قال السيد أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد العام لكرة القدم في أحد تصريحاته المتلفزة إن الكرة اليمنية قبل توليه رئاسة الاتحاد كانت أسوأ حالاً من الآن ومنتخبنا تجرع هزائم بالجملة وخسر بالعشرة والثلاثة عشر هدفاً.. مثل هذا الكلام عندما يأتي من رئيس اتحاد يجب أن يفهم على الفور أن الرجل مغرر به وغير مذاكر التاريخ لمنتخبات بلاده، أو أن العناد وصل به إلى مرحلة حجب الحقائق بغربال المغالطات.. وفي الوقت ذاته يؤكد أن أحمد العيسي لم يستوعب حجم الانهيار الحاصل للكرة اليمنية خلال سنواته العجاف.. صحيح لم نكن في صدر المنافسات الخارجية لكن مشاركاتنا ونتائجنا أفضل بكثير عما هي عليه اليوم، كذلك المسابقات المحلية كانت منتظمة إلى حد كبير بعكس ما هو حاصل في عهده الميمون.. أسباب الانهيار مسألة مناقشة أسباب تراجع وانهيار الكرة اليمنية خلال العقد الأخير يحتاج إلى فتح ملفات متشعبة الاتجاهات غير أنه بالإمكان إبراز عناوين تلك العلل وتلخيصها بالآتي: أولاً: الدور الغائب لوزارة الشباب والرياضة منذ سنوات على الأقل في المحاسبة عقب كل موسم ومشاركة خارجية لاسيما وهي الممولة بمئات الملايين سنوياً. ثانياً: غياب الجمعيه العمومية الفاعلة والمؤثرة القادرة على محاسبة وإقالة الاتحاد عند التقصير والفشل المتكرر كونها الجهة الوحيدة المخولة بهذا الشأن.. حيث أضحت الجمعية العمومية فاقدة لدورها ومجرد تابع لما يمليه عليها رئيس الاتحاد بكلمات: “كله تمام وتحت أمرك يا شيخ”.. وفي الغالب تعد نتاجاً لأندية بلا حول ولا قوة مع تسليمنا بالشحة المالية التي تعاني منها الأندية وتعد ضمن الأسباب الكارثية. ثالثاً: الاتحاد العام لكرة القدم أهم العلل هذا الاتحاد الذي يرأسه أحمد صالح العيسي منذ منتصف الألفية مع الحذف والإضافة لبعض العناصر خلال دوراته الانتخابية يعمل وفق آلية عبثية وان صح التعبير بلا آلية أصلاً. منظومة اتحادية خربانة يرتكز عملها من الأساس على الهوشلية والمزاجية والهرجلة اجتماعات معظمها تدار في منزل الشيخ وقرارات تتم بالتلفونات.. الأجهزة الفنية للمنتخبات تأتي بعلاقات شخصية - لجان مشكلة بالخٌبرة بضم الخاء.. وليس بالخبرة والكفاءة والفهم.. وعلى ذلك قس في جوانب كثيرة. منظومة ملخبطة لا رؤيا مستقبلية للمسابقات المحلية ودوريات الناشئين والشباب.. لا توجد استراتيجية واضحة للكودار التحكيميية والتدريبية. منظومة عطلانة خللها الأساسي في الأمانة العامة والدائرة المالية والرئاسة الأمين العام حميد شيباني أعطاه الله شوية فهم مطور بالعلم والاطلاع الفهلوة.. شطح ولعب بالأمور كيفما شاء.. لأنه المفتاح الوحيد في اتحاد العميان استخدم فهمه ورضا رئيس الاتحاد فتسيد وفعل ما يريد فكان الانقسام بين الأعضاء والكره الشديد لسلطة الدكتور حميد والضحية الكرة اليمنية. منظومة هشة الدائرة المالية فيها معتلة بالاخطبوط محمد الطويل.. المكمل لحلقة عبث الدكتور حميد.. طويل القدم كثر شاكوه وقل شاكروه ونال الرضا والقرب من الزعيم، قيل ان العهد التي عليه وصلت لمليار واستمر في عمله أثناء وبعد تصفيتها كما يقال.. زاد في عراقيله للرياضيين وكل ما يتعلق بعمل الاتحاد وماحدش قدر يقول له ثلث الثلاثة كام.. طيب الناس ضاقوا من ألاعيبه وأساليبه ولخبطته لجوانب كثيرة داخل الاتحاد وخارجه.. يقولوا لك مش مهم.. طز فيكم رئيس الاتحاد عاجبه الوضع الملخبط.. أيش الحكاية وماسر رضا العيسي..؟! الله وحده يعلم. منظومة كمالة عدد لأن بقية الأعضاء متقرصين ومتذمرين بصمت أوحانقين.. منظومة خربانة لأن رئيس الهرم راضٍ عن أساليب وعبث حميد ومحمد إضافة الى بطانته ثلاثية الأبعاد أولهم وصولي متسلق وثانيهم غبي متسلط وثالثهم تاجر حاذق يخدم أصحابه وأحبابه أكثر من وطنه ناهيك عن جوقة الجهابذة بعضهم خارج نطاق التغطية.. فأي نجاح ننتظر بعد هذا..؟ عزيزي الشيخ أحمد عزيزي الشيخ أحمد قبل توليك زمام اتحاد الكرة اليمنية قلت في نفسي مراراً والله يشهد على ذلك ان الكرة اليمنية تحتاج إلى شخص مثلك.. مال وحنكة إدارية اعتقدت ذلك حينها وتصورت انك ستصل بالكرة اليمنية إذا أدرتها الى صدر المنافسات العربية والخليجية في غضون سنوات قليلة تسلمت الاتحاد بإجماع وقلت خلاص تحقق حلمي.. العيسي سيحدث نقلة نوعية للكرة اليمنية.. مضت السنون وتحول الحلم الى كابوس وأصبحت الرهان الخاسر.. فشلت فشلا ذريعاً.. وشتم المدرجات ونقد الصفحات خير دليل ولا أدري كيف احتملت القدح والردح مع ان عهدي بك رجل محترم لا يقبل على نفسه الإساءات. عزيزي الشيخ: راجع حساباتك في بنك الشارع الرياضي الذي احترمك ذات يوم بعيد، ونبذك في الوقت الراهن.. لا تصدق أولوا المصالح والنظارات السوداء بانك تسير في الطريق الصحيح ولا تستسلم لعنادك الدائم.. استشر المخلصين أهل النوايا الخيرة وستعرف انك خسرت الكثير في بورصة الجماهير الرياضية قاطبة نتيجة الفشل والإخفاق المتلاحق للكرة اليمنية وايضا لاعتمادك على أشخاص يديرون الاتحاد عبر مصالح شخصية. عزيزي الشيخ: لاتزال أمامك فرصة لترميم الأوضاع وإصلاح الاختلالات وتصحيح المسار طالما ودور الوزارة غائب والجمعية العمومية في جيبك ولا يغرنك سيطرتك على كل شيء وقدرتك على فعل ما تريد بدون حسيب أو رقيب.. العبر أمامك كثيرة مهما كنت في جوف السماء عالياً لابد ما تقع إن استمريت على نفس المنوال فالزمن لا يرحم. كلمة حق عند تعيين أحمد السهلي الرجل المحترم في الدائرة المالية قلنا رئيس الاتحاد يسعى الى إصلاح الأوضاع ولكن الحال المائل استمر لأن الطويل جاثم على الصدور وكلمته الأعلى.. وحين قدم المحترم الآخر سلطان القدسي أيقنا أن العيسي شعر بأخطاء العابثين ومدى فسادهم فاستقدم القدسي لإصلاح ما أفسد الدهر غير أن السهلي والقدسي النظيفين فعلاً في أخلاقهما وعملهما تجمدا في ثلاجة اتحاد النكبات ورغم إيماني بانهما مثل الذهب الخالص الذي لو وضع بين الأوساخ فلن يتغيرا إلا أنني أخشى عليهما تأثير الحياء من الشيخ الرئيس..