أصبحت بيوت الله ساحة للخلافات بين القائمين عليها من الخطباء والقيمين والأئمة, وسعي كل طرف من أولئك للسيطرة على المساجد ومنابرها لتحقيق مصالح معينة قد تكون حزبية أو مذهبية أو غير ذلك من مطامع الدنيا، وفق ما أوضحه مسئولون في مكتب أوقاف وإرشاد أمانة العاصمة , وما يحدث في المساجد أصبح لا يخفى على الجهات المعنية التي يتطلب منها سرعة تشخيص الداء ومعالجة المرض. التنازع على المسجد من حجز مكتب الأوقاف والإرشاد في أمانة العاصمة يفيد إمام وقيم ومؤذن جامع المجاهد غيلان بيت العفيف مدينة حدة بأمانة العاصمة كما هو موضح من واقع الكرت الممنوح له من مكتب الأوقاف محمد غيلان محمد جرقان أنه معتمد من وزارة الأوقاف منذ 17 عاماً كإمام وقيم ومؤذن لمسجد المجاهد, كشخص غير قارئ لكنه حافظ لبعض سور القران الكريم , ويتعاطى مرتبا شهريا قدره 12 الف ريال, وله على هذا الحال منذ أن بُني ذلك المسجد بتبرع من أهل الخير، إلى إن جاءه أحد الخطباء يريد السيطرة على منبر المسجد وطامعاً في أوقافه وفي إيجارات الدكاكين والاستيلاء على مفاتيحها وفي السكن المخصص لقيم المسجد, وقيام ذلك الخطيب كما يقول قيم المسجد بتحريض البعض ممن ينتمون له إن يبدون آرائهم بعدم رغبتهم به كقيم لمسجد المجاهد, وتحريض صغار السن القيام بتكسير حنفيات المسجد وعدم المحافظة على نظافته وإحداث الفوضى داخل بيت الله, مبدياً اعتراضه على ذلك الخطيب الذي يقوم بجمع التبرعات باسم المسجد التي لا يُعرف إلى أين تذهب. إحداث الفوضى في المساجد وفي ذات المكان في حجز مكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة كشخص متخاصم معه يرد عليه الخطيب مازن الواحدي في مسجد المجاهد المتنازع عليه إن ذلك القيم هو من يقوم بإحداث الفوضى داخل المسجد, وهذا هو سبب وجودهما في حجز مكتب الأوقاف, متهماً القيم بإقدامه على الاعتداء عليه وعلى أخوته, ورفضه الامتثال للحكم القبلي بعد أن قام بتحكيمهم ببندق فالتجأوا إلى مكتب الأوقاف للحكم بينهم , مستغرباً إن قيم ذلك المسجد يحمل بطاقة قيم وخطيب وإمام جامع وهو لا يقرأ ولا يكتب, مضيفاً إن أسباب الخلاف والاختلاف نشأت جراء تحريض قيم المسجد الناس على الخطيب ورد الأمور المتنازع عليها إلى حزبية وطائفية, مبنياً وإن الحارة التي يقع في نطاقها ذلك المسجد قد سعت بالإصلاح بينهما لكن ذلك القيم يرفض أية محاولات وهما الآن في طور التحقيق معهما لتبيان الحقائق ووضع الأمور في نصابها. سببها الأمور المالية موضحاً مدير مكتب الأوقاف والإرشاد في مديرية السبعين بأمانة العاصمة رمزي الهمداني إن ابرز السلبيات والمشاكل التي تحدث في المساجد بين الخطيب والقيم تكون سببها الحزبية والتعصبات المذهبية , وان الاختلافات بين القائمين على المساجد أو العاملين فيها غالباً ما تكون على الأمور المالية خاصة اذا كانت المساجد تمتلك أوقافاً تابعة لها كالدكاكين والشقق أو غير ذلك من الأصول الإيرادية, وإن الاختلافات قد تنشأ نتيجة التعصب المذهبي أو الحزبي حول الخطيب والإمام. استقطاب الناس مؤكداً أن الهدف من سعي البعض السيطرة على المساجد وعلى منبر الخطابة هو زيادة الشعبية واستقطاب الناس من خلال المساجد كون أغلبية الناس من العاملين والمصلين ومختلف الفئات والشرائح, وهو ما يرفضه كون المساجد هي أمانة بيد من يتولى مسئولياتها, ورسالتهم الاسمى هي تعليم الناس شرع الله وكتابه وسنة رسوله, مشيراً إلى إن ما يحدث في بيوت الله من التعصبات الحزبية أو المذهبية من قبل الخطيب أو الإمام إنما تعبر عن قصور علومهم وتشددهم في بعض الأمور الدينية التي لا ينبغي إن يحدث فيها ذلك التعصب الذي لم تعرفه جميع المذاهب الإسلامية التي كانت متعايشة, وكان فيها العلماء من مختلف المذاهب متعايشين ويحترم كل واحد فيهم رأي الآخر. مبيناً إن من الإجراءات الأولية الواجبة لأي خطيب أو قيم مسجد حصوله على تصريح من مكتب الأوقاف, وأن اغلب المساجد تزاول العمل بموجب تكاليف رسمية وبموجبها يتم اعتماد الإعاشة للقيم والخطيب. إجراءات لضمان سلامة متخاصمي المساجد وعن خطباء المساجد الذين يعتلون منابر المساجد دون اعتمادهم من الجهات المختصة في الأوقاف قال: نلاحظ سعي بعض الخطباء لحشد الناس من الأهالي للقيام بتزكيتهم مكان خطيب آخر, مؤكداً انهم كجهات معنية يقومون بالإجراءات المناسبة تجاه ذلك الأمر وعدم ترك الأمور لأن نتوجه إلى الفوضى ليفرض كل طرف أو شخص إرادته, وأن القرار الأول والأخير يرجع إلى الجهة المختصة المتمثلة في مكتب الأوقاف بالأمانة. مضيفا إن المشاكل والشكاوى التي تأتيهم يقومون بحلها وفي حالة صعبت عليهم يقومون برفعها إلى من هو اعلى منهم سلطة حتى يتم حلها, وأنه في حالة حدوث مشكلة بين الخطيب والإمام كما في حالة مسجد المجاهد التي تم استعراضها آنفاً يقومون باتخاذ إجراءات لضمان سلامتهم عبر توقيفهم في حجز مكتب الأوقاف أو في أقسام الشرطة وحتى لا تنتشر الفوضى وتعم داخل المسجد أو في الحارة وفي القبيلة لاحقاً.. موضحاً في ختام حديثة إن المساجد التابعة لمديرية السبعين تزيد على 300 مسجد، بينما المعتمدة لديهم في مكتب الأوقاف والإرشاد والتي يصرف لها إعاشات للخطباء هي قرابة 149 مسجدا، ويقول انهم عازمون إلى زيادة تلك الإعاشة التي تقدر بمبلغ 5 آلاف ريال شهريا إلى مبلغ 5 آلاف ريال أخرى. أساس الخلافات مدير إدارة المساجد والمقابر بأمانة العاصمة عبد العزيز عبدالله حسن زياد يؤكد معاناتهم لكثير من السلبيات التي أصبحت ظاهرة في المساجد نتيجة المذهبية والحزبية والخلافات التي تنشأ بين الناس بسببهما, وان المشاكل تبدأ بإحداث أية مشكلة من قبل بعض الناس المترقبين لاحتلال مسجد معين, مبيناً إن من يحدثون المشاكل هم منتمون للأحزاب أو للمذاهب, وقد يكونون في أغلب الأحيان مدفوعين من خارج الأحياء التي تقع فيها تلك المساجد ويأتوا اليهم لتقديم الشكاوى بالخطيب أو القيّم ليحل محله خطيب أو قيم آخر, غير أنهم في الأوقاف لا يتخذون أي إجراء بتغيير ذلك الخطيب أو الإمام الذي قدمت ضده تلك الشكاوى إلا في حالة من ثبت عليه الخروج عن آداب المسجد, مؤكداً أن المشاكل التي تحدث من هذا النوع في مساجد أمانة العاصمة التي لا يزال معرفة عددها الفعلي غير معروف تحديداً إلا ما تم حصره إلى الآن وهو ما يقارب 2250 مسجدا هي مستمرة طوال السنة, وهذا ما يرفضه كجهة مختصة في أمانة العاصمة رفضاً قاطعاً, موضحاً إن جميع الموظفين العاملين لديهم في المساجد يحملون كروتا « بطاقات» صادرة من المكتب حسب المدة التي يعملون فيها ووفق ذلك تم اعتماد الإعاشات لهم, معلقاَ على تلك المشاكل من ذاك النوع بأنها من مطامع الدنيا. مهام إدارة المساجد كما أوضح مدير المساجد إن مكتب الأوقاف والإرشاد وإدارة المساجد تتركز اختصاصاتها في القيام بمتابعة المشاكل التي تنشأ في المسجد, بالإضافة إلى بناء وترميم المساجد وفراشها, وتوزيع, الخطباء والأئمة والسدنة والمنظفين والمختصين وكل ما يحتاجه المسجد أو يتعلق به, مشيراً إلى أنهم يعتمدون اعاشات للخطباء وقيمي المساجد تبدأ من مبلغ 5 آلاف ريال إلى 25 الف ريال, وتتفاوت من شخص إلى آخر، فالمبتدئ يتقاضى أجرا أقل من ذلك الشخص الذي له فترة طويلة. شروط لحل النزاعات بين الخطباء وأئمة وقيمي المساجد فإن هناك شروطاً وضعت لمن يتولى تلك المسئوليات وفق مدير المساجد في أمانة العاصمة عبد العزيز زياد، الذي أوضح أن هناك شروطاً من الواجب توافرها في الإمام وخطيب المسجد, فالإمام يجب أن يكون رجلا صادقا ومعروفاً باستقامته بين الأهالي, وأن يكون حافظاً ومتقناً على أقل تقدير (5) أجزاء من كتاب الله تجويداً وتلاوة, وأن يكون عالماً بأحكام القرآن, أما خطيب المسجد فيشترط فيه أن يكون خريج علوم شرعية ومعروفاً بخطابته واعتداله ومتوسطاً في الخطاب الديني, أما اذا كان الخطيب غير خريج علوم شرعية وكان لديه إجازة ويشهد له الناس ببلاغته في الخطابة وتنطبق عليه نفس الشروط فهذا أيضاً يتم اعتماده من قبل الأوقاف. مشيراً إلى أن هناك ضوابط موضوعة من قبل مكتب الأوقاف موحدة لكافة الخطباء في المساجد تتمثل في الالتزام بآداب المسجد والخطابة, وأن يكون وسطيا لا يمدح حزبا أو يلعن أو يجامل دولة, وأن يكون ذلك الخطيب مرغوباً في جميع خطاباته لا يتدخل في السياسة, ويكون خطيب كل الناس لا يفرق بين هذا الطرف أو ذاك, وأن تكون الخطبة التي يلقيها نابعة من كتاب الله وسنة رسوله, رافضاً مدير المساجد أن يميل أي خطيب مسجد إلى أية جهة, غير ممانعاً أن ينتمي خطيب المسجد حزبياً لكن خارج إطار المسجد. معتبراً كافة خطباء المساجد ملتزمين بالضوابط, إلا من ثبت عليه غير ذلك فيتم اتخاذ الإجراءات المتبعة ضده, مستشهداً بأحد الخطباء الذي اشتكى به بعض الأهالي محضرين معهم تسجيل خطبته, وبعد استدعائه إلى مكتب الأوقاف واعتراف ذلك الخطيب بأن ما جاء في الشكوى صحيحاً تم أخذ تعهد منه بعدم الخروج على ضوابط وأخلاق الخطيب وعدم العودة مرة أخرى إلى ذلك الأسلوب. رسالة إلى خطباء وقيمي المساجد موجهاً مدير المساجد والمقابر رسالته إلى جميع خطباء وأئمة وقيمي المساجد الالتزام بآداب المسجد, وان لا يجعلون المساجد إلا لله سبحانه وتعالى كما في قوله تعالى” وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدَ “ مذكراً إياهم إن المساجد وجدت للعبادة والذكر وقراءة القرءان, وما عدا ذلك فإنه مرفوض بصورة قطعية موصولا به مدارس تحفيظ القران الكريم المتواجدة داخل المسجد والتي ينطبق عليها ذات الضوابط والالتزام بالآداب وأخلاق المسجد لأنه لا يحق لأية جهة كانت أن تستغل دور القرءان من اجل الحزبية أو الطائفية أو الترويج لأية أفكار خارجة عن مهام وأخلاق المساجد. [email protected]