الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    ليفاندوفسكي يقود التشكيل المتوقع لبرشلونة ضد فالنسيا    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السيول تقتل امرأة وتجرف جثتها إلى منطقة بعيدة وسط اليمن.. والأهالي ينقذون أخرى    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المساجد .. دور غائب .. وخطب مكررة ومصلون يغلب عليهم النعاس
نشر في الجمهورية يوم 03 - 03 - 2007

- معايير عديدة لاختيار الخطباء..والتوسع في التأهيل والتدريب ضروري لربط المسجد بالحياة العامة .
- جهود مبذولة لرفع رواتب الخطباء وتعزيز دورهم في الإرشاد والتوجيه .
- استطلاع / مها الشرجبي ..
سبعون الف جامع بسبعين ألف خطيب أو إمام ينتشرون في طول أرض اليمن السعيدة وعرضها يؤمون الناس خمس مرات في اليوم ويعقدون مؤتمراً عاماً للآلاف المؤلفة كل يوم جمعة..ولو استطاع كل خطيب منهم أن يغرس في عقل صبي واحد فقط من مرتادي المسجد الذي يخطب فيه عقيدة«أن العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» من الممكن بعد عشرين عاماً من الآن انتاج سبعين ألف مخترع أو سبعين ألف عالم ذرة أو سبعين ألف طبيب ولنقس على ذلك الكثير إلا أن كلمة العلم تقلصت وأصبحت مرادفاً «للعلم الشرعي» فقط وتقلص دور الجامع ليصبح مجرد مكان تؤدى فيه الشعائر الدينية..أما خطبة الجمعة فحدث ولاحرج يكفي أن تنظر إلى وجوه المصلين ستراهم مابين شارد وناعس ونائم..الخطباء اكتفوا بالوعظ التقليدي المكرر ولو جاء التاريخ بنسخة خطبة القيت منذ 1400سنة فالفارق الوحيد هو أن خطبة اليوم أصبح فيها جديد واحد وهو أن هناك من تدعو عليه «أمريكا واسرائيل» ومن تدعوله «عودة المسجد الأقصى» وماعاد بل انه وبعد أكثر من 50 عاماً من الدعاء سقطت بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية وفي الطريق أخرى آيلة للسقوط..
وزارة الأوقاف بالطبع هي المعني الأول بأحوال الجوامع المتردية وأوضاع الخطباء البائسة والذين يفترض أن توليهم الوزارة جل اهتمامها ابتداءً من شروط اختيارهم كخطباء حتى عمل الدورات التأهيلية الدورية لهم لتنمية معارفهم، وإكسابهم مهارات جديدة في التخاطب مع الناس وفي إعداد الخطبة الناجحة التي تناقش أولويات النهوض بالمجتمع وتشد الناس وأهم من ذلك كله النظر في المبالغ الأكثر من ضئيلة التي تعطى للخطباء كراتب شهري يصل بعضها إلى ستمائة ريال فقط لاغير..
- دورات تأهيلية
أحمد الغرباني وزارة الأوقاف صنعاء سألناه عن دورات التأهيل للخطباء فقال:هناك دورات تأهيلية للخطباء والقائمين على المساجد حيث يقوم قطاع الارشاد في الوزارة بتنظيم هذه الدورات التأهيلية للخطباء والمرشدين في أمانة العاصمة وفي جميع محافظات الجمهورية وعدد الخطباء الذين يحملون مؤهلات دراسية عليا قليلون جداً وهناك من ذوي المؤهلات المتوسطة وهناك من الخطباء المجازين الذين لايحملون مؤهلاً دراسياً ولكن درسوا وتعلموا على أيدي علماء الدين وفي حلقات في المساجد والجوامع وتعلموا الفقه والسيرة والتلاوة والنحو والصرف والبلاغة والفصاحة والعلوم الشرعية...الخ.
- خطط للارتقاء بدور الجامع
وعن وجود خطة لتفعيل دور الجامع قال الغرباني:نعم توجد خطة لتفعيل دور المساجد باتجاه العملية التنموية والاجتماعية في البلاد وهناك دراسة لخطة مستقبلية للارتقاء بدور الجامع والمسجد بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وإلى سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالحكمة والعقل والوسطية وكدور توعوي اسلامي بالمرونة لا بالتشدد والعصبية والاقتداء بأخلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن لايكون دور المساجد والجوامع كدور حزبي أو سياسي أو دعائي لأحد ما من الاشخاص.
- مهام متعددة
وعن دور مكاتب الأوقاف في المحافظات قال:يوجد مكاتب للأوقاف والأرشاد في كل محافظات الجمهورية وطبيعة عملها هو حماية ممتلكات الأوقاف من الاعتداء عليها والنهب من اراض ومقابر ومساجد وجوامع ...الخومتابعة ايرادات الأوقاف من ايجارات الأراضي والعقارات وغيرها وحل المشاكل المتعلقة بالأوقاف والإرشاد وبعض المكاتب في المحافظات ليس لها أي دور في حل المشاكل وتنمية إيرادات الأوقاف كاستثمارات جديدة مثلاً وأيضاً ليس لها دور في حماية ممتلكات الأوقاف من المعتدين وبعض المكاتب لاتستطيع حل المشاكل وبهذا تنعكس وترتد هذه المشاكل على الوزارة والسبب أن بعض مدراء الإرشاد عينوا تعييناً من قبل المحافظين وليست لديهم أي خلفية بالوقف أو بالنواحي الشرعية واللوائح.
- 70000 مسجد
وبخصوص الراتب الذي يتقاضاه الخطيب من الأوقاف.. هل هناك إشراف على الجوامع قال:بلغ عدد المساجد في الجمهورية اليمنية «000.70»ألف مسجد تقريباً ويمكن أكثر الجوامع في محافظة صنعاء وأقلها في محافظة شبوه وأبين ونوع الإشراف على المساجد هو قد يكون اشرافاً جزئياً لبعض المساجد والبعض الآخر اشرافاً كلياً.وبالنسبة لرواتب الخطباء فهي قليلة جداً وغير موحدة وهناك جهود تبذل لرفع رواتب الخطباء من قبل معالي وزير الأوقاف والارشاد في رئاسة الوزراء وفي وزارة المالية وقريباً ان شاء الله سوف يتم اعتماد هذه الزيادة لرواتب خطباء المساجد.
- معايير عديدة
وحول المعايير التي يتم على أساسها اختيار الخطباء وتعيينهم قال: هناك لجنة تقوم باختبار من يرشح كخطيب ويعمل له اختبار في التلاوة وفي الفقه والسيرة والبلاغة وفي اسلوب الطرح للمواضيع وذلك بأن يخطب أمام اللجنة ليتم تقييم الخطيب وهناك لائحة وضوابط وشروط لتعيين الخطيب وقد يتم ترشيح خطيب المسجد عن طريق سكان الحارة وعاقل الحارة ويأتي الخطيب بهذا الترشيح وبتلك الأسماء والتواقيع لسكان هذه الحارة إلى الوزارة ومن خلالها يتم اختبار الخطيب وترشيحه كخطيب مسجد لهذه الحارة وهناك اختيار لخطباء مساجد من عقال وسكان الحارات دون الرجوع إلى وزارة الأوقاف والارشاد أو إلى مكاتبها في المحافظات وهناك فاعلو خير يقومون ببناء المساجد ويقومون بتعيين خطباء لهذه المساجد بمعرفتهم ودون الرجوع إلى الوزارة أو المكاتب في المحافظات ولقد قامت الوزارة بعمل ترخيص وشروط لمن يريد من فاعلي الخير بناء مسجد ويجب التقيد والعمل بهذه الشروط.
- لاتقوم بالدور المطلوب
الشيخ عقيل المقطري/خطيب جامع عمر بن عبدالعزيز بالكمب تعز حاصل على درجة الماجستير في الحديث وعلومه..سألناه عن رأيه بوضع المساجد في بلادنا فقال:المساجد في نظري لاتقوم بالدور المطلوب إذ أن أكثرها معطلة عن الدروس العلمية التي تحتاجها الأمة وكثير منها لاتقام فيها حلقات تحفيظ القرآن الكريم.. فالمساجد قديماً كانت تكتظ بالناس رجالاً ونساءً وكان العلماء يجلسون للناس للتعليم والافتاء ثم إن خطبة الجمعة في الغالب لاتؤدي الغرض فأغلبها مكررة وتلقى بطريقة رتيبة بل بعضهم يقرؤها قراءة ولاتعالج الحياة المعيشية.وبعض المساجد تعتبر حكراً على المتسلطين عليها لايسمحون لأحد غيرهم أن يقيم درساً أو يلقي موعظة والبعض الآخر يؤم فيها ويخطب من ليس بكفء وللأسف فإذا قرأ القرآن يلحن لحناً واضحاً وإذا خطب أو وعظ أتى بالعجائب.فالمسجد بحاجة إلى عناية وأفضل ما يعتني به هو إمامه وخطيبه.
وعن الخطيب نفسه؟ وأهم الصعوبات التي تواجهه ليؤدي دوره بالشكل الصحيح؟ قال:الخطيب يجب أن يكون مؤهلاً تأهيلاً عالياً فهنالك معاهد عليا لتخريج الخطباء تعلمهم هذه الأصول العظيمة المؤثرة لكن هنالك من يمتطي المنابر وهو غير مؤهل فيأتي بأهم العقبات والصعوبات التي تمنع الخطيب من أداء دوره كما ينبغي وألخصها بمايلي:كونه غير مؤهل من الناحية العلمية فيكون أداؤه ضعيفاً.
كونه لايحضر للخطبة مايليق بمقامها.لايعرف الواقع فربما تحدث عن أمر قد عفى عليه الزمن والناس متشوقون لسماع خطبة عن حدث ما كما أنه غير مفرغ أو لايفرغ شيئاً من وقته كي يحضر للخطبة ويلخص..الخ وهو كذلك مشغولاً بلقمة العيش ممايمنعه ويحجزه عن التحضير لخطبة الجمعة أو قد يكون غير مؤهل للتعامل مع الكتب بالاضافة إلى أنه لايعرف طريقة التحضير ممايضطره للتقليد أو القراءة من كتاب وقد يكون غير ملم بوسائل العلم الحديثة ولايعرف طريقة التعامل معها كالانترنت مثلاً.
- خطب متنوعة
وفيما يتعلق بأهم المضامين التي يعرضها الشيخ عقيل في خطبه؟ وعلى أي المراجع يعتمد في اعدادها؟ قال:خطبي ولله الحمد أجعلها متنوعة: فمنها مايعتني بالجانب العقائدي والمنهجي ومنها مايعتني بالجانب الروحي والأخلاقي ومنها مايعالج الواقع وخلاصة ذلك كله اصلاح الفرد والمجتمع بحيث يصل إلى درجة أقرب مايكون إلى ماكان عليه السلف الصالح «ولن يصلح آخر هذه الأمة الا ماأصلح أولها» وهذا بالطبع لايعني رفض المدنية والحضارة بل يجب تطويع ذلك كله للدين وأهم المراجع التي اعتمد عليها في تحضير خطبة الجمعة.
القرآن الكريم، والسنة النبوية فأعتمد على الأحاديث الصحيحة والحسنة وأتجنب الضعيفة والمكذوبة وتفاسير القرآن الكريم وشروحات السنة النبوية بالاضافة كتب اللغة وكتب العقيدة والمنهج.. والمجلات والدوريات والجرائد وكذلك متابعة بعض المواقع الهامة في شبكة الانترنت والتي تكون أقرب إلى الدقة والأمانة.وعما إذا كان هو أو غيره من الخطباء يتلقون أية دورات تأهيلية من قبل الأوقاف؟ قال:لانتلقى أية دورات من الأوقاف ولكن هناك دورات تقام لمدربين عالميين في هذا المجال نشارك فيها ونحصل على شيء من الاستفادة والحمد لله.
أما عن راتب الأوقاف؟ فقال:
أتقاضى من الأوقاف «1500» ألف وخمسمائة ريال يذهب نصفها في المتابعة ومواصلات حتى نستلمها وهذا أمر مؤسف أن الدولة لاتعتني بأئمة المساجد والخطباء وللأسف أن الدولة تعطي للمغنين والرقاصين الثلاثين ألفاً والخمسين ألفاً ويزيد على ذلك مع أن الأوقاف تمتلك أوقافا وعوائد تعود لصالح هذه الوزارة لتنفقها على المساجد ومصالحها وأنا هنا لا أشكو ولا أشتكي لكن هذا هو الحال ولن نترك الخطابة والوعظ والصلاة بالناس لأن الأوقاف لاتعطينا لكني أقول يجب على الأوقاف أن تعيد النظر في هذه القضية وليتقوا الله في رعاياهم.. وآمل من مسئولي المحافظة النظر في ذلك أيضاً.
- أكثر من أربعة آلاف مسجد في تعز
وكانت لنا وقفة مع الأستاذ عبده حسان مدير مكتب أوقاف تعز وسألناه أولاً عن عدد الجوامع داخل مدينة تعز وفي الأرياف؟ فأجاب:ماتم حصره لعدد من المساجد في المدينة والمديريات خلال مراحل الحصر بلغ كالتالي: في المدينة 258 مائتان وثمانية وخمسون مسجداً.في المديريات 4172 أربعة آلاف ومائة واثنان وسبعون مسجداً.ومازالت هناك مرحلة أخيرة للحصر يمكن أن يقدم المكتب فيها احصائية نهائية قريباً.
- 605 خطباء معينون
وعن عدد المعينين من خطباء الجوامع من قبل الأوقاف؟ وكم يتقاضون قال:تعيين الخطباء أصبح من اختصاص المكتب حتى المساجد التي تبنى على نفقة الجمعيات الأهلية أو الأهالي يخضعون لهذا النظام فبالنسبة لعدد الخطباء والأئمة والعاملين في المساجد الذين تم تعيينهم من قبل المكتب وصدرت لهم بطائق رسمية يبلغ عددهم «605» في المدينة والمديريات ويتقاضون مستحقات شهرياً تبلغ اجمالاً «941429» والآن هناك خطة للقيادة السياسية تهدف إلى رفع مستحقات الأخوة العاملين في المساجد.
- دور أساسي
وعن اشراف الأوقاف على الجوامع قال:الاشراف على الجوامع يعتبر الوظيفة الرئيسية التي يمارسها المكتب سواءً كان في الجانب الخدمي أو في الجانب الرقابي وهذا يعتبر دوراً أساسياً في المهام والاختصاصات المخولة للوزارة ومكاتبها وكان الاشراف سابقاً يتركز على المساجد التابعة للمكتب فبدا واضحاً في السنوات الأخيرة من خلال توجهات القيادة السياسية الحكيمة الدور الذي تقوم به الوزارة ومكاتبها بالإشراف المباشر وغير المباشر على جميع المساجد دون استثناء ابتداءً من إنشاء المسجد وحتى تعيين الخطيب والإمام وكذا الأنشطة والندوات ومراكز التحفيظ ووضع ضوابط معينة لاستخدام مكبرات الصوت وتوحيد الأذان في مواعيد الصلاة.
- تأهيل دوري
وفيما إذا كان هناك تأهيل للخطباء وهل هو دوري أم حسب الظروف إن وجد وفي أي المجالات يكون التأهيل قال الأخ عبده حسان:نعم قام المكتب خلال السنوات الأخيرة الماضية بتأهيل مجموعة من الخطباء في المحافظة من خلال الدورات والندوات التي تبنتها وزارة الأوقاف والإرشاد برعاية فخامة الأخ/رئيس الجمهورية حفظه الله والتي أقيمت في أكثر من محافظة وفي أكثر من مناسبة دينية ووطنية وقد حرصنا على مشاركة أكبر قدر ممكن من الخطباء في هذه الدورات والتي تهدف إلى رفع مستوى تأهيلهم حتى يتم النهوض بمستوى الخطاب الإرشادي بشكل عام. . وقد بلغ عدد الدورات التي أقيمت حتى الآن أكثر من اثنتي عشرة دورة بالاضافة إلى مشاركة الخطباء في الندوات واللقاءات وهناك تأهيل دوري للخطباء وقد تم وضع خطة بهذا المجال خلال الفترة القادمة بحسب توجيهات معالي الأخ/وزير الأوقاف والإرشاد الأستاذ/حمود عباد والأخ/ محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي القاضي أحمد عبدالله الحجري.
- هناك تعميمات
وفيما إذا كان المكتب يصدر تعميمات معينة على الجوامع تتناول موضوعاً معيناً مثلاً أو العكس قال:نعم تصدر تعميمات من قبل المكتب تتناول القضايا الإسلامية والوطنية وكذا المناسبات الدينية والقضايا العربية ومايتعلق بها من فعاليات وأنشطة تخدم الوطن والمواطن في جميع المجالات سواء في جانب القيم أو الإنماء وغيرها من مجالات. وبخصوص الأسس التي يتم بموجبها اختيار الخطيب وتعيينه في الأوقاف قال:هناك عدة معايير يتم بموجبها اختيار الخطيب وتعيينه منها مثلاً:اختيار وتزكية المواطنين وموافقة المجلس المحلي بالمديرية، موافقة اللجنة المكلفة من المكتب بعد اختباره على تكليفه. وعن نوع المؤهلات الدراسية التي يحملها خطباء الجوامع قال:
أغلب المؤهلات هي متعلقة بالعلوم الشرعية وفي مجال الوعظ والإرشاد وبعضها شهادات وتزكيات صادرة من علماء أجلاء والبعض شهادات في الجانب التربوي ومن لم يحمل شهادات فهو يخضع للاختبار.
- ضوابط عديدة
وفيما إذا كان هناك رقابة على خطبة الجمعة أو الحلقات التي تقام في الجوامع قال:هناك عدة ضوابط متعلقة بهذا الجانب وملزمة لجميع الخطباء منها عدم استخدام المنابر سواء في الجمعة أو غيرها لأي أغراض شخصية أو سياسية أو مصلحة ذاتية أو إثارة النعرات الطائفية والمذهبية وغيرها وقد أصدر المكتب تعميماً بهذا الخصوص للاخوة الخطباء فيها من الملاحظة والمتابعة والتوجيه ما تطمئن إليه النفس وبحق فإن المكتب يولي هذا الجانب إهتماماً كبيراً.
- دور معيب
الاستاذ/جمال الرازي خطيب جامع وعضو المجلس المحلي السابق ماجستير إدارة أعمال وحالياً يسعى لاستكمال دراسة الدكتوراه إلى جانب دراسته المتخصصة في علوم القرآن والتفسير والتجويد والفقه واللغة العربية وغيرها من العلوم على ايدي مجموعة من العلماء سألناه أولاً عن رأيه في دور المسجد في الوقت الراهن فقال:اعتقد ان المسجد «حالياً» لايقوم بدوره ولايؤدي رسالته المناطة به ويكاد يكون دور المسجد مغيباً إلى حد كبير في معالجة قضايا المجتمع اليمني. ولايعني هذا انه لايوجد خطباء ومساجد مؤثرين، بل يوجد خطباء يقومون بدورهم ويفهمون رسالة المسجد ولكنهم قلة «حسب علمه». واضاف : ينبغي ان تقوم وزارة الاوقاف بتأهيل الخطباء تأهيلاً عالياً والاهتمام بأحوال المساجد،وتزويد المساجد بمكتبات تحتوي على الكتب والمراجع والاشرطة المفيدة. وان تقام في المسجد الدروس الدينية والمحاضرات ويجب على الخطيب ان يقوم بتأهيل نفسه تأهيلاً ذاتياً. عقد مؤتمرات أو لقاءات للخطباء للخروج برؤى وضوابط.ان يرتقي بخطابه وبأسلوبه وان يتبنى الخطيب قضايا وهموم المواطن وان يواكب كل جديد ومفيد وان يدرك الخطيب أهمية الخطبة وانها تعتبر مادة دسمة «غذاء ايماني وروحي» لمدة أسبوع كامل تجعل المصلي يخرج من المسجد بروح جديدة ونفس متوهجه وهمه عالية. وان يحرص الخطيب ان تكون خطبته هادفة ويتطرق فيها إلى جوانب عملية وهموم المصلين وان يقدم لهم الحلول المناسبة بما يتلاءم وقيم واخلاق المجتمع اليمني الأصيل.
- لكل مقام مقال
وعن طبيعة المواضيع التي تجذب الناس أكثر قال:المواضيع التي تجذب الناس أكثر هي التي تلامس همومهم ومشاكلهم وحياتهم اليومية «أسرياً اجتماعياً سلوكياً» والتي يتم طرحها بأسلوب متنوع وجذاب مابين الاسلوب الانشائي والاسلوب القصصي الممزوج بأشعار الحكمة. وكذلك يجذب الناس للخطيب الذي يتحدث عن مجريات الاحداث اي يعمل بالحكمة المعروفة لكل حدث حديث ولكل مقام مقال.
- قياس الأثر
واضاف: شخصياً أقيم نجاح أو فشل الخطبة من خلال عدة نقاط منها:تفاعل المصلين اثناء خطبة الجمعة ويظهر ذلك على وجوههم وطريقة جلوسهم. نوعية الأسئلة أو النصائح التي اتلقاها منهم بعد الخطبة. اقبال الناس وازدحام المسجد بالمصلين. بسؤالي لبعض من اثق برأيهم عن الخطبة. عندما اسمع أو أرى سلوكاً طيباً من أثر خطبتي.
ومع ذلك لابد من الارتقاء والتجديد دائماً في المواضيع والأساليب وقبل كل ذلك أن يخلص الخطيب النية لله سبحانه وتعالى.
- تذكير وتوجيه
وبخصوص التعميمات التي تلقاها من مكتب الأوقاف قال:اتلقى في بعض الاحيان تعميمات من مكتب وزارة الاوقاف بالمحافظة وتكون هذه التعميمات في مناسبات مختلفة مثلاً تعميم يحث الخطباء على التعاون مع حملة تحصين الاطفال وتعميم يحث الخطباء على الحديث عن مشكلة الثأر والتذكير بحرمة قتل النفس.تعميم يحث الخطباء على مواضيع متنوعة بحسب المناسبات ولايعتبر هذا تدخلاً في الخطبة ولكنه تذكير وتوجيه يشكرون عليه.ولا أعتقد أن هناك رغبة أو نية لدى القائمين على وزارة الأوقاف ومكاتبها بالمحافظات بالتدخل في خطبة الجمعة.بل ان الخطيب له الحرية الكاملة في اختيار الموضوع الذي يراه مناسباً وطرحه بأسلوبه وبطريقته بما يتوافق مع تعاليم ديننا الحنيف وبما لايتعارض مع دستور البلاد وقوانينها النافذة .كلمة أخيرة أود قولها: إن مقام الخطبة عظيم والمسئولية كبيرة والأمانة ثقيلة ويجب على الخطيب ان يدرك ذلك وأن يجمع الناس ولايفرقهم وأن يتلمس في الخطبة قضاياهم.
- مواضيع سياسية
وعن أهم المضامين التي يتناولها في خطبة الجمعة قال: التركيز على الاخلاق الإسلامية «الصدق الأمانة حسن التعامل» الحقوق والواجبات «حق الله على عباده، الحقوق الزوجية لكل من الزوج والزوجة، حق الآباء على الأبناء، وحق الابناء على الآباء».الاهتمام بقضايا المرأة والأسرة والجوانب الاجتماعية التركيز على فئة الشباب ومشاكلهم لأنهم عماد الأمة وسر قوتها وأساس نهضتها.التركيز على القضايا التي تلامس حياة الناس اليومية مع تركيزي على الاحداث الجارية على الساحة العربية والإسلامية مثل قضية الشعب الفلسطيني والمقدسات، وقضية الشعب العراقي.. وغيرها ما هي مواكبة للأحداث والمستجدات.وأضاف من الضرورة بمكان على الخطيب الذي يحترم رواد مسجده ان يحضر للخطبة تحضيراً جيداً ويعدها اعداداً مسبقاً خلال الأسبوع بالكامل وهذا ماأحرص عليه والتزم به ولله الحمد أما بالنسبة للخطبة المكتوبة فاني والحمدلله ارتجل الخطبة ارتجالاً معتمداً على توفيق الله وبعد الاعداد الجيد استعين احياناً بورقة صغيرة أدون فيها عناصر الخطبة.أعتمد في اعداد خطبتي على المراجع الأساسية والمعتمدة والموثقة من أمهات الكتب في السيرة والتفسير والفقه والتاريخ والأدب وكذلك استعين بالكتب والمؤلفات الحديثة للدعاة والعلماء المعاصرين بمايخدم موضوع الخطبة أي الجمع بين الاصالة والمعاصرة، وكذلك استفيد من كتب واشرطة الخطب المنبرية للخطباء والعلماء المؤثرين.
- على حسابي الخاص
بالنسبة للدورات التي تقام عن طريق وزارة الأوقاف والإرشاد فاني لا أعلم بها ولا أدعى إليها منذ أكثر من 8 سنوات وأسمع احياناً من أحد زملائي أن مكاتب وزارة الأوقاف أقامت دورات ولكن لأشخاص محددين ومكررين في كل دوره حسب قوله.
أما على المستوى الشخصي حضرت عدة دورات متخصصة على حسابي الخاص في فن الالقاء والتقديم والعرض ودورات أخرى في المجال الأسري والاجتماعي وفي الإدارة والحوار والتواصل وغيرها من الدورات.
- أمر مؤسف
وخلص الأخ جمال الرازي إلى القول: الحقيقة مايسمى برواتب الخطباء والأئمة أمر لايكاد يذكر فالكثير من الخطباء والأئمة يتقاضون رواتب «مكافآت» شهرية زهيدة جداً غالباً ماتكون بين 600ريال 1500ريال وأنا كخطيب منذ عام 1989 أستلم حالياً بعد الزيادة وغيرها مبلغ ألف وثلاثمائة ريال يمني لاغير.وبالنسبة لي فأنا والحمدلله أعمل موظفاً في بنك التضامن الإسلامي تعز ولكن للأسف الكثير من الخطباء والأئمة ليس لديهم مصدر دخل آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.