تشهد الساحة اليمنية عموماً ومحافظة تعز تحديداً حراكاً تدريبياً مستعراً يتمثّل في تزايد أعداد البرامج المتخصّصة في إعداد المدرّبين، بعض تلك البرامج يشبه إلى حدٍّ كبير عملية «سلق بيض» كما يصفها المختصّون في المجال التدريبي، وهو ما يؤثّر سلباً على مخرجات المدرّبين. إلا أن عدداً من الكيانات المجتمعية والمؤسّسات والمنظمات أخذت على عاتقها تتجويد عملية إعداد المدرّبين التي انتشرت برامجها في طول البلاد وعرضها، بل حتى خارج حدودها، وعملت تلك المؤسّسات والمنظمات على إخضاع الراغبين في الحصول على شهادات تدريب على تلبية عدد من المتطلّبات التي لا تقف عند حد مجرد الحضور أو المشاركة في برنامج إعداد المدرّبين، من هذه المنظمات كانت المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع NODSYEMEN، حيث تواصل المنظمة حالياً متابعة المشاركين في الدورة الأولى من برنامج تدريب المدرّبين TOT، والتي نفّذت قبل أيام ضمن البرنامج الشامل لإعداد المدرّبين CTTP، بمشاركة أكثر من 40 متدرّباً ومتدرّبة. وقال المدرّب شوقي القاضي إن برنامج CTTP سيستمر قرابة ثلاثة أشهر، وهو برنامج تدريبي نوعي، يُعنى ب «إعداد المدرّبين» من خلال مكوّنات معرفية ومهارية، بحثية وتطبيقية تحت إشرافه وفريق من المدرّبين المحترفين. ويهدف البرنامج إلى إعداد مدرّبين ومدرّبات قادرين على إدارة العمليات التدريبية وتحقيق أهدافها المعرفية والمهارية والوجدانية، ويتكوّن البرنامج من (4) مكوّنات رئيسة، لا يحصل المُتَدَرِّب على شهادة البرنامج إلا باجتيازها جميعاً، بمعدّل لا يقل عن «جيِّد» تتمثّل في عدد من المتطلّبات العلمية. ومن هذه المتطلّبات الأبحاث النظرية، حيث يقدّم المُتَدَرِّب أبحاثاً علمية نظرية في مواضيع تدريبية، ومن المتطلّبات أيضاً المشاركة في الدورة التدريبية ومدّتها (6) أيام بمعدّل 30 ساعة تدريبية، بالإضافة إلى الجلسات التطبيقية التي يقدّمها المُتَدَرِّب أثناء الدورة التدريبية بما لا يقل عن 15 دقيقة لكل مُتَدَرّب، ومن المتطلّبات أيضاً دورات ميدانية، وهي عبارة عن الدورات التدريبية التي يُنفِّذها المُتَدَرِّب كمشروع لتخرُّجه من البرنامج، وأقلّها «دورتان» تدريبيتان، ينفّذهما المُتَدَرِّب، بما لا يقل عن 18 ساعة تدريبية عملية لعدد من المتدرّبين والمتدرّبات لا يقل عن 30 شخصاً، ويخضع المدرّب فيهما لتقييم مزدوج من المشرفين على البرنامج وكذلك من المستهدفين في هذه الدّورات.