البداية كانت عام 2005 حينما أصدر الوزير السابق لوزارة الشباب والرياضة الأخ عبد الرحمن الأكوع أمراً يقضي بتشكيل أول اتحاد رياضي يعنى بشئون الفتاة اليمنية كتوجه حكومي بضرورة أن تكون المرأة شريكة الرجل تساويه في الحقوق والواجبات..تخوض غمار المنافسة معه في تشريف الوطن في كافة القطاعات، ولتقوم بدورها في الجانب الرياضي بكل مسئولية واقتدار. والبداية لم تكن بالسهلة على أول اتحاد نسائي رياضي ترأسته الأخت نظمية عبد السلام الشطرنجية البارزة والرياضية المشهود لها إخلاصها في العمل وحبها للوطن. ومن منطلق الروح الجماعية والفريق الواحد جد واجتهد أعضاء مجلس الإدارة وعمد إلى إرساء قواعد هذا الكيان على أسس صحيحة كفيلة باستمراريته، في ظل مناخات مناسبة وأجواء مهيأة لإبداع الفتاة اليمنية في ميادين المنافسة، وهو ما تحقق على الواقع.. فشرعت نظمية إلى توفير صالة رياضية تعترف وزارة اشباب والرياضة بملكية الأول لها؛ لندرك مدى عزم سفيرة الرياضة للمضي قدماً دون انتظار دورها في طابور إيجاد البنية التحتية للاتحادات الرياضية.. اختصرت السنين وأوجدت الحلول بمبادرة منها لمكسب ومنفعة عامة وانعكس ذلك على رياضة المرأة وتطورها في بلد ظل يتحفظ على مشاركة الفتاة للرياضة معتبراً إياها خدشاً للحياء وخرقاً للعرف والتقاليد الاجتماعية، وراح البعض يبالغ حينما وصف الإسلام بأنه يرفض أن تزاول المرأة الرياضة، ليكون هذا هو التحدي الثاني والأبرز في سلم أولويات اتحاد سعى منذ انطلاقته إلى وضع حلول مناسبة، من خلال إيجاد كيان مستقل للفتاة رياضياً ممثلاً بالصالة المغلقة والمبنى الخاص به يضم ثلاثة طوابق يحتوي على كافة المستلزمات من سكن وأثاث ومطبخ. مع توفير مراكز خاصة بالمحافظات تمكن الفتاة من ممارسة تمارينها مع حفظ خصوصيتها.. وجاءت حادثة عودة البعثة الرياضية النسوية من مطار صنعاء في إحدى المرات بعد أن اشترط القائمون على التجمع الرياضي بمصر أنذاك منع ارتداء الحجاب لأكبر دليل على أن اتحاد المراة أكثر المعنيين حرصاً على أن تتوافق الرياضة النسوية مع عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية والدينية، والتأكيد على أنها تسير في الاتجاه الصحيح، وجاء إلغاء المشاركة رغم إتمام كافة الإجراءات والترتيبات المتعلقة بالمشاركة، وقبل اقلاع الطائرة بلحظات بتوجيه من رئيسة الاتحاد التي لم تتوصل إلى حل مع الإخوة في مصر، وذلك الأجراء قطع كل الألسنة المشككة وتكسرت أقلام مزيفي الحقائق لتتضح الأمور على حقيقتها بالبرهان.. وهذه الخطوة الإيجابية التي اتخذها اتحاد المرأة في تثبيت قاعدة ضرورة الالتزام والحفاظ على خصوصية الفتاة، لأن الصدق مع النفس في العمل هو السلوك المعتمل في إطار الاتحاد ونهج أعضائه فقد كان الأثر كبيراً في خلق الثقة المتبادلة بين الأسرة والاتحاد ليزاح ستار الخوف، الذي كان في تصور كثيرين هو المانع أمام دفع العائلات لبناتها إلى ممارسة الرياضة، وأقبلت إلى تسجيلها والحصول على البطائق الرياضية لها.. بالتالي صارت لدينا قاعدة من اللاعبات في جميع الفئات العمرية، وفي عدة ألعاب والقارىء لسطورنا حول رياضة المرأة سيطلع على إنجازاتها والميداليات والألقاب التي حصدتها على مدار السنتين الأخيرة. والملاحظ بأن اتحاد المرأة، ومن منطلق أن رئيسته كانت ولا زالت لاعبة دولية أتت من الوسط الرياضي، وتعي تماماً أهمية التكريم للأبطال سارعت عقب كل مشاركة إلى تكريم بطلاتها كنوع من الحافز والتشجيع لمواصلة الألق الرياضي، وهو تكريم نشهده بعد كل بطولة وانتصار لرياضة المرأة بصرف النظر عن تكريم وزارة الشباب والرياضة، الذي يطول انتظاره كما هو الساري في واقعنا مع مسلسل تكريم النجوم الذي لا ينتهي. أشياء كثيرة تحققت ولا يزال اتحاد المرأة يعتزم على تحقيقها فالطموح ليس له حدود، والقفزات الكبيرة والنهضة السريعة لرياضة الفتاة اليمنية، نعترف بها جميعاً ولا أحد بمقدوره أن يحجب نور الشمس، وحقيقة مفادها أن الاكوع كانت له نظرة ثاقبة وصحيحة لاستقراء القادم الرياضي النسوي إذا ارتبط هذا الكيان الاتحادي الجديد بشخصية نظمية عبد السلام. ^.. والنجاح الذي تحقق سواء على مستوى البنية التحتية أو الإنجازات الرياضية في البطولات والمحافل، جاء ليتوجه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الداعم الأول والراعي الرئيسي والإكبر للرياضة والرياضيين وحضوره للمهرجان الرياضي النسوي للألعاب الجماعية في عدن الباسلة، بعد نجاحنا في تنظيم خليجي عشرين وبامتياز يعد تكريماً لمشوار هذا الاتحاد على مدار السنوات القليلة الماضية واعتراف بأن النجاح فاق المتوقع وتجاوز المرحلة السنية لاتحاد حديث الولادة، وأصبح إضافة الى اتحادات النجاح كاتحاد الجودو والكونغ فو والطاولة والمصارعة الرافد الأساسي لخزينة وزارة الشباب من الميداليات لبلد يتنفس رياضة ويعشق الانتصار.. وهي ذات اللحظة التي يتكبد الفشل المتكرر لاتحادات أخرى تحظى بدعم أكبر، وبالمقابل ما نلقاه منها الخسائر وخيبات الأمل كنتائج اعتدنا عليها من الاتحادات المدللة. ^.. وكلنا كرياضيين ومتابعين ومهتمين بالشأن الرياضي لمسنا الارتياح الكبير، الذي بدا واضحاً على فخامة الرئيس حينما افتتح المهرجان الرياضي النسوي، الذي ينظمه اتحاد المرأة ونجح في تنظيمه ليعلن حمود عباد وزير الشباب والرياضة في الحفل بأن الرئيس وجه بصرف أكثر من ثلاثين باصاً لاتحاد المراة ومنحه صالات رياضية، توزع على المحافظات تكريم رئاسي رسمي النجاحات المتلاحقة لاتحاد جعل من نفسه مثلاً يحتذى به في انتهاج أسلوب خاص، يعتمد على الجد والاجتهاد، الصبر والمثابرة، وإيجاد الحلول المناسبة للصعاب وتجاوز العثراث وتوطيد العلاقة مع رجالات الأعمال والشخصيات الاجتماعية البارزة، واستخدام تلك الإمكانيات فيما يخدم الرياضة، لا كما يفعل البعض ممن همهم المكسب الشخصي، ويجعلون من الرياضة وسيلة للدخول إلى البيوت التجارية للاستفادة من الدعم غير الرسمي دون الاكتراث لشيء أو ضاربين بالمصلحة العامة عرض الحائط. نبضات ^ الحديث يطول ولن ينته.. تختلط الأفكار، وتتسارع السطور تسرد حكاية نجاحات، قد لا تكفي هذه المساحة لتفصيلها أو إيجازها.. لكننا هنا أوردنا بعضاً من النقاط، لعلنا نلمس جوهر الحقيقة بشيء باجتهاد خاص وندرك جيداً أننا نظل مقصرين في نقل الصورة الطموحة لاتحاد يخلص أعضاؤه في العمل يتسابقون مع أنفسهم في مضمار لا يدخله إلا من قبل التحدي وحمل على عاتقه مسئولية النجاح. وهي طموحات وطنية تتمثل في اعتلاء منصات التتويج ورؤية علم اليمن السعيد يرفرف عالياً خفاقاً، ويشدو الجميع النشيد الوطني بكل فخر واعتزاز في التجمعات والبطولات العالمية. ^ طموحات مشروعة شهدنا لحظاتها الجميلة وتوحدت فيها العواطف.. ذقنا فيها حلاوة الانتصار، فرحنا، تبسمنا، انتشينا أذرفنا الدموع، وما زلنا نطلب الكثير ليتحقق من مشاريع التفوق والإبداع.. بيد أن الأيام القادمة لا نعرف ماذا تخبىء لنا وكل الآمال أن يستمر العطاء المتصل بالنجاح والتعاون لغد أفضل دون قيود الشروط. ختاماً.. نتمنى أن يتحلى الجميع بمعنويات عالية وروح واحدة وكوني قريبة من المجال الرياضي النسوي وقياداته أعي تماماً ماهية الأمنيات، لكن ليس كل ما يريده المرء يناله، والرغبات أكبر بكثير مما تم تحقيقة على صعيد الواقع، والنجاحات تظل مطلباً أساسياً، ولا غنى عن تكاتف الأيادي الصادقة والصدوقة من أجل المشاركة في خلق مستقبل جميل وأفضل بعيداً عن الأنا، ومن يحب الوطن يبذل ويقدم ويخلص العمل ولا ينتظر المقابل، ومسيرة نظمية عبد السلام واتحادها يعلِّم الآخرين في بعض الاتحادات غير الناجحة اساسيات "أ.ب" في العمل الناجح.