سأعرض عليكم اليوم واحدة من قصص النجاح التي حصدتها إحدى المقاصد السياحية اليمنية لا على المستوى الإقليمي وإنما على المستوى الدولي الإنجاز للإنصاف والموضوعية لا يمكن تجييره للوزارة المعنية بكل أسف وحتى لا يقول أحدهم: إن هذا تحاملاً من كاتب السطور تعالوا معي والحكم لكم. فقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية منذ أيام فوز جزيرة سقطرىاليمنية بلقب المكان الأكثر غرابة في العالم وذلك في استفتاء استهدف القائمين على وكالات السياحة في العالم و المهتمين بهذه الصناعة أيضاً. وعند استعراض المميزات التي مكّنت سقطرى لانتزاع هذه المكانة الدولية كونها الأرض الوحيدة التي لا يتواجد فيها أي من الحيوانات المتوحشة بما فيها الكلاب ما يجعلها المكان المثالي لسياحة التخييم التي شهدت ازدهاراً مؤخراً في الجزيرة، إضافة إلى التنوع في التضاريس الذي يجمع بين السهول والهضاب والمرتفعات والكثبان الرملية مع ما تحويه من شواطئ غاية في الجمال، ولا نغفل الغطاء النباتي الفريد الذي تحتكر الجزيرة عشرات الأنواع من النباتات النادرة والتي لا توجد إلا فيها و أبرز معالمها يدلل على هذا، شجرة دم الأخوين التي يرى البعض أن الجزيرة أخذت التسمية منها “سوق قطرة دم الأخوين” والأهم من ذلك بقاء البيئة نظيفة وخلوها من المظاهر المسلحة و هو ما ميزها عن بقية المناطق السياحية في البلد مع طبيعة السقطري المرحبة بالضيف و البسمة التي لا تفارق محياه كل هذه العوامل مثلت عوامل جذب سياحي أمام السائح العربي والأوربي كونها كانت المقصد السياحي الأول في اليمن أمامهما.. لقد عزّزت هذه الحزمة من الشواهد التي تتمتع بها الجزيرة احتفاء العالم بها من شحنة التفاؤل لدي بأن القادم أجمل فما لدينا من كنوز سياحية بجميع أنواعها وأغلبها مطمور بهالات التجاهل الإغفال وقد يكون لذلك جانبه الإيجابي فما يدرينا أنه إن تنبهوا لأهمية ما نمتلك في هذا المجال وفي ظل الفساد والإفساد ما كان سيمارس من تدمير أكثر مما تم. وعودة إلى جزيرة السلام سقطرى فلا يدفع الأمر بعضنا إلى تصور الجزيرة جنة خالية من المنغصات والمشكلات فالواقع يرجعنا من سماوات النشوة إلى الأرض لرؤية افتقار الجزيرة إلى الخدمات وهناك من يتوجس خيفة وأنا منهم من العبث ببكارة البيئة فيها و العبث بالغطاء النباتي لذا يجب أن نعمل على تنميته والإكثار منه بموازاة المشاريع التي ستراها الجزيرة. ولا ننسى الحاجة الملحة لإنشاء المتاحف كمتحف الموروث الشعبي وآخر للأحياء البحرية وآخر للأحياء البرية بما فيها النباتات ووو و..كغيرها من المقاصد السياحية في البلد لازالت بحاجة إلى وضعها على خارطة السياحة العالمية وتسهيل الوصول إليها عبر السماوات المفتوحة أمام خطوط الطيران عربية ودولية. إن جزيرة سقطرى واحدة من عشرات الجزر وتلك الجزر لا تعدم الخصائص والمقومات التي تنقلها من حالة الموات إلى خلية نحل.