مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    رسالة سعودية قوية للحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة    كأن الحرب في يومها الأول.. مليشيات الحوثي تهاجم السعودية بعد قمة الرياض    ماذا تعني زيارة الرئيس العليمي محافظة مارب ؟    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    أصول القطاع المصرفي الاماراتي تتجاوز 4.2 تريليون درهم للمرة الأولى في تاريخها    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    استشهاد 6 من جنود قواتنا المسلحة في عمل غادر بأبين    استشهاد 23 فلسطينياً جراء قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    ريمة سَّكاب اليمن !    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عقيل عثمان عقيل.. من روّاد الحركة الوطنية والتربوية
نشر في الجمهورية يوم 12 - 02 - 2014

هو عقيل عثمان عقيل ،من مواليد قرية الرشاحي، وراف ،ناحية جبلة ،وذلك في العقد الثاني من القرن العشرين ،فلقد توفي في شهر سبتمبر 1962م ،عن عمر ناهز الخمسين عاماً ، وهذا يعني أنه ولد عام 1912-1911م تقريباً.
عمل مدرساً في مدرسة المسعف الحسني ،وكان يحفظ التلاميذ أنا شيد من شعره وأشعار غيره ،يبث فيها مشاعر الوطنية ،والعروبة في نهاية الثلاثينيات وبداية الأربعينيات من القرن العشرين ،وما كان يتعلق « بمدح آل البيت» أو ثنائية «عدنان وقحطان» كان يحذفه، ويغيره بثنائية “غسان وقحطان «كالنشيد التالي»:
بلاد العرب أوطاني، وكل العرب إخواني بعدنانٍ وقحطاني”
كان يغير الشطر الأخير ،ليصبح بقوله “بغسان وقحطان” ومن الواضح أن وطنية عقيل عثمان عقيل منطلقها النزعة القحطانية ،وهي السائدة في قضاء إب ،الذي أصبح منذ عام 1939م لواء منفصلاً.
إضافة إلى تعليمه التلاميذ للأناشيد القومية، كنشيد
“بلادي بلادي فداك دمي
وهبت حياتي لك فاسلمي
غرامك أول ما في الفؤاد
ونجواك آخر ما في دمي
وإن بح صوتي فهذا دمي
يخط على الأرض يحيا الوطن «اليمن الجديد».
–عقيل عثمان عقيل
،حياته ونضاله-محمد عبد الرب علي -44ص-60ص– العدد الثالث عشر –إبريل 4198م.
وغيرها من الأناشيد الوطنية التي بدأت بالرواج منذ بداية العقد الثالث من القرن العشرين لقد كان الأستاذ “محمد أحمد حيدرة” في تربة ذبحان ،في بداية الثلاثينيات يعلم التلاميذ لأناشيد وطنية ،وقومية ،دون تختلط لديه بنزعة قحطانية ،ويشير محمد عبد الرب ،في بحثه المنشور بمجلة اليمن الجديد، عام 1984م ،السابق الذكر ،إلى أن عقيل عثمان هرب إلى عدن مع صديقه الشيخ مطيع دماج ،في بداية شهر مايو ،فلقد نشرت صحيفة «فتاة الجزيرة» قصيدة لعقيل عثمان ،بعنوان “لا تحسبوني أغشكم” بتاريخ 14 - -5 1944م ،ويشير الأستاذ أحمد محمد الشامي ،إلى أن مطيع دماج و«أستاذه عقيل عثمان» كانا من مؤسسي حزب الأحرار، ومن أوائل من كتبوا في صحيفة «فتاة الجزيرة» لقد كانت كتابات المطيع دماج ،وصديقه عقيل عثمان في صحيفة فتاة الجزير ،تتعلق بنقد الفساد، والمطالبة برفع الظلم ،وتحقيق العدل ،ونشر التعليم ،وإصلاح أوضاع البلد زراعياً وتجارياً وصناعيا ،وإلغاء التخمين في الزكاة، والتنافيذ، والخطاط، ويشير محمد عبد الرب، في بحثه السابق ،إلى عدد من مؤلفات عقيل عثمان، وهي إما غير مطبوعة ،أو قد أتلفت ،وضاعت ،من تلك المؤلفات “فتح السلام، كتاب في الفقه ،كتاب في الحج والعمرة ،الظلم الأسود في مظالم الطاغية يحيى ،ومقالات عديدة في صحيفة فتاة الجزيرة ،وصحيفة سبأ التي كان مستشارها، بعد عودته من عدن.
لقد كان التعليم الذي تلقاه عقيل عثمان تعليماً دينياً، وصوفياً مما انعكس في كتاباته الدينية والتربوية، وقد انتقل إلى الحجاز، وهناك كان تلقيه للعلم ،لكن محمد عبد الرب لا يذكر لنا متى كان ذهابه إلى الحجاز ،ومتى كانت عودته .لقد كان النشاط التعليمي لعقيل عثمان في بداية الأربعينيات بإب ،وفي عدن عمل مدرساً، وحين عاد إلى تعز مع الشيخ مطيع دماج ،قبل حركة 1948م عمل مدرسا في المدرسة الناصرية ،ومدرسا في مدرسة أهلية “مدرسة يفرس”، ومرشداً دينياً في المساجد، ومن الواضح أن عقيل عثمان ومطيع دماج كانا عند قيام حركة 1948م مع ولي العهد أحمد ولم يكونا مع إمامة عبد الله الوزير نجد الإمام أحمد بعد فشل الحركة ،يعين الشيخ مطيع دماج ،في صنعاء عاملا على أحد قضواته، وأصبح عقيل عثمان مستشاراً في صحيفة سبأ ،وهي مقربة من الإمام أحمد بل وممولة منه !بل وكان إنشاؤها من أجل الرد على الأحرار وصحيفتهم في عدن !والكاتب محمد عبد الرب يشير في بحثه في اليمن الجديد ،إلى هروب عقيل عثمان بعد فشل حركة 48م ،بسبب قيام عقيل بتسليم أمر للسري شائع ،ينص على تكليفه من قبل الأحرار بقتل ولي العهد أحمد في تعز ،إلاّ أن الإمام أحمد يسخر من هرب عقيل عثمان ،ويسأله بكلمة نابية ومتهكمة عن سبب هروبه !وفي انقلاب 1955م كان عقيل في صف ولي العهد محمد البدر ضد الحسنيين .في مقالاته في صحيفة سبأ نجده يقف ضد العدوان الثلاثي علي مصر ،،وينتقد دول النفط ،واستغلال الدول الغربية لهذه الثروة العربية ...لقد كان عقيل عثمان كاتبا إصلاحيا ،على طريقة الأحرار منذ عام 1944م -1946م ،وتربويا يعي أصول التربية المتعلقة بالجسد والعقل والأخلاق ،،لكنه لم يكن كاتبا يساريا كما ذهب إلى ذلك الأستاذ عبد الحكيم العفيري ،في رسالة جوابية على تساؤل وجهته عن عقيل عثمان...
عند قدوم عقيل عثمان والمطيع دمّاج إلى عدن بداية مايو 1944م ،جاء في صحيفة فتاة الجزيرة، بتاريخ 7 - 5 - 1944م14جماد أول 1363هجرية “في خلال الأسبوع المنصرم تدفقت زمر عديدة من أدباء اليمانيين ورؤسائهم ،وفي مقدمتهم الأستاذ عقيل عثمان عقيل والنقيب مطيع ابن (هكذا)عبد الله ابن ناجي دماج والشيخ عبد الباقي ابن (هكذا)إسماعيل عون من مشايخ الحجرية، وقد واصلوا سيرهم على متون السيارات من عدن إلى الشيخ عثمان ،ثم إلى لحج لزيارة العلامة النحرير ،وسمو الأمير محمد بن علي الوزير “وفي هذا اللقاء القى “حضرة الأديب النقيب مطيع دمّاج بين يدي سموه هذه الأبيات:
عز الهدى وسليل السادة النجبا
ومن حوى في المعالي الفخر والحسب
ومن يكن أنت مولاه وسيده
لم يخش من دهره سوء ولا عطبا
فأنت ذو همة قعساء سامية
إن رمت شيءً يقول الناس لا عجباً
فنالت هذه الكلمة الاستحسان .وبعد أن توسطت الجلسة القى حضرة الأستاذ عقيل عثمان أسئلة عديدة على سمو الأمير الخطير وكلها ذات أهمية لما تحتاج إليه اليمن من إصلاح ،وكيف الوسيلة إلى عمارة مستقبل زاهر “فتاة الجزيرة 7 - -5 1944م،14جماد أول 1363هجرية.وفي قصيدته “لا تحسبوني أغشكم” والتي نشرها بتاريخ 14 - 5 - 1944م،بفتاة الجزيرة ،نجد عقيل عثمان يبث شكواه من هذا الزمان ،دون أن يوضح المقصود بالزمان ،لكن فحوى القصيدة يشير إلى الحكم المتوكلي ،فهو يصف الزمان بالجهل ،وعدم السماع للنصح ،وأنه قد خدع بهم ،فهم «لا يفهمون من الصواب سوى الجدال أو المرا» وأنهم يرفضون النهوض والإصلاح باليمن ،وأن المكارم “قد غدت فيكم مفككة العرى” وضاع المجد ،والجهل أصبح مخيما ،ومع ذلك ليس في القصيدة نقد صريح للإمامة، وهي لا تختلف عن النقد والنصح ،الذي سار عليه الأحرار منذ بداية الأربعينيات ،وحتى 1946م .وفي العدد المنشور بتاريخ 16 - -7 1944م - 25 رجب 1363هجرية ،بصحيفة فتاة الجزيرة ،يكتب عقيل عثمان مقالا “يدافع فيه عن الشيخ مطيع دماج ،ويرد على حضرة عبد الله عبد الرحمن ،وهو يعتقد أن عبد الله عبد الرحمن اسم مستعار ،وقد جاء في المقال ،دفاع عن مدرسة تعز ،في عهد الأمير علي الوزير ،التي كانت خير منهل لأبنائها ،فقد أخرجت عددا طيبا من الطلبة البارزين ،لكن الإمام يحيى وولي عهده عملوا على طردهم من المدرسة ليذهبوا بهم للتدريس في حجة قبل إتمام دروسهم ،ثم أبعدوا عن التعليم وأودع عدد منهم في مدرسة الصناعة “ثم حبس مديرها بدون ذنب ومازال محبوسا منذ خمس سنوات ،وتفرق الطلبة أيدي سبأ فلا أدب ولا صناعة “وأشار إلى أخذ عمال بالسخرة من مشرعة وحدنان”50 شاقياً ليعملوا مجانا ،في عمارات الحكومة ،ومن تأخر عن العمل يوما يدفع ريالا للعبيدي وجهوان ،وأن هناك 1000 شاقي «عامل» بهذه الصورة «وكذلك من يعجز عن دفع الزكاة تباع مواشيهم ،ومسجد بن علوان أصبح مخزنا للطعام ،بعد إخراج رفاته من القبر ،وبيع الماء حق المساجد من قبل السيد أحمد هاشم» والحقيقة أن موضوع السخرة ،كان معمولا به أيام الاستعمار التركي ،ومعمولا به في القرن التاسع عشر ،في مصر محمد علي باشا وأبنائه وغيرها من الدول، وقد تحررت منه الشعوب في عصر الجمهوريات ،والثورات الشعبية، وفي العهد الإمامي كان يستخدم في المصالح الحكومية من مبان وطرقات ومستشفيات الخ .ومن بيان نشر في فتاة الجزيرة بتاريخ 17 - 9 - 1944م ،وقع عليه كل من “المطيع بن عبد الله دماج، وعبدالله أبو راس ،وعقيل عثمان وعبد الباقي بن إسماعيل عون الحمادي ،وعبد الغني عبد الدائم “أوردوا فيه مطالبهم الإصلاحية، وأنهم لا يريدون من رفع أصواتهم إلاّ الإصلاح ،وان الضغط على أسرهم في مناطقهم لن يثنيهم عن مبدئهم ،ولن يقضي على أفكارهم.
وقد كانت مطالبهم التي لم يتحقق الكثير مما ذكره بيانهم قبل سبعين عاما حتى اليوم!وهي :إصلاح الوطن بالتقدم والرقي ،والحضارة ،وأن ملكية الناس ليست ملكية للحكام ليستولوا عليها ،ويطالبون الحكام بأن يسيروا بسيرة الخلفاء الراشدين-وهذا مطلب سُنّي يتردد عبر الأزمنة، في نظرة مثالية للحقبة الذهبية ،على أنها في الماضي الراشديّ-ونشر المعارف الصحيحة ،وان تسمح بالتعليم الراقي ،والمساواة بالحقوق ،وإجراء الأعمال بمقتضى الحكام الشرعية ،وعدم سلب أموال الناس ،والمطالبة بتوحيد القانون في جميع اليمن ،وأن يكون الفلاّح اليماني الكوكب اللماع في تاج الحكومة ،عوضاً عمّا هو عليه من الإهانة وسلب المال ،وهتك العرض وأن يكون الشعب حيا من جملة الشعوب ،مملوءاً بالعلماء والحكام والزعماء والقادة المحنكين والتجار والصناعة وتوسع الزراعة ،وجند لحراسة الأمة لا لسلبها أموالها، وأعراضها .لتسودنا حكومة ونسود بسيادتها ،وحتى يعيش اليماني في وطنه عزيزاً “أما إن بقينا على ما نحن فيه ،فما وراء هذه الحالة إلاّ الفناء النهائي ،ومتى مات الشعب فالحكومة لا تعيش .ويقارن عقيل عثمان بين وضع لواء تعز أيام الأتراك –وهي مقارنة تنتصر للمستعمر ضد المستبد ،ولا زال هذا ديدن الكثيرين –ووضعهم أيام الإمام يحيى من حيث مقدار ما يتم تحصيله من زكاة في لواء تعز ،وهو يشمل قضاء إب وقضاء العدين ،وقضاء قعطبة ،وقضاء الحجرية،وقضاء مؤلف من صبر وشرعب ومقبنة ومخلاف التعزية ،،ويدار من مركز تعز .فقد كانت زكاة اللواء اربعمائة الف ريال لا غير ،وما بقي يكتب “فوقها بقايا ميئوسة”أما الآن في العصر المتوكلي ،فقد بلغت زكاة هذا القضاء –يقصد إب-مليون ونصف المليون ...ونحن كلما أملنا الفرج على يد الإمام وأنجاله عدنا باليأس والفشل ،وأعجب من هذا أنه لما قام بعض رجال الإصلاح للتفتيش عن سبب ينقذ الشعب والحكومة من التدهور ومطالبة الحكومة بحقوق الشعب قام بعض المنحرفين من رجال الحكومة بأعمال السخفاء ،وجاءوا بما يضحك البقر ،وقالوا إن هؤلاء المفتشين عن أعمال الحكومة والنافرين عن حكمها مرتدين عن دينهم ،وأنهم قد شقوا عصا الطاعة» وفي خبر نشرته “فتاة الجزيرة” بتاريخ 11 - -10 1944م 14 شوال 1363هجرية ،وفيه موافقة الإمام يحيى على المطالب التي قدمها له أعضاء حزب الأحرار ،بمذكرة رفعوها إليه ،وهي تشتمل على :توسيع نطاق التعليم ،ومنح الأهالي حرية القول ،والسماح للأهالي بعقد الاجتماعات كما أن الأمير أحمد سيف الإسلام ،الغى “التخطيط” أي الغى إرسال العسكر إلى القرى والغى التنفيذ ،وكان من الأمور المؤذية ،والمرهقة للناس عموما في ربوع اليمن ونجد بأن كتابات عقيل عثمان بعد عودته من عدن في صحيفة سبأ تنحو منحى دينياً ناقداً للعلماء وثقافيا وتربويا وعربياً ...من ذلك مقالة بعنوان «الشيء بالشيء يذكر»و«ما هكذا ياسعد تورد الإبل» ومقاله الذي ينتقد فيه بشكل غير مباشر لمحاباة ونفاق العلماء للحكام ،وهو بعنوان “هكذا فليكن علماء الإسلام” وفيه يروي للقارئ صدق وشجاعة أبي حازم للخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ،قائلا في ختام مقاله وهكذا كان أبو حازم ،وهو العالم العامل ،الزاهد الورع ،التقي ،يصارح الخليفة العظيم السلطان ويدعوه إلى الرفق والإحسان ،ولا يخاف في الله لومة لائم ،لأنه رأى بعين اليقين أن الله أكبر من كل شيء ،فلم يخش إلاّ الله ،حتى هابه كل شيء ،وعلم أن رزقه وأجله بيد الله ،فترك المحاباة والمصانعة ،وجهر بالحق في وجه ذلك الخليفة “وطالب عقيل بمقالة أخرى منشورة في صحيفة سبأ بعنوان “هكذا فليكن علماء الإسلام “وهو في هذين المقالين كان يوجه النصح للحاكم ،والنقد للعلماء ،مبينا لهم ما يجب أن يكون عليه العلماء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...وفي مقاله «الحالة في الحجاز» المنشور في سبأ،يبن فيه أن “الذهب والفضة والثراء في الحجاز موجودة لكنها لها جيوب وبنوك خاصة وخزائن أربابها يعرفون كيف يحفظونها على غير أهلها من الفقراء ،فالدرهم لا يكاد يفارق الخزائن إلى أي العامة من الناس “وينصح اليمنيين الاّ «يغادروا اليمن إلى الحجاز لجلب الغنى الموهوم ،فإنهم يكونون بذاك قد أضاعوا أنفسهم ومن وراءهم» ”وفي مقالته “شركات البترول في الأوطان العربية (هل البترول نعمة لنا أم مصدر بلاء)منشور في سبأ-يرى فيه أن البترول “بالنسبة لنا مصدر بلاء واستعمار ،وعلينا أن نحوله بجهودنا الجبارة –إلى مصدر قوة ،تساعد على بناء الكيان العربي ،وتحقق أهدافه “ثم يستطرد للحديث عمّا “استغرقته أروربا من وقود البترول في السنين الماضية “قائلاً” إن هذه الكميات الهائلة من أطنان البترول المستهلكة ،كلها من آبار العراق والكويت ،وقطر ،والمنطقة المحايدة”.
وفي مقالاته التربوية والتعليمية ،نجده في مقالة له بعنوان «التربية والتعليم» المنشورة في صحيفة “سبأ” في 14 محرم 1374هجرية ،يشير إلى أن في «أقوال علماء التربية وفلاسفة الأخلاق ،ودكاترتها ما يعد ذخيرة من أجلّ الذخائر النافعة لسائر طبقات الأمة والدعاة المصلحين ...فالتربية من أثبت الأسس والدعائم التي تبنى عليها أسباب نهوض الأمم ...والغرض من التربية ،هو تقويم أخلاق الطفل ،وتهذيبه وتوجيهه توجيها صحيحا ،حتى ينشأ على أكمل الصفات ،وأسمى المعاني ،ويصبح من أجلّ الرجال الذين تعلق عليهم الآمال، و(التربية) قد تكون منزلية أو مدرسية أو مكتسبة بمخالطة الطفل للبيئة التي يعيش فيها ،ويترعرع بين أبنائها .. وهو في هذه المقالة وفي غيرها -عن التربية يمزج بين رؤى تقليدية ،وأخرى عصرية ،عن مفهوم التربية ،وانها تشمل الجسم والعقل والخلاق ،فهي عنده “إعدادنا لحياة كاملة” وهي مقالة نشرها في أربع حلقات، وفيها وعي بهدف التربية في بناء عضو صالح «في جسم الأمة وسبباً من أسباب حياتها وسيادتها “وينتقد نظرة الآباء النفعية، ونظرتهم للتربية بما لا يتناسب مع الميول والرغبات والقدرات» فهم لذلك ينفقون ويؤملون استرجاعها من وراء سعيه في المستقبل أضعافاً مضاعفة ،حتى أصبحت التربية نوعاً من التجارة ،فقيمتها لديهم ما تجر وراءها من الأرباح المالية ،لذلك فإنك تجد كثيراً من الناس يعلمون أولادهم ما لا يلائم ميولهم وأذواقهم ،فيخرج كل من المدرسة صفر اليدين “وهو يرى أن إعداد “الطفل لعمل يقوم به في مستقبل حياته أمر لا بد منه” ولكنه يرى أن هذا ليس “الغرض الأسمى من التربية ،فهناك أغراض شريفة ،هي القيمة الأسمى للتربية ،ولذلك يؤكد على أهمية الميول والوجدان لتربية الطفل وتعليمه ،فهو حين يرى أن التربية تهتم بنمو الجسم والعقل والأخلاق ،يفصل هذه الاتجاهات الثلاث...
ومن مقالاته في ثقافة الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم في موضوع الحب والزواج ،نجد ما كتبه بعنوان «من أغرب ما قرأتها وسمعت وشاهدت في أمر الزواج» نشرها في صحيفة سبأ بتاريخ 22صفر 1375هجرية ،الموافق 9 - 10 - 1955م.
معلقاً و مستعرضاً في مقالته هذه ،لمقالة صادرة في مجلة العرفان، المجلد الخامس والثلاثين، الصادرة من صيداً بلبنان ،عن الحب والزواج في الصحراء “لكاتبه “روكس بن زائد العزازي” وهو موضوع يتعلق بالحب في شرق الأردن ،والزواج في الصحراء ،وطبيعة عقد الزواج ،والعادات والتقاليد المتعلقة بموضوع الحب والزواج ،ثم يختتم المقالة بما سمعه من العلامة السيد محمد بن عقيل عن الزواج في جزر (جاوة)وهي مقالة ممتعة بغرائب الحب والزواج لدى بعض الشعوب...
وأما مقالته «والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون» والمنشورة في 11 ربيع ثاني1376هجرية الموافق 14 - 11 - 1956 م في صحيفة سبأ ،فقد توقف بعدها عن الكتابة لأكثر من عام ،لقوة الموقف العروبي مع مصر الذي سجله ،منحازاً لحق مصر في تأميم قناة السويس ،وضد العدون الثلاثي على مصر ،لهذا فهوى يرى أن خروج بريطانيا من القناة مدحورة بعد أن جثمت عليها “سبعين خريفاً” ولكن بريطانيا العجوز استولت عليها الشيخوخة والهرم ،ورأت أن مصر الفتية قد قامت بواجباتها الدولية ،وعززت القنال بكل ما لديها من القوة والعتاد ،فقدت شعورها ،واستولى الخوف عليها ،وهبت إلى تعبئة جيوشها الثلاثة ،الإنجليزي والأفرنسي والإسرائيلي ،وهرولت إلى الزحف على مصر ،وعلى حقوق مصر وعلى شرف مصر وكرامتها ...إن كل ما قامت به بريطانيا من جريمة الهجوم بجيوشها الثلاثة لم يكسبها غير الخزي والفضيحة والفشل الذي يلحقها عاره إلى يوم الدين .إن السويس جزء من مصر لا يتجزأ ،وان مصر جزء من العالم العربي والعالم الشرقي “لذلك فهو يرى أن هذا الاعتداء يشمل العالم العربي بأكمله ،بل والشرق بما فيه :الهندي والفغاني ،والصيني “وكل من ذاق مرارة الاستعمار في مشارق الأرض ومغاربها “وبها مقالات دينية عن الحج ورمضان ،وعن العلماء ...الخ ،تدل على تبحره في الدين، وفقهه...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.