الزندان أحرق أرشيف "شرطة كريتر" لأن ملفاتها تحوي مخازيه ومجونه    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    شاهد لحظة اختطاف الحوثيين للناشط "خالد العراسي" بصنعاء بسبب نشره عن فضيحة المبيدات المحظورة    الصين توجه رسالة حادة للحوثيين بشأن هجمات البحر الأحمر    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    غزو اليمن للجنوب.. جرائم لا تسقط من الذاكرة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    استشهاد 5 نساء جراء قصف حوثي استهدف بئر ماء غربي تعز    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البرلماني شوقي القاضي ل (الجمهورية):
حزب الإصلاح لايزال بعضه يستجر ثقافة الماضي
نشر في الجمهورية يوم 18 - 05 - 2012

قال البرلماني والناشط الحقوقي شوقي عبد الرقيب القاضي إن القرارات التي أصدرها الرئيس هادي جميعها تصب في خدمة الثورة، واصفاً إياه بأنه رجل المرحلة الذي كون ترسانة من العلاقات، وأكد القاضي في حوار أجرته معه الجمهورية على ضرورة رص صفوف الشباب وراء أهدافهم لتحقيقها كاملة، داعياً إلى التحاقهم بالأحزاب وتكوين مؤسسات حزبية خاصة بهم.
هل حققت الثورة أهدافها؟ وهل هناك مكاسب للثورة ملموسة على أرض الواقع؟
- موضوع حققت أهداف الثورة أو لم تُحقق ينبغي أن يخضع لمعيارية الأهداف التي قامت من أجلها الثورة، وبالتالي عندما تغيب المعيارية والأهداف، تنحرف بوصلة الثوار فلا يدرون أين يقفون، لكن إذا عادوا إلى المربع الأول في أذهانهم وسجلوا الأهداف التي خرجوا من أجلها ثم أشروا على ما تحقق، حينها إذن سيعرفون ما الذي تحقق وما تبقى وما طريقه إلى التحقق، فانا أرى أن الثورة حققت بعض أهدافها وخطبت في شارع الستين بصنعاء بأن الثورة حققت 10% من أهدافها، وأستطيع أن أجزم بذلك وهي أهداف كبيرة وعملاقة، من كان يعتقد أن رئيساً استحوذ على كل شيء صار لا شريك له في اليمن، قالها واعترف بها وزراء إنه كان يقول أنا القانون وأنا الدستور، الخزينة العامة كانت تحت تصرفه مائة بالمائة، وزارة المالية كانت عبارة عن صندوق له في المقام الأول، الإعلام بيده يحركه كما يشاء، رئيس الوزراء في عهده كان (كوز في طاقة) - ولهذا لماذا قدم فرج بن غانم رحمة الله عليه استقالته؟- إذا رئيس بهذه القوة تم تغييره هذا هدف لا يستهان به أحد، علينا ألا ننجر إلى المهاترات العاطفية، فنحن للأسف أحيانا نتحول إلى حديث مع احترامي صغير.
الأمر الثاني إنتقال السلطة إلى رئيس شرعي جديد - كانت هناك ثغرة لو أنه بقي غير رئيس وكان هناك نائب أو مخول بموجب المبادرة - لكن أن تتحول الشرعية الرئاسية هذا بحد ذاته انتصار للثورة، فأنا شوقي القاضي دعوت الشعب اليمني للانتخاب في فبراير وبصراحة استنفذت جهدي في دعوة الناس لأني رجل قانوني ومتخصص بالقانون الدولي، فالعالم كان يتعامل مع صالح كرئيس، لم تنتقل منه المشروعية الرئاسية بأي صورة كانت، جاءت انتخابات فبراير وأصبح عبده ربه منصور هادي رئيساً شرعياً، هل تعلم أن هناك (حلفاً كاثولويكياً) بين مكونات السلطة اليمنية بقبائلها وقادتها العسكريين مع علي عبد الله صالح ألا تتحرك رئاسة الدولة من المنطقة الجغرافية التي ينتمي إليها “صالح” وهؤلاء، فأن تنتقل جغرافية الرئاسة إلى غير المنطقة أولاً وإلى أبين ثانيًا، أرى ذلك كراصد ومراقب لجغرافيا الرئاسة وتحالفاتها نصر كبير، ثم تعال إلى الحكومة انتصار، وتعيين المحافظين والقادة العسكريين انتصار، من كان يستطيع فعل ذلك، إذا ثورة فبراير 2011م حققت بعض المنجزات لكن هل انتصرت انتصارا نهائيا؟ الجواب: لا وكما قلت سابقا الثورة انتصرت بنسبة 10 % ، هي عشرة ذات أرقام حقيقية وانجازات عظيمة، ولماذا التسعون لأنه تعودنا على مسار رصد الثورات العالمية والمحلية أن هناك انتكاسات - لا سمح الله- تحصل حتى بعد انتصارات عدة، كقانون كرة القدم والرياضة بأن الانتصار يظل حتى الدقائق الأخيرة وإذا بالنصر يتحول إلى هزيمة، إذا ينبغي اليوم على الثوار أن يرصوا صفهم أكثر ويعلموا أن ما بقي، ينبغي أن يواصل من أجله مشوار الثورة.
كونك رجلاً حزبياً، هل يمكننا اعتبار ان أحزاب المشترك استفادت من المبادرة الحقيقية، في الوقت الذي لا يعترف الشباب بها؟
- رجل حزبي.. الأحزاب صورة من صور مؤسسات المجتمع المدني وكذلك من صور الديمقراطية والمجتمع الحديث، ولذلك دعني قبل أن أجيب أدع شباب اليمن أن ينخرطوا في العمل السياسي والمنظماتي وأن يكونوا هيئات تمثلهم مالم سيضيعون في الزفات وليس هذه الزفة فقط، بل كل زفة سيضيع فيها المستقلون، والأمر الثاني على شباب الأحزاب أن يتخلصوا من تعصب الأحزاب الأعمى فأدعوهم أن يتحزبوا بمنهجية علمية حديثة وفق برامج ورؤى وليس إيديولوجيات وتمترس ضد الآخر، هذا كرجل حزبي.
أما هل استفادت أو لم تستفد، لا يمكن لعاقل – أنا أتحدث وأعني ماذا أقول – أن ينكر دور أحزاب اللقاء المشترك، فقد بدأت الثورة في اليمن قبل أن تبدأ في كل دول الربيع العربي، فاللقاء المشترك قاد نضالاً سلمياً بالعديد من المراحل، فأطلق على بعضها مرحلة الهبة وأخرى مرحلة النضال، وخرج منتسبو هذه الأحزاب في اعتصامات ومسيرات قبل أن يتحرك شيء في الربيع العربي، وما توكل كرمان وخالد الآنسي وفؤاد دحابة وسامية الأغبري و...و...و.. هؤلاء الشباب الرائعون المنتمون لكل الاحزاب - طبعا هناك غيرهم كثير فقط احيانا ربما لمعرفتي بهؤلاء ذكرتهم - لكن أكيد كان أناس من الوحدوي ومن الاشتراكي ومن المستقلين – يكونون نواة لهذه الثورة، الحراك الجنوبي نفسه كذلك كان يوماً ما مشعلاً لهذه الثورة، أول شهداء في منصة الحبيلين 3 شبان من شباب لحج، أذا لا أحد يستطيع أن ينكر جهد اللقاء المشترك.
مقاطعاً .. قلت إن هؤلاء الشباب الحزبيين هم أول من خرجوا فهل، ولاءهم الوطني عمل على إخراجهم أم ولاؤهم الحزبي؟
- ليس هناك تباين بين الولاء الوطني أو الولاء الحزبي، إلا إذا كانت الأحزاب تعمل لغير الوطن، وهذا أمر لا يمكن مطلقاً تصوره، لأن الحزب لا يمكن أن يحظى بجمهور إذا لم يتبن قضايا الوطن، من قال إن الأحزاب تشتغل لمصالح أشخاصها فقط، “أنا لا أتكلم عن أحزاب الدكاكين”، اتفق معك مائة بالمائة إذا كان قصدك أحزاب الدكاكين وأحزاب العائلة، أنا أتحدث عن أحزاب عملاقة مثل التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني والوحدوي الناصري ومكونات البعث وبقية الأحزاب الأخرى المنضوية في اللقاء المشترك، مع تحفظي أن بعضها ينبغي أن يسعف نفسه قبل أن تتحول إلى دكاكين، إذا عندما نتحدث عن حزب فيه أعضاء من جميع اليمن كيف سيبقى أعضاؤه فيه إذا لم يتبن قضاياهم، وبالتالي هذه من الأكاذيب أن أحزاب اللقاء المشترك تعمل لصالح أشخاص فقط، فعلي عبد الله صالح قدم لهم إغراءات كبيرة جداً إذا كانوا يريدون سلطة لكانوا قبلوا بذلك، لكنهم يحملون قضية وطن.
هل أحزاب اللقاء المشترك سرقت الثورة كما يقول البعض؟
- لا هذه الألفاظ التي يُلعب بها عاطفياً مثل سرقت الثورة، اختطفت الثورة، وإنقاذ الثورة هذه من الألفاظ العاطفية التي لا تقف أمام الموضوعية والعلمية وأنا أتحدى هؤلاء الذين يصدرونها أن ينظموا نقاشاً مفتوحاً أمام الشباب لمناقشة هذه المصطلحات، الثورة ليست دجاجة أو علاقي قات حتى يختطف، لكن أن يقول هؤلاء إن الثورة مهددة بخطر، أقول لهم نعم، أن يقولوا أن عليهم إن يصطفوا معاً حتى لا يُستحوذ على الثورة مكون واحد فهذا من حقهم، لكن بشرط أن يعملوا في الإطار الثوري وفي إطار تحقيق الأهداف الثورية وألا ينتكسوا من حكم مدني إلى انفصالات مناطقية أو طائفية.
أصدر الرئيس هادي العديد من القرارات العسكرية وغير العسكرية كيف ترى هذه القرارات وهل تصب في مصلحة الثورة أم لا؟
- أولاً الرئيس هادي يبدو أنه سيثبت إن شاء الله، إنه رجل المرحلة، يتحلى برؤية زائدة وبصبر عميق وبتأنٍ يحرق أعصاب جلسائه، إن نظام 33 سنة لم يكن نظاماً بسيطاً، بل كان معقداً، خلط الأوراق وخلط الحابل بالنابل، وكون له ترسانة من المصالح، لا يمكن لثورة أن تقتلع هذا الكيان بيوم وليلة أو سنة أو سنتين، هنا يحتاج إلى خلخلة وفكفكة، و يحتاج إلى فعل ثوري ويكون في نفس المسار، المهم أن يصب في مسار تحقيق الأهداف، الثورة اليمنية 26 سبتمبر ظلت 22 سنة من 1948 ، واستمر الثوار يشتغلون عليها حتى حصار السبعين في نهاية الستينيات وثورة 14 أكتوبر ظلت 130 سنة منذ أن وطأت أقدام الاستعمار عدن حتى تحررت المحافظات الجنوبية، كيف نستعجل الآن في ثورة لم يمر منها شيء في مواجهة نظام أعتى من نظام عائلة حميد الدين وأعتى من نظام بريطانيا، بريطانيا كانت عدواً خارجياً وبالتالي الثورة استنهضت جميع الوطنيين، بيت حميد الدين لم يكونوا قادة لوحدات ولم ينهبوا شيئاً حتى أصبحنا اليوم ربما نترحم عليهم كأشخاص، “صالح” وعائلته ربطوا كل شيء بهم واستحوذوا على كل شيء، وبالتالي خلخلة مثل ذلك نظاماً يحتاج إلى رئيس وإلى حكومة تعي ماذا تعمل، من أهداف الثورة كذلك انتقال السلطة واليوم الرئيس هادي يعمل وفق قرارات إلى تغيير بنية السلطة من موالية لصالح إلى موالية لليمن الجديد، ومن أهداف الثورة إعادة وحدات الجيش وأجهزة الأمن إلى وزارتي الدفاع والداخلية قالها وزير الدفاع في البرلمان قال: لم يكن الحرس والفرقة تابعين لوزارة الدفاع ولم نستطع أن نفعل أمامهم شيئاً ولا نأمرهم بشيء ولا يستأذنون بشيء، فقط كانت مسميات، إذا كل القرارات للهيكلة في إعادة هذه الوحدات إلى وزارتهم إن ذلك يصب في أهداف الثورة، ومع القرارات السابقة الذكر تصب في أهداف الثورة.
لكن على لسان الشباب أنهم يريدون التطهير لا التدوير؟
- إذا كان القصد التطهير بمعنى تطهير النظام بشكل عام وليس الانتقام فكلنا مع هذا المصطلح، أما إذا كان التطهير بمعنى الاجتثاث والانتقام الذي استجارته حركات الانقلابات، فالفرق بين الثورة والانقلاب أن الانقلاب يأتي سريعاً ويرتكب مجازر وتعلق المشانق - هذه عقلية لابد لها ان تنتهي و للأبد - نحن نريد ثورة تقتلع قيم “الفساد، القتل، الفوضى” ترسي دعائم العدل والدستور والاستقرار إلى غير ذلك، وفي موضوع الأشخاص هنا تسري عليهم العدالة الانتقالية التي ارتضيناها بمعنى من ارتكب جرائم معينة ينبغي هنا أن يخضع للمساءلة والعدالة وينبغي أن يُفعل شيآن هنا معا وهما حقوق الإنسان والاقتصاص للشهداء والجرحى في نفس الوقت إعطاء هؤلاء فرصة الدفاع عن أنفسهم نحن في ظل عدالة لابد أن تتحقق فيها قيم حقوق الإنسان وهذه القيم أصبحت لنا ملزمة وطنية وخارجية.
وماذا عن مؤتمر الحوار الوطني؟ ولماذا لا يوجد تواصل واضح أو تنسيق بين شباب الساحات وحكومة الوفاق الوطني؟
- الحوار ضرورة ولا أحد ينسى أو يتجاهل أهميته، ولكن دونه الكثير من العقبات دونه أولا ثقة مفقودة بين مكونات المجتمع اليمني، ولدها التمترس الحاصل من المكونات وتمترس الطوائف - كذلك تمترس الشمال والجنوب كل ذلك كانت نتيجة صنعها النظام السابق، فُقدت في دولة مفقودة فيها العدالة وكل هذه نتيجة لنظام صنعها بعناية، تمترسات مؤدلجة وأنا أدعو الشباب اليوم إلى أن هذه التمترسات وهذه الأيديولوجيات قد عفى عليها الدهر وشرب، اليوم لابد أن نقيم علاقتنا على قواسم مشتركة تخدم الوطن مثل الصحة والتعليم وغيرها، سنجتمع وسيبقى الفراق بيننا 5 % أو 10 % فقط، ثانياً دونه أيضا ربما مشاريع صغيرة وهؤلاء أنا لا أتخوف منهم لأن مشاريعهم الصغيرة التي يعتقدون بأنهم سيحققون بها بعض مصالحهم أنا أضمن لهم أن مشاريعهم ستكون أكثر تحققاٍ في ظل وطن أوسع ووطن كبير، فمن حق الحراكيين أن يحكموا اليمن كله وليس المحافظات الجنوبية فقط ومن حق الحوثيين أن يحكموا اليمن كله، لكن بشرط أن يندمجوا في إطار وطن وفي إطار سيادته وقانونه ودستوره، ثم لينشروا برامجهم ورؤاهم في حل مشكلات اليمن وستصوت لهم الجماهير يوم أن يكونوا صادقين ويوم أن يلمسوا منهم نفعا عاما للوطن.
ماذا عن ملفات الشهداء والجرحى والاعتداءات التي حصلت أثناء الثورة؟ وهل هناك تحركات حقوقية وقانونية في هذا الشأن؟
- هذه الحقوق لا تسقط لا بالتقادم ولا تسقطها الاتفاقيات وينبغي أن يعلم هؤلاء سواءً كانوا أسر شهداء أو كانوا قتلة أن الدماء لا تضيع مطلقاً وهي في قائمة الأولويات، لكن كيف ستعالج وكيف ستناقش هذه لابد أن تكون ضمن ملفات الحوار الوطني بين المكونات المسئولة.
لكن الجناح السياسي للثورة الممثل باللقاء المشترك منح صالح حصانة في ذلك؟
- هذه كانت من الأدوات التي تعمل على فكفكة النظام السابق واللقاء المشترك يعرف أنه ليس ولياً لدماء الشهداء كما تعرف بقية المكونات أنها ليست ولية لدماء الشهداء، ولي دماء الشهداء هم أسرهم فقط، ولهذا تفهم الحصانة على أنها حصانة عامة أما القضايا المعينة المتمثلة بدماء الشهداء أو المتمثلة بنهب أموال محددة أو مخصصة، من قال إن الحصانة تشمل ذلك، دليل هذا أن بن عمر صرح بكلامي هذا يوما ما وأفاد بأن الحصانة لا تشمل هذه الأمور، أنا الذي أقوله هنا الآن إن علي عبد الله صالح وأولاده سيضيعون فرصة عفو الناس عنهم وسيضعون فرصة أن يرفق بهم ويرحمهم الآخرون وبالتالي مصيرهم سيكون صعباً.
هل أفهم من كلامك أن الحصانة لا تسمن ولا تغني من جوع؟
- الحصانة فقط أعطيت في ظل ظرف سياسي معين ولأهداف معينة وقضايا معينة.
يتم تداول مقولة لك مؤخراً بأنك لو تستطيع فعل تمثال لعلي محسن لفعلت، ما صحة ذلك؟ وهل بالفعل ستفعل ذلك لز تيحت لك الفرصة ؟
أولا بشكل عام، لو أتيحت لي الفرصة لصناعة تماثيل رمزية لجميع ثوار اليمن لفعلت، بدءاً بشبابهم أولئك المستقلين الذين خرجوا فاتحين صدورهم، مروراً بسائقي الموتورات الذي اشتغلوا كمسعفين ولجان إسعافية كان يخوض أحدهم ونحن نراقبهم - وأنت أحد الشباب المشاركين في هذه الثورة وكنت تشاهدهم - كنا نراقب مع بعض، هؤلاء سائقي الموترات وهم يدخلون وسط القتل والمعمعة وكم قتل منهم وكم جرح ليُنقذ لو استطعت أن أفعل للقبائل التي توالت إلى صنعاء وتركت أسلحتها للانخراط في الثورة السلمية، لو استطعت أن أفعل لأحزاب اللقاء المشترك تمثالا رمزيا، لو استطعت أن أفعل للجيش الحر بقيادة اللواء البطل علي محسن صالح، لو استطعت أن أفعل لهم جميعهم، والله لما ترددت، ماذا تعني الثورة ألم تخلد هؤلاء الأبطال الذين ناصروها؟ ماذا يعني تاريخ الثورة؟ أليست الدنيا كلها تماثيل رمزية “أنا هنا أتحدث عن تماثيل رمزية وليس تماثيل تُعبد لأن البعض اخذ ذلك مأخذاً آخر”، عندما تزور دولة وترى تماثيل فتقول من هذا؟ يقال لك هذا أبراهام لينكولن محرر العبيد في أمريكا، هذا تمثال البطل أحمد عرابي، هذا تمثال البطل القسام، هذه التماثيل الرمزية هي كتابة للتاريخ - التاريخ الذي يكتب على صفحات الكتب وبطونها مهم وجميل ولكنه لا يعتبر ذكرى دائمة للناس والرموز التي تصنع تعتبر ذكرى دائمة للتاريخ- أما الذي نُشر بخصوص علي محسن فللأسف اجتزاء منه، يعني اُستخدم للمكايدات، أنا أقول و بفخر إني أريد أن أصنع تماثيل رمزية لكل أبطال الثورة اليمنية وفي مقدمتهم علي محسن كرمز للجيش الحر، ثم عندما أقول الشباب لابد من رمزية لهم وهكذا، والموضوع قصته أني أشدت بعلي محسن عندما أعلن استعداده أن يمثل أمام القضاء العادل شاهداً أو متهما، عندما أعلن عن نفسه أنه مستعد لترك قيادة الفرقة الأولى عندما يقول له الثوار انتهى دورك، ثم أضفت “للأسف لم ينشر الكلام لديهم وهذا قبل ما أشرت إلى رمزية التمثال” نداء إلى علي محسن وهو: وعليك أيها القائد أن تُسلم نفسك لعدالة انتقالية تعوض فيها كل متضرر منك وتعيد إليه حقه، إذا في ظل ثلاث نقاط كيف لا أصنع له تمثالاً، السؤال الآن الذي ينبغي أن يقلب لهؤلاء الذين يخاصمون علي محسن، لماذا لا يطالبون بتحقيق عدالة على قتلة يعرفهم العالم كله، ويريدون أن يغضوا الطرف عنهم، لماذا علي محسن فقط ؟؟!! نعم علي محسن رجل كان ينطوي تحت سلطة علي عبد الله صالح وكان رقماً من أرقامه الحقيقية وأكيد عليه بعض القضايا، ماذا يريد هؤلاء بعد أن يقول علي محسن أنا مستعد أن أمثل أمام القضاء شاهدا أو متهما، ما الذي تريده أكثر من ذلك، لماذا نريد أن نستجر أحقاداً رخيصة.
البعض يرى في دموع باسندوة الكثير من الخير بينما البعض الآخر يرونها دموع تماسيح، ما تقييمك لشخصية باسندوة وتقييمك لحكومته؟
- باسندوة لا يعرف قدره إلا من يقدر دموع الرجال، حتى في التراث العربي أن الرجال لا تذرف دموع تماسيح، الرجال لا تحتاج أي دموع أصلا حتى تسرق أو تنهب، علي عبد الله صالح استمر 33 عاما ناهبا ولم تذرف دمعة من عينيه، ما كان محتاجاً إلى دموع، الدموع لا تخرج إلا من مُقل أناس صادقين عاطفيين، ثم لماذا ينكر على دموع باسندوة ونشيد بدموع قادة مثل رئيس المكسيك ومثل رئيس المجلس الانتقالي بليبيا، لماذا نحن نتآمر على أنفسنا؟ لماذا اليمني لا يقدر بعضه؟ والأمر الثاني إن الرجل أثبت من خلال مسيرته أنه لم يشارك في نهب اليمن أو قتل اليمنيين، ثم إنه لا تهمني دموعه الآن، رغم أني أقدرها وأراها دموع تزرع أملاً وخيراً ، لكنني أتابع مسيرته، الرجل يسير في الاتجاه الصحيح ومن يطلع على سياسته اليوم في الحكومة يجد أن الرجل يحقق أهداف الثورة ولكن بصمت وعاطفة.
كيف ترى ردة فعل المشايخ بعد زيارته لتعز وتصريحه بعدم صرف المستحقات لهم ؟؟
- أولا ينبغي أن نفرق بين مشايخ و مشايخ، هناك مشايخ يحترمهم المجتمع ولهم دور في المجتمع، وعندما رأوا الشباب يُقتلون في الساحات انظموا إلى الشباب وقدموا كل النصرة لهم، هؤلاء نستطيع أن نعتبرهم مشايخ ووجاهات اجتماعية، ونفرق بين آخرين ليس من عملهم إلا نهب المال العام ونهب الأراضي والتآمر على الوطن وابتزاز الدولة، هؤلاء ينبغي أن يكون محلهم السجن المركزي وليس أن يحظوا بأموال من خزينة الدولة، هؤلاء الذين يقطعون الطريق، هؤلاء الذين يضربون الكهرباء، هؤلاء الذين تتضرر منهم أنابيب النفط والغاز وغيرها، هؤلاء لا يصح عقلاً أن نسميهم حتى بني آدم، هؤلاء قتلة “عصابات”، ولا نستغرب يا أخي من ردة فعلهم، هؤلاء كانت لهم موازنات كبيرة تصرف من خزينة الدولة، كان “صالح” يستخدم سياسية إرضائهم وكسبهم بطريقة غير مشروعة، ردة فعلهم لأنهم كانوا يعيشون عالة ومتسولين وشحاذين، الواحد منهم يستلم من أكثر من جهة وينهب أكثر من جهة، بالتالي ردة فعل طبيعية.
طيب كبرلماني كيف ستتعاملون مع هذه القضية ؟؟
- أولاً أريد أن أشيد بالحكومة التي رفضت أن تدرج المبالغ في موازنتها وهذا يحسب لباسندوة ويحسب لحكومته ويحسب للأخ صخر الوجيه ويشاد لمجلس النواب أنه رفض، لا تصدقوا أن مجلس النواب وافق عليها، الذين وافقوا عليها عدد من النواب فقط لا غير وأدرجت في تقرير الموازنة زوراً، لم تتفق عليها اللجنة المالية بقيادة الأستاذ النائب الناصري عبد الله المقطري، رفض ورفضت اللجنة كلها، وفي الليل عندما طبع التقرير أدرج سرا بطريقة مخالفة لنظام مجلس النواب ولجانه وأراد أن يفرض فرضاً ورفُض وإلى الآن ما زلنا رافضين، من قال إننا وافقنا.
ما الذي تحتاجه حكومة الوفاق الوطني لتحقيق أهداف الثورة في ظل شراكة مع ما يعتبر بقايا النظام السابق؟
- تحتاج أولاً إلى فعل ثوري من الشباب لكن ناضج وواع ، تحتاج إلى ارتصاص، أن يرص الشباب جيداً وراء أهدافهم هناك الآن تجزئة لأهداف الشباب، هناك جر لبعض المكونات إلى أهداف آخرين وليست أهداف وطن، عندما يتحمس لأهداف طوائف أو أهداف أحزاب أو أهداف مناطق هؤلاء يضرون أهداف ثورتهم التي خرجوا من أجلها وحاشاهم أن تنتكس أهدافهم، وثانيا تحتاج إلى أسأست الشباب لأنشطتهم لأن الشباب إذا لم يكن لهم أصوات مُأسأسة ومنظمة ومؤطرة كيف أستطيع أن أحاورهم، لأننا لا نستطيع الحوار بأفكار مشتتة ومشرذمة إذا عليهم أن يكونوا أطراً، لكي يتقدموا برؤى تجمعهم وليس شرطاً أن يكون إطاراً واحداً وليس إطارين ليكن 20، 30اطاراً لكن بشرط أن تكن اطراً لها مرجعياتها، تحتاج حكومة الوفاق كي تنتصر إلى أن تٌطبق بنود المبادرة من رعاتها بطريقة شفافة تخدم جوهر الثورة، لأن ما لا يعرفه الشباب مقدمة المبادرة تعترف بالتغيير وحق الشباب في التغيير والمقدمات دائماً تحتل أولويات وموجهات سير البنود، إذا ينبغي على رعاة المبادرة اليوم أن يلزموا علي عبد الله صالح الخروج من ارض الوطن، وأن تعاد هيكلة الجيش وأن تنتقل السلطة انتقالا كاملا، ثم سنسير ببقية الخطوات.
كيف ترى تعيين شوقي هائل محافظاً لتعز؟
- قلتها من أول يوم قبل أن يوافق الأخ شوقي وقبل أن يؤدي القسم، لأن كان هناك أسماء كثيرة، أنا أعتبر شوقي أحمد هائل الشخص المناسب بامتياز، ليس لأنه لا يوجد مثله أو أفضل منه من ناحية الشخصية لا، شوقي أولا عُرفت عنه الجدية والحزم، يعرف تعز جيداً، لأنه كان رئيس لجنة التخطيط والمالية في المجلس المحلي لمحافظة تعز، وكونه شخصية قيادية في مجموعة هائل سعيد وبالتالي يعرف كل أشخاص تعز ورموزها إذ يعرف أبناءها جيداً ويعرف كيف يتعامل معهم، ثالثا شوقي يمثل مجموعة هائل سعيد أنعم وهذه المجموعة ما تعودت أن تفشل بمشاريعها ويوم أن تفشل تنسحب مباشرة، فلا يمكن لهذه المجموعة الكبيرة وليس الاقتصادية فقط أن تسمح بأي فشل لشوقي وبالتالي ستسنده، رابعا وهو الأهم أن جوهر شركات هذه المجموعة في تعز، فمن مصلحتها حتى كمصلحة ولا مانع أن تلتقي مصالح الناس بأن تبقى تعز آمنة وأن تتوفر فيها بنية تحتية، فشوقي هائل أستطيع أن أقول إنه محل إجماع، لكن هنا أنبه أن فريق علي عبد الله صالح عمل من البداية - وأعتقد أن شوقي قد وصلته هذه المعلومة - بلقاء خاص على التآمر على نجاح شوقي هائل وكان هناك لقاء ضم العائلة بإفشال شوقي في تعز ولهذا ينبغي على مكونات المجتمع المدني من أحزاب ومكونات ثورية وقبلية، أن تلتف حول شوقي هائل وقد وعد بنفسه أنه خلال 3 أشهر سيحدد مسارات رئيسية في محافظة تعز وقد بدأ، اليوم تعز أفضل محافظة من ناحية الأمن والهدوء النسبي.
هناك البعض من يرى أن تعيين شوقي هائل محافظاً لتعز يأتي في سبيل (تهدئة) حماس أبناء تعز؟ كيف تقرأ ذلك؟
- لو عُين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في ظل هذه الظروف على تعز فربما لن ينجح، لأن مكونات تعز ليست على قلب رجل واحد لو عينت قائد الثورة اليمنية في تعز على تعز، لظل أنصار النظام يضعون لهم العوائق تلو العوائق وأنت تعرف أن مجتمعاتنا فيها الكثير من المرتزقة بسبب نظام عود الناس على الارتزاق، لكن شوقي هائل يمثل قاسماً مشتركاً لكافة المكونات.
هناك نظرة تشاؤمية نحو الإسلاميين في حالة وصولهم للحكم؟ ما سبب ذلك؟
- أولاً ينبغي لنا أن نفرق بين مصطلح الإسلاميين، فأنت تعني المصطلح السياسي، لأن الشعب اليمني كله مسلم، وينبغي أن نفرق بين هذه المكونات الإسلامية، المكون الإسلامي ليس على قلب رجل واحد، هناك من الإسلاميين من يحرم الانتخابات وهناك منهم من يوجب طاعة ولي الأمر مادام أنه يحضر جامع الصالح يصلي، وهناك منهم من يحرم النضال السلمي والحقوقي، لكن بالمقابل هناك من الإسلاميين من يؤمن بالعمل الديمقراطي والمشاركة المجتمعية وهناك منهم من يؤمن بالنظام المدني وحقوق المواطنة وهناك من الإسلاميين من لهم إسهام حقيقي واقعي في نهضة الاقتصاد والتنمية وغيرها، إذا الإسلاميون ليسوا شيئاً واحداً كي نصفهم في شيء واحد، أما من حيث التخوف فله أسبابه أولها هذا التباين بين الإسلاميين فأحياناً أقول الإسلاميين وأنا أقصد هؤلاء الذين لا يؤمنون بالديمقراطية ويحق لي أن أقول ذلك ومن حقي أن أخاف منهم وثانياً الحملات التي شُنت على الإسلاميين على مدار جميع الحقب على مستوى اليمن ومصر وعلى مستوى الوطن العربي كله كانت موجهة صوب الإسلاميين كما كانت صوب اليساريين، شوه اليساريين كما إن اليساريين ليسوا شيئاً واحداً، شوه القوميين كما أنهم ليسوا شيئاً واحداً كذلك، إذا الحملات الإعلامية المهدفة، وثالثا إن ممارسات بعض الإسلاميين تحتاج إلى إعادة نظر، على الإسلاميين اليوم أن يعرفوا أن المجتمعات اليوم ما عادت تلك المجتمعات التي ستقاد بالخطاب العاطفي، اليوم المجتمعات تنتظر برامج ولهذا صوت الأتراك لأردوغان مع أنهم يختلفون معه من حيث بالهوية، لكن عندما رأوا أن في أردوغان تحقيق لمصالحهم وتحقيقاً لأهداف حياتهم صوتوا له.
هناك اختلافات وتناقض كبير بينكم وبين اليساريين الذين تختلفون معهم إيديولوجياً، هل ترى أن تحالف اللقاء المشترك سيستمر خاصةً في ظل وجود أصوات تقول إنه أدى مهمته وحقق أهدافه في إسقاط النظام؟
- أولاً الأيديولوجيات ما عادت هي الحاكمة للعلاقات في هذا العصر للأسف ذاك عصر المراهقات فكانت فيه الأيديولوجيات هي المحدد للقاء والفراق وهي المحدد في التواصل والتقاطع والعلاقات، اليوم من حقك أن تؤدلج كما تشاء وأن تؤمن بأي أيديولوجية، اليوم عصر القواسم المشتركة في بناء الوطن وعصر التنمية وحقوق الإنسان، إذا في ظل الشراكة حول أهداف التنمية وأهداف حقوق الإنسان ما الذي سيبقى سبباً للتباين بين اليساري واليميني أو الإسلامي والاشتراكي أو القومي والإسلامي، ما أعتقد مطلقاً، اليوم اللقاء المشترك أثبت إنه استطاع أن يتجاوز مراحل كانت تُخطط لتفكيكه وضرب مكوناته؛ لأنه نموذجاً للعمل السياسي الذي يبنى على القواسم المشتركة على المستوى العالمين العربي والإسلامي وكنا عندما نزور أي دولة نسأل من بعض مفكريها كيف هي تجربة اللقاء المشترك، أثبت اليمانيون الحكمة اليمانية في اللقاء المشترك، أثبتوا تلاحماً في ظل ظروف كانت تعمل على تفكيكهم وتشرذمهم فاستطاعوا أن يتجاوزوهم، هناك قادة في اللقاء المشترك نفسهم الوطني وانتماؤهم لليمن جعل من اللقاء المشترك يقوى أكثر وأكثر وأخص هنا بالذكر قيادة الحزب الاشتراكي مثل الدكتور ياسين سعيد نعمان هذا الرجل العملاق وكذلك في الوحدوي الناصري الأستاذ سلطان العتواني وفريقه وكذلك في الإصلاح الأستاذ محمد اليدومي والآنسي وقحطان وغيرهم وكذلك في المكونات الأخرى، هؤلاء رموز صاروا لحمة اللقاء المشترك واليوم على لسان كثير من قادة اللقاء المشترك أفادوا بأن تجربة اللقاء المشترك ستستمر ما لا يقل عن عشر سنين لإرساء يمن يقام على الشراكة والفعل الجماعي، إذا هذه كلها مطمئنات مع وجود عقبات.
كيف تقرأ اليمن بعد عامين سياسيا واقتصاديا بعد هذه المرحلة الانتقالية ؟؟
- أنا متفائل كثيراً مع أني واقعي أن هناك ثمناً ربما يدفع من الأمن من الدماء ،من الاستقرار لا سمح الله نسأل الله ألا ندفع شيئاً.
كمواطن يمني أولا وكحقوقي ثانيا ماذا تعني لك قضية الجنوب؟ وقضية صعدة ؟
كمواطن يمني أنا أفصل بين القضيتين تماما والدمج بينهما عمل سياسي، أما حقوقي وحقيقيةً فلا تشابه بين القضية الجنوبية وقضية صعدة، لكن تعرف أنه أحيانا يستدعي شيئاً من الفعل السياسي والمزايدة السياسية، حدثت الوحدة في 22 مايو 1990م فحصلت انتكاسة أولا لاتفاقية الوحدة وشروطها ثم حصلت انتكاسة من قبل نظام فاسد لحقوق الجنوبيين، نهبت أراضيهم ونهبت حقوقهم وركنوا في البيوت كقيادات عسكرية بمبدأ “خليك بالبيت” بينما في مناطق أخرى يكون القائد العسكري قد انحنى ظهره وقد احدودب ولا زال يلبس الرتب ويتسلم حقوقه، إذا القضية الجنوبية قضية حقيقة يجب أن تعالج في إطار حقيقي وحقوقي ووطني، من سيضر قضية الجنوب هم من ربطوها بقضايا أخرى، وهم من ارتهنوا اليوم إلى دول إقليمية أو دولية ومن سيضر هذه القضية هم من حملوا السلاح رغم أن قضيتهم عادلة ومن سيضر قضية الجنوب هم من جعلوا خصومتهم مع أبناء الشمال، الشماليون جنوبيون بامتياز، شباب تعز يحسون بالقضية الجنوبية أكثر مما يحس بها بعض الجنوبيين الذين نهبوا الجنوب، خامسا من سيضر هذه القضية هم المزايدون من أبناء الجنوب الذين هم من نهبوا أرض الجنوب وشاركوا الناهبين، أنا أتمنى كحقوقي أن تفتح القضايا التفصيلية الجنوبية ليكتشف شعبنا في الجنوب أن كثيراً من النهب وكثيراً من الاختلاس والسرقات مارسها بعض أبناء الجنوب وكانوا حلقة الوصل بين الناهبين من مناطق أخرى، إذا هؤلاء سيضرون بقضية الجنوب لكنها قضية عادلة ينبغي ان تطرح في اطار الحوار الوطني.
قضية صعدة هي قضية لكنها لا علاقة لها بقضية الجنوب، وقضية صعدة لابد أن نحدد لها بعض المحددات أولاً هذه القضية ليست هي القضية الحوثية فقط، إذا هناك لدي قضية حوثية في إطار قضية صعدة، وعندي قضية أخرى اسمها قضية صعدة كمحافظة فيها من المكونات ومن غير الحوثيين أضعاف أضعاف الحوثيين، والقضية الحوثية لابد أن تأخذ منحى آخر أن الحوثيين كانوا يوماً ما محل ظلم من النظام السابق، لكن اليوم صار بعضهم ظلمة يمارسون القتل على إخوانهم في حجة وفي دماج، وغيرهم، قضية صعدة قضية تنمية وقضية وطن وليست قضية يناقش فيها اتفاقية وحدة، تختلف تماما قضية صعدة قضية تدخل اقليمي، صعدة مسرح لصراع بدماء يمنية وانهيار تنمية يمنية، لكنها قضية عادلة لابد أن تحاور في إطار الحوار الوطني.
قانونياً يعتبر مجلس النواب الحالي منتهي الشرعية بحسب الدستور، هل توافق على مواصلته لعمله؟
- أتفق من حيث المبدأ أولاً أن هذا المجلس ما عاد يصح له مطلقاً ولا يخول له ولا عاد قادر أن يناقش قضية الوطن ولا أن يقود الوطن، مجلس النواب كان ينبغي اليوم أن يكون هو الآلة الجاهزة لتحقيق أهداف الثورة، لكن علينا هنا أن نناقش القضية علمياً المبادرة الخليجية عندما جاءت تستطيع أن تقول إنها علقت الدستور “هذا في القانون السياسي” بدليل أن كثيراً من الإجراءات سارت وفقاً للمبادرة وليس وفقاً للدستور، ولكن نحن بموجب المبادرة مشت خطوات أخرى وهي حكومة الوفاق تستطيع أن تقول عنها حكومة سياسية وليست دستورية، الحكومة الدستورية تقول إن الحزب الغالب في الانتخابات هو من يشكل الحكومة ولكن هذه جاءت بتوافق، إذا نحن نعيش ظرفا سياسيا ومرحلة استثنائية جاءت المبادرة تسد الكثير من ثغورها بطريقة سياسية، وبالتالي أصبح مجلس النواب مرجعيته الأولى المبادرة الخليجية وليس الدستور، لكن أنا مع حل مجلس النواب وإجراء انتخابات حقيقية، لكن السؤال سيقول متى؟ هل الآن البيئة صالحة في حالة ضخ أموال إقليمية وضخ أموال عائلية واستقطابات ليست طبيعية، سنكرر سنكون مجلس نواب مزوراً ولكن بطريقة أخرى ولجهات أخرى، ولهذا كان التوقيت بعد سنتين أقرب للمنطقية والواقعية.
ما المقصود بمصطلح “الإصلاحيين الجدد”، خاصة وأن هناك من يصنفك في هذا الجانب؟ وهل هناك من هم إصلاحيون قدامى؟
- أنا الذي أعرفه أن هناك حزباً اسمه التجمع اليمني للإصلاح ليس فيه يسار ولا يمين ولا جدد ولا قدامى ولا علمانيون ولا ليبراليون ولا مجاهدون، تحكمهم لوائح التجمع اليمني للإصلاح وأدبياته، إن التجمع اليمني للإصلاح بحكم قاعدته العريضة سيكون فيه التنوع أكثر وهذا طبيعي، عندما يكون الحزب صغيراً تستطيع أن تحرك أعضاءه بالريبوت كنترول وأن تحدد مواصفات ملابسهم ولكن عندما تكون قاعدة واسعة على مستوى اليمن كله بكافة طوائفه وثقافته وقبائله وتعليمه وتخصصه وفئاته العمرية فهنا ستظهر بعض التباينات، الذي يحسب للتجمع اليمني للإصلاح أنه يضم كل هذا التباين وهذه ظاهرة صحية لكن لا نستطيع أن ننكر مطلقاً أن هناك تفاعل رؤى في إطار التجمع اليمني للإصلاح، هناك رؤى أحياناً تميل إلى الكلاسيكية في إطار المرجعية الإسلامية وهناك رؤى تميل إلى الرومانسية والحداثة في إطار المرجعية الإسلامية، بين هؤلاء ستحصل أحياناً الكثير من التباينات، ليست هناك مشكلة لكن أرجو ألا يُحاسب التجمع اليمني للإصلاح إلى أي فرد وإنما يحاسب الى أدبياته ومقرراته ومرجعيته ومناهجه.
ما أسباب وجود تيارات إسلامية متناحرة مذهبياً وفكرياً، وهل من مصلحة الشعب اليمني وجود تناقض ديني في المجتمع؟
- غياب الديمقراطية وغياب العدالة وتفشي الاستبداد السياسي، هو الذي كون كل هذه المكونات المتصارعة، عندما تغيب الأطر والمنافذ السلمية والديمقراطية ويتحول الناس إلى العمل تحت الطاولة وفي السراديب حينها تظهر هذه المكونات المتناحرة لأنها أصلاً لا تلتقي على طاولة الحوار وإنما تلتقي في ظل مؤامرات كلٌ يتآمر على الآخر، بل لا تلتقي أصلاً فتتخيل العداوات، الأمر الثاني إن الفكر الإسلامي سيظل مشظى إلى قيام الساعة “هناك من يقرأ الآية الواحدة سلماً وأماناً للمجتمع وهناك من يقرأها قتلاً وسفكاً لدمائه، الحديث الواحد هناك من يقرأه نصرة للمرأة وإعطاء لحقوقها وهناك من يراه جاهلية في تصوره ضد المرأة (إذا الفكر الإسلامي حمال أوجه، الذي سيخفف التباين الكلي بين التفسيرين للنص الواحد هو مزيد من الحوار ومزيد من الديمقراطية وانتشار العلم وترك الفرصة للإبداع الذي سيصنع قواسم مشتركة.
هل هناك أزمة فكرية تعيشها البلاد، خاصة في ظل انتقاد بعض أفكارك الدينية وصلت حد تكفيرك وتكفير آخرين ؟
- أولاً لا أعرف أحداً كفرني، كتكفير أنا لا أعرف، لا أدري قد أكون أكفر في أماكن، لكن لم يصلني أن (س) من الناس كفرني، لم أتعرض لتكفير وإنما أتعرض لنقد، أغلب هؤلاء الناقدين ينقلون عني نقلاً ولا يقرؤون ما كتب مباشرةً، وهذه مشكلة مثل مشكلة علي محسن، يعني تمثال علي محسن والقضايا التي وضعناها في إطار الدين والفتوى نُقلت نقلاً بالتالي أخذها كل بطريقته.
خاصة أنهم من قاموا بذلك ينتمون إلى نفس الحزب الذي انت فيه ؟؟
- نعم.. نعم.. وهذا يدخل في إطار التباين.. لكن هي فرصة لأن نتدرب على الحوار والنقاش، نتدرب على التعايش مع الاختلاف، نحن عشنا للأسف الأحزاب المؤدلجة كلها “يساراً وقوميين وإسلاميين” عاشوا في إطار الايدلوجية الواحدة التي كل واحد يأتي يبصم عليها بصماً، فلم تتعود الأحزاب المؤدلجة يوماً ما على التباين في إطار أحزبها ولهذا كان اذا ما خالفنا أحد المنتمي لهذا الحزب أو ذاك على طول يحكم بفصله بصورة او بأخرى.
اليوم العقليات لا زالت تستجر تلك الظاهرة لكن اصبحت الاحزاب تتقبل هذا التباين شاءت ام أبت رضا او كرها لأنها ستحكم على نفسها بالموت إذا لم تقبل التباين بين رؤى مكوناتها ..التجمع اليمني للإصلاح اليوم لازال بعضه يستجر ثقافة الماضي لكن ازعم ان قيادته اليوم تتطور التطور المطلوب لمواكبة الحدث ..
طيب وتكفير الآخرين ؟؟
- جريمة أرفضها خارج إطار القضاء، وتخوين الآخرين جريمة أرفضها خارج إطار القضاء، والتشهير بالآخرين جريمة أرفضها خارج إطار القضاء، وأرفض الاستقواء بالمجتمع بعيداً عن مؤسساته الرسمية ودستوره وقانونه، لأي مكون كان وتحت أي شعار كان.
برأيك ما علاقة النظام السابق بكل من الجماعات والتيارات الإسلامية الموجودة على الساحة اليمنية سواءً منها المسلحة أو غيرها؟
- النظام السابق صنع شبكات من العلاقات ولعب عدة أدوار وكان يوزع الأدوار على فريقه، فلعب مع الإسلاميين ولعب مع اليساريين ولعب مع القوميين، وما تفريخه لأحزاب جميعها بلا استثناء، الذي استعصى عليه ولم يفرخه هو حزب الإصلاح، فرخ جماعات إسلامية وفرخ جماعات عنف وفرخ أحزاباً، فهذه صنيعته، كان النظام السابق مشغولاً بالتفريخ وإثارة الفتن والمشاكل لو أعطى اليمن ربع ما أعطاه للتفريخ وإثارة المشاكل لكان قد نهض باليمن قروناً وبالتالي صنع الكثير من البلابل.
ما هو تعريفك للدولة المدنية؟ وهل لمصطلح الدولة المدنية تأصيل حقيقي في الإسلام؟ وهل هي الحل لمستقبل اليمن؟
- ينبغي أن نحدد المصطلحات، فهناك مصطلحات استنفذت فصار لها أنصار وخصوم فمصطلح الدولة الدينية له أنصار وله خصوم أيضاً فلماذا نحشر مجتمعنا في صراع من أجل مصطلح دولة دينية، ثانياً الدولة العلمانية نفس الكلام لها خصوم ولها أنصار لماذا أنا أقود بلدي بسبب مصطلح العلمانية إلى صراع مجتمعي، فمصطلح العلمانية مرفوض يوم أن طبقت ضاقت حتى على قطعة قماش يوضع على رأس فتاة، بالله عليك النظام العلماني عندما منع قطعة القماش “حجاب “ ومُنع الشاب الملتحي من دخول جامعة، هل يمكن أن نعول على الدولة العلمانية أن تفجر الإبداع وأن تتيح الشراكة للمجتمع إذاً عندي مصطلحان مرفوضان لأنهما يثيران المجتمع ضد بعضه “الدولة الدينية والدولة العلمانية “ كلا المصطلحين الجميع يعرف ماذا يعنيان واضحين كذلك.. أما مصطلح الدولة المدنية وأنا باحث ومدرب في النظام المدني “لا تعني في أي حال من الأحوال أي تحديد أي موقف ضد الدين أو ضد العلمانية هي تترك تحديد الموقف لاستفتاء المجتمع بمعنى أن الدولة المدنية تعني أولاً أنها دولة غير عسكرية “إنها لا تحكم بالنظام العسكري” وإنها تعني دولة غير علمانية وغير دينية ، مصطلح النظام المدني لا يقابله كلمة ديني أو لا ديني وإنما يقابله عسكري أو عائلي أو طائفي، وهي أصلاً لا تتعارض مطلقاً مع الدين ولا مع العلم والطموح ولا تتعارض مع الشورى والديمقراطية أما من حيث الدين في الدولة المدنية فهو مكون رئيسي إذ كان الشعب كله ينتمي إلى الدين.
هل لها تأصيل في الاسلام ؟؟
- هناك خلاف في المصطلح منهم من يرى أن مصطلح الدول المدنية أُخذ من الدولة المدنية التي بناها النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة، لم تكن الدولة التي بناها رسول الله اسمها إسلامية، إلى الأخوة المتشبثين بالمصطلحات رسول الله عندما أقام دولة المدينة لم يسمها الدولة الإسلامية ولا الدينية وأنا أتحدى من يأتي بدليل على ذلك، حقائق الدين تتحول إلى دستور وقانون من خلال الشعب، وهناك نقطة في الدولة المدنية بأن هذه الدولة لا تعلن خصومة ضد الدين لأنه للأسف بعض الأخوة متسلقون على المصطلحات - مثل ما عندنا هاربون من مصطلح المدنية خوفاً على الدين هناك متسلقون بالمدنية ضد الدين - بعض الناس يتصور أن الدولة المدنية ضد الدين، والشعب بالأخير هو من يحدد دينه عبر الاستفتاء في الدستور، بالتالي ليس هناك ما يمنع، أنا أنزلت على صفحتي بالفيس بوك أن المواد الثلاث في دستور الجمهورية اليمنية سابقا لا تتعارض مع الدولة المدنية، هوية الدولة أنها إسلامية وعربية، هوية لغتها وهوية مصدرية الشريعة، لا تتعارض مطلقا مع الدولة المدنية وليس فيها خوف أصلاً.
فقط عدم الفهم في المصطلحات ؟؟
- بالضبط. .يفترض معرفة ما هي المعايير، لو ظللنا نتضارب على المصطلحات لن نتفق، دعونا نؤخر المصطلحات ونضع المعايير التي نريدها في هذه الدولة التي ننشدها، من تعزيز حقوق الإنسان،العدل، تكافؤ الفرص، المواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة، التعايش، وهيمنة سيادة القانون والدستور، حقوق المرأة، حقوق الأقليات إن وجدت، الحرية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، هذه المكونات في حين أن نتفق على هذه المعايير تعالوا بنا نختار لها تسمية ما في عندي مشكلة.
كيف تقرأ رفض بعض أقطاب الأحزاب الإسلامية للدولة المدنية واعتبارها كفراً بواحاً؟
- من يرى هذا الرأي فهو رأي متطرف مثل من يرى أن النظام المدني علماني، إذاً عندي تطرفان.. من يراه علمانياً ومن يراه دينياً وكلاهما متطرف.
كقارىء للواقع اليمني، أي من التيارات الإسلامية الحالية الموجودة على الساحة قادر على الحكم وفق مفهوم الدولة المدنية؟
- أولاً كل الأحزاب السياسية قادرة على الحكم، من قال إن علي عبدالله صالح كان أقدر من هذه الأحزاب، بل على العكس كان علي عبد الله صالح فرداً ويعبث بالبلد، أقل شيء لدى هذه الاحزاب فيها نوع من المؤسسية أما بالنسبة للأحزاب الإسلامية فأعتقد أن القاعدة تنطبق على الجميع، الذي يهمني كيف ستحكم وبماذا ستحكم وما هي رؤاها، أنا أتمنى من جميع الاحزاب وفي مقدمتها الإسلامية ان تأخذ النموذج التركي، نموذجا رائعا والنموذج الماليزي والاندونيسي وغيره، قرأت مرة عبارة ما أدري مدى دقتها أن أردوغان وفريقه ما حكموا تركيا إلا بعد أن جهزوا أكثر من 300 خطة اقتصادية لنهضتها، أنا أتمنى اليوم من الأخوة في جميع الأحزاب السياسية بشكل عام وفي مقدمتها الإصلاح أن يعدوا خططاً وبرامج ورؤى لقيادة اليمن وإنقاذ اقتصادها وإنقاذ وحدتها وإنقاذ تنميتها.
كيف تقرأ تحركات أنصار الشريعة في أبين؟ وكيف ترى التدخل الأمريكي بقصف مسلحيهم بالطائرات؟
- أنا اولا لست من هواة التسميات لأن التسميات نوع من التدليس واللعب والعبث فهؤلاء “أنصار الشريعة”، هذه التسميات لا تستهويني ولا أؤمن بها لأنها نوع من التدليس والتلبيس على الناس والعبث بعقولهم خاصة الشباب المتدين للأسف، هل تعرف أن بعض المنتسبين إلى هذه المسميات لا يؤدون الصلاة، أي شريعة سوف ينصرونها؟ أنا لا أتكلم على الجميع فالبعض منهم، فالبعض أصحاب نوايا حسنة عندما كان المجتمع متبايناً ومتباعداً جاء من يستهويهم ويستحوذ على عقولهم أما الأغلب يشتغلون وفق أجندات إما عصابات وإما إقليماً وإما دولياً، هذه الجماعات ليست بمنأى عن الإدارات المتعددة، وبالنسبة للتدخل الأمريكي، هناك أمريكان جادون في محاربة الجريمة والعنف الدولي والإرهاب وهؤلاء هم من يعملون في مصلحة الشعب الأمريكي.
تم تكوين اتحاد الرشاد كحزب سياسي من قبل التيار السلفي ..ماذا يعني ذلك للفكر الاسلامي؟؟
- يعني ذلك تطوراً في العملية الديمقراطية وتجفيفاً لمنابع العنف والإرهاب والتهم المسبقة، التيارات السلفية هي ليست على منحى واحد هناك تيارات سلفية مهادنة جداً للسلطات وولي الأمر إلى درجة أنها تخدر الأمة، وهناك تيارات سلفية منظمة ومساهمة في فعل الخير وتنمية المجتمع وهناك تيارات سلفية أقرب إلى جماعات العنف، إذاً هي ليست شيئاً واحداً، الذي أعرفه أن أغلب التيارات السلفية في اليمن خاصة المنظمة والممثلة بجمعية الحكمة والإحسان وغيرها هي التيارات التي قصدتها في الوسط بمعنى أنها تؤمن بالفعل الاجتماعي وتساهم بالتنمية الاجتماعية كان لها بعض التحفظات لبعض الجزئيات السياسية لكن يبدو أن بعضهم حسمها إلى صالح المشاركة السياسية، إذاً من حيث المبدأ إعلان حزب الرشاد خطوة متقدمة في الاتجاه السليم لصياغة فكر سلفي تشاركي يسهم في الحياة السياسية ويجفف منابع الاتهامات، وأطالب الحوثي أن ينحى نفس الاتجاه وأن يؤسس حزباً سياسياً يستوعب الفعل المدني والفعل السلمي والنضال السلمي، لا طبعا من حمل علينا السلاح فليس منا، وكذلك القاعدة وكل جماعات العنف وحتى مشايخ القبائل الذين اعتادوا منذ سنين على حمل السلاح عليهم جميعاً أن ينخرطوا في العمل المؤسسي والعمل المدني.
كنت وما زلت ضد تزويج الصغيرات، البعض يرى أنك انجرفت في مشاكل هامشية على حساب هموم ومشاكل سياسية كبرى تم إغفالها حينذاك؟
- هؤلاء الذين يتصورن عندما يرونك في المسجد أن لا تخرج، هؤلاء يحكمون على الشخص من خلال موقف واحد إذا أردت أن تحكم على شخص أو جهة أو مؤسسة فاجمع جميع مواقفها كي تخرج بصورة عامة وشاملة، بفضل الله يا أخي الكريم أستطيع أن أقول إني أنجزت في المجال الاجتماعي والحقوقي شيئاً كبيراً رغم أني أباهي به لكني أراه قليل بالنسبة لحجم الكارثة على مستوى الوطن، في المجال المدني بفضل الله أهلت أكثر 2550 إماماً وخطيباً وإعلامياً وحقوقياً ودوراتي التي نفذتها على مستوى اليمن بأكملها ما عدا صعدة، الجوف والمهرة، أنا لم أزرها لكن فريقي قام بالتدريب هناك، دربنا أنا وفريقي في كل محافظات الجمهورية، دربنا في حقوق الإنسان ومكافحة الفساد، في حقوق المرأة وحقوق الطفل، ودربنا في فض النزاعات.
مقاطعاً: أفهم من كلامك ان موضوع تزويج الصغيرات موضوع ثانوي ؟؟
- نعم موضوع ثانوي أنا بالنسبة عندي لكل مقام مقال ولكل شيء موقعه ومكانته في جزئيته، لا أخلط الأوراق فبفضل الله أنا النائب الوحيد الذي درب في ذلك وأعطني نائباً فعل ذلك، ثانياً أنا من أنشأت جائزة الامتياز والتفوق الدراسي التي أصبحت اليوم معلماً من معالم اليمن وهي الجائزة الوحيدة على مستوى الوطن العربي التي تُمنح للطالب الحاصل على امتياز من أول ابتدائي إلى الثالث الثانوي، إلى الآن أقمنا ثلاثة مهرجانات والرابع قادم بالتفاعل مع بسكويت أبو ولد فهم من يغطون التكاليف المالية، أنشأت أيضا برنامجاً اسمه دعم المتفوقين والمتفوقات، إلى الآن بفضل الله أكثر من 2000 طالب وطالبة متفوق ومتفوقة على مستوى محافظة تعز كرمناهم ودربناهم، في موضوع السجون، أنا زرت السجون ورفعت تقارير إلى البرلمان لأن عملي مراقبة السجون وهم يعلمون بذلك لأن ليس بيدي شيء، أنا حاضر كذلك في كثير من الأمور أول خطبة جمعة أقيمت للمهجرين من الجعاشن في بيت بوس في 2009 وتعرف ماذا تعني أن تقف ضد شيخ ظالم، وهناك أشياء كثيرة و لا نمن على أحد ولكن نذكر أن جبهاتنا متعددة وكثيرة وأنا أؤمن بقضية أتبناها، موضوع زواج الصغيرات قضية عادلة وكثير من النساء والأطفال ضحايا هذه الظاهرة، وأنا عملت كتاب في أن الزواج المبكر مشكلة من المشكلات الأسرية.
ما الذي حققته الثورة برأيك في نفوس وسلوكيات وقيم الشباب اليمني؟
- يا سلام سؤال جميل جداً.. إلى قبل سنوات من الربيع العربي كنا نقوم بالفعاليات ونناقش لماذا يعزف الشباب عن المشاركة السياسية والفعل السياسي ولماذا ينسحب الشباب من قضايا مجتمعه وأمته إلى قضاياه الخاصة، جاءت هذه الثورة لتثبت أن هؤلاء الشباب كانوا كمن يرصد المشهد ويتمنى أن تحسم هذه المشاهد وهذه الاختلالات عن طريق الأحزاب السياسية لكن عندما رأوا هذه الأحزاب إما أن بعضها صغيرة أو أنها عائلية أو أنها نمطية أو قياداتها أحبطوا وتكلسوا وإذا بالشباب يقودون العمل السياسي، أنا أزعم أن هذه معلومة مؤكدة أن الأحزاب السياسية كانت دافعاً من دوافع إخراج الشباب للثورة لكن كان منتهى أملها الشعب يريد إصلاح النظام، فالذي خرج عن سيناريو المخرج هم الشباب، وذلك فهم يستحقون قيادة الثورة لأنهم هم من قالوا الشعب يريد إسقاط النظام، عندما خرج الشباب جوار جامعة صنعاء، ثارت ثائرة الأحزاب رعباً وخوفاً من مقولة الشعب يريد إسقاط النظام، لأن أعلى سقف كان لتلك الأحزاب هو إصلاح النظام لأن الأحزاب تجمدت وقياداتها تكلست، هذا الكلام ليس اتهاماً وإنما طبيعة بشرية في الناس ..الذي يشتغل في مجال واحد خمس سنين عشر سنين يتكلس فما بالك بهؤلاء، ولهذا أتمنى من الشباب أن يواصلوا مسيرتهم هذه بأن ينخرطوا في العمل السياسي، وأن يتبنوا قيادته لأن لديهم رؤى جديدة تتناسب وتتلاءم مع التطلعات في عصر العولمة وعصر التنمية وحقوق الإنسان، وهذا ربح كبير للثوار بالقيم والسلوكيات.
كونك تدير منظمة حقوقية وتنموية برأيك ما هي المشاريع المستقبلية التي لابد أن تقوم بها المنظمات؟
- جميل.. أولاً نشر وتعزيز ثقافة النظام المدني، ونحن لدينا الآن برامج إن شاء الله مع شركائنا في المجتمع الدولي و الإقليمي في تعزيز ثقافة مفاهيم ومصطلحات النظام المدني، والأمر الثاني موضوع مكافحة الفساد اليوم لا ينبغي أن يبقى مركوناً أو مرهوناً على مؤسسة هنا أو هناك، بل ينبغي اليوم أن تعزز ثقافة مكافحة الفساد على مستوى جميع أبناء المجتمع اليوم، لأن الفساد تحول إلى ثقافة، اليوم هناك من يباهي بالفساد وهو شخص محترم، وثقافة الرشوة اليوم أصبحت ثقافة اليوم ومبررة ومشرعنة، الموضوع الآخر الشراكة المجتمعية، اليوم لابد أن تعزز ثقافة الشراكة إنما ظهرت متواليات المناطقية والانفصالية والحوثية وغيرها في ظل مجتمع ما كان يشعر بأنه شريك، بالله عليك من يزايد على إخواننا الجنوبيين في موضوع الوحدة، الجنوبيون وحدويون حتى العظم ، في 94 عندما لم يؤمنوا برأي علي سالم البيض في الانفصال جمعيهم وقفوا ضده لم يقاوم الجنوبيون مع البيض الذين وقفوا معه بعض الذين كانوا منتسبين لبعض الوحدات العسكرية لكن تخلى عنه الجميع، عندما كانت تدخل كما سميت قوات الشرعية كان الجنوبيون يظهرون ويزغردون في النوافذ يرحبون بهم لأنهم كانوا لا يؤمنون بالانفصال ، من الذي دفعهم اليوم إلى ذلك؟، لأنهم شعروا بأنهم ليسوا شركاء لا في الثروة ولا في السلطة ولافي المواطنة كان يأتي (س) أو (ص) من مناطق معينة فيعبث بشوارع عدن ولا يستطيع رجل المرور ولا رجل الأمن توقيفه كانوا ينهبون الأراضي والمنازل من أصحابها، فإذا شعروا بالخطورة والخوف والظلم اليوم لابد من تعزيز الشراكة والمواطنة.
ما هي الأدوات او الوسائل لذلك ؟؟
- هذه المعاني والقيم ينبغي ألا تنفرد بها منظمة أو مؤسسة هي فعل استراتيجي، الأداة الأولى هو أن تتحول إلى استراتيجيات للحكومة القادمة وثانياً ينبغي أن تتحول إلى استراتيجيات منظمات المجتمع المدني بفعل تشاركي وتشبيك وثالثاً ينبغي أن يتحول إلى خطاب إعلامي وديني مسجدي وتوعوي عبر الإعلام وعبر مناهج الدراسة.
هل ممكن استخدام الفن هنا ؟؟
- أنا أعتذر أني لن ادخل الفن، للأسف نحن غيبناه كثيراً، سامح الله من وقف مستعدياً للفن، بأن حرموا الفن مطلقا وبالتالي ارتكبوا جريمتين حرموا الفنان من التدين وحرموا المتدين من التذوق ، فالفن وسيلة خطيرة وفعالة إن لم نجعلها في البناء والخير فستسير في اتجاهات أخرى، فجميع أنواع الفن من مسرح وأنشودة وأغنية ورسم وشعر وكاريكاتير ، فأنا أقر بها جداً، ولابد أن يعاد له الاعتبار من اثنين، من فئة شوهته وجعلته من وسائل الشيطان ومن فئة استرخصته وجعلته كما يقولون ما بين السرة والركبة فهؤلاء جنوا على الفن، فالفن أكبر من هذين الاتجاهين.
طيب استاذ شوقي كلمة اخيرة ؟؟
- الله يوفقكم ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.