يمرس : مقبل نصر غالب ل«الجمهورية»:

مُحَمَّدَنا الغُماري .. قصيدة جديدة للشاعر المبدع "بسام شائع" الدفتيريا تغلق مدارس في محافظة شبوة الدفتيريا تغلق مدارس في محافظة شبوة أدميرال أمريكي: معركة البحر الأحمر كشفت هشاشة الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية رئيس الوزراء بيدق في رقعة الشطرنج الأزمية تجربتي في ترجمة كتاب "فضاء لا يتسع لطائر" ل"أحمد سيف حاشد" حكم قرقوش: لجنة حادثة العرقوب تعاقب المسافرين ومدن أبين وتُفلت الشركات المهملة وقفة مسلحة لأحفاد بلال في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانا للجهوزية إب.. مواطنون يشكون تضرر منازلهم من تفجيرات في جبل مجاور لقرية أثرية في السياني الرئيس الزُبيدي يُعزّي العميد الركن عبدالكريم الصولاني في وفاة ابن أخيه موجة فصل جديدة تطال المعلمين في مناطق سيطرة الحوثي مع استمرار إحلال الموالين سعر برميل النفط الكويتي يرتفع 1.20 دولار ليبلغ 56.53 دولار صنعاء: حركة تنقلات جديدة لاعضاء النيابة - اسماء حلف الهضبة.. مشروع إسقاط حضرموت الساحل لصالح قوى خارجية(توثيق) خطورة القرار الاممي الذي قامت الصين وروسيا باجهاضه امس إعلان الفائزين بجائزة السلطان قابوس للفنون والآداب اكتشاف 570 مستوطنة قديمة في شمال غرب الصين الأمم المتحدة: إسرائيل شيدت جداراً يتخطى الحدود اللبنانية مخاطر التهريب والفوضى في حضرموت... دعم المجرم شراكة في الجريمة شبوة أرض الحضارات: الفراعنة من أصبعون.. وأهراماتهم في شرقها هيئة مكافحة الفساد تتسلم إقراري رئيس الهيئة العامة للاستثمار ومحافظ محافظة صنعاء اختتام بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد على كأس الشهيد الغماري بصنعاء بوادر تمرد في حضرموت على قرار الرئاسي بإغلاق ميناء الشحر أمن العاصمة عدن يلقي القبض على 5 متهمين بحوزتهم حشيش وحبوب مخدرة انتشال أكبر سفينة غارقة في حوض ميناء الإصطياد السمكي بعدن قوات دفاع شبوة تحتفل بتخريج اللواء الثامن وتُظهر جاهزية قتالية عالية دائرة التوجيه المعنوي تكرم أسر شهدائها وتنظم زيارات لأضرحة الشهداء يوم ترفيهي لأبناء وأسر الشهداء في البيضاء وسط فوضى عارمة.. مقتل عريس في إب بظروف غامضة لحج تحتضن البطولة الرابعة للحساب الذهني وتصفيات التأهل للبطولة العالمية السابعة قرار مجلس الأمن 2216... مرجعية لا تخدم الجنوب وتعرقل حقه في الاستقلال مجلس الأمن يؤكد التزامه بوحدة اليمن ويمدد العقوبات على الحوثيين ومهمة الخبراء خطر المهاجرين غير الشرعيين يتصاعد في شبوة وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج الأرصاد: أجواء باردة إلى شديدة البرودة على المرتفعات مدير مكتب الشباب والرياضة بتعز يطلع على سير مشروع تعشيب ملاعب نادي الصقر "الشعبية": العدو الصهيوني يستخدم الشتاء "سلاح إبادة" بغزة عمومية الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي تناقش الإطار الاستراتيجي للبرامج وتمويل الأنشطة وخطط عام 2026 بيريز يقرر الرحيل عن ريال مدريد تنظيم دخول الجماهير لمباراة الشعلة ووحدة عدن فريق DR7 يُتوّج بطلاً ل Kings Cup MENA في نهائي مثير بموسم الرياض ضبط وكشف 293 جريمة سرقة و78 جريمة مجهولة معهد أسترالي: بسبب الحرب على اليمن.. جيل كامل لا يستطيع القراءة والكتابة مؤسسة الكهرباء تذبح الحديدة وديا: السعودية تهزم كوت ديفوار توخيل: نجوم انكلترا يضعون الفريق فوق الأسماء محافظ عدن يكرّم الأديب محمد ناصر شراء بدرع الوفاء والإبداع المقالح: من يحكم باسم الله لا يولي الشعب أي اعتبار الصين تعلن اكتشاف أكبر منجم ذهب في تاريخها نمو إنتاج المصانع ومبيعات التجزئة في الصين بأضعف وتيرة منذ أكثر من عام الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة" الحديدة.. مليشيا الحوثي تقطع الكهرباء عن السكان وتطالبهم بدفع متأخرات 10 أعوام وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني

شكرا على الإبلاغ!

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.

مقبل نصر غالب ل«الجمهورية»:
ثورة 11 فبراير تم تجميدها

ثابت الأحمدي نشر في الجمهورية يوم 18 - 04 - 2013

عُرف الأستاذ مقبل نصر غالب بالنكتة والنكتة السياسية على وجه التحديد، مثلما اشتهر بسرعة البديهة والرد المفحم في الغالب، وله تلقائية مفرطة في تعامله مع الآخر أياً كان، لا يكاد يعرف الرسميات أو آداب البلاط، أو مقامات الذوات. يلقي تعليقه على عواهنه بنكتة طريفة، يغلب على بعضها الجمل المسجوعة والمقفاة، الشاعر والأديب الأستاذ مقبل نصر غالب مستشار وزير التربية والتعليم ل«الجمهورية» في الحوار الآتي:
.. بداية كيف تنظر إلى مستجدات المشهد السياسي اليوم؟
المشهد السياسي حالياً يبين أن الحزبية والأحزاب لا وجود لها في اليمن، وإنما هي أسر ودكاكين فتحت لها مجالاً للعمل مع دول أو مع منظمات، وقد لاحظنا هذا في مؤتمر الحوار، كلهم دخلوا هم وأسرهم ونسوانهم وأولادهم وجيرانهم، وحتى من انسحب منهم يريد أن يدخل جاره بدلاً منه، وهي نفس الآلة التي كان يعملها أعضاء اللجنة العليا للانتخابات، كانوا يرشحون أعضاء، وبعدها الأعضاء لا يحضرون، ولما تقع اللجنة العليا للانتخابات في ورطة، يعملون على ترشيح مستقلين، فلا يرضون بعد ذلك. يريدون إرباك العمل، المشهد السياسي اليوم لايزال كل واحد يمسك بطرف، ولم يصلوا بعد إلى نقطة الوسط، وحتى النظام السابق لا ندري من يدعمه اليوم!! كل طاغية يخرب البلاد إذا لم تذعن له، وهذا معروف، فنيرون أحرق روما لأنها تمردت عليه، منطق الطاغية إما لي أو الطوفان.
.. من تقصد بالطاغية هنا؟
الطاغية الرئيس السابق.
.. وهل نستطيع وصف علي عبدالله صالح أنه طاغية؟
طاغية من الطغاة، نعم؛ زرع الظلم والفتن في كل اليمن.
.. علي عبدالله صالح حلقة في سلسلة القوى المتنفذة التي حكمت البلاد من أوائل الستينيات.. لماذا نحمّل علي عبدالله صالح كل مشاكلنا؟
هو الذي عين هذه المراكز وهو الذي أصدر لها القرار، وهو الذي وظفها.
.. على العكس من ذلك، هذه القوى هي التي عينت علي عبدالله صالح، أو على الأقل صمتت بإملاء خارجي، ولولا هذه القوى لما كان رئيساً، ألم تقرأ مذكرات الشيخ الأحمر؟
هذه قوى خارجية التي عينته، والقوى الداخلية التي تشير إليها هي التي حمته، والقوى الخارجية هي التي ضغطت عليها، وقلت حينها شعراً:
ظهرت بلا مبدأ مقنع يشار إليك بلا إصبع
فبوق يناديك بالأصمعي وبوق بالثائر القردعي
بنيت وأثريت من أدمعي ومازلت تقتات من أضرعي
.. علي عبدالله صالح ليس أول رئيس عينته القوى الخارجية؟
وأنا سأقول لك: إن اليمن هي من تصنع الطغاة، كان الخليفة من دمشق أو بغداد يرسل والياً واحداً على اليمن فقط، ويصل بخيله إلى الجامع الكبير ليعلن الولاية من هناك، وما هي إلا سنة فقط وقد اليمنيون يشتكون عند الخليفة ببغداد أو دمشق، ويشكون تعسف جيشه الجرار!! فيستغرب الخليفة من أين هذا الجيش أنا أرسلته منفرداً؟ فيقولون الجيش منا! فيصبح الخليفة أمام مشكلة أخرى، فإن عزله أعلن انفصاله عن مركز الخلافة، وإن أبقاه ظلم الناس! هذه اليمن تصنع الطغاة، اليمن لا تقبل من داخلها أحداً بقدر ما تقبل الآخر من خارجها. ينصح النصيحة ثم ينصحون ثم ينصحون (بلدة طيبة ورب غفور.. فأعرضوا)! اليمنيون مغرمون بالعنصر المحايد، أما منهم فلا يحتكمون لبعضهم البعض. هذه عقدة ذي يزن. وكل واحد منهم يريد منهم قبعة لوحده، المعتمد السياسي البريطاني في عدن عام 1922م قال: كل عربي غير مقتنع بقبعته، كل عربي يريد تاجاً لوحده! اليمنيون كل قبيلة تريد تاجاً لوحدها! كل واحد يرى في نفسه رقماً كبيراً لكنه يخضع مباشرة للغريب! لطالما نصح الجميع من قبل سنوات طويلة، وقالوا: الثورة قادمة، أصلحوا الوضع. راجعوا سياستكم.. لكن لم يسمع أحد.
.. لما ذا تحمّل علي عبدالله صالح لوحده مسئولية ما حل باليمن من دمار وويلات؟
هو وأسرته كاملة؛ لأنه أرادها وراثة، وأراد أن يستولي هو وأسرته على كل مفاصل السلطة والدولة، وأيضاً كل الأسر المتحالفة معه.
.. علي عبدالله صالح حكم بالتشارك مع مختلف مراكز النفوذ من عام 78م إلى عام 90م ومن عام 90م فما بعده حكم بالتشارك مع الأحزاب السياسية، ولم تبرز أسرته إلا من قبل سنوات قليلة؟
علي عبدالله صالح عام 82م أنهى الأحزاب الوطنية وأقام الإخوان المسلمين، وفي عام 90م أنهى ما تبقى من القوى الوطنية وأعاد الأحزاب الإمامية والعميلة إلى الواجهة من جديد، وفي عام 94م تشارك مع الإصلاح وأزاح البقية، وفي عام 97م أزاح الكل وبقي معه المؤتمر الشعبي العام، ومن عام 2006م أزاح المؤتمر وبقي وحده!! في عام 99م كان علي عبدالله صالح مرشح الإصلاح، وقال اليدومي حينها: مرشحنا علي عبدالله صالح ولا ندري من هو مرشح المؤتمر الشعبي العام. وفي عام 2006م قال الشيخ الأحمر أنا مرشحي علي عبدالله صالح الأحمر! والحقيقة أنه تشارك مع أناس في الحكم منذ بداية حكمه وكانت الأمور ماشية، لكن الاختلالات موجودة، عام 82م أثناء انتخابات اللجنة الدائمة الذين فشلوا في الانتخابات عينهم مرة ثانية من جديد فيها، طيب ولماذا تعمل انتخابات ثم تعيد تعيين الفاشلين؟ هو أول من يصدر القانون وهو أول من يخالفه. الرتب العسكرية تنظمها لائحة خاصة بها ثم نجده يمنحها لمشايخ القبائل!! هذا هو الفساد بعينه.
.. ألا تحمل بعض الجهات الأخرى ولو جزءاً من المسئولية؟
أنا أحمل المسئولية المؤتمر والإصلاح. الأول حزب الرئيس الذي حكم من خلاله والثاني لأنه تحالف معه خلال فترة حكمه، وكانوا شيئاً واحداً، ولا أستبعد أن يرجع المؤتمر والإصلاح يوماً ما حزباً واحداً؛ لأنه تبين أن الإصلاح هذا لا علاقة له بالإخوان المسلمين.
.. كيف؟
طلعوا جماعة سياسية منتفعة، وأنا أنكر أنهم من الإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون داخل الإصلاح مهمشون كلهم.
لماذا تفصل بين الاثنين بهذه الطريقة، من المعروف أن الإخوان كجماعة قد تماهوا داخل الحزب كحزب سياسي؟
الإخوان حزب ثقافي علمي فكري، والإصلاح حزب سياسي قائم على التعددية والديمقراطية، دون أن يثقف أعضاءه، مجموعة أصوات لا ثقافة عندهم ولا فكر، مثل الناصريين اليوم يتشبثون بالحمدي وهم أسر، لا يجوز لهم أن يتشبثوا بهذا الرجل العملاق الذي أحبته اليمن. حتى حزب البعث لم يبق منه إلا الأمين العام .
..طيب قبل قليل حملت المسئولية المؤتمر والإصلاح، ماذا عن الحزب الاشتراكي؟
الاشتراكي قد دفع الثمن، وأصبح اليوم يصيح مثلنا في الشارع، لكن المؤتمر والإصلاح استمر تحالفهم إلى ما بعد عام 2000م بل إلى عام 2006م وهم متحالفون، وإلى هذا الوقت وهم يأملون أن يعطيهم الرئيس السابق حصتهم من الكعكة، اليوم الأحزاب عندنا عبارة عن عصابات مرتزقة..
.. تقول عنهم هكذا ونحن اليوم نؤمل عليهم كثيراً أن يقودوا المرحلة ويخرجوا بنا إلى بر الأمان؟
ليس لهم أي نشاط وطني جماهيري.
..وهذه الجماهير من حركها؟ من الذي أخرجها للشارع؟
هذه الجماهير خرجت بنفسها للشارع ثائرة بعد أن أحست بالظلم والقهر والاستبداد، وأرادت أن تفك ثغرة للمستقبل، هذه الجماهير حركناها نحن رجال الفكر والثقافة، أما الأحزاب فليس لها دخل، الأحزاب ركبت الموجة هنا فقط واستغلتها.
.. هذا الكلام يقوله علي عبدالله صالح وأنصاره؟!
هم قالوا سُرقت، أما نحن فنقول: تم تجميدها وتراقب ما سيحدث، ومع هذا فالثورة مستمرة..
.. أي ثورة تتحدث عنها إذن المسروقة أم المجمدة؟!
ثورة الشعب الشبابية السلمية، التي قدمت 2300 شهيد.
.. الثورة انتهت بالتسوية السياسية ثم بالانتخابات الرئاسية التوافقية وأيضاً بالحوار الوطني الشامل؟
الثورة، تآمر عليها الكثير في الداخل والخارج، والكل شريك في هذه المؤامرة، حتى لا تنتهي إلى نفس النتيجة التي انتهت إليها ثورتا تونس ومصر، وعلي عبدالله صالح هو أول من طلب وساطتهم، وراهن في البداية على الوقت وتوقع أن الناس سيملون ويعودون إلى بيوتهم. وقد تكلمنا وحذرنا من هذا، وكتبنا، بل لقد قلت ذلك صراحة لعلي عبدالله صالح صراحة في ديوانه قبل الثورة، قلت له: أنت جمعت السرق من الشمال والجنوب، وقلت حكومة، وضيعت الكفاءات في الشارع، وقلت له شعراً أمام الناس،
يا دولة الأوباش والأوغاد
طال الطريق وضاع صوت الحادي
الفاسدون سيصلحون ويصلحون
فابشر بموت الشعب في الأصفاد
ذا سارق لا يرتجي إبعاده
من كثر الأذناب والإسناد
وذا سارق من غير دعم ضده
ومن السخافة سرقة الزهاد
المستفيد من استفاد بشيخه
أو حزبه أو شلة الأوغاد
..ماذا كان رد علي عبدالله صالح؟
قال لي: قل ما تشاء، قد هو راكن على الجيش، وكان ثمة خبر آنذاك يقول: إن اليمنيين يأكلون من القمامة، فقال: هؤلاء يبحثون عن بقايا للغنم حقهم، اليمني إذا جاع هاجر، فقلت له على الفور:
يا عدو الشعب مهلا لن أهاجر
لو ملأت الأرض رعباً لن أهاجر
لو جعلت القوت أعقاب السجائر
وشربت الدمع من نهر المخافر
ووجدت الفأس شوكاً وخناجر
لو تسخرت المآذن والمنابر
واشتريت الصمت من أهل الضمائر
مستحيل أن تشتري منا المشاعر
لن أهاجر تاركاً أرضي لتبنيها عمائر
تاركاً زرعي لتفنيه الجنازر
تاركاً ابني لسفاح وداعر
نعم. نحيا سوياً أو نغادر
قبل أن يأتيك زلزال وعاصر
حينها لن تنفعك كل العساكر
وقلت له: إن هناك ثورة قادمة، وإن الوضع مهيأ الآن لثورة والشعب يبحث عن قائد جديد، غير هؤلاء الأحزاب والقيادات كلهم، لم أدع لهم شخصاً ما إلا وانتقدته؛ لأنه لا يوجد فيهم واحد نظيف، يمكن أنظف واحد فيهم الدكتور ياسين سعيد نعمان.
.. القضية الجنوبية.. كيف تنظر إليها؟
القضية الجنوبية قضية فساد. واليمن كله يعيش هذا الفساد، وقد انتقدنا لكن ما أحد كان يسمع لنا. أما هم فوجدوا من يسمعهم، نهب الأراضي حتى في صنعاء نفسها. نهب الأراضي في تعز، في الحديدة، وليس في عدن فقط، وتخيل في الحديدة عندما علم “المتهبشون” أنه ستمر سكة حديد من تهامة نزلوا ينهبون الأراضي ليبنوا فيها فنادق ومحطات، والقضية الجنوبية قضية كل يمني في أي مكان.
.. قضية صعدة أيضاً؟
قضية صعدة قضية ظلم واضطهاد، وهي قضية تخلف، القبيلي الهمجي هذا يقتلك ثم يأتي بعد ذلك يذبح ثوراً! يعتدي عليك وأتى يذبح ثوراً، يلطمك وأتى يذبح ثوراً، لا يلتزم بقانون ولا بقيم ولا بأخلاق، قبيلي حاسب حسابه أنه لازم يأكلك، وهو ممكن أن يعوضك جزئياً إذا استطعت أن توصل له بثور أو ثورين أو ثلاثة أو حتى مائة ثور، المسألة عادي عنده. هذه مشكلة القبائل، أما الحوثيون فشيء آخر، صعدة ليس عندها قضية، قضية الحوثي هذه جعفرية مجوسية، لا علاقة لها لا بالزيدية ولا بالهاشمية..
.. الحوثي يقو ل إنه مظلوم وإنه واجه ستة حروب، وإنه اليوم يدعو للدولة المدنية؟
من خلال أوراق حسين الحوثي وأدبياته تدل على أنها جعفرية مجوسية.
.. الجعفرية لا تتبنى عملية الخروج على الحاكم في أدبياتها؟
هم يقولون ذلك دفاعاً عن النفس، وإن الحكومة معتدية؛ لكن ليس لهم قضية.
.. برأيك ماذا يريد الحوثي تحديداً؟
هو يريد تنفيذ سياسة إيران! هو يتبع مخططات إيرانية.
.. هو يقول إنه من آل البيت وإن الله اصطفاه على العالمين وله حق حكم الناس وسيادتهم؟
هذه هي فلسفتهم يقولون: «إن الله اصطفانا للإمامة كما اصطفى الأخدام للقمامة»!! وهذا ما نختلف معه فيه؛ لأن الله تعالى يقول لنبيه: (قل إنما أنا بشر مثلكم) وهذا يدعي ويقول إن الله اصطفاه علي ليحكمني من أين؟ هذا لا يجوز.
.. تنكر على أولاد رسول الله حقهم في الحكم؟!!!
من قال إن لهم حكماً؟ لا يوجد لهم حق أبداً، الحق للأمة هنا، والمعيار هو الكفاءة ليس إلا. الكل سواسية في الحقوق والواجبات من أصغر مهمش إلى عبدالملك الحوثي لا فرق أبداً.
.. هو يقول إنه يريد دولة مدنية؟
نظرياً نعم، وكلهم يقولون إنهم يريدون دولة مدنية، ماعدا عبد المجيد الزنداني لا يريدها ويقول إنها كفر؛ لأنه سمع بعض أناس يقولون: إن الدولة المدنية إباحية!! الزنداني وسلفية الإخوان يريدون فقط لائحة عنوانها الشريعة مصدر القوانين جميعاً وبعدها اعمل ما أردت، اذبح الشريعة كل يوم، وسيحرم الخروج ضدك مادمت قد عملت هذه اللائحة، وبعدها لا تنتقد على الفساد ولا على الإجرام، ولا يجوز الخروج عليك ما دمت قد رفعت هذا الشعار!! وهذه مشكلة السلفية الإخوانية، قل لي الإسلام دين الدولة وخلاص، وانتهى الأمر، واعمل ما تشاء!!.
يا أخي نحن في مجتمع مسلم لا يمكن أن يفرض أحد ما عليك قانوناً غير إسلامي بدون هذه اللافتة! أتحدى أي واحد يفرض علينا قانوناً غير إسلامي، هذا غير معقول. هم يفرضون أنفسهم اليوم أوصياء على الشريعة وكأنهم الناطقون الرسميون باسمها، ولا يعتبرون آراءهم مجرد آراء، بل يعتبرونها ديناً!! ويقول: هذا حكم الله، وهذا حكم الإسلام.
عندنا متطرفون كثر، المتطرفون السلفيون من قاعدة وغيرها، وعندنا المتطرفون الحوثيون، هؤلاء نريد أن نجمعهم ونقول لهم: تناجزوا أولاً بينكم البين. هذه كلها عوائق أمام التقدم، السلفية والقاعدة والحوثي. وللأسف التجمع اليمني للإصلاح لو كان عنده إطار فكري كان من الممكن أن يحتوي هؤلاء، الإصلاح اليوم خليط من السلفية والصوفية والمشايخ المرتزقة، مثل المؤتمر خليط.
.. ألا نعتبر هذا تنوعاً جميلاً داخل الجماعة يحسب لها؟
هذا التنوع لم يستطع أن يوصله إلى قرار محدد، لو عملوا بفكر الإخوان لكانوا توصلوا إلى شيء، لكنهم همشوا رجال الفكر كاملاً، رجال الفكر الإخواني مهمشون في اليمن كلهم. يوجد منهم قليل فقط في الإصلاح.
.. أنا أتكلم معك عن التجمع اليمني للإصلاح كحزب سياسي معروف للعامة والخاصة؟ الإخوان المسلمون في مصر؟!!
نعم، والإخوان المسلمون في اليمن أيضاً لا علاقة لهم بالإصلاح، ولا تعجبهم سياسة الإصلاح، إذا أردت أن تعتبرني إخوانيا فإني من الإخوان المسلمين ومن مؤسسي الإخوان المسلمين عام 66م وشاركت مع المخلافي وياسين عبدالعزيز، فأنا أنكر أن فكر الإصلاح إخواني.
.. ماذا تقول عنه؟
أقول عنه حزب سياسي مصلحي.
.. وهذا توصيف إيجابي.. حزب سياسي أساسه المصلحة، ما العيب في ذلك؟
نحن نريد أن تكون هناك معايير علمية حين تريد أن تتولى، إلى جانب المعايير السياسية والثقافية، مثلاً في مصر ألا يوجد أكفأ من مرسي؟ يوجد أكفأ من مرسي ألف مرة، وهناك أناس مقبولون، مثل عبدالمنعم أبو الفتوح. لكن الذي حصل أن لعبت السياسة. الجناح العسكري..
.. هذه حالة مصرية لا علاقة لنا بها.. ماذا عن إخوان الإصلاح في اليمن؟
إخوان اليمن ليس لهم أي نفوذ. الإخوان مجمدون، ونحن نتوقع أن تقوم ثورة من جديد في حالة لم يصل المتحاورون اليوم إلى حل.
.. لكن نعرف أن اليدومي والآنسي وقحطان وياسين عبدالعزيز هؤلاء إخوان مسلمون قبل أن يكونوا إصلاحيين، كيف الإخوان مهمشون؟!!
هؤلاء فقط.
.. وعبدالمجيد الزنداني؟
هذا سلفي.
.. أحمد القميري؟
سلفي إخواني؟
.. أحمد قايد الأسودي؟
ليس له تأثير في الإصلاح..
.. صادق الأحمر عضو في الهيئة العليا للإصلاح.. كيف؟
هذا نظام الإصلاح، أنا لا أدري بنظامهم كيف هو؟ أنا اليوم ليس لي أي نشاط حزبي معهم.
.. طيب لك نشاط إخواني؟
حتى في الإخوان، قد تركناهم، ولهذا اتفقوا علينا لئلا ندخل مؤتمر الحوار، أنا والأسودي وعبدالغني قاسم الشرجبي، ومجموعة آخرون، هم لا يبحثون عنا، هم يبحثون بعد “الشقاة” حقهم الذين هم واجهة. الذين بعدهم قبائل ومسلحون. يبحثون عن “مضاربين” معهم. مثلاً علي عبدالله صالح عين “مضاربين” في الحوار، وبعدهم مقاتلون، وهؤلاء توسلوا للمضاربين حق علي عبدالله صالح بمضاربين مثلهم بدلاً من أن يأتي الجميع بمتحاورين!
.. ما رأيك بشركاء الحكم سابقاً علي عبدالله صالح وعلي محسن وأولاد الأحمر؟
فاسدون حكموا ثم انشقوا عن بعض فخرج نصفهم مع الثورة ثم عادوا واتفقوا من جديد.
.. أين ذهبت دماء الشهداء والجرحى؟
دماء الشهداء والجرحى منتظرة ماذا سيفعل المتحاورون في مؤتمر الحوار هم ونسوانهم وجهالهم. وأقول لك: هذه كلها أسر وليس هناك أحزاب، أسر حزبية، حتى مؤتمر الحوار تحول إلى مؤتمر أسر!
.. حادثة دار الرئاسة غامضة حتى اليوم بصورة ملفتة ولا أحد يتحدث عنها.. ماذا ترى؟
هذا مرجام غيب. وهناك من يقول: إن الصاروخ أمريكي ولا يباع أبداً، الصاروخ كان أمريكياً، والطائرة كانت تحوم فوق نقم قبل الحادث بقليل، ولو كان علي عبدالله صالح قتل، لادعت أمريكا أنها قتلته هدية للشعب اليمني، ولكن لأنه عاش فالخطاب تغير.
.. إذا كانت تريد قتل علي عبدالله صالح.. هل ستقتل معه كل من كان معه في الجامع؟
هي تريد أن تتخلص من النظام كله أصلاً.
.. هناك من يشكك في وفاة عبد العزيز عبدالغني بصورة طبيعية؟
قلت للرئيس السابق مرة، بعث الزعماء كلهم يوم القيامة غارقون في أخطائهم وذنوبهم بعضهم غرق إلى الرأس، وبعضهم إلى الصدر، وبعضهم إلى الخصر، وبعضهم إلى رجله، أما أنت فإلى القدم، ولكن اكتشف الناس أن تحتك عبدالعزيز عبد الغني!! قيل لي: إن عبدالعزيز عبد الغني ذكرها وهو على فراش الموت، وقال: يبدو أنها حقيقة وليست نكتة! ولو لم يمت عبدالعزيز عبدالغني لما وقع علي عبدالله صالح على المبادرة؛ لأنه كان دماغه الذي يفكر له.
.. عرف الأستاذ مقبل نصر غالب بالنكتة والبديهة في الجواب والحدة في الرد غالباً.. ماذا تعني لك النكتة أولاً؟
النكتة هي تنفيس وهي لا تحسب عليك؛ لأن المقصود بها الإضحاك.
.. طيب.. كل ما دار بيننا من سابق نعتبره هزلاً ومن باب النكتة ليس إلا؟
(يضحك) النكتة تلخص قضية لموقف ما. وبعضها يحمل الجد والهزل في نفس الوقت! مثل النكتة التي قلتها لعلي عبدالله صالح بعد حرب 94م عن الثلاثة الذين دخلوا عليه أحدهم من صنعاء، والثاني من تعز، والثالث من عدن، والقصة معروفة... وقد قلت هذا الكلام حتى استلقى على ظهره.
.. ألم يكرمك الرئيس السابق كما هي عادته؟
لم يكرمني بشيء، ولو كنت قاطع طريق لأكرمني وصرف لي السيارات. علي عبدالله صالح لا يكرم إلا قطاع الطرق.
.. سؤال أخير.. أرى نغمات متعددة لحيوانات كثر في جوالك، نغمة الكلب.. نغمة القط.. نغمة الديك.. نغمة عود.. نغمات أخرى.. ما دلالتها؟
نغمة القط عادة للبنات. ونغمة الكلب لأصدقاء آخرين.(نضحك) والأغلبية لنغمة «يا ناعم العود يا سيد الملاح» والأخيرة هي نغمتك عندي..
.. هل تحب الغناء والطرب؟
نعم. كثيراً أحب العزف والغناء.
.. طيب وأنت من الإخوان المسلمين؟
لقد انعزلت عن الإخوان المسلمين عام 75م لأسباب إدارية.
.. هل لنا أن نعرف ولو جزءاً منها؟
أسباب إدارية حول القيادة في تعز وعلى تصرفات بعض القيادة. وكنت من حينها أحب الشعر الغزل، وأحب الطرب والغناء، وكانوا ينكرون علي ذلك. وقد أصدرت كتاباً حول الفن الغنائي اليمني عام 2002م. وقد حاولت أن أعزف على العود لكني فشلت؛ لأن الغناء عندي هواية لا موهبة، مثلما حاولت أن أكتب أغاني وفشلت؛ لأن الشعر عندي ثورة لا رقة فيه.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.