هذا المساء تدغدغ أصابعك شاشة امرأة تسكن الموبايل هناك على الضفة الأخرى من البحر ... تشرح لها نظرية .. عن طقوس الصلاة في عينيها و عيون أخرى. تترصد تحركاتك عبر الواتساب ...متصل ... غير متصل آخر ظهور ... هذا المساء.... يصارع سكون الليل صوت الأمنيات .. حبيب ترك أحبته عند أعتاب الفجر.. أب يودع أطفاله في ثبات مهيب.. دمعة مكبلة بعين امرأة تنتظر.. لحظة انعتاق.. هذا المساء.. يقد الحزن من وجهي ملامح الضوء.. يحصد الضحكات من وجه الربيع.. يجلس على طاولة النحيب.. ينسج من خيط الشك خيطاً لليقين.. حتى يعيد إلي صورة غابت في صفحة النهر.. هذا المساء ... لا شيء يعلو حزني ولا قمراً يشاكس نافذتي الوحيدة ... ولا وجه أبي يدنو من قلبي المنهك بالغربة.. هذا المساء يتسلل صوت أمي في ذاكرتي وحيداً يمنحني بعضا من دفء قلبها أداري به خذلان من استباحوا العمر أغان للغياب ...... هذا المساء.. يجلس عازف عود أصم.. يسمع صوته في عيون السكارى والمريدين.. حتى يعيد رجع الصوت أمنية.. وبعض تراتيل .. هذا المساء.. لا مرآة تحمل صورتي المثقلة بالحزن.. ولا ظل يرسم ما بين الضلوع.. لا الضوء يشتاقه الظلام.. ولا مرسى ينتظره السفين.. حيث الحياة بلا مدن ولا شطآن.. هذا المساء .. لا فضاء يستوعب تفاصيل قامتي وذاكرتي المثقوبة تتمدد على فراشي ....تستبيح ما تبقى من سكوني ... وجوه ترسم جدار غرفتي ... وجه أبي ...وجه جدتي ..وجه حبيبتي ..... أتحسس وجهي قبل أن ينصهر في الجدار ... هذا المساء.. يجلس عازف عود أصم.. يسمع صوته في عيون السكارى والمريدين.. حتى يعيد رجع الصوت أمنية.. وبعض تراتيل .. هذا المساء .... أتردد لمرات عديدة أن أبوح لصديقتي “نانسي” بأم البنين ... من تسكن رائحتها فرش اغترابي كيف تجتاحني عالما افتراضياً وتستبيحني رغبة للفراغ... هذا المساء ... وما أدراك ما هذا المساء هذا المساء مسافااااات طوال .... وحزن مقيم .... هذا المساء يأتي من حزنك الأصدقاء ينكئون القلب ... ويشرعون في إطلاق .. رصاصة الرحمة ويلوذون في الحضور رغما عنك.. مساء يسكنه الأنين.. ينتظر الفرح المخبأ بالسماء.. عسى أن يسكب الإله فرحة غابت عن وجوه الأتقياء.. مع المطر.. صباحكم ورد????