ميّز الله المسلمين عن غيرهم بأعيادهم، فعيد الفطر أول أعياد المسلمين والذي يحتفل في أول يوم من أيام شوال، فيه تتجدّد الأفراح وتدخل البسمة إلى كل قلب مسلم فيه حصد عطاء رمضان من قيام وخشوع وتسبيح وتكبير. يُعد تاريخ سنة الثانية للهجرة واجباً يكتب في تاريخ الإسلام صيام رمضان ويليه عيد الفطر ليحتفل فيه المسلمون في الإسلام ويحرم صيامه ومدّته شرعاً يوم واحد فقط ومن بعده صيام الست من شوال المعروفة نبوياً، فقد روى أبوداود والترمذي في سننه أن النبي محمد قدم إلى المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبدلكم الله بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم الأضحى». ومن بشائر إسلامنا أن جعل دفع الزكاة قبل شروق شمس العيد تجسيداً عظيماً لروعة الإسلام وإشراك الجميع في الفرحة ومساعدة المحتاجين لنجسّد بذلك أجمل صور التآخي والتراحم لتعم الفرحة في كل بيت من المجتمع الإسلامي ليؤدّون صلاة العيد بعد الشروق بثلث ساعة ويتبادلون الشعائر الاجتماعية لكل منطقة بحسب العادات والتقاليد. ويعد هذا جزءاً من الهوية الثقافية والتراث الخاص حسب ما تتمتّع به كل دولة وإقليم ومنطقة عن غيرها، فيتم تبادل التهاني وصلة الأرحام. فتتجلّى الكثير من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية وتتقارب القلوب على الود، وتشعّ بشائر الفرحة والسرور في القلوب ويجتمع الناس بعد افتراق، ويتصافون بعد كدر، فنجد الكل يغنّي على ليلاه وبحسب طقوسه الخاصة. فالبعض يظهر السرور بالغناء والضرب بالدف واللعب واللهو وهذا مباح في ديننا ومجتمعنا الإسلامي ومبرّر بأحاديث نبوية منها رُوي عن عائشة قالت: «إن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها في يوم فطر أو أضحى، وعندها جاريتان تغنيان، فقال أبوبكر: أمزمار الشيطان عند رسول الله..؟! فقال النبي: “دَعْهما يا أبا بكر؛ فإن لكل قوم عيداً، وإن عيدنا هذا اليوم». وفيه دليل على أن لكل عصرِ ومكان أهواء في العادات والتقاليد في أفراح الأعراس، فالبعض يطلق الرصاص الحي المتطايرة التي لا تسمن ولا تغني من فرحة وربما تحوّل الفرحة إلى خيبة فرح وانتهاك أرواح بشر بريئة جاءت تشارك الفرحة فكانت الضحية لها. فمرحباً بك أيها الزائر المرغوب فيك، مرحباً بعيد المسلمين، عيدكم مبارك، أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة، وأمدّنا الله وإياكم بالصحة والعافية.