الفريق علي محسن الأحمر ينعي أحمد مساعد حسين .. ويعزي الرئيس السابق ''هادي''    ما لا تعرفونه عن الشيخ عبدالمجيد الزنداني    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السيول تقتل امرأة وتجرف جثتها إلى منطقة بعيدة وسط اليمن.. والأهالي ينقذون أخرى    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف يسخر اليمنيون من أوضاعهم من خلال النكتة؟

• تداول اليمنيون النكتة الناقدة لأوضاعهم في عهده الأئمة وفي ظل حكم الرؤساء دون خوف من آذان الجدران المغلقة.
• الأحكام العرفية لا تعرف الفرق بين فساد الملوك أو صلاحهم.
• الحورش يتنبأ بإعدامه ويهدي السلال حذاءه لكن حراس السجن يستدعون السلال فيصيح يا حورش خذ حذاءك.
• السلال مخاطباً يمنية ابنها مجنون لديك مجنون واحد وأنا لدي خمسة ملايين مجنون كلهم مسلحون.
• الشيخ القوسي لجمال عبد الناصر: أنت رجل طيب وفيك خير لكن السادات وجهه أسود وقلبه أسود وليس فيه خير!
• الرئيس قحطان الشعبي كان يحتفظ باستقالته في جيبه لأنه لا يحب الخداع.
• تنظيرات نايف حواتمة أوصلت الاشتراكيين إلي مذبحة 13 يناير الدامية.
هي سيف البسطاء حين يقمعون وجدارهم الذي يحميهم من هاوية السقوط في حالة الخذلان والخنوع للأمر الواقع.. وهي رد الفعل المباشر والواضح والصريح تجاه الواقع. وتوجهات السلطة والحاكم إنها النكتة الساخرة والضحكة التي تولد من رحم الخوف - وفزع ليالي السلطة والمخبرين. في كل زمان كانت النكتة تعبر عن مكنون النفوس ومن يكشف رؤية الشعوب تجاه حكامها.
وفي العالم العربي أرخت النكتة لمراحل وأحداث وتاريخ زعامات ورؤساء وكشفت تفاصيل أخفتها الأجهزة.. رضاء لحاكم متسلط أو نزولاً عند رغبة نظام ديكتاتوري حاصر السماء والأرض ومنع الهواء عن الوصول الي صدور الناس - لكنه فشل فشلاً ذريعاً في الحجر علي مفردات نكتة تداولها الناس سراً وتناقلوها فأشعلت الضحكات.! فماذا عن النكتة السياسية في اليمن وكيف تناولت المسار السياسي وشخصيات من تعاقبوا علي حكم اليمن خلال الستين العام الماضية. ذلك ما تجيب عنه هذه السطور:
يقول الكاتب والصحفي اليمني حسن عبد الوارث متسائلا: متي كانت السخرية في حاجة الي تعريف؟ - بل متي كانت النكتة في حاجة الي شرح؟!
إن من يحتاج الي لائحة تفسيرية للنكتة يغدو أصلاً في حاجة ماسة الي دخول مستشفي الأمراض العقلية؟!
ويضيف: إنه ليس أعسر من الكتابة الساخرة مثلما ليس أخطر من الكتابة عن السخرية. والسخرية التي أقصد - ليست تلك الفكاهة التي لا تزيد علي كونها مبعثاً للضحك فقط أو تلك الطرفة التي لا تتجاوز حدود اللحظة الراهنة.
إنما قصدت بالسخرية ذلك اللون الابداعي أو الفن الجماعي الذي تنتجه الشعوب علي مر العصور، بحيث يغدو تراكماً ثقافياً وحضارياً لأمة بأكملها يمحي معه المصدر الأصل في أحيان كثيرة.
ويوضح الصحفي حسن عبدالوارث رئيس تحرير أسبوعية الوحدة في تقديمه لكتاب النكتة السياسية في اليمن للكاتب والصحفي محمد محمد أنعم رئيس تحرير صحيفة الميثاق لسان حال الحزب الحاكم، المؤتمر الشعبي العام بأن النكتة صارت علماً وفناً أو هي فعل إبداعي حقيقي يعكس حالة ثقافية خاصة بشعب أو مجتمع تتسلل من خلالها صور حية في المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي لهذا الشعب، أو ذلك المجتمع.
ويؤكد أن النكتة ليست مجرد مزحة لفظية تطلق الدعابة المجردة - خصوصاً وأنها - أي النكتة قد تجاوزت حدود المنطوق اللفظي الي المنظور الفني، حيث ارتقي الحس الجمالي للنكتة، شكلاً وموضوعاً في الأدب الساخر وفي غيره من فنون السخرية، والتي كان للصحافة الدور البارز في تطور وشيوع هذا اللون الإبداعي.
ويشير في مقدمته الي أن سخرية الشعوب تقاس بترمومتر الأحداث وأنها - أي السخرية تزداد سخونتها أو تقل بحسب الأوضاع السياسية والمعيشية والأمنية التي يعيشها كل بلد - وهو ما يعني ان التنكيت صار سلاحاً شعبياً حاداً في مواجهة التنكيد، وهنا جاءت أهمية النكتة السياسية وخطورتها في مضمار ما اصطلح عليه ذات يوم بالحرب النفسية.
مؤلف كتاب النكتة السياسية في اليمن الصحفي اليمني محمد أنعم قال من جانبه جملة من الايضاحات حول دوافع تأليفه للكتاب مستعرضاً في مقدمة الكتاب التي عنوانها مقدمة لا بد منها لسرد شرعي وديني واجتماعي حول النكتة من أوجه مختلفة، موضحا بذلك عدة نقاط، اعتبرها انها تستوجب الايضاح لقاريء الكتاب حيث أورد فيها خصائص النكتة السياسية في اليمن والمميزات التي تحملها حيث أوضح ذلك قائلاً: ان الغاية من رصد بعض ما تم تدوينه من النكتة السياسية في اليمن ليس من أجل أن يضحك بعضنا علي بعض في المجالس أو المناسبات أو المواقف انما هدفنا من جمعها وتوثيقها هو ان نقدم للقاريء صورة ناصعة من ابان النضال اليمني المتمثل باستخدام الكلمة الساخرة والساخطة والناقدة، لسياسات النظام الامامي البائد أو ما تلاه من التحرضات في بداية العهد الجمهوري الأول وفي النضال ضد الاستعمار وكذلك في عمل لجان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية إبان التشطير وقبل قيام الجمهورية اليمنية وتحقيق الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م.
ويضيف مؤلف الكتاب: وهنا لا بد من التأكيد أن النكتة السياسية اليمنية لم تكن تقال أو تتردد في الدهاليز سراً بعيداً عن اذان الجدران التي يخشي منها أن تنقل كل ما يقال الي مسمع الحكام.
مميزات النكتة اليمنية
تحت هذا العنوان يقول المؤلف إن النكتة السياسية اليمنية عكست نضوجاً فكرياً وسياسياً تميز بها قائلوها من قادة الحركة الوطنية وغيرهم. وهذا اضافة الي امتلاكهم لقدرات مكنتهم من توظيف النكتة توظيفاً رائعاً كوسيلة من وسائل مواجهة ومقاومة سياسة الأئمة - خصوصاً إذا ما نظرنا الي ما قاله مارسيل باتبول القمع السياسي من شأنه ترويج النكات السياسية والتفاوت الطبقي يؤدي الي انتشار القفشات الاجتماعية والسخرية من الأثرياء.
ويورد الكاتب الصحفي مميزات النكتة السياسية في اليمن في عدة نقاط يلخصها بالقول: إن النكتة السياسية في اليمن تتميز بأنها ترتبط بالزمان والمكان وبهوية قائلها. ولهذا تعرف اسم صانعها ومن هو وزمان ومكان ومناسبة قوله للنكتة، التي هي ليست مجرد تندر عام ولا من صنع مخابراتي إنما هي نتاج لمواقف عبر عنها أصحابها بسخرية وشجاعة في وجه الحكام داخل بلاط الحاكم.
كما ان النكتة السياسية اليمنية لم تكن مجرد فكاهات وطرائف تقال لإضحاك الحاكم وحاشيته أو لتلطيف مجلسه، بل إنها كانت أشبه بانفجارات مدوية تعكس موقف قائليها وانتقادهم بأسلوب ساخر وعلني لنظام الحكم وأخطائه - كما كانت النكتة معبرة عن نبض وهم المواطن.
كما ان النكتة تميزت بكشفها لهشاشة تركيبة نظام الحكم وتناقضاته ومستوي تفاقم حدة الصراعات الاجتماعية في رأس تكوينه الهرمي، وبالتالي فقد شكلت النكتة السياسية بتداولها بين اليمنيين وسيلة إعلامية دعائية تحريضية مناهضة لسياسة الأئمة عبر انتشارها السريع من البلاط ومن بين صفوة المجتمع وتناقلها في أوساط الناس مؤسسة بذلك بداية وعي شعبي متحرر من هالة القدسية المزعومة التي أضفاها الأئمة علي حكمهم في وعي الجماهير التي كانت تخضع لسياسات تجهيل متعمدة.
رصد وتوثيق
في حديثه ل الراية قال مؤلف الكتاب الصحفي محمد محمد انه اعتمد علي توثيق النكتة السياسية الساخرة في اليمن علي مذكرات شخصية وكتابات ومقابلات أجريت مع عدد كبير من الشخصيات التي كان لها إسهام في مسار الحركة الوطنية اليمنية منذ سنوات حكم الأئمة في شمال اليمن والاستعمار في جنوب اليمن، مروراً بمرحلة ما بعد ثورة 26 سبتمبر والثورة 14 أكتوبر وقيام الحكم الجمهوري في شطري اليمن الشمالي والجنوبي.
وأضاف انه حاول رصد وتوثيق المراحل التالية لقيام نظام جمهوري في اليمن بشطريه بقدر الإمكان.. مقدماً في كتابه نماذج لما حكت عنه النكتة السياسية وعكسته عن أوضاع اليمن في تلك المرحلة وما بعدها، وذلك بهدف تقديم صورة عن الأوضاع السياسية في اليمن آنذاك في ظل حالة التشطير واختلاف توجهات نظامي الحكم - وصولاً الي المحطة التي تحققت فيه الوحدة اليمنية عام 1990م.
وأضاف ل الراية إنه أراد من خلال جهد صحفي أن يوثق لفترة تاريخية مهمة من تاريخ اليمن المعاصر، من خلال جمع ما روي من نكات تناولت الأوضاع السياسية في اليمن وتوثيقه وتبويبه في إطار عمل صحفي مهني وعلمي، حيث إن الكثير من الروايات والنكت الساخرة التي يتداولها اليمنيون حول قضايا ومحطات معينة في تاريخهم المعاصر غير موثقة ولم تسجل أو يتم التثبت من صحة من قالها ومن نسبت إليه.
الأمر الذي أوجد صعوبة في توثيق روايتها وذكر الشخصية التي نسبت اليها والحدث الذي كان مناسبة لإطلاقها.
ويشير مؤلف كتاب النكتة السياسية في اليمن في سياق حديثه ل الراية الي انه اقتصر علي تسجيل وتوثيق النكت السياسية وردت فيما هو مكتوب ومنشور حيث استعان بأكثر من 47 مصدراً من الكتب والمؤلفات والسير الذاتية والمقابلات الشخصية والصحفية.
ويضيف ان صعوبة توثيق ما يتداوله اليمنيون من نكت خلال الخمسة عشر عاما الماضية تعود الي أن هذه النكت متداولة شفاها وغير مكتوبة أو موثقة.
نافياً أن يكون الخوف من إيرادها في كتاب هو السبب في عدم ذكرها خاصة وهذه النكت تتناول شخصيات سياسية بارزة في الحكم حتي الآن.. حيث أشار الي ان هذا التخوف غير موجود وفي ذات الوقت فإنه حرص علي تقديم ما هو مكتوب ومنسوب من النكت السياسية.
خلال الفترة من حكم آل حميد الدين ومرحلة الاستعمار وما تلا ذلك من قيام الثورة اليمنية والدعم المصري لثورة اليمن، مروراً بمرحلة النزاع بين شطري اليمن، وحتي محطة الأوضاع السياسية في كل شطر علي حدة مع ما رافق ذلك من أحداث حتي تحقيق الوحدة اليمنية في العام 1990.
ويضيف الصحفي اليمني محمد محمد أنعم في حديثه ل الراية بالقول إنه بصدد الإعداد للجزء الثاني من كتاب النكتة السياسية في اليمن.. والذي شرع في جمع مادته متلمساً فيها أن تعكس أوجه الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية خلال السنوات الثماني عشرة الماضية، حيث سيتلافي في الجزء الثاني من الكتاب مسألة عدم التعريف بشخوص من نسبت إليهم النكت والمواقف التي فجرتها اضافة الي التعريف بالمفردات والكلمات ذات الطابع الخاص باللهجة اليمنية حتي يستطيع القاريء العربي أن يستوعب الدلالات التي تحملها النكتة والطرفة، التي يتداولها الشارع اليمني وتلخص أوضاعه وأوجاعه بكل وضوح ودون رتوش أو مكياج يخفي عيوب الواقع.
حكم الأئمة
قسم المؤلف تناوله للنكتة السياسية الي مراحل زمنية وسياسية وتاريخية عاشتها اليمن خلال القرن الماضي، بدءا من حكم الامام يحيي بن حميد الدين الذي بسط سيطرته علي حكم ما كان يسمي باليمن الشمالي، في العام 1938م بشكل تام بعد ان تمكن من القضاء علي مناوئيه من القبائل والمشايخ، مقدماً نماذج من النكات السياسية التي أوردها مؤرخون وسياسيون من قادة الحركة الوطنية اليمنية عن عهد الإمام يحيي الذي قتل في العام 1948م علي يد الأحرار الدستوريين ومستعرضاً ما سبق من تأثير للتواجد التركي في اليمن وما تلا فشل ثورة 1948م وتولي الإمام أحمد بن يحيي حميد الدين بالحديد والنار زمام الحكم في اليمن.
ويورد المؤلف علي ذمة كتابات ولقاءات صحفية للعشرات من الشخصيات اليمنية العديد من الحكايات الساخرة والنكت اللاذعة التي تناولت تلك المرحلة. حيث اشار الي ذلك بالقول: تظل النكتة السياسية الساخرة قاتلة مثل طلقات الرصاص خصوصاً عندما تقال بوجه الطغاة وفي لحظات المواجهة معهم.
حيث يجد المتأمل في النكتة السياسية اليمنية الساخرة والتي تندرج ضمن النكات غير البريئة ان القوي الوطنية استخدمتها كسلاح واسع التأثير لهز شبح الرعب الذي كان يجسده النظام الإمامي في وعي الشعب بعد أن صور نفسه وكأنه أصعب من ان ينال منه رغم أنه كان عكس ذلك.
فقد كانت النكتة في عهد الأئمة تحرك في أعماق الناس السامعين لها القوة التي عطلها الطغاة عليهم وكانت النكات عندما تتناقل بين عامة اليمنيين تثير ذهولهم من شجاعة قائليها وفي نفس الوقت كانت تعطيهم درساً عن ضعف وهشاشة تلك الصورة المقدسة للأئمة، وكانت النكتة أشبه بالمشاعل التي تطرد أشباح الرعب والخوف من صدور الناس عن ذلك النظام.
عهد الإمام أحمد
يذكر المؤلف أن النكتة السياسية الناقدة في عهد الإمام أحمد حميد الدين 48 - 1962م كانت هي الأغزر والأكثر حضوراً في انتقاد الأوضاع التي كانت ترزح في ظلها اليمن خلال فترة حكمه.
ويرجع المؤلف ذلك الي ما عرف عن الإمام أحمد من ممارسة الطغيان وقتل رجال الحركة الوطنية وما اتسم عهده به من تخلف في مختلف جوانب الحياة، أورد جملة من النكت التي تناولت شخصية الإمام أحمد حميد الدين منها انه كان يرد علي منتقديه ومنتقدي حكمه بالقول: أتم البوري حقي ومن بعدي شالط علي مالط والمقصود هنا أن الإمام أحمد الذي كان يدخن المداعة كان يعتبر فترة حكمه مجرد لحظة تدخين حتي يكمل الأرجيلة ومن بعدها لاشيء يهمه.
ويروي المؤلف: ذهب الأستاذ محسن العيني عين في عهد الثورة رئيساً للوزراء الي مخيم الكرامة للاجئين الفلسطينيين في الأردن لإلقاء محاضرة علي اللاجئين بعد عودته من فرنسا في عهد الإمام أحمد حميد الدين - وخلال حديثه عن اليمن وما يعانيه استشهد بالآية الكريمة إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ، فتقدم إليه ضابط أردني كبير وقال له: أرجو أن تتوقف عن الحديث فقد سقطت حكومة النابلسي - رئيس الوزراء الأردني آنذاك - وأعلنت الأحكام العرفية.
فرد عليه العيني: ان هذه الآية الكريمة هي بلسان بلقيس عن الملكية والملوك في اليمن فقال له الضابط الأردني الأحكام العرفية لا تعرف الفرق.
وفي نكتة سياسية أخري:
وقف أحد المواطنين امام الأمير الحسن أحد أشقاء الإمام أحمد يحيي حميد الدين بعد أن ضاق من سوء معاملة المواطنين في محافظة إب وقال مخاطباً سيف الإسلام الحسن: حتي الجن ضاقوا من ظلمك وظلم أخيك - يقصد الإمام أحمد - وهربوا وتريدون الناس اليوم يتقطرنوا يضعون مادة القطران علي وجوههم للحماية من الجن كما كان يوهمهم الإمام أحمد.
وأضاف المواطن قائلاً: ما بقي أمامنا إلا أن نهرب مثل الجن منكم أو أن تهربوا أنتم من البلاد.
فغضب سيف الإسلام الحسن من قول ذلك المواطن وتطاير من عيونه الشرر، ويقال إن ذلك المواطن مات مسموماً بعد أسبوع وأن القبائل تسلطت علي أمواله وأنها لم تعيدها لأولاده إلا بعد الثورة عام 1962م.
أخري جاء فيها: ان احمد الشامي وهو أحد رجال الحركة الوطنية اليمنية روي عن الشهيد أحمد الحورش - أعدم في 1949م لمشاركته في الحركة الدستورية ضد الإمام يحيي حميد الدين - ان الحورش أفاق من نومه وكان مسجوناً في سجن نافع وينتظر الإعدام الي جانب المشير السلال وآخرين من رجال الحركة الوطنية، وقال لرفاقه في السجن إنه حلم بأنه قد أعم وقطع رأسه في ساحة كبري وأن ثلاثة آخرين من رفاقه في السجن أعدموا أيضاً، وأن واحداً منهم قد عرفه.
بعدها قام الحورش ووهب حذاءه لزميله ورفيق صباه ودراسته في بغداد المشير عبدالله السلال قائلاً له: لست من بين من رأيتهم في الحلم ولن يقتلوك.. بعدها قام السلال ولبس الحذاء بشيء من الاغتباط فقد كان حافياً طوال الوقت.
بعد ذلك يقول احمد الشامي - سمعنا موسيقي موكب نائب الإمام في حجة فشعرنا انه سيحضر حفلة الإعدام - تلا ذلك سماعنا صرير مغالق باب السجن ومزاليجه، وانشق عن وجه كبير الحراس واسمه ناصر علي بوجهه الأصفر ورأي الأخ عبدالله السلال واقفاً فأشار إليه بإصبعه أن أقبل..
فقال السلال: أنا.
فأشار ناصر علي برأسه وكأن لسانه قد انعقد:
- نعم تعال..
فقال السلال مستغرباً، أنا.. أنا؟
فقال حارس السجن: نعم أنت.
فصرخ السلال ينادي أحمد الحورش يا أحمد ها قد سبقتك الي رحمة الله فخذ حذاءك. وما أن سمع الحورش ذلك حتي وثب من مكانه كالأسد مخاطباً السلال قائلاً:
- لا ليس أنت.. أنا.. أنا المقصود.
عندها سأل حارس السجن ناصر علي السلال ما اسمك، فأجاب عبدالله السلال.. فقال له الحارس: أنا أطلب أحمد الحورش.. والذي أخذ بعدها الي ساحة الإعدام.
ويضيف أحمد الشامي: أن هذا الموقف بين احمد الحورش وعبدالله السلال كان موقفاً مذهلاً ورائعا، مبكياً وضاحكاً، دل علي رباطة جأش السلال إذ فكر في رد الحذاء للحورش وهم يدعونه للإعدام. حيث أذهل هذا الموقف وأرعب الإمام أحمد عندما نقل إليه!.
ويروي المؤلف عن احمد الشامي قوله: أذكر نكتة أخري للأخ عبدالله السلال - أول رئيس للجمهورية اليمنية بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م - فعندما كان السلال في سجن نافع الرهيب في محافظة حجة وكان ينتظر ان يعدم في أي لحظة وصله خبر أن الإمام أحمد حميد الدين أمر بهدم منزله في صنعاء، فقال السلال: جزاهم الله خير فهم ما هدموه إلا ليبنوه علي الطراز الحديث.
ويروي المؤلف إن شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني وبعد أن ألقي قصيدة أمام الإمام أحمد في عيد الجلوس منتقداً فيها أوضاع البلاد والعباد أخذ فراشه وقام مغادراً، فسأله الإمام أحمد إلي أين فأجاب البردوني ساخراً: إلي السجن.
عهد السلال
عرف عن الرئيس اليمني الراحل المشير عبدالله السلال أول رئيس للجمهورية بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م التي قضت علي حكم الأئمة وحظيت بدعم الزعيم العربي جمال عبدالناصر، انه أي المشير السلال كان يتمتع بروح الدعابة والسخرية وكان من أصحاب النكتة اللاذعة والموجعة التي كان يطلقها في مختلف المواقف حيث روي المؤلف عن المشير السلال:
روي المشير عبدالله السلال قائلا: في وقت كنا نواجه فيه أكثر من عشرين جبهة قتالية من قبل الملكيين ومن يدعمهم تصدت لسيارتي امرأة وكنت ماراً في طريقي الي منزلي.. فأمرت السائق بالتوقف، وناديت المرأة ولما اقتربت مني سألتها:
هل لك حاجة أقضيها؟.
فأجابت بصوت عال والدموع تذرف من عينيها: ابني يا سلال ابني.. فقلت ماله!!
ردت ابني مجنون يا سلال..!
فما كان مني إلا أن قلت لها - جني عليك - انت عندك مجنون واحد وأنا أواجه 5 ملايين مجنون كلهم مسلحون.
وواصلت السير بعد أن أمرت لها بمساعدة مالية.
ويسرد المؤلف بعد ذلك عددا من النكت التي لخصت أوضاع اليمن بعد ثورة 26 سبتمبر وحكم الرئيس السلال وذلك علي لسان نجله اللواء علي عبدالله السلال أحد الضباط الأحرار الذين شاركوا في تفجير الثورة ضد حكم الأئمة من آل حميد الدين حيث روي اللواء علي السلال عددا من المواقف قائلاً:
مصر والسعودية
الصراع حول اليمن الذي كان محتدما بين مصر التي وقفت الي جانب الثورة اليمنية والمملكة العربية السعودية التي وقفت الي جانب الملكيين.. كان محوراً لعدد من المواقف السياسية التي أوردها المؤلف في سياق تناوله للنكتة الساخرة في اليمن حيث أشار الي ذلك من خلال العديد من الحكايات والأحداث ومنها:
بعد قيام ثورة سبتمبر زار محسن العيني رئيس الوزراء اليمني أنور السادات ليشرح له الموقف في اليمن وما خرج به من انطباعات رافضة للبيضاني.. فقال السادات للعيني:
يبدو أنك منزعج أريدك أن تطمئن الي أننا نعد لكل أمر عدته ولكل احتمال ما يلزم. هذه القبائل ينبغي ألا تزعجنا ألا تعرف أننا في سبيل إرسال قوات الصاعقة الي اليمن؟ إننا ندرب جنود الصاعقة علي أكل الثعابين فمن يستطيع الوقوف أمامهم؟..
فرد عليه العيني قائلاً: يا سيدي انهم سيواجهون قبائل شرسة هي جزء من الصخر.. من الجبل.. قبائل في بعض المناطق الثعابين عندها فاكهة.
فتبسم السادات وقال:
يبدو أنك تجيد النكتة أيضاً..!
فقال العيني:
كم كنت أتمني لو كان الأمر مزاحاً..!
زار الرئيس عبدالناصر اليمن في ابريل 1964م وفي اجتماع خاص له مع المشايخ بوجود المشير عامر وأنور السادات فقال الشيخ القوسي لعبدالناصر:
أنت رجل طيب وفيك خير وهذا الذي علي يسارك (يقصد السادات) وجهه أسود وقلبه أسود.. ولا فيه خير .
كانت القيادة المصرية في اليمن هي الكل في الكل فقد كان حافظ أبوالشهود مديراً للمكتب الفني لمجلس الوزراء اليمني وكان في موقع رئيس الوزراء أحياناً وكل شيء عليه.. وعندما عرف محمد الفسيل إن حافظ أبوالشهود كان في سوريا أيام الوحدة مع مصر قال له:
ما دمتم كنتم في سوريا أيام الوحدة الاندماجية مع مصر.. فقد عرفت الآن تصرفاتكم معنا اليوم سر الانفصال الذي حدث معنا.
وعلي لسان وزير الصحة في عهد السلال يورد المؤلف:
يذكر حسين المقدمي انه عندما كان نائباً لوزير الصحة في بداية عهد الثورة السبتمبرية شكا لحافظ أبوالشهود مدير المكتب الفني بعض تصرفات الأطباء الذين تم استقدامهم للعمل في اليمن من مصر.. وشكر في الوقت نفسه أحدهم وهو الدكتور وجدي وزوجته لحسن أدائهما وإخلاصهما في العمل.
ويقول المقدسي: أتفاجأ بقرار بإبعادهما وعودتهما الي مصر.
وهكذا كان أسلوب التعامل معنا والذي كاد أن يحطم كل العلاقة والثقة مع مصر.
قال الشيخ سنان أبولحوم زرنا الملك فيصل في يونيو 1971م وشرحنا له أوضاع اليمن ومشاكله.
فقال الملك فيصل: نحن اخوة وسنقسم التمرة نصفين.
فرد عليه الشيخ سنان: أطال الله عمرك قد زلينا التمر.. ونحن نريد نقسم من جديد، وقد أعطاكم الله من الخير الكثير والأم تدعو لابنها الله يعطيك من فوقك ومن تحتك نحن أعطانا الله مطر من فوق وأنتم أعطاكم البترول من تحت.. ونحن نريد قسمنا من البترول..؟!.
ابتسم الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله تغشاه ابتسامة غير مريحة لأن جده أكثر من مزاحه.
وأخرى!.
يقول العميد محمد علي الأكوع بعد وفاة المرحوم أحمد محمد الشامي: لقد ساهم الأستاذ أحمد الشامي بجدارة وقناعة وهمة معاً في إرهاصات المصالحة بين المتحاربين اليمنيين ملكيين وجمهوريين. مع النعمان ومع رفاقه يحيي المضواحي وحسن مرفق وعبدالله الصعدي وغيرهم سنة 1970م.
ولما استأذن الشامي الملك فيصل بن عبدالعزيز في السفر الي اليونان فاستفسر عن هدفه.
فقال: لأجتمع بالأستاذ النعمان وابنه محمد لنوقف نزيف دماء ابنائنا واخواننا اليمنيين والحرب التي لا طائل منها.. ولنعود لندخل في ما دخل الناس فيه.
فقال الملك: يعني الجمهورية..؟..
فقال له: نعم جمهورية.. جمهورية..
وعن السعودية وتدخلها في اليمن أورد المؤلف:
في عام 1968م لم تخل السجون من معتقلي المقاومة الشعبية والعناصر الثورية الأخري وكان الحقد يتقد علي كل المعتقلين تحت تسمية الشيوعيين وهي التسمية التي كانت تستعملها بلاغات الملكيين التي كانت تذاع من إذاعتهم منها علي سبيل المثال بلاغ من قائد منطقة بني مطر جاء فيه:
قامت قواتنا المدفعية المؤمنة بضرب دار الحمد وقتل من جرائها اثنان من الشيوعيين .
بل لقد أفتي الملكيون أن من يصلي في وجيبه ريال جمهوري فإن صلاته باطلة أي جمهوري يتزوج من امرأة ملكية أو العكس فإن الزيجة لا تصح وتعتبر سفاحاً لا ترضي الله ولا رسوله.
بعد خمس سنوات من قيام الثورة تحدث الكثير من المحاربين الملكيين عن أولئك الصبيان الذين اتسموا بالمقاومة الشعبية.. وقاتلوا في عدة جبهات.
قال أحد المحاربين المعاديين للجمهورية: ان هؤلاء الصغار يطمعوننا في أسلحتهم، وعندما نقترب منهم نجدهم أشجع المحاربين، مع أن بعضهم أقصر من بندقيته. وقال محارب آخر خسرت عشرين مقاتلاً أقمعتهم ببنادق المقاتلين الصغار.
من التشيطر إلي الوحدة
وعن عهد التشطير وحتي قيام الوحدة اليمنية يورد المؤلف عددا من النكت والقصص والحكايات الساخرة التي لخصت حال الوضع في اليمن آنذاك حيث أورد مايلي:
كان الرئيس الراحل قحطان محمد الشعبي أول رئيس لجنوب اليمن بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1967م، خلال فترة حكمه كثيراً ما يقدم استقالته كونه لم يكن يطيق التآمر الداخلي، وكره السلطة عندما وجد رفاقه يتآمرون عليه وعلي استقلال البلاد.
وقد ذكر الأخ فضل محسن - أحد مناضلي الجبهة القومية ان الرئيس قحطان الشعبي كان كثيراً ما يقدم استقالته للقيادة العامة، حتي إنه عندما كان يدخل يده في جيبه لإخراج علبة سجائره فإننا كنا نظنه سيخرج لنا استقالته.
وذكر نجيب قحطان الشعبي ان بعض قيادات الجبهة القومية بعد تحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م وتولي الجبهة حكم جنوب اليمن، لم تنل هذه القيادات ما كانت تتطلع إليه من وظائف حكومية في عهد والده الرئيس قحطان الشعبي، فبعض أعضاء القيادة العامة للجبهة القومية كانوا يتطلعون للحصول علي رتب عسكرية، حتي ان أحد أعضاء القيادة العامة كان يطالب الرئيس قحطان بمنحه رتبة واحدة فقط ليصبح برتبة ملازم ما يتيح له قيادة احد أقسام الشرطة في عدن، ولكن الرئيس قحطان لم يستجب لطلبه، حيث اشترط عليه أن يتأهل لذلك بدورة عسكرية يلتحق بها لعدة أشهر في موسكو أو برلين. لكن ذلك الشخص كان كسلان، ولكنه وفي العهد اللاحق لحكم الرئيس قحطان الشعبي أصبح وزيراً ويحمل أعلي رتبة عسكرية.
وشخص آخر كان يتطلع لوظيفة مأمور مديرية لكنه وبعده عهد الرئيس قحطان الشعبي أصبح رئيساً لما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وعن الأوضاع في شمال اليمن أو ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية يورد المؤلف عدداً من الحكايات ذات الطابع الساخر ومنها:
حصل في منتصف ثمانينيات القرن الماضي في ظل حكومة الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني أضحوكة عندما صدر كتاب الإحصاء السنوي متخماً بأرقام فلكية حول معدل النمو وخلافه من المؤشرات، وحينها سارعت الهيئات الدولية المانحة الي قطع المعونات والمساعدات والقروض عن الحكومة اليمنية بحجة ان اليمن قد خرجت من طور الدول النامية والفقيرة.. وبالتالي لا تستحق المساعدات والمعونات، فهناك دول غيرها تحتاجها أكثر.. حينها سارعت حكومة الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني باستجداء تلك الدول والمنظمات المانحة حتي لا تحرمها من هذه الامتيازات، وأوضحت الحكومة اليمنية بجلاء أن الغرض التقليل أو التضخيم للأرقام الإحصائية هو الداخل وليس له أي علاقة بدقتها من عدمه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.