تعد عزلة (برداد) في جبل صبر من المناطق الأكثر قرباً من مدينة تعز لكن حرمانها من الطريق المسفلت حتى اليوم واحتجابها عن أنظار المقبلين على الجبل من سياح ومعنيين جعلها من المناطق المنسية من الخدمات والمشاريع الخدمية أولها الطريق وليس آخرها الكهرباء! فإن كانت الأولى تكرس العزلة بين الأهالي والمدينة فإن حرمانهم من الثانية حتى يومنا هذا اليوم يعد تعزيزاً قسريا لثقافة الظلام والحرمان الممنهج من حق مكفول لكل قرية لا يبتعد منازلها عن المناطق المزودة بالتيار عن مسافة تقل عن كيلو متر طولي ! مماحكات من التقيتهم من الأهالي في ديوان المحافظة يتابعون تعشيق التيار وجدتهم حائرين بين اتهامهم لشيخ قريتهم وبين اتهامهم لقيادة محلي مديرية صبر الموادم، ولعل مصدر الحيرة حسب ما تبين لي أنهم يثمنون جهود وأغرام شيخ منطقتهم منذ سنوات مضت في سبيل متابعة الجهات المعنية لاستكمال جوانب مشروع الربط الكهربائي العمومي فضلاً عن تكبده مبالغ لبعض المقاولين للربط على أمل أن يستعيد أغرامه من المعنيين بذلك في السلطة المحلية أو أي جهة ! ولأن ذلك لم يحدث رغم أن المشروع اكتمل ولم يتبق سوى تعشيق التيار ، فقد ألقى الأهالي معظم اللوم على أعضاء الهيئة الإدارية بمحلي المديرية كونهم - حسب اتهام الأهالي - يدخلون في مماحكات دائمة فيما بينهم من جهة وفيما بينهم وبين المشايخ من جهة أخرى وهو ما يفضي إلى عرقلة استكمال المشاريع الخدمية التي ينتظرها الناس بفارغ الصبر والحرمان، وهو الأمر المتجسد في مشروع الكهرباء المتعثر تعشيق تياره منذ عامين بلا مبرر معقول سوى تلك المماحكات العقيمة. انحياز يقول أحد أهالي القرية إن جميع أعضاء الهيئة الإدارية لمحلي المديرية عدا المدير العام ينتمون لشرقي مديرية صبر الموادم التي لا يسكنها أكثر من ربع سكان المديرية، وبالتالي فقد مضى أولئك الأعضاء بالاستحواذ على معظم مشاريع المديرية وميزانيتها السنوية لمناطقهم الغائرة في عمق الجبل متناسيين الأمانة الملقاة على عاتقهم في مساوات المناطق المعنية بالخدمات الجبل والأكثر قرباً من المدينة كبرداد التي ما تزال تعيش في الظلام نتيجة لما سلف وانعكاسه على اتساع الهوة والعناد والمماحكات بين مشايخ مناطقنا المحرومة وبين أعضاء تلك الهيئة الإدارية التي لا تكيل بمكاييل حسب هواها وقربها ومناطقها. يختتم الأهالي في شكواهم عبر الصحيفة إلى محافظ تعز الأخ شوقي هائل محملين المسئولية الكاملة محلي المديرية المراوغ والمتهرب بردوده على هيئة كهرباء الريف ومكتب المحافظ ووو .. كون المجلس المحلي بالمديرية قادر وراصد لمواجهة المبالغ المتصلة باستكمال المشاريع والتي تكبدها الأهالي أو مشايخ، رغم أن المهمة في تلك الإجراءات والتكاليف كانت على محلي المديرية والمعنيين بالدرجة الأساس.