كانت تحمل ملامح الشخصية القوية والجمال الناضج والنرجسية المترفة بالكبرياء وكان جمالها هو رأس مالها.. لها رغبة في المستحيل لاتنطفئ.. لكنها أيضاً شرسة كاللبوة.. تحمل الكثير من صفات جينات الغاب.. ذلك الجمال الشرس وتلك القدرة على الإغواء كان لهما ماض لايعلمه أحد.. تغنجت على قلوب الرجال.. واحداً تلو الآخر.. لايعجبها بخل الأول فتطلب إليه تطليقها.. فيطلقها وهو يذرف الدمع كنساء الجنائز.. ثم تشهر أسلحتها كاملة وهي تتبختر بزهوٍ عانية..توقع هذا بغمزة وتسكر ذاك بهمسة لكنها لاتنطرح أبداً فهي تضعهم جميعاً تحت مجهرها وبعد أن تغربلهم بسخاء تلتقط بأطراف رمشيها رجل المرحلة إلى أجل معلوم.. في تلك المرة التي كانت تتسكع فيها بنَهَم بين هذا وذاك راق لها رجل ذو حصانة.. سليل عائلة سياسية.. من أولئك الذين يكتفون بالنظر إلى البشر عبر زجاج نوافذهم.. وهنا بالذات لم تستخدم إلا أسلحة بيضاء ناصعة مخضبة بالغواية لتقع هي قبل أن يقع الرجل فريسة في شراكها.. وقعت في حبه ولم يكن قلبها قد جرب الحب بعد.. لم تجرب أيضاً أن تعيش آمنة مطمئنة ولم تذق وقد أصبحت امرأة ثلاثينية لم تذق عنف الحب وصدق العطاء الذي تخفيه حناياه.. كانت تشتري بجمالها مالايستطيع أن يشتريه رجل بعقله وفطنته.. وبعد أن وجدت ضالتها في ذلك المتسربل بالوهج بدأت رغبة الابتذال تتضاءل في داخلها وتراجعت عن نزوة الايقاع بضحايا اللحم الأبيض.. أقسمت أن تعيش في كنفه راضية قانعة.. وأن ترمي ماجمعت يداها خلال سنواتها الماضية بين يدي الغفران وأن تقاسم رجلها ترف الحياة وشظفها نارها وصقيعها.. داؤها ودواؤها.. هو ماتجيده النساء عادة لكنها لم تعه من قبل فقد تربت أن يكون بيتها عقلها وشرعها قلبها هكذا تتربى تلك الصغيرات في أحضان زوجة الأب.. إنها البذرة التي حملت صفات النقاء واللذة. مزيداً من التفاصيل... الصفحات اكروبات