هي جمعيات بسيطة في مبناها وبسيطة في إمكانياتها التي تقدمها لذوي الاحتياجات الخاصة ولكنها مليئة بالحب والعطف وبالتعاون وبالاصرار على النجاح والنحت على الصخور بكل وسيلة يمكن أن تتوفر لديهم، سلاحهم الأمل والأحلام الصغيرة التي تملأ وجدانهم والصبر على ما ابتلوا به،تحس بنظراتهم وابتساماتهم حب الحياة وأن فجراً جديداً سيأتي حاملاً معه كل شيء جميل حلموا به وفي نفس الوقت تحس بالألم والحزن والإحساس بالمسئولية تجاه هؤلاء المعاقين الذين لن يحققوا أحلامهم الصغيرة من دون مساعدة المجتمع لهم بكافة شرائحه وتقديم كل أنواع المساعدات التي تمكنهم من تجاوز إعاقتهم وإشعارهم أنهم فعلاً أفراد طبيعيون وقادرون على العطاء المستمر للمجتمع وللوطن ككل. «صحيفة الجمهورية» نزلت ميدانياً إلى الجمعيات الثلاث بمحافظة لحج لتستطلع أنشطتها والصعوبات التي تواجهها في آن واحد وقد خرجنا بالحصيلة التالية:- تواجه الجمعيات الثلاث لذوي الاحتياجات الخاصة وهي «جمعية المكفوفين وجمعية المعاقين حركياً وجمعية الصم والبكم» صعوبات كثيرة أهمها عدم وجود مبنى خاص للجمعية فجميعها في مباني إيجار لاتتعدى غرفها الأربع غرف وهذا يجعل نشاط الجمعيات محصوراً ولايلبي احتياجات الأعضاء المعاقين وتطلعاتهم نحو مستقبل أفضل وحياة كريمة وطيبة فالمعاق يعتبر الجمعية بيته الثاني ومدرسته التي من خلالها سيتعلم الكثير وأهمها كيفية التعامل مع إعاقته وكذلك ليثبتوا للمجتمع بأنهم أفراد فاعلون ومساهمون ببناء المجتمع وليس أفراداً عاجزين وأن لهم حقوقاً مثل غيرهم من الأفراد الأسوياء،ومن ضمن الصعوبات عدم توفر وسيلة مواصلات لنقل الأعضاء المعاقين إلى جمعياتهم وتكون خاصة بالجمعية،فالجمعيات الثلاث تعمل على استئجار وسيلة نقل لاتتعدى سيارة واحدة أو اثنتين وتكون للأعضاء المعاقين بمديريتي الحوطة وتبن أما بقية المديريات لايمكن الوصول إليهم بسبب شحة الموارد المادية للجمعيات فما يوفره صندوق رعاية وتأهيل المعاقين لايلبي تطلعات المعاقين وجمعياتهم صحيح أنه يدفع إيجار مباني الجمعيات الثلاث وبعض الأنشطة الأخرى لكن المعاقين الآخرين في القرى والمديريات البعيدة حرموا من حقهم في التعلم والتدريب وإعادة التأهيل والاعداد لممارسة أعمالهم. إمكانيات شحيحة الأخت كوكب عبدالله ناصر أمين عام جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم م لحج تقول: نحن هنا في الجمعية نهدف من خلال عملنا الذي هو بالدرجة الأساسية إنساني إلى دمج الصم والبكم في واقع مجتمعه وإخراجه من عالمه الصغير الذي يعيش فيه وإبراز قدراتهم وقضيتهم لكافة شرائح المجتمع والنهوض به في شتى المجالات وذلك ضمن الإمكانيات البسيطة المتوفرة للجمعية ونحن والحمد لله استطعنا أن نتقدم في عملنا وإن كان بخطوات ليست متسارعة أما من ناحية الصعوبات التي تواجهنا عدم وجود مبنى أساسي للجمعية فنحن لدينا تقريباً «500»معاق فأولياء أمورهم يأتون للجمعية ليسجلوا أولادهم المعاقين لكن نحن لانستطيع استقبالهم للسبب الذي ذكرته ولعدم توفر وسيلة نقل تابعة للجمعية خاصة وأنهم من مناطق بعيدة ونائية وذلك لشحة المورد المالي للجمعية والتي تأتي من صندوق رعاية وتأهيل المعاقين وهو محدد السقف لذلك نكتفي بتسجيلهم كأعضاء بالجمعية وإعطائهم من المساعدات التي يمكن أن تصل من الصندوق ومن رجال الخير، ويتلقى المعاق بجمعيتنا معالجة نطقية ولغة الإشارة ويتم تدريسهم المنهج المدرسي والرسوم والصورة وهناك النشاط الفني والثقافي والتأهيلي والرياضة المتمثلة بلعبة الدمنة ولعبة التنس والطاولة ولعبة الشطرنج ولقد فاز أحد أعضائها بحصوله على المركز الخامس في الجمهورية. بحاجة إلى رعاية مستمرة فضل محمد سبيت رئيس جمعية المكفوفين م/ لحج أشار لنا بجولتنا الاستطلاعية بالجمعية أن اهتمام الصحيفة بالجانب الاجتماعي مهم وهي بالنسبة لنا نافذة كبيرة عن طريقها ستنقل معاناتنا والصعوبات التي تواجهنا في عملنا وتواجه أعضاءها المعاقين، فنحن هنا بالجمعية نعمل على نشر رسالة الكفيف والنهوض والرقي به في شتى مجالات الحياة من خلال اتباع منهجية واضحة وخطط وبرامج مدروسة ومحددة الهدف وذلك لإدماج الكفيف في المجتمع وإخراجه من عالمه المظلم ولاشعاره بأنه عنصر فعال ومشارك في عملية التنمية من خلال ماتقدمه الجمعية للكفيف من دورة تدريبية في مجال فن الحركة لضعاف الحركة وتعليم دراسي من الصف الأول إلى الصف التاسع فقط بالتنسيق مع مكتب التربية والتعليم على أن يكون أداؤهم للامتحانات بالمدارس ونحن نطمح لأكثر من ذلك بالإضافة للفحص الطبي للمكفوفين وضعاف البصر وهناك الأنشطة الثقافية والرياضية كرياضة كرة الجرس التي أحرز فيها فريق المكفوفين م/لحج على المرتبة الثالثة بالجمهورية وتحفيظ القرآن الكريم وتعليم الاشغال اليدوية وغيرها بالنسبة للصعوبات أيضاً عدم توفر مبنى خاص بالجمعية وعدم توفر وسيلة مواصلات خاصة للمعاقين بالمديريات البعيدة وفي القرى النائية فلحج فيها الكثير من القرى وهذا سيكلف كثيراً مادياً ونحن ما يعطينا الصندوق يادوب يكفي إيجار مبنى وإيجار سيارتي نقل للمعاقين لمديرية الحوطة وتبن القريبتين فقد بلغ عدد المكفوفين من الجنسين والمسجلين في جمعيتنا «203» والعدد في تزايد يومياً ومن خلال صحيفتكم الكريمة أطالب بدورات توعية للخارج للكفيف وأن نشارك في كافة الفعاليات والمشاركات الخارجية المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة وذلك للاستفادة ولأنه حق من ضمن حقوقنا التي نرى أن المعاقين بالمحافظة يتعرضون للظلم وأنا هنا أطالب الصندوق بالجد بهذا الموضوع وهذا يدخل ضمن عمله. هموم كثيرة سهام الجيلاني رئيسة جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً م/لحج أشارت إلى نفس الصعوبات التي تواجهها الجمعيات الأخرى وهذا برأيها يؤخر من عمل الجمعيات تجاه هؤلاء المعاقين المحتاجين لكل وسيلة من وسائل الدعم ومن تكاتف جميع شرائح المجتمع تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك بتقديم الدعم المادي وقبله المعنوي وتذليل كافة الصعوبات حتى يستطيع المعاق أن يكمل حياته بصورة طبيعية وبناءة، ولدى الجمعية احصائية بعدد المعاقين حركياً م/ لحج «565» وهي حصيلة ليست ثابتة فنحن كل يوم نسجل كل حالة تأتي للجمعية وتطالب ببطاقة عضوية وبأكثر من ذلك لأولادهم المعاقين وخاصة بالتعلم لكن نحن نظل عاجزين وخاصة للمعاقين بالمديريات البعيدة بسبب صغر المكان وقلة المواصلات وندرة المعلمين لدى الجمعية والسبب شحة المورد المالي فنحن اعتمادنا على الصندوق فقط وعلى رجال الخير الذين يدعمون فقط بالشهر الكريم، إلى جانب ذلك فالأخت سهام هي رئيسة لجنة التوظيف للجمعيات الخاصة بالمعاقين فقد أشارت إلى صعوبة عدم حصول المعاق على حقوقه بسبب إعاقته وطالبت قيادة المحافظة وعلى رأسهم الأخ المحافظ محسن علي النقيب والإخوه أعضاء المجلس المحلي أن يحلوا هذه المسألة وبأسرع وقت ممكن وأن يعطوا المعاق حقه الذي كفله الدستور والقانون وكفى تلاعباً وفساداً وهذا مطلب كافة الجمعيات الأخرى بالمحافظة. شكر وتقدير بالرغم من الدعم الذي تتلقاه الجمعيات والذي وصف من قبلهم بأنه ليس بالحجم المطلوب الا أننا نشكر صندوق رعاية وتأهيل المعاقين على الخدمات التي يلبيها لكن نطالبه بالمزيد من الاهتمام والجدية والسعي وأن يعمل على إنجاز كافة الإجراءات المطلوبة دون تقاعس أو تقصير، من جانب آخر أشادت كافة الجمعيات بالدعم الإنساني الذي يقدمه المستثمر ورجل الأعمال الهمداني الذي لم يبخل بعطائه المستمر تجاه عمل الجمعيات فهو يقوم بدعم كافة أنشطتهم من غير دعمه لهم بشهر رمضان الكريم ونحن شاكرون له لدعمه الخير، متمنين أن يستمر هذا الدعم والعلاقة ونشكر بقية الاخوة من رجال الخير على عطائهم بالشهر الكريم. أبرز الصعوبات بعد جولتنا التي قمنا بها على هذه الجمعيات وعرضنا كافة الصعوبات والعقبات التي تمر بها نطلب من الاخوة المسئولين بالمحافظة من قمة الهرم حتى أسفله أن ينظروا نظرة ميسرة وأن يتحملوا مسئولياتهم تجاه هؤلاء المعاقين وأن ينفذوا كافة التزاماتهم التي وعدوا بها،وأن يعملوا على حل المشكلات التي تواجه عمل الجمعيات وذلك بالقيام بصرف قطعة أرض لكل جمعية حتى يبنى لها مبناها الخاص، وأن يحلوا مسألة التوظيف للمعاق فهو لايشحذ من أحد وإنما هذا حقه القانوني وتقديم كافة أنواع الدعم وأوله الدعم المادي لا أن يوعد ثم يذهب كل شيء ادراج الرياح، نتمنى أن يجد كلامي هذا آذاناً صاغية عند المسئولين لدى محافظة لحج كفانا إهمالاً وتقصيراً وفساداً لقد تعب المواطنون كثيراً.. فهل نرى عملاً.. نأمل ذلك فمادامت الشمس تشرق كل يوم، بالتأكيد سيأتي هذا اليوم المشرق على شريحة المعاقين في محافظة لحج.