احتشد الملايين من أبناء الشعب اليمني أمس الجمعة في الساحات والميادين العامة بأمانة العاصمة وعموم المحافظات لأداء صلاة جمعة «معاً من أجل اليمن»؛ دعماً للاصطفاف الوطني الذي دعا إليه الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - ورفضاً للعنف والتمرد والخروج عن الإجماع الوطني، وتلبية للدعوة التي وجهتها هيئة رئاسة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية. وتناول خطباء الجمعة في الساحات والميادين العامة أهمية اصطفاف جماهير الشعب اليمني على قاعدة «الثوابت الوطنية» المتمثلة بالنظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية ومخرجات الحوار، والوقوف صفاً واحداً ضد أية أعمال أو ممارسات خارجة عن النظام والقانون أو دعوات للعنف والفوضى، وكذا التصدي لمحاولات جر الوطن إلى جحيم الصراعات وسعير الحروب العبثية والإفساد في الأرض. ولفت الخطباء إلى أن حفظ أمن الوطن واستقراره وسلامة أبنائه مقصد شرعي عظيم وواجب ديني على عامة المواطنين.. موضحين أن ما نشهده من مظاهر مسلحة في مداخل العاصمة صنعاء خارجة عن الإجماع الوطني وتشكل تهديداً لأمن واستقرار الوطن، وتنذر بجر الوطن إلى منزلقات خطيرة. ودعا الخطباء جميع أبناء الوطن وقواه السياسية ومكوناته الاجتماعية إلى تغليب منطق العقل والحكمة، ومواصلة السير على نهج الحوار والوفاق خير من الانزلاق إلى ويلات الاختلاف والعنف والشقاق.. مؤكدين أن أبناء اليمن منذ العام 2011 جسّدوا حكمتهم عبر الحلول السلمية التي حمت وطنهم وشعبهم من جحيم الصراعات التي انزلقت إليها دول شقيقة وأصبحت تعيش لعدة سنوات في براكين الفتن وبحور الدماء ودوامة العنف دون أن يتمكنوا من الخروج منها حتى الآن. ونبهوا من أية محاولات لتغذية بذور الفرقة والشتات والتنازع والخصام بين أبناء وطننا الواحد الموحّد، والتي لا تفضي إلا إلى التقاطع والكراهية وبتر حبال المودة، مما يدفع بأبناء الوطن إلى فوهة بركان التناحر والفتن.. موضحين أن الدين الإسلامي الحنيف يحث على التوحّد والاصطفاف والخروج من حبال الخصام والشقاق، وأن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم أكد أن يد الله مع الجماعة، وأن من شذّ شذّ في النار. وأشاروا إلى أن مخرجات الحوار مثلت الحلول الصائبة والتوافقية لمختلف القوى والمكونات الوطنية لكل قضايا الوطن، وكذا رؤيتهم المستقبلية الصائبة لبناء اليمن الجديد ودولة النظام والقانون والعدالة والمساواة، الدولة المدنية الحديثة التي تلبي تطلعات كافة أبناء الوطن وتضمن لهم المستقبل الأفضل والتوزيع العادل للثروة والمشاركة الفاعلة في صنع القرار وفي إدارة شؤون الحكم من خلال النظام الجمهوري الديمقراطي لليمن الاتحادي. معتبرين أن حماية المكتسبات الوطنية وفي مقدمتها النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية ومخرجات الحوار واجب ديني ووطني على جميع أبناء الوطن، وكل من يحاول المساس بها سيجد أبناء الوطن يصطفون لمواجهته. وعقب الصلاة رددت الحشود الملايينية الهتافات المعبرة عن رفضها المطلق للعنف والفوضى، وتمسكهم بالثوابت الوطنية المتمثلة بالنظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية، ووقوفهم صفاً واحداً مع القيادة السياسية. ورفعت الحشود اللافتات المعبرة عن وقوفها إلى جانب الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي؛ من أجل اليمن، ورفضها لكل دعوات الفتن والتحريض وأعمال التخريب والتهديد وحصار المدن، والإسراع في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي يعد سفينة نجاة للوطن والمواطنين وعزة ووحدة وكرامة اليمن.