في محافظة الحديدة يشكو المعاقون من التهميش الوظيفي من قبل مكتب الخدمة المدنية بالمحافظة، ما جعل كثيرا منهم يتساءلون: أين ذهبت الدرجات الوظيفية المخصصة للمعاقين ؟.. لجمعية المكفوفين بمحافظة الحديدة أهداف عديدة تنصب في حدود تقديم الخدمات لأعضائها، ومن تلك الخدمات التعليمية والتأهيلية والاجتماعية بحسب عثمان سالم معروف رئيس الجمعية أنه يتم تدريس الأطفال المكفوفين من الصف الأول وحتى السادس أساسي، وهناك دورات تدريبية يدوية للخزاف وهي حرفة تناسب المكفوفين ..بينما تبقى الجهات الداعمة لجوانبنا التعليمية والتدريبية، كمكتب التربية بالمحافظة، وكذا صندوق المعاقين . وأضاف عثمان: معروف..المشروعات قد تكون فكرة وطموحا إلا أننا نود أن تكون حقيقة ..إنما تبقى الجمعية وسيلة بحث لدى المعنيين في تنفيذها ..فمثلاً الآن حصلنا على قطعة أرض ..الهدف بناء مركز خاص بالمكفوفين عليها ..يكون مخصص للتدريب والتأهيل، ونهدف أن نجعله مركزاً تأهيلياً فاعلاً بكل الجوانب التي تتناسب وإعاقة الكفاف، ولكن تبقى حقائق إقامته في حدود أمان مرهونة بدعوة للإخوة بصندوق المعاقين والصندوق الاجتماعي للتنمية في دعمنا لإقامة هذا المشروع بالمحافظة ..وتجهيزه من الناحية الآلية أيضاً ..ليكون مدخلا فعليا للتأهيل للمكفوفين ..كما هي دعوتنا لقيادة المحافظة والمجلس المحلي إلى القيام بالدور الوطني تجاه المعاقين ((المكفوفين)) لبناء مجمع سكني لهم وبخاصة أولئك الذين يأتون من الأرياف إلى المدينة . احتياجات كبيرة - ويقول ..عثمان معروف: علاقتنا بالصندوق جيدة، وقد تكون هناك سلبيات، ولكن هذه السلبيات هي عامة، وموجودة في كل المرافق حقيقة صندوق المعاقين يغطي لنا إيجارات المقر وفواتير الخدمات والمواصلات، وكذا القرطاسية ..بينما تبقى احتياجاتنا كبيرة، وتتطلب إمكانيات تلبي طموحاتنا . - ويضيف ..عثمان معروف: تكمن مشكلتنا حقاً ..فالمكفوفون ، بل المعاقون عموماً بالمحافظة يعانون التهميش الوظيفي من قبل مكتب الخدمة المدنية بالمحافظة، وغياب الشفافية والوضوح من قبل الخدمة يجعلنا نتساءل: أين تذهب الدرجات الوظيفية المخصصة للمعاقين بموجب قرار فخامة رئيس الجمهورية بنسبتها ال 5 %؟ وكل ما نعرفه أن الخدمة قامت بتوظيف كفيفة واحدة حاصلة على دبلوم من المعهد العالي هذا العام ..بينما هناك الكثير من المكفوفين، لديهم شهادات الثانوية والإعدادية، وممن لم تمكنهم الظروف من استكمال دراساتهم الجامعية هؤلاء استثنائياً ..بحسب مؤهلاتهم ..بدلاً من استلاب حقوق المعاقين المشروعة تحت مبرر أنه لا يوظف غير الخريجين والحاصلين على الدبلوم، وهذه مصادرة واضحة للحقوق من قبل الخدمة . - وأضاف عثمان معروف: حقيقة – صندوق الضمان بالمحافظة يبقى هو النبراس الجميل لمبدأ التعاون معنا فنحن دورنا تحديد المستحقين لمساعدة الصندوق من المكفوفين الفقراء ونضمهم بكشف وإدارة الصندوق تعتمدهم لنا، وهناك المكفوفون بالمديريات الذين يذهبون بطلباتهم إلى مديري المديريات، ويتم تسجيلهم واعتمادهم من قبل الصندوق . - وأضاف ..معروف: المشكلة تظل كبيرة فهناك المواصلات والتي تتطلب توفير وسائل نقل للأعضاء..أيضاً المباني التي نستأجرها للمكفوفين لعدم وجود مبنى خاص بالجمعية، وهذه المباني سكنية وغير مهيأة للمكفوفين من حيث تعليمهم وتدريبهم..إضافة إلى احتياجات ومتطلبات الجمعية، ولدينا مشكلة أخرى، تتمثل بتلك المدرسات ال6 اللواتي يقدمن الواجب تجاه المكفوفين بتعليمهم ..إلا أن الصندوق لم يقم باعتماد عقود رسمية لهن.. وهذا ما نتمناه من قيادة صندوق المعاقين بصنعاء والقيام به . تأهيل المعاق ..منطلق للتغيير - أما الأخ. غمدان محمد شمسان – رئيس جمعية الصم والبكم بمحافظة الحديدة قال: نحن بالجمعية نركز بشكل أساسي على جوانب التأهيل للمعاق؛ كون هذا الجانب يمثل المدخل الحقيقي في ترتيب أوضاع المعاق ودمجه بالمجتمع ..كما يمكنه من الاعتماد على الذات فالجمعية حددت واقع الفئتين فبالنسبة للأطفال المعاقين الاتجاه بهم التعليم ولدينا الآن رياض الأطفال التي هي مدخل التعليم الأساسي، ومنها إلى الصف التاسع، حيث يتم تعليمهم بمدرسة الأمل التابعة للجمعية بعد ذلك يجري دمجهم في مدرستين تم التنسيق معهما ..وهما مدرسة أبوبكر الصديق للبنين، ومدرسة بلقيس للبنات ..أما الفئة الثانية وهم كبار السن تعمل الجمعية على تأهيلهم وتدريبهم بالحياكة والخياطة وغيرها حتى تكسبهم المهنة التي تعود عليهم بالفائدة وتخرجهم من عزلتهم وتجعلهم أعضاء فاعلين بالمجتمع . طموحات كثيرة ويقول غمدان شمسان: لدينا طموحات كثيرة ستمكن المعاق من المشاركة في كثير من الجوانب العامة، ولكن تبقى أمامنا كثير من الصعوبات التي تحول وتحقيقها على المدى القريب..والحقيقة هناك مشاكل في التعامل بين معاق الصم والبكم والجهات الحكومية ذات العلاقة بخدماته؛ لذلك نحن الآن نقيم دورات تدريبية في كيفية التعامل مع الآخرين؛ كون اللغة هنا تعتمد على الإشارة بينما هناك مشروع نعمل من أجله الآن، وقد حصلنا من الأخ محافظ المحافظة على قطعة أرض، وهدفنا منها تنفيذ مشروع يتمثل في بناء ورش نجارة، وحدادة، وهي ورش مهنية، ستضاف إلى ما تلقاه بالجانب التعليمي، وبما يحسن من وضعه إضافة إلى أننا نسعى في العام 2010م إن شاء الله إلى بناء الدور الثاني للجمعية، بما يلبي تلك الاحتياجات المصاحبة للزيادة المستمرة بالعضوية..ومطلبات تأهيلهم؛ كون الجمعية تستقبل معاقين من أرياف الحديدة، وطبعاً بفضل دعم صندوق المعاقين يحصلون على وسائل المواصلات..بينما هناك الموقف الطيب من الصندوق الاجتماعي، والذي يقدم خدماته عبر دمج الصم من الصف السابع حتى التاسع مع إخوانهم الأصحاء، وهذا مشروع أيضاً لعام 2010م..كما قام الصندوق الاجتماعي بعملية دمج في العام 2006م من أول ثانوي إلى ثالث ثانوي..عبر قيامه ببناء فصول إضافية جديدة بمدرسة أبوبكر الصديق ومدرسة بلقيس . فاقد الصلاحيات وقال غمدان: علاقتنا بصندوق المعاقين علاقة جيدة، ولكن هناك روتين يسبب التعقيدات...فهنا بالحديدة لدينا فرع للصندوق والحقيقة تقال الأخ مدير الفرع بالمحافظة أكثر تعاوناً معنا ومع أعضاء الجمعية، ولكن المشكلة أساسها أن الفرع يفتقد للكثير من الصلاحيات التي تمكنه من تقديم خدماته للمعاقين بكافة فئاتهم؛ والأسباب ناتجة عن استبقاء تلك الصلاحيات الخدمية محصورة بالمكتب الرئيسي بصنعاء؛ وهذا لم يخفف من معاناة المعاقين وجمعياتهم، فكلما تطلب الأمر قضاء حاجة للمعاق أو جمعيته بقي محصورا في القدرة على السفر إلى صنعاء لمتابعتها؛ نتيجة للإمكانيات وجمعيتنا تعاني شحة الإمكانيات التي تجعلها عاجزة عن توفير بدل سفر...والحقيقة المعاملات في المكتب الرئيسي بحاجة إلى أوقات للمتابعة، فإذا كانت الجمعية عاجزة عن توفير بدل السفر فكيف بالمعاق العادي! إذاً المطلوب إعطاء فرع الصندوق الصلاحيات التي تنهي هذه المعاناة . لم نحصل حتى على وظيفة واحدة ويضيف غمدان قائلاً: قضية التوظيف للمعاقين بالحديدة لاتزال خارج أجندة الخدمة المدنية بالمحافظة...فبالرغم من قرار الأخ رئيس الجمهورية بمنح المعاقين نسبة 5 %من مجموع الدرجات..الخدمة المدنية التي وجهنا لها العديد من المذكرات لا تزال تفرض طوقاً علينا وقد جعلتنا بعيدين عن قاموس توظيفها..وأستطيع القول: لم تقدم لنا حتى الآن وظيفة واحدة..بينما خاطبنا المرافق الحكومية لمؤسسة المياه والصرف الصحي وشركة النفط ومصنع سجائر كمران، لكنهم حتى الآن لم يردوا علينا..فقط هناك 8من الصم والبكم تعاقد معهم مشروع التحسين الذي نتمنى منهم استبدال التعاقد بالتوظيف . زيادة عدد الطلاب في الجمعية وقال غمدان: هناك مشكلات مثل الزيادة المستمرة لعدد الطلاب بالجمعية من المعاقين، وهذه الزيادة تتطلب وسائل مواصلات، وكذا فصولا دراسية إضافية، وقد تقدمنا بمذكرات للصندوق لدعمنا بوسائل مواصلات، ولكن لم نجد منهم ردا..والضرورة جعلتنا نفتح أبوابا أخرى للتواصل..وقد تواصلنا مع السفارة اليابانية والتي قدمت لنا مشكورة دعماً تمثل في باصين سعة 16راكبا..ومنحتنا دعماً مالياً قدره 79ألف دولار..حيث إنه ليس بالضرورة الاعتماد في كل شيء على الصندوق..لطالما وهناك بوابات أخرى تمنح الدعم غير المشروط..والحقيقة لدينا بالجمعية 14معلمة غير متعاقدة مع الصندوق، ونحن بالجمعية نقوم بتقديم مكافآت مالية لهن بحسب إمكانيات الجمعية، ولن ننسى هنا دور تلك الجهات التي تقدم لنا دعمها، ومنها الجمعية الخيرية لهائل سعيد، ومؤسسة الموانئ، ومؤسسة الجمارك، وبعض التجار حيث يتم دعمهم لنا ..بينما لدينا هناك مشروع يتعلق بالجانب التعليمية، ويتمثل في رغبتنا بإرسال معلمين من مدارس الدمج في بلقيس وأبوبكر إلى الجمعيات المماثلة في كل من تعز، وصنعاء ، وعدن؛ للتعرف بشكل أكبر عن المناهج التي تدرس في هذه الجمعيات والاستفادة منها، وبما يؤدي إلى تكييف عمل الاختبارات؛ حتى تكون موحدة بين الصم على مستوى المحافظات..وإن كنا في الحديدة والحمدلله أكثر المحافظات تقدماً في هذا المجال من حيث تكييف المنهج والاختبارات، وإن وجدت بعض الصعوبات، لكننا نأمل تجاوزها خلال الفترة القادمة .