كثيرون هم من أوجعوا قلوبنا في السجن المركزي بتعز لكن فتى تبدو على وجهه البراءة لم يتجاوز السابعة عشرة من العمر حز في النفس سجنه بين أرباب السوابق , يدعى أيمن أحمد هزاع حامد محكوم عليه بسداد 3 ملايين ريال ( أرش ) وأغرام .. قال الفتى المسكين بأن ثلاثة من فتية الحي في مديرية المظفر هموا في الاعتداء عليه في الحي فدافع عن نفسه وطعن أحدهم في الجانب الأيمن من ظهره , ورغم أن الطعنة لم تنل من أحشاء المجني عليه وغدى اليوم في صحة جيدة على حد قول الجاني إلا أن والد المصاب المغترب أصر على مقاضاته حتى حُكم له ب 3 ملايين ريال , ولم يقنع ذلك الأب فأصر على الاستئناف للمطالبة بالمزيد , وعليه فقد وافق وكيل نيابة غرب تعز الإفراج عن أيمن لكونه قد قضى الفترة المحكوم عليه بالسجن وحتى لا يضيع مستقبله ويخسر عاماً آخر من دراسته بشرط الضمين المسلم في حال هروبه بعد صدور حكم الاستئناف , والمهم في قضية أيمن أن نيابة الغرب مستعدة لاستلام المبلغ المحكوم به على أيمن كوديعة آجلة للمحكوم له بعد الاستئناف وإن استحكم المستأنف بمبلغ إضافي فسيجد له الأب مصدراً وفرجاً في حينها . والد السجين الذي يعمل مدرساً تردد على الصحيفة للمرة الثانية لا لمناشدة عامة الخيرين في المحافظة فحسب , بل خص في مناشدته كل من محافظ محافظة تعز ورجل الأًعمال المعهود في مساعدة السجناء واعتاق الرقاب الحجاجي وقد نبعت الخصوصية في الاستغاثة بشوقي والحجاجي لكون أحدهما اشترط استباق الآخر في الدفع أولاً , أو ماشابه .. المهم أن نوافذ الأمل لاحت أمام الأب المكلوم على ولده السجين عقب نشر مناشدته في آخر حلقة رمضانية خصصت للمساجين , وما أن ولى رمضان إلا وبدأت نافذة الأمل تلك تبتعد ! فعاد الأب عبر الصحيفة لاستعادتها مجدداً ممن تزامن وعدهم مع حلول العيد المنصرم ومشاغله .. وبهذا العذر يواسي الأب نفسه معززا ثقته و أمله في الأيادي البيضاء لشوقي والحجاجي وأعضاء الغرفة التجارية والصناعية في تعز .. ومن يعرف أيمن كما نعرفه يتحسر على شاب مثله ليس السجن مكانه , بل مدرسته الثانوية !.