“اتحاد نساء اليمن من المنظمات النسائية الرائدة حيث شكل منذ تأسيسه في سبعينيات القرن الماضي كيان نسائي يحفظ للمرأة كرامتها وحقوقها ويجعلها جنب إلى جنباً مع أخيها الرجل في الكفاح والنضال من أجل البناء والتنمية، لذلك فقد أولت الحكومة في بلادنا اهتمام كبير بهذه الشريحة من المجتمع وإشراكها في الحياة المجتمعية, وفي مديرية القطن محافظة حضرموت الوادي والصحراء تبرز المرأة بصورة عصامية على الرغم من العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الحضرمي والنظرة القاصرة تجاهها باعتبارها “ست بيت”، لذلك فقد سعت المرأة لتغيير تلك النظرة وعملت بكل جد ومثابرة لتصبح عنصراً فاعلاً من خلال انتسابها لهذا الكيان الذي وفر لها كل عناصر النجاح التي ساهمت في تحسين دخلها ومستواها المعيشي وإكسابها المهارات من خلال تنظيم عدد من الدورات التدريبية في الخياطة والكوافير وصناعة البخور وكذا إقامة المشاريع المدرة للدخل ومناصرة المرأة في القضايا المجتمعية.. بعد مشروع الصفاء للآيسكريم الممول من منظمة “كير” الألمانية والذي لم يدم طويلاً على الرغم من الفوائد التي حققها , يطل على اتحاد نساء اليمن مركز القطن مشروع الإقراض الذي يندرج في إطار” برنامج حواء لتمويل الأنشطة المدرة للدخل “ ضمن مشروع التمكين الاقتصادي للمرأة الممول من منظمة أوكسفام – اليمن وبإشراف اتحاد نساء اليمن بوادي وصحراء حضرموت ذلك المشروع الذي مثل نقلة نوعية في حياة المرأة ومنحها الثقة في نفسها وتمكينها اقتصادياً من خلال الإقراض التي فتحت لها آفاق مستقبلية ومشاريع مدرة للدخل بدلاً من الاعتماد على الغير أو كما يقال في المثل “ علمني الاصطياد بدلاً ان تعطيني كل يوم سمكة” لذلك فقد كان ذلك البرنامج ناجحاً بكل المقاييس بحسب القائمين عليه والمستفيدات منه حيث كانت لنا وقفات معهن للحديث عن ذلك البرنامج وتلك المشاريع والدورات وما مدى الاستفادة منها وذلك من خلال الاستطلاع التالي : نجاح وصعوبات أول المتحدثات الأخت فائقة ناصر لرضي (رئيسة اتحاد نساء اليمن مركز القطن) قالت: في البداية نشكركم على تميزكم ومساندتكم لنا من خلال ما تقومون به من تغطيات إعلامية لأنشطة المركز وأحب هنا في بداية حديثي أن أعطي القارئ الكريم صورة موجزة عن اتحاد نساء اليمن مركز القطن منذ التأسيس أي منذ العهد الشمولي وهو يمارس نشاطه كفرع يتبع لاتحاد النساء بالمكلا حتى عام 1990م مع فجر الوحدة المباركة تم إيقاف النشاط وتحويل مقره إلى معهد للعلوم الشرعية وجمد نشاطنا تماما حتى عام 2004م أعيد لنا المقر واستأنفنا العمل والنشاط وحصلنا على مخصصاتنا من الاتحاد بالمكلا , وفي عام 2008م تم فك الارتباط مع المكلا وتحويلنا إلى مركز يتبع فرع اتحاد نساء اليمن بوادي وصحراء حضرموت حينها توقفت المخصصات المالية واكتفى فرع الوادي بتقديم المشاريع والإشراف عليها وهذه بادرة طيبة لأن المشاريع تكون ناجحة ومشجعة للمرأة, كذلك أقيمت عدد من الدورات التدريبية لإكساب المرأة مهارات تساهم في تحسين وضعها الاقتصادي, بالنسبة لمشروع الصفاء للآيسكريم الممول من منظمة كير الألمانية في عام 2009م كان مشروعاً استثمارياً ناجحاً وحقق فوائد كبيرة إلا انه لم يدم طويلاً بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأسر والعادات والتقاليد التي حالت دون استمرار المشروع, كذلك عملنا جاهدات لتكوين علاقة مع منظمات المجتمع المدني بالمديرية وعمل شراكة لإقامة دورات تدريبية وكانت جيدة وخصوصا العلاقة مع منتدى أنصار القلم للإبداع، وأضافت ان السلطة المحلية بالمديرية تقف إلى جانبنا وتذلل الصعاب التي تعترض طريقنا ونأمل من المدير العام للمديرية الأخ رياض بن صلاح الجهوري الذي عهدناه وفياً لهذه المديرية ويقدم جهوداً كبيرة أن يفي بوعوده لنا بمتابعته بناء سور المقر. وأضافت: بالنسبة لبرنامج حواء لتمويل الأنشطة المدرة للدخل مشروع استثماري ناجح منذ أن بدأت المرحلة الأولى منه في إبريل من العام الماضي 2013م حيث قدم القروض للنساء للاستفادة في مشاريع مدرة للدخل ومشاريع لتحسين المستوى المعيشي وقد استفاد منه الكثير من الأسر وكذلك الدورات المرافقة له والتي من خلالها اكتسبن النساء مهارات في فنون الخياطة والكوافير وصناعة البخور والتي ستمكنهن من فتح مشاريع مستقبلية في هذه المجالات, أيضا من الأنشطة التي ترافق سير البرنامج إقامة محاضرات في عدد من المناطق للنساء حول السن الآمن للزواج وتوعيتهن بأهمية التعليم ومخاطر الزواج المبكر, وفي ختام حديثي أشكر فرع الاتحاد بالوادي والصحراء ومنظمة اوكسفام على هذا البرنامج وادعوا كافة النساء لزيارتنا لنتمكن من منحهن القروض لفتح مشاريع مدره للدخل. التداخلات المتكاملة الأخت أمل ظافر (ضابط مشروع أوكسفام) قالت ان هذا المشروع يأتي في إطار مشروع التداخلات المتكاملة ما بين الزواج المبكر والتمكين الاقتصادي للمرأة حيث بدأت المرحلة الأولى منه في مديريات سيئون وساه منذ عام 2006م وحتى 2008م , وهذا المشروع يشتمل على جانبين ( السن الآمن للزواج والتمكين الاقتصادي) بحيث يستهدف البنات المتأثرات بالزواج المبكر والمطلقات والذين فقدن التعليم ولا توجد لديهن وظائف أو مصادر للدخل بحيث يتم تدريبهن في مجالات مختلفة، ومن ثم منحهن قروض لعمل مشاريع مدرة للدخل, مضيفة أن المرحلة الثانية تم تنفيذها في مديريات شبام والقطن من عام 2009م إلى 2014م, لافتة إلى ان مشروع الإقراض عبارة عن مواد عينية تؤسس لمشروع اقتصادي مدر للدخل ويساهم في تحسين المستوى المعيشي للمرأة, إضافة إلى ذلك إن المشروع يستهدف مناصرة المرأة من خلال توظيفها في القطاع العام والخاص حيث كانت لنا تجربة بالمكلا من خلال الشراكة مع اللجنة الوطنية للمرأة وتمكنا من توظيف 20 % في القطاع العام، وارتفعت النسبة إلى 30 % ألسنة الماضية, أيضاً نسعى إلى التوظيف في القطاع الخاص حيث عملنا على التنسيق مع الغرفة التجارية بالمكلا والتجار لاستيعاب النساء في البنوك والمؤسسات حيث كان عملهن مقتصراً على المستشفيات والمدارس، مؤكدة أن هناك استجابة وبوادر جيدة إن شاء الله. دعم المرأة اقتصادياً المهندسة سارة عتيق (مدير مشروع التمكين الاقتصادي للمرأة بفرع اتحاد نساء اليمن بالوادي والصحراء) تحدثت قائلة: إن هذا المشروع يستهدف النساء المطلقات والأرامل والمتأثرات بالزواج المبكر اللاتي لم يواصلن تعليمهن مضيفة ان هذا المشروع يهدف إلى دعم المرأة اقتصادياً من خلال الحصول على القروض الميسرة مشيرة إلى ان المشروع تم تطبيقه في مديرية سيئون بالشراكة مع جمعية الغرفة وكان ناجحاً، لافتة إلى أن المشروع سيستمر تمويله من قبل منظمة أوكسفام حتى شهر مارس 2014م، مؤكده انه لن يتوقف كونه سيؤسس لمشاريع وسيظل الدعم مستمر من قبل الاتحاد بسبب استثمار عوائد تلك القروض, لافتة إلى أنه إضافة إلى تلك الدورات ستقام دورات في مجال الكوافير في كلأ من شبام ومدودة. - الأخت إيمان باشعيوث (مسئول الإقراض باتحاد نساء اليمن مركز القطن) قالت: ان هذا المشروع قد بدأ في إبريل من العام الماضي وتم استهداف (22) امرأة من خلال منح قروض ميسرة لإقامة مشاريع صغيرة مدرة للدخل ومشاريع تحسين المستوى المعيشي عن طريق المرابحة الإسلامية حيث تعطى مواد للمشروع وفق سقف معين لا يزيد عن (مائة وخمسين ألف) ريال يمني لمدة عام إلى عامين, تتمثل تلك المواد في الأغنام, مكائن الخياطة, ثلاجات, غسالات, مواد تجارية وغيرها, مشيرة إلى ان البرنامج بعد ذلك توقف ومن ثم استأنف في ديسمبر 2013م كمرحلة ثانية واستفادت منه ( 20) امرأة والآن بدأنا بالمرحلة الثالثة وهناك إقبال كبير من قبل النساء. مستفيدات الأخت سلمى سالم قالت: أنا مستفيدة من المشروع الدفعة الأولى حيث حصلت على قرض تربية أغنام (4 أغنام مع عيالهن) والحمد لله تكاثرن واستفدنا منهن كذلك الدورات شاركت في دورتين للكوافير ودورة لصناعة البخور وكانت الفائدة كبيرة حيث اكتسبت مهارات في هذه المجالات وإن شاء الله أطمح مستقبلا لفتح صالون للنساء. - الأخت قمر عبدالله قالت: أنا مستفيدة من مشروع تحسين المعيشة حيث حصلت على قرض مواد كمالية لمنزلي وهذه المشاريع ناجحة وفرصة كبيرة للنساء لتحسين أوضاعهن المعيشية نظرا لكون الأرباح من الإقراض قليلة، كذلك شاركت في دورة البخور وكانت ذات فائدة عظيمة، أيضاً شاركت مع عضوات الاتحاد في حملة التوعية بالزواج الآمن وكانت تلك الأنشطة مفيدة لنا. - الأخت ثريا محمد «مدربة» تحدثت قائلة: حصلت على مشروع تحسين معيشة في المرحلة الأولى بقرض شراء مولد كهربائي وكذا مشروع خياطة وآمل أن أتوسع في هذا المجال وآخذ قروض لفتح مشغل خياطة للاستفادة، وكذا تشغيل البنات العاطلات عن العمل, وهذه المشاريع فكرة جيدة تشجع المرأة في العمل, أيضا شاركت في دورة صناعة البخور الأخيرة للاستفادة. - إن مثل هذه المشاريع تجسد مدى حرص المنظمات الداعمة لتحسين المستوى المعيشي للمرأة لجعلها عنصراً فاعلاً في المجتمع بدلاً ان تقف عاجزة خلف جدران البيوت تعمل بكنترول الرجل, ولكن هل وصل بنا الوعي الثقافي الكامل بأن تعطى المرأة الأولوية في العمل والحق في التعليم والتوظيف، أم ان هناك قيوداً تفرض عليها كوننا نعيش في مجتمع تسوده عادات وتقاليد تحول دون ذلك, نأمل أن يعي المجتمع ان وراء كل رجل عظيم امرأة, وان هذه المرأة لها حقوق وعليها واجبات..