بدأت أمس بالعاصمة البلجيكية بروكسل أعمال مؤتمر «العدالة التصالحية» في اليمن الذي تنظمه الشبكة الدولية للحقوق والتنمية، بالتعاون مع المركز الوطني لحقوق الإنسان وتنمية الديمقراطية، بمشاركة واسعة من ممثلي الأحزاب والأطراف والقوى والمنظمات الدولية وخبراء دوليين متخصصين في حل النزاعات. يناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام جملة من المواضيع المتعلقة بالعدالة التصالحية في اليمن، وتحقيق المصالحة الوطنية، ووضع خارطة طريق للسلام والمصالحة. وفي افتتاح المؤتمر أكد القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء نائب رئيس الوزراء وزير الكهرباء المهندس عبدالله محسن الأكوع أهمية هذا المؤتمر في التأسيس لعمل يحقق المصالحة الوطنية عبر العدالة التصالحية؛ لتجنيب اليمن المزيد من الصراعات والأزمات والنزاعات المسلحة، وما تسببه من مآسي وكوارث، وللخروج باليمن من الأوضاع الصعبة التي تمر بها إلى آفاق المستقبل المنشود. وأشار إلى حرص القيادة السياسية بزعامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، على ألاّ تنساق اليمن إلى المجهول؛ من خلال العمل مع الجميع لإخراج اليمن من أوضاعها، والانطلاق لبناء الدولة اليمنية الجديدة المبنية على العدالة والمساواة والشراكة في الثروة والسلطة. ولفت القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء إلى أهمية دور الجميع في أن يكون هذا اللقاء منطلقاً لمرحلة جديدة جادة لبناء اليمن الجديد، بعيداً عن الإقصاء والتهميش، وعلى قاعدة «لا غالب ولا مغلوب».. داعياً الجميع إلى طي صفحة الماضي وعدم الالتفاف إلى الوراء، والنظر إلى المستقبل، والتنفيذ الدقيق لاتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقعت عليه كافة الأطراف والمكونات والقوى السياسية؛ باعتباره يمثل مخرجاً آمناً لتجاوز التحديات والصعوبات القائمة لتلبية تطلعات وآمال كافة أبناء الشعب اليمني في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة.. وتطرق إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه اليمن في مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية، وأهمية استمرار الدعم الدولي لليمن في هذه المرحلة لمواجهة تحديات البناء والتنمية خلال المرحلة القادمة.. مثمناً جهود الشبكة الدولية للحقوق والتنمية والمركز الوطني لحقوق الإنسان وتنمية الديمقراطية في تنظيم هذا المؤتمر الهام. من جهته أوضح رئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان وتنمية الديمقراطية رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أحمد العيسي أن هذا اللقاء الذي يأتي في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن يفرض على كافة القوى والمكونات السياسية والفعاليات الاجتماعية والشعبية الوصول إلى رؤية جامعة تخرج بالوطن من هذا المأزق الذي سيهدد في حالة استمراره أمن البلاد واستقراره. وأشار إلى أن هذا اللقاء يهدف إلى الوقوف أمام مختلف القضايا والمواضيع المتعلقة بالمصالحة والعدالة التصالحية، والخروج بنتائج لتمكين أبناء اليمن من تجاوز جراحات الماضي وآلامه وتشوهاته وإخفاقاته، والانطلاق نحو مستقبل يتجسد فيه الوئام والالتحام، وتتهيأ فيه الفرص لنهضة شاملة في البلاد.. وقال: «أنتم في اليمن مطالبون وبقدر ما تحليتم به من شجاعة وتصميم فأنقذتم البلاد من الوقوع في الهاوية وأتون الصراعات الدامية بالتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي أسست وأقرت تشكيل حكومة وفاق وطنية وانتخابات رئاسية تكللت بانتخاب الأخ عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية بإجماع اليمنيين، كما أجريتم حواراً وطنياً ووقّعتم.