بدأ إعلانه عن حملته بوصف «يوم للفن وللإنسان» ثم أتم كلامه: لأن التغيير باللون جزء مما نحتاجه هذه الأيام التي نمر بها في ظل هذه الأوضاع والظروف القاسية، وكتذكير بدور الفن في إحياء قيم الجمال والتسامح ولخلق لحظات مبهجه، سننزل إلى الشارع في يوم واحد للرسم المفتوح على الجدار الجنوبي لأرضية دولة الكويت المقابلة للسفارة الليبية, شارع حدة, في ال9 صباحاً من يوم الأحد 15 مارس 2015. الألوان والجدران تنقصها أرواحكم, فشاركونا أنتم/ن وأطفالكم/ن في هذا اليوم لنرسم سوياً جنباً إلى جنب لأجل الحياة., هكذا هو الفنان المبدع مراد سبيع صاحب فكرة حملة الرسم الجدران والتي تزامنت مع الاحداث التي تمر بها اليمن فأعادت للحياة شيئا يشبهها وعبر فرشاة الوان ننسى مآسينا ونتسامح ، هاهو يعود لرسم الحياة من جديد عبر حملة "يوم للفن والانسان" يقول مراد سبيع في حديث خاص: قالت الباحثة الأرجنتينية في علاقة الفن بالسياسة، أناهي الفيسو مارينو، في إحدى مقالاتها: "لقد مثلت الجدران التي رسم عليها الفنان اليمني مراد سبيع ورفاقه امتدادا لساحة التغيير، امتدادا لمشاركة الشارع في السياسة التي بدأت في مطلع العام 2011." في مثل هذا اليوم قبل 3 سنوات، عندما بدأت حملتي "لون جدار شارعك"، داعياً اليمنيين واليمنيات لتلوين جدران شوارعنا التي شوهتها رصاصات وقنابل المتحاربين في آنذاك، لم أكن أعلم أنني "اناضل في السياسة"، بل العكس هو الصحيح. لقد كنت أناضل ضد السياسة التي صوبت فوهات بنادقها على جدران شوارعنا وعلى جدران نفسياتنا أيضا. وفي الحقيقة، لم يكن لحملة "لون جدار شارعك" وما تلتها من حملات "الجدران تتذكر وجوههم" و"12 ساعة" أن يكون لها أية علاقة بالسياسة بشكل عام، وبسياسة الشارع على وجه الخصوص، لولا توفر عامل أساس هو مشاركة الناس. مشاركة الناس هو أمر يصعب التعبير عنه، ولكن يمكنني القول- باختصار، أن مشاركة الناس في حملات الرسم على الجدران هي الوجه المغاير تماما لوجه السياسة التي نشاهدها على قنوات التلفزيون وأوراق الصحف وصفحات الانترنت وملامح شوارع العاصمة والمدن. مرت ثلاث سنوات على حملة "لون جدار شارعك"، وخلال هذه الثلاث السنوات مرت اليمن بأصعب مراحل التحول السياسي كان آخرها أحداث العنف والتوتر السياسي التي يشهدها اليمن منذ سبتمبر 2014. كابد اليمنيون واليمنيات الكثير من منغصات العيش وعدم الاستقرار والأمن منذ 2011 وإلى اليوم، وقابلوا تلك المنغصات بالتفاؤل حينا وبالتشاؤم والاستسلام حينا آخر. وبالنسبة لي أنا المواطن العادي الذي لا يفهم كثيرا في كثير من الأمور بما في ذلك الرسم، كانت مشاركة الناس في حملات رسم لي وللأصدقاء مثل حملة "كتاب مفتوح" للصديق تمام الشيباني، وحملة "كاريكاتير الشارع" للصديق ذي يزن العلوي، بمثابة المؤشر الدال على مقاومة وتفاؤل اليمنيين واليمنيات في تحقيق حلمهم ببناء دولتهم المدنية. في يونيو 2014، قبيل دخول اليمن في واحدة من أصعب تغيراتها السياسية وأكثرها عنفا وحدة، انتهت حملة "12 ساعة". منذ ذلك الوقت، وعلى الرغم من عدم توقف أنشطة المشاركة في الرسم على الجدران، إلا أن الناس قد شغلت بمتابعة تطورات أحداث سبتمبر 2014، وأصبحوا يعيشون تحت قبضة التوجسات والتنبؤ بالمجهول داعيين الله بتسريع الفرج. ووسط هذه الظروف غير المناسبة، صادف اليوم ال 15 من مارس 2015 أن يكون الذكرى الثالثة لانطلاق حملة "لون جدار شارعك". في أول الأمر، ترددت باطلاق الدعوة لاحياء الذكرى الثالثة للرسم على الجدران، لقد كنت خائفا من أن الأحداث الأخيرة قد أكلت ما تبقى للناس من مقاومة وتفاؤل، أو هكذا خيل لي. لقد كنت مخطئا، وأعلنت الدعوة للمشاركة بالرسم على الجدران يوم 15 مارس 2015 تحت عنوان "يوم للفن والانسان. وبعد الإعلان عن مكان وموعد الرسم، تقدم الأصدقاء والصديقات الأوائل الصفوف في الموعد ككل مرة عهدتهم فيها منذ ثلاث سنوات. كان معهم آخرون كثر من شباب وشابات وأطفال وطفلات، رجال ونساء وحتى شيوخ. وجوه كثيرة قدمت الى الجدران اليوم لترسم وأخرى لتشارك بالنقاش أو بالمشاهدة. وجوه كثيرة وأياد أكثر وألوان لا تحصى والجدار كان واحدا، جدارك يا بلدي. نعلم أن عمر صوت الرصاص والقنابل على جدار بلدنا أقصر بكثير من عمر الألوان على نفس الجدار، وأن الوجوه التي قابلته اليوم بالفرشاة كانت أجمل من الوجوه التي قابلته بالرشاش وأن أيادينا التي لمسته كانت أحن وأرحم. ثق يا وطني، أنه وفي كل مرة تحاصرنا جدران أخرى غير جدارك، سنلجأ اليك، سنلجأ اليك ولو مرة في السنة.. جزيل شكري وفائق تقديري واحترامي لكل من شارك وشاركت في فعالية الرسم على الجدران. شكر خاص وود خالص للأطفال والطفلات. عشتم جميعا منبعا للفن والانسان.