك في الفخ .. وأقنعك بأنك السبب .. ستتعملق أوجاعك حتى يضج من صوتها قلبه .. وحينها سيدرك أنك مجروح .. لكن آنذاك .. سيكون الوقت قد مر , و الفرصة قد ضاعت .. وستكون المزهرية المشروخة قد قتلت كل الزهور التي فيها .. وماتت زهرة الحب الجميلة. المزهرية المشروخة للشاعر الفرنسي سلي برودم : نقرة خفيفة من مروحة يد ..كانت كافية لكسر شظية صغيرة من هذه المزهرية ..التي تذوي فيها الأزهار.. الآن لم تحدث النقرة صوتاً .. ولكن شرخاً ضئيلاً كشعرة .. لا يكاد يرى .. بدأ ينمو ببطء في جدار المزهرية وتسرب الماء ببطء .. وجف النسغ الحيوي .. في سويغات الورود الآن لم يعد أحد يجهل .. كلهم يقول: (لا تلمس إنها مشروخة) كثيراً أيضاً ما تنقر اليد التي يحبها المرء .. نقرة خفيفة على القلب .. وتجرحه.. وبعد ذلك يتمدد على القلب ببطء .. شرخ خفي .. وتموت زهرة الحب الجميلة.