قد يستغرب البعض وجود اسم تعز قبل كلمة ذمار في نهاية العفوان لأن تعز المعروفة بين الناس لاتشير إلا لمحافظة تعز ولهم الحق في ذلك لكنا نؤكد أن تعز هنا هي قرية صغيرة تقع في مديرية المنار بمحافظة ذمار والتي وقعت في نطاقها جريمة بشعة لاتزال تداعياتها تتوالى حتى اللحظة رغم مرور أكثر من 15 يوماً على وقوعها ودوافعها الرئيسة أو المقنعة على الأقل لاتزال هي الأخرى طي الكتمان وتزداد غموضاً في ظل فرار الجناة الخمسة بعد ارتكابهم الجريمة أو الجريمتين على الوجه الصحيح من يد العدالة. وما يدعونا إلى هذا التخمين هو إنفراد هذه الجريمة بعنصر هام وملفت قد لايتوفر فيما شاكلها من الجرائم فهناك الكثير منها يدعو الفاعل أو الفاعلين إلى الندم على الأقل بعد ارتكاب الجريمة لكن هاتين الجريمتين أظهرتا أن الجناة أو القتلة لديهم رغبة كبيرة في القتل ولم يعتريهم الندم والدليل قيامهم في وقت لاحق وبعد عدة ساعات باعتداء آخر على منزل القتيل الذي يفترض أن لا توجد لديه علاقة على وجه التحديد بتفاعلات القضية وكل ما هنالك بحسب مصادر في قسم الاعتداء والقتل بمحافظة ذمار هو تقديم النصح أو محاولة إثنائهم عما يريدون فعله في غريمهم الآخر وحصد هذا الاعتداء مقتل أبنة شقيقة وهي طفلة لا يتجاوز عمرها ال 3 سنوات ليس إلا .. فهل يعقل هذا التمادي في مثل هذه الجرائم..؟!! وعلينا هنا إيضاح ماقد يخفى على القارئ أن هناك مشاكل بين فيصل 18 عاماً وأحمد محمد علي على حدود أرض وزراعتها وماشابه وعلى أثر ذلك وصل إلى المكان خمسة أشخاص مدججين بالسلاح ووجوههم تطفح غضباً وأعينهم تتطاير شرراً وقد تعالت أصواتهم باللعنات والسباب على غريمهم فيصل علماً أن والد هذا الأخير قد توفى منذ سنوات ليتركه ووالدته نهباً لذئاب البشر وأطماعهم وجشعهم وكان المسلحون قد ألحقوا بعض الأضرار على المزرعة التي يمتلكها الشاب فيصل. وفي هذه اللحظات المأزومة المشحونة بالعنف خرج من المحراس المجاور تماماً لوجود المسلحين إبراهيم .ع.أ وقال لهم ناصحاً: اتقوا الله لماذا أزلتم الزرب «من أطراف» جربة هذا اليتيم المسكين والزرب هي مادة شوكية من شجرة الطلح توضع غالباً لتحديد معالم الجربة ومحاولة أبعاد أي شخص يريد دخول الجربة دون إذن صاحبها سواءً للرعي أو حصد أي محصول يكون في المزرعة لكن تبعات هذه النصيحة كانت كارثية وربما لم يكن إبراهيم ولاغيره يتصور أبداً هذه النتيجة لأنها بكل بساطة لاتتناسب مع كلمات عادية الغرض منها الرغبة بإسداء النصح لهؤلاء كي لايتوغلوا في غيهم وانتقامهم وربما أراد من وراء ذلك تهدئة الأجواء كما يحصل في مثل هذه المواقف التي تستدعي تدخل العقلاء والإنصات إلى الكلام الطيب من أي جهة كانت مهما كانت تمهيداً لإيجاد الحلول المناسبة والناجعة التي تعين على إيجاد مخرج ملائم يكفي الأطراف المتنازعة مغبة الدخول في أتون خلافات قد لاتحسب عواقبها. وعن بدايات الجريمة يقول العقيد الركن محمد علي الحدي مدير إدارة البحث الجنائي بمحافظة ذمار بحسب التحقيقات التي أجراها قسم الاعتداء والقتل بقيادة المقدم أحمد ناصر العرامي رئيس القسم والرائد محمد القوباني نائب الرئيس والملازم أول حازم الزبيدي فقد رد أحمد محمد زعيم العصابة على إبراهيم قائلاً: عادك بتعترض يا إبراهيم تفضل جوابك.. !! وقام على الفور بفك أمان بندقيته “آلي شنكوف” وبدون تردد يذكر أطلق النار على صدر إبراهيم والغريب أن المرافقين لم يكتفوا برصاصات صاحبهم بل سارعوا للمشاركة في هذه المذبحة ليتوالى إطلاق الرصاص من كل بندق على نفس الجسد وفي نفس اللحظة ليكون كل واحد منهم قد أرضى ضميره في الإسهام في إزهاق روح الناصح. ثم لاذ خمستهم بالفرار حيث توجهوا إلى جهة غير معروفة حتى أن رجال أمن المديرية لم يعثروا على أثر لأي أحد منهم وفي اليوم الثاني مباشرة وبالتحديد الساعة التاسعة صباحاً قامت العصابة وبجرأة غير معهودة باقتحام القرية والاتجاه صوب منزل القتيل وباشروا إطلاق زخات كثيفة من الرصاص الحي على نوافذ وأبواب المنزل المكون من طابقين وقد تعرف عدد من شهود العيان على بعضهم وأولهم أحمد محمد وقد لقيت جراء هذا الهجوم غير المتوقع طفلة عمرها 3 سنوات حتفها برصاص المهاجمين الذين لاذوا مرة أخرى بالفرار فيما لاتزال الإجراءات الأمنية قائمة وبإشراف مباشر من العميد نجم الدين هراش مدير أمن المحافظة لإلقاء القبض عليهم. ويقول الملازم حازم الزبيدي إن دوافع الجريمتين لاتزال غامضة ولن يتم الكشف عن هذا الغموض إلا حين القبض على الجناة أو بعضهم.