قد يصاب البعض بوعكة صحية بسيطة فيذهب مباشرة ودون وعي إلى الصيدليات الخاصة لشراء ذلك الدواء المعروف ب"المضاد الحيوي"، فنزلات البرد والعطس وجفاف الحلق وألمه... وغيرها من الأعراض تجعل الكثير منهم يعتقد بأن المضاد الحيوي هو الحل الأمثل لعلاج الأمراض المختلفة، أيا كان نوعها. وفي الآونة الأخيرة ارتفعت أعداد الذين يتناولون هذا الدواء بصورة مطردة وعشوائية ودون اللجوء إلى وصفه طبية من الطبيب المختص، الأمر الذي بات خطرا يهدد حياة المريض ويضاعف من أعراض هذا المرض وتكمن الخطورة الأكبر حينما يستخدم هذا الدواء للأطفال وبجرعات مختلفة ودون استشارة طبية مما يجعل هذا الطفل في دائرة الخطر والأعراض السلبية لهذا الدواء فقد ثبت طبيا أن سوء استخدام مثل هذه المضادات يؤدي إلى تكوين سلالات ميكروبية تقاوم هذه المضادات وتتسبب في عدوى شديدة يصعب علاجها، بل وتضاعف من أعراض المرض، فتقل مناعة الجسم وتتدهور صحته وقد يؤدي ذلك إلى انتهاء حياته. وأثبتت دراسات طبية أن تناول المضادات الحيوية بطريقة عشوائية يهدد خلايا الكلى والكبد ونخاع العظام، مما يؤدي إلى عدم قدرة جهاز المناعة على محاربة الميكروبات وإعطاء مناعة للجراثيم. والخطورة تكمن في تعاطي الحامل أو الطفل لمثل هذه الأدوية، ويؤدي الإفراط في تناولها إلى تكوّن نوع مقاوم للمضادات الحيوية، مثل بكتيريا الميكروبات العنقودية. وقد كشف تقرير منظمة الصحة العالمية أنه لا يتم إعطاء المضادات الحيوية المناسبة لعلاج الالتهاب الرئوي إلاّ لنحو 50 بالمائة إلى 70 بالمائة من المصابين بهذا المرض، بيد أنّ قرابة 60 بالمائة من المصابين بالعداوى الفيروسية التي تصيب السبيل التنفسي العلوي يتلقون مضادات حيوية بشكل غير ملائم وفي البلدان النامية لا يتم، في مرافق الرعاية الصحية الأولية، توفير العلاج المضاد للأمراض الشائعة سوى لأقلّ من 40 بالمائة من المرضى في القطاع العام و30 بالمائة في القطاع الخاص. وأكثر من 40 بالمائة من الأطفال يتلقون مضادات حيوية غير ضرورية.