صغيرة في السن تحمل الكثير من الآمال، لها نظرتها إلى المستقبل بعين المسؤول، وقد صارت واحدة ضمن كوكبة سياسية حزبية مدنية ثقافية يعول عليها الخروج برؤى قادرة على حلحلة عُقد وأزمات الوطن المزمنة. أمل الصيادي - عضو فريق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية في مؤتمر الحوار الوطني - لها رؤاها ولها توجهاتها.. تمثل في المؤتمر عن حزب الشعب الديمقراطي. «يوميات الحوار» التقتها لتقترب من تصوراتها للمستقبل، والتعرف على اللحظات الأولى من المؤتمر والتي كانت بطلتها حين أدت قسَم الحوار... .. تم اختيارك لصغر سنك من بين الموجودين لأداء القسَم وترديده من قبل الأعضاء من بعدك.. ما هو الشعور الذي كان يتملكك في تلك اللحظة؟ - شعرت جداً بالفخر وشعرت بإحساس جميل بالعظمة؛ لأنه على يدي أقسم العلماء والأدباء، على يدي أقسم كبار رجال الدولة، على يدي أقسم الوزراء السابقون والوكلاء والشخصيات الكبيرة مدنية وثقافية وسياسية، وكثير ممن لهم باع في العمل السياسي ومتمرسين فيه. .. نزلتِ من منصة القسم وحدث اتصال مع زملائك الأعضاء والناس.. كيف وجدتِ الانطباع؟ - كلهم فخروا بي لأني أصغر أعضاء مؤتمر الحوار، وفخروا بقوة أدائي للقسم، أحسوا بصدق من أدت القسم. دموع .. هذا بالنسبة لإحساسهم فهل أحسست أنت –وهذا ليس تشكيكاً- بصدق من يردد وراءك؟ - أنا أحسست بشعور المسؤولية، وهذا ما جعلني أنزل من المنصة وأنا أذرف الدموع. .. طبعاً هذا شيء سيُدون ضمن ما سيوثق عن هذه المرحلة عن أدائك القسم؟ - أكيد وهذا شيء أفخر وأعتز به. في الحوار .. كيف تجدين نفسك وسط هذه القوى المتمرسة في العمل السياسي وكان لبعضها دور في الأزمات؟ - في البداية عندما رأيت هؤلاء الناس كان شعوري استثنائياً، جو فيه ساسة البلد بهذا الشكل، لا أخفيك بأنه انتابني شعور بالتوجس منهم، وإنهم يمكن أن يعرقلوا المؤتمر، لكن الآن وصلت إلى قناعة أخرى وهي أن دخولهم في الحوار سيضمن لنا تطبيق مخرجات الحوار؛ لأنهم شاركوا في المخرجات. .. وضعك بين صديقاتك ونساء الحي وتعاطيهم معك كعضوة في مؤتمر الحوار .. هل من يحملك أمانة الخوض أو نقل موضوع ما؟ - وضعي الآن بين صديقاتي، بين المجتمع، بين الناس الذين أعرفهم أنه أنت الآن عضو مؤتمر حوار ونحن منتظرون الحل لمشاكلنا، الحل الجذري الذي يمس حياتنا اليومية، هم لا يكترثون لقضية الدستور، هم يكترثون للأشياء التي تمس حياتهم اليومية، الخدمات، التعليم، الصحة، انخفاض الأسعار. مسؤولية .. هل من طلب منك قول شيء معين؟ - حقيقة هذا الأمر من قبل أن يبدأ مؤتمر الحوار وأتذكر عجوز كانت دائماً تأتيني لتسألني: (هيا ما عملتو)، وهذه مسألة تجعلك أولاً تشعر بالمسئولية وثاني بحاجة الناس الفعلية لأن يأتي لهم الحوار بمخرجات تغير حياتهم. .. هذه أيضاً ثقة فيك رغم صغر سنك. - نعم وأنا أعتز بها، وإن شاء الله أنا وكل الزملاء وبخاصة زميلاتي من النساء اللاتي يبلغ وجودهن 30 % من المشاركين، وتكتل الشباب الموجود نكون عند مستوى هذه الثقة وهذه المسئولية. .. أنت في لجنة المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية هل تم الانتهاء من خطة العمل؟ - عملنا الخطة التفصيلية والهيكلية لما سنقوم به خلال الشهرين القادمين وتحديد المفاهيم ومن يوم السبت نبدأ التطبيق. .. كل الفرق؟ - هناك فرق تقدمت، هناك فرق تأخرت نتيجة بعض العراقيل، لكن أعتقد أن كل الفرق متزامنة مع بعضها وتمشي بشكل متواز مع بعضها. الكثير من الكلام .. سمعنا أن هناك خوضاً في مسألة تحديد التاريخ بالنسبة للعدالة الانتقالية.. هل انتهيتم إلى شيء؟ - نعم هناك الكثير من الكلام في هذا وربما أبعد تاريخ طُرح هو ما طرحه الإخوة الجنوبيون يطالبون بتحديد التاريخ من 67م عندما خرج الاحتلال، لكن قضية العدالة الانتقالية لا تتعلق فقط بالجنوب وإنما تتعلق بالشمال وبالمناطق الوسطى، فالفترة الزمنية ليس لها أولوية. تكتل نسائي .. ماالذي ستطرحونه حول المرأة ضمن فريقكم؟ - المرأة بغض النظر عن كونها موجودة ضمن محورنا أو المحاور الأخرى، المرأة تشكل اليوم تكتلاً نسائياً متناسية الانتماءات السياسية، أتت لتدافع عن قضايا المرأة وقضايا المجتمع وأتت لتبحث عن حقوقها التي سُلبت. شيء إيجابي .. كيف تقيّمين مؤتمر الحوار إلى الآن؟ - ياسيدي الكريم نحن مررنا في 14 يوماً كانت جلسات عامة وتفريغ لما في النفس من شحنات والآن نحن في مرحلة التهيئة للانتقال إلى العمل وفق الخطة، وبالتالي لا أقدر أن أفتيك في شيء في مسألة ما سار عليه المؤتمر، لكن يمكن القول: إن هناك تحركاً، وهناك نشاط للدخول في مرحلة من الحوار الذي يفترض أنه من سيخرج إلى الناس بمقترحات لكيفية حل المشاكل الموجودة.. والشيء الإيجابي الذي رأيته أن الأطراف المتشادة في الساحة يحاول كل منها أن يفهم الآخر، وهذا شيء إيجابي. .. في الأخير؟ - في الأخير أوجه نصيحة لكل الأطراف السياسية الموجودة داخل مؤتمر الحوار بأن تبتعد عن المشادات والمماحكات، أن ينسوا الماضي، أن ينسوا الانتماءات السايسية وينتبهوا للوطن. نحن جئنا لنناقش قضايا البلاد من أجل الخروج بحلول، والمجتمع ينتظر مخرجات تغير من حياتهم إلى الأفضل.