بعد توقيع اتفاقية ثنائية بين المتحف الوطني ومتحف اللوفر الفرنسي يعرض في الأخير تمثال أثري من اليمن مصنوع من البرونز يعود تاريخه تقريبا إلى القرن الخامس قبل الميلاد. التمثال الذي ظلَّ طويلاً مستلقياً بين أربعة جدران داخل حجرة ضيقة بأحد مخازن المتحف الوطني بصنعاء - بعد اقتنائه من منطقة الجوف ضمن مجموعة من القطع الأثرية القيمة بقيمة 50 مليون ريال منتصف 2004م- توجه الاثنين الماضي إلى متحف اللوفر ليخضع لعملية تجميل وترميم واسعة تستمر في باريس حتى نهاية مايو القادم يعرض بعدها في اللوفر إلى أكتوبر من العام القادم 2007م قبل عودته إلى اليمن. سيعرض التمثال -الذي يضاهي من حيث الأهمية التاريخية والجودة والنوعية تمثال " معدي كرب آيل وتر" وهو أحد ملوك اليمن السبئيين- مع نتائج التحليل التي ستبين تاريخه ومختلف المعلومات المتعلقة به. خبيرة الآثار السيدة ملرين باريت التي تعمل في القسم الثقافي بالسفارة الفرنسية قالت في مؤتمر صحفي اليوم أن عرض القطع الأثرية في اللوفر يعد ترويجا للآثار اليمنية التي لم يرها أحد من قبل في الخارج وحتى في متحف اليمن لأنها كانت مخزنة . الاتفاقية مع متحف اللوفر- المقرر زيارة رئيس مجلس إدارته اليمن مطلع العام القادم - مدتها خمس سنوات يحدد كل عام الموضوع الذي سيتم العمل فيه كما سيتم تدريب يمنيين ضمن البرنامج على ترميم الآثار. وأوضحت باريت أن ترميم التمثال سيظهر الكتابة المخفية فيه لتحديد تاريخه قائلة إن ملامحه تدل على أنه إغريقي بخصوصية يمنية. باريت قالت إنها فخورة بإقناع اللوفر بعرض قطع يمنية حيث لم يكن فيه سوى مخطوطات من اليمن ملفتة إلى أن الدور الأكبر في قبول اللوفر هذه الفكرة يعود إلى السيدة فرانسوا ديموجين مسئولة تاريخ الشرق الأدنى بمتحف اللوفر التي ساعدتها على ذلك. هذا التمثال وغيره يدل على أن اليمن من الحضارات القديمة الغنية كحضارة الرافدين والفراعنة لكن المؤسف حسب ماريت أن تستخرج هذه الآثار عن طريق المهربين وليس عن طريق العلماء المتخصصين الذين يمكنهم من خلال مكان استخراج التمثال معرفة الكثير عنه . وفي حين أشارت إلى أن أعمدة مأرب الأثرية تركت قائمة لعدم القدرة على حملها في إشارة إلى تهريب الآثار دعت ماريت إلى الحفاظ على آثار اليمن وعمل برامج توعوية في مختلف وسائل الإعلام للحفاظ عليها قائلة إن على اليمن مسئولية حماية ذاكرة الجزيرة العربية لأنه غني بالآثار . وأشارت ماريت في حديثها عن آثار اليمن أنه سيتم لاحقا ضمن التعاون مع اليمن وضع مناطق أثرية محمية وستقام حفريات علمية منظمة،وقالت لوكانت المتاحف العالمية تمتلك أمنا كاللوفر لأمكن تبادل القطع بينه وبين اليمن. وتحدثت ماريت عن اتفاقية متعلقة بالآثار ستمكن اليمن بعد توقيعها من ملاحقة واستعادة آثاره التي تهرب.