- يقولون: إن الوصول للقمة ليس صعباً .. بل كيفية المحافظة عليها هو الأصعب .. وأنا أضيف فوق ذلك وأقول: فما بالكم بالذي يصعد إلى القمة ويختفي 4 سنوات، ومن ثم يعود إليها بقوة ويحافظ عليها لعامين متتاليين .. فهذا أصعب من الصعب بالنسبة لي. - هذا ما قام به النجم البرتغالي كرستيانو رونالدو الذي عاد إلى التربع على زعامة الكرة العالمية بعد أن تسيّدها الأرجنتيني ليونيل ميسي 4 مواسم مقابل واحدة للدون، لكنه عاد من بعيد وحقق لقبين متتاليين آخرهما مساء أمس الأول بحصوله على لقب أفضل لاعب لعام 2014م ، ليصبح على بعد لقب واحد مما حققه ميسي بعد أن كان يتخلف عنه بفارق 3 ألقاب .. وبهذا يعطينا الدون درساً مهماً في الإصرار والمثابرة وعدم اليأس مهما كانت الظروف وقوة المنافس. - من سيقرأ ما ذكرت سابقاً، خصوصاً بعض المتابعين المتعصبين لفريق برشلونه ومحبي ميسي سيقولون إنني متفاخر بما حققه كرستيانو ومستخفاً بعدم استطاعة ميسي على التتويج باللقب.. أنا هنا أتحدث عن المتعة والإثارة التي نعيشها في عالم أساطير كرة القدم بسبب هذان النجمان اللذان يسحراننا بتحطيمهما للأرقام ويجعلان النقاد والمحللين والمتابعين يختلفون في من يستحق لقب أسطورة كرة القدم؟. - أعتقد أن المقارنة بين (ميسي ورونالدو) واقعيه،لأنهما يلعبان في نفس الحقبة الزمنية ، ويحظيان بنفس الإمكانات والتسهيلات الفنية والتغطية الإعلامية، والمال الكثير الوفير، والأهم من هذا كله المد الجماهيري الجارف. - هنا يكون الاختيار منصفاً ولا يوجد في معايير التفضيل بينهما أي خلل كما هو موجود في المقارنة بين الجوهرة السوداء إدسون آرانتس دو ناسيمنتو المعروف ب(بيليه) والأرجنتيني دييغو ارماندوا مارادونا اللذان لعبا في حقبتين مختلفتين تجعل البعض ممن عايشوا زمن بيليه يصفونه بالأسطورة الأول حتى الآن .. والبعض الآخر ممن تابعوا زمن مارادونا ينصبونه أفضل لاعب في تاريخ المستديرة. - وبعيداً عن المقارنة ومن هو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم منذ نشأتها .. نحن محظوظون لأن رونالدو وميسي موجودان في هذا الجيل .. وبتواجدهما معاً تتحطم الأرقام .. ويتساقط المنافسون، وتزداد متعتنا نحن المتابعون. [email protected]