شارع ممتلئ بالضجيج وقوالب الضجر تومئ إليه في المساء من نافذة مطفأة ومنها يتراءى شبح لإنسان يتخفّى كالصوص خلف المركبات تصفعك الذكريات وخز السنين بشاعة الحنين والروتين وأنت تسير وحيداً في عالم العُزلة الصغير صيّرتك الكآبة بركان كلما غلت حممه صوب الانفجار هد كلما أوغلت في الكلام بتر الصمت اللسان وهذي الابتسامات المتدحرجة إلى بحور الأحزان لأن المدن باتت سجوناً ومقاصل للموت بالمجان ولأن السماء في عينيك سطح اسمنتي بلا ألوان بلا ألوان