بالنسبةِ لي كمعارض - لم أعُد أثق بما يسمى لجنة الحوار الوطني، ولا كل اللجان القبلية التي نشأت قبلها أو معها أو بعدها، وأصبحت أجهر صادحاً – بعد أن كنت أجهرُ كاتماً – (لسنا شركاء يا حميد) كما قالَ موسى قبل سنوات، قالَ يومها وكان صادقاً، وكنتُ مؤيداً [ إن حميد نتاج طبيعي لانتكاس ثورة التصحيح ولا يمكن لمصلحته أن تتماشى مع دولة المدنية..ولا لفطرته أيضاً…] كانت هذه الكلمات التي وردت في مقالٍ حزين لخَّص مأساة شلَّةٍ كاملة من الأصدقاء في نضالٍ مجانيّ ممن باعوا أوقاتهم وجهودهم وأمنهم واستقرارهم ومستقبلهم في خدمة فكرةٍ يأكلُ ثمرتها “كِبار” ويعملُ لها شباب صدقوا وماتوا جوعاً. ليست مهمتي أن أمُنّ باسم الآخرين، و- بالنسبةِ لي – فلا أعتقد أن ثمة ما أمُنُّ بهِ على أحد، لكن ما تفعله لجنة حميد الأحمر وشلته للحوار الوطني هو “كولسة” بائنة، وفاضحة؛ بعناوين كبيرة ومشاريع صغيرة، فها هو حميد الأحمر، يدخُل على خطِّ المعارضة، بعد أن كانَ اسماً في ذاكرة الغيب، ليصبح نجمَ النجوم، والأمين العامُ الذي لا يُغيَّر ولا يُغاَرُ عليه، فهو دائمٌ لا يخضع لشِرعة الانتخاب، وهوَ نزيهٌ لا يُؤخذُ عليه الخطأ، وهوَ عالٍ لا يُعلى عليه..! كليماتٌ قالتها – حليفته وحليفتنا – توكُّل كَرمان كانت كفيلةٌ بزجرها والصراخِ عليها، وسطوَةٌ شخصيَّة منه كانت كفيلة بإقصاء “تعز” بمثقفيها ومفكريها ورجالها ومشائخها وعلمائها وسياسييها وأبطالها مما يسمى لجنة الحوار، وتوصياتٍ منهُ أيضاً كفِلت إدخال عشرات المشائخ ممن ليس لهم في العير ولا في النفير، وممن يتساقطونَ غشياً مغشياً أمام الدولارات، وممن تعهَّدوا بيع البلد كلِّ تارَة لفاعلِ مال، ليصبحوا سُدَّة النضال الوطني ورجال الزمام، مزيداً من التفاصيل الصفحات اكروبات