تقع قرية الهجرة بالقرب من مدينة مناخة، وهي عبارة عن قرية محافظة على طابعها المعماري القديم لا يقلُّ ارتفاع منازلها عن ثلاثة أدوار متلاصقة بعضها ببعض تكوّن حصن الهجرة، وهي تقع على حافة هضبة شديدة الانحدار تشكّل سوراً طبيعياً لها، ولا يمكن الدخول إليها إلا عبر بوابة واحدة رئيسة. ومنازل قرية الهجرة تعود إلى فترة حكم الدولة الصليحية، قوام بنائها الأحجار المهندمة المبنية بمواد محلية غاية في الجمال والروعة تطلُّ على مدرّجات زراعية، كما يوجد في داخل القرية «360 مدفناً» للحبوب ويؤمّها السياح القادمون إلى اليمن، كما يتوافر فيها عدد من خدمات الإيواء والإطعام السياحي. وتقع مدينة الهجرة على بعد 5 كيلومترات غرب مدينة مناخة التي تبعد «115كم» من صنعاء، وترتفع 2,200 متر عن مستوى سطح البحر، ولذا فالقرية تعانق الضباب على هذا الارتفاع لتبدو كما لو كانت فوق السحاب، وتم بناؤها بهذا الشكل على هضبة شديدة الانحدار لتكون حصناً منيعاً يصعب اختراقه، حيث لا يوجد لها سوى مدخل واحد كما في الصورة بالأعلى. والمدهش هو أن تاريخ بناء هذه المدينة يعود إلى أيام الدولة الصليحية في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين، ويصل علو منازل قرية الهجرة إلى ما بين 4 و5 طوابق، ما يجعلها ضمن أقدم ناطحات السحاب التاريخية كمدينة شبام، وتتميّز هذه المباني بنمط معماري مميّز، ويسكن اليوم ما يقرب من 500 شخص في هذه القرية التي يزورها عددٌ كبيرٌ من السيّاح المحبّين للمغامرة.