اعترف أن ألعابنا الرياضية لم تصل بعد إلى الاحتراف الحقيقي بما تحمله الكلمة من معنى وأن الرياضات الفردية رغم أنها اقل دعماً فهي من تحقق الإنجازات والانتصارات للبلد.. مؤكداً أن اللاعب اليمني يمتلك موهبة ويحمل بداخله عزيمة تجعله أفضل من غيره إذا توفر الدعم الكافي. فؤاد عباد مدرب ألعاب القوى الذي يقود تدريبات نبيل الجربي وفاطمة سليمان في أولمبياد لندن اعترف في السطور القادمة أنه يؤمن أن المستقبل سعيد في وجه اللاعبين وبأنهما قادرين على تشريف الوطن في لندن .. فإلى الحوار الشيق: الفوارق كبيرة - كابتن كيف ترى حظوظ المشاركة اليمنية في عرس الكون؟ إذا تحدثنا عن الواقع بالتأكيد الفوارق كبيرة بالنسبة لما نمتلكه وما هو موجود عند عدائي الدول المشاركة والأخرى التي تعطي الرياضة والرياضيين بسخاء ولا يمكن أن نقارنه بما يتحصل عليه لاعب منتخبنا الوطني ولعل تلك الفوارق هي من توسع دائماً الهوة بيننا وبينهم. اللاعب اليمني يمتلك الموهبة - برائك إذا زاد الدعم وكثر الاهتمام بلاعبي المنتخبات هل سنصل إلى مستوى الآخرين؟ لا جدال في ذلك وأحب أن أورد هنا شيئاً مهماً وهو أن اللاعب اليمني يمتلك موهبة ويحمل بداخله عزيمة تجعله أفضل من غيره إذا توفر له الدعم الكافي. بنية تحتية مفقودة - إذا نظرنا إلى ألعاب القوى ماذا ينقصها؟ الكثير والكثير فمن يهوى أم الألعاب يعاني كثيراً من عدم وجود استادات رياضية ومضامير سباق إلا في محافظات معينة والمضمار لا تجده إلا في تلك الاستادات والتدريب فيها أصلاً معاناة،إما لبعد المسافة أو بسبب التعامل الصعب الذي أصبح سلوك الكثيرين من القائمين على تلك المنشآت الرياضية وأشير هنا إلى وجود لاعبين في ألعاب القوى تركوا مناطقهم ومقر سكنهم لينتقلوا إلى المحافظات التي يوجد فيها استادات رياضية من أجل ممارسة اللعبة التي تستهويهم. - هل ستكون المدرب الذي سيكون له الإنجاز اليمني الأولمبي الوحيد؟ بكل صراحة أتمنى أن أكون مدرب الأبطال وحياتي قضيتها في هذه اللعبة واكتشفت الكثير من اللاعبين ولديّ اليوم نبيل الجربي وهو ممتاز في العدو والمستقبل أمامه وإن استمر على وتيرة الحماس والالتزام سأكون فخوراً بتحقيق إنجاز معه سواء اليوم أم غداً. من الصعب التوقعات - هل تتوقع أن تحمل مشاركتنا في المضمار مفاجأة؟ أعتقد أنه من الصعب التوقعات فكل سباق له ظروفه وعوامل النجاح فيه وفيما يخص مشاركتنا في هذا المحفل الكبير أتوقع أن يحسن كل من نبيل الجربي 1500 متر وفاطمة سليمان 100 متر أرقامهما. - أطلعنا على أرقام بطلينا نبيل وفاطمة؟ فاطمة 13:92 ثانية وأفضل زمن مسجل لبطلة أمريكا 10:64 ثانية وبفارق 28 جزء من الثانية. - الأرقام متقاربة والفارق بسيط يصل إلى ثوانٍ قليلة؟ نعم دائماً تكون الفوارق بهذا الحدود والمعروف أن تحسين رقم العداء يحتاج إلى سنين والثانية الواحدة يتطلب تجاوزها سنوات من التدريب الجاد والمتواصل. - هي لعبة مضنية وبحاجة إلى صبر كبير؟ بالتأكيد فهي رياضة الصبر والتحمل والمسافات الصغيرة،كسر الأرقام فيها أصعب بكثير من المسافات الطويلة وليس أبداً من السهل أن يتم تحطيم الأرقام القياسية فيها..وكثير من العدائين استسلموا لقدرهم وتركوا اللعبة بعد أن وصلوا إلى حد معين لم يكسروا فيه زمنهم،فاللاعب إذا طال رقمه ولم يستطع كسره يصاب بالإحباط ويفضل أن يبتعد أو يحول إلى مسافة أخرى. نبيل وفاطمة يحبان اللعبة - هل سيكون هذا حال نبيل وفاطمة؟ لا أظن ذلك فهما يحبان اللعبة إلى حد فاق التوقع ويحملان حلم النجومية في قلبيهما وطموحهما كبير جداً. كيف كان معسكركم الاستعدادي للأولمبياد؟ لا أخفي عليكم فإن الإعداد كان جيداً وفق ما هو متاح وإن كان طموحنا أن تطول فترة الاستعداد أكثر واختيار ماليزيا كمكان للمعسكر جيد وقد لقينا تجاوباً كبيراً من قبل اللجنة الأولمبية التي في حقيقة الأمر كان لتعاونها الكبير الأثر البالغ في إنجاح مراحل استعداد اللاعبين سواء في ماليزيا أو من خلال المشاركات الخارجية التي دخل نبيل وفاطمة منافساتها وتمثل بالنسبة لكليهما ضمن البرنامج التحضيري للأولمبياد وكنا سنكمل معسكرنا في الفلبين وأبدت الأمانة العامة باللجنة الأولمبية استعدادها لدعمنا وتم التواصل في هذا الشأن ولتعذر وصول التأشيرات لم نسافر وأكملنا استعدادنا في ماليزيا. - ماذا عن اتحاد اللعبة بقيادته السابقة؟ لم يكن لهم أي دور بالنسبة لهذه المشاركة باستثناء التنسيق لمعسكر ماليزيا. - إذا تحدثنا عن البطلة اليمنية الوحيدة اليوم في الاولمبياد كيف مستواها الآن وهل هو أفضل من ذي قبل؟ أكيد فقد ارتفع مستواها ورقمها تحسن ونتابع ذلك من خلال الاختبارات التي أجريناها لها سواء قبل معسكرها الخارجي وبعده فكان 13:79 وأصبح الآن 13:52 وهو تقدم جيد يحسب لفاطمة ويؤكد عزمها الجاد في الطريق إلى مشاركة إيجابية في الأولمبياد ولا أبالغ أن قوة تحملها أفضل وانطلاقتها هي الأخرى أصبحت أحسن من السابق. - هل أجريتم لها قياس للسرعة هنا في القرية الأولمبية؟ لا - لماذا؟ تقلب الجو والأمطار أصاب اللاعبة بوعكة صحية خفيفة لم تمنعها من التمارين ولكنها أثرت قليلاً على عطائها في الميدان وإذا قمنا بإجراء اختبار لها وجاءت النتيجة أقل من الرقم السابق فإن ذلك سيؤثر كثيراً على حالتها النفسية وهنا أحب أن أشير إلى الدور الكبير الذي لعبه الدكتور صبري طبيب البعثة لاهتمامه بنا جميعاً واطلاعه اليومي على صحة الرياضيين ومتابعته الحثيثة لنا بالكشف الدوري للوقوف على صحة كل فرد خصوصاً في ظل تقلب الأجواء هنا من حر شديد إلى مطر وبرد. - كيف هي اليوم فاطمة؟ بخير والحمد لله ونتمنى لها التوفيق هي وزميلها نبيل الجربي وحقيقة فهي تبذل مابوسعها كي تنجح في أول حضور أولمبي لها ونأمل ذلك. - سمعنا أن أرقامها في 400 حواجز و800 متر أفضل من 100متر؟ صحيح - لماذا إذاً لم تشارك في تلك السباقات؟ تلك المسافات ستحمل في طياتها منافسة شديدة وتضم أبطال عالميين ودول كثيرة لهم باع طويل وتجارب أكثر من رائعة في تلك المضمار والاحتكار فيها أصبح واضحاً فرأينا أن اللاعبة فاطمة ستقدم أفضل إن شاركت في سباق 100 متر. - هل ستستمر في 100 متر بعد الأولمبياد؟ أنا لست مدربها الأساسي فهي تقطن في صنعاء وأنا في ذمار وأعتقد إن استمرت في التمرين على الحواجز والمسافات المتوسطة ستكون أفضل حالاً في المستقبل ومن وجهة نظري أنها قادرة على تسجيل رقم يمني في القادم على أن تكمل ما بدأته وبنفس الروح المعنوية العالية. - ماذا عن نبيل الجربي؟ سيدخل البطولة لينافس 48 متسابقاً هم أبطال العالم. - كم هو رقمه المسجل؟ 3,50 دقيقة - هل حطم رقمه خلال أيام المعسكر؟ العداء في تطور مستمر ويحطم أرقامه بشكل يجعلنا متفائلين به في المستقبل. - هل تتوقع له الانتقال إلى المرحلة الثانية من المنافسة؟ سنقدم ما علينا في المضمار. الإرياني و الرضي زيارة إيجابية - طمئنا عن معنويات العدائين؟ ممتازة وساهم في ذلك زيارة الوزير معمر الإرياني والسفير الرضي للقرية والالتقاء باللاعبين فقد أثرت وبشكل إيجابي على الجميع وخصوصاً اللاعبين ونحن المدربين أيضاً فقد اعطتنا دفعة كبيرة وحملتنا مسئولية أكبر لتقديم أفضل ما يمكن. - أين تجد الرياضة اليمنية اليوم؟ لا زالت بحاجة إلى الكثير من أجل اللحاق بركب الدول الأوروبية والأمريكية ورغم ذلك فإن حالنا بات أفضل من ذي قبل ولدينا لاعبين تسيدوا البطولات العربية ولهم إنجازاتهم التي نعتز بها جميعاً. - سابقاً كان اللاعب اليمني يشعر بالنقص وبأنه أقل من غيره هل لا زلت الحكاية تتكرر؟ يختلف ذلك من مشاركة إلى أخرى حسب ما يتم توفيره للاعب اليمني المشارك في البطولات وإذا تحدثنا عن الأولمبياد أستطيع القول أنه والحمد لله كافة الأمور تسير بالشكل المطلوب وكثيرون هم من وقفوا إلى جانب مشاركتنا في الجهة ذات العلاقة ولم تبخل الأولمبية اليمنية علينا في شيء على الإطلاق. لسنا محترفين - شيء تحب أن تضيفه؟ أحب أن أقول أن ألعابنا لم تصل إلى الاحتراف الحقيقي وبما تحمله الكلمة من معنى والرياضات الفردية رغم أنها أقل دعماً إلا أنها هي من تحقق الإنجازات والانتصارات للبلد وعلى جمهورنا أن يفرح للفوز ويتقبل الهزيمة بروح رياضية. - هل تمهد بذلك لشيء يخص مشاركة ألعاب القوى والنتائج في الأولمبياد؟ لا..لا أقصد شيء وحينما نتحدث حول الفوز والخسارة أعني بذلك النتيجة العامة والوعي الرياضي الذي ينبغي أن يتحلى به الجمهور الذي حقيقة يعد الأكثر صبراً وطال حلمه في انتظار رؤية الانتصارات وبمختلف الألعاب. - كلمة أخيرة يود قولها الكابتن فؤاد؟ أدعو الله التوفيق وأتمنى أن يدعو لنا الجميع بذلك.