سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طقم عسكري في صالة إب الرياضية.. هل بمقدور شخص أن يتخيل مشاهدة كفرات السيارات وهي تدوس عنوة أرضية الصالة "الترتان" وتجعلها مساحة لاختبارات الكفاءة في التفحيط والانطلاق..؟!! المستحيل في عهد هذه المليشيات بات "ممكناً"
لا أعلم منذ أن استطعت التمييز بين الممكن والمستحيل أن أقف يوما مترددا فيما أشاهده أمامي، ومحتارا فيما تطالعه عيناي، متسائلا: أيندرج هذا في خانة المعقول أو غير المعقول؟ هل هذا حقيقة أم خيال؟! وهل ما تفعله مليشيات الحوثي المسلحة من أعمال هنا وهناك يتم بوعي أو بغيره؟! قد ألتمس العذر لأناس لا يفقهون في الرياضة ولا يفرقون بين كرة القدم مثلا وكرة الطائرة أو أنهم يعتقدون أن لعبة الكونغ فو هي أخت المبارزة أو الرماية هي الوجه الآخر للسباحة، أو أن الملاكمة شريك أساسي في المصارعة، لكنني أبدا غير مستوعبٍ أن تتحول ملاعب الرياضة إلى ثكنات عسكرية وميادينها إلى متارس وأسلحة تنشر الرعب وتصدر الألم، وهي أماكن المفترض أنها أعدت خصيصا للبهجة وجهزت لجلب الفرجة وممارسة الفرحة. إلى ما قبل أسابيع قليلة كانت “إب” المدينة الساحرة بجمال طبيعتها ونقاء قلوب ساكنيها تعج بالحياة وترفل بمظاهر الحب في شوارعها وصور التعايش في أزقتها حيث يطيب الحديث عن الرياضة فيها، إلا أن رياح التدمير المنبعثة من جبال مران قضت على كل ماهو جميل هناك لتغدو مكانا للحسرة ومسرحا لاغتيال البهجة. ربما يكون “طبيعياً” وفي مثل هذه الظروف أن يستأثر المنتصر بأية منشأة سواء كانت رياضية أو غيرها، لكن ماهو غير مقبول ولا معقول أن يتم العبث بمحتويات المكان وتدمير ماهو جميل فيه دون وعي بعواقب الأمور مع عدم إدراك أن المتضرر من مثل هكذا أفعال هم شباب الوطن وأبناؤه، باعتبار ذلك مصالح عامة وليست خاصة ينبغي الحفاظ عليها وعدم المساس بها. ندرك أن ما تقوم به هذه الجماعة في كل مكان تسيطر عليه “ينم” عن جهل وعدم وعي وإدراك بالمسألة، كما هو حال سكان الكهوف القابعين خلف أستار التخلف والمنغمسين في بحور “لجية” من الفشل، أو كالمريض المنبوذ في عراء “العزلة” عن الناس ثم يجد نفسه فجأة مبصراً، يعيش في عالم آخر ومكان مختلف يعده بعقليته المتسخة بثوب التخلف “انتصارا” على واقعه فحانت لحظة الانتقام بالنسبة له على كل ماهو أمامه. لا يمكن لعاقل سوي إلا أن يتأفف من الأفعال “النتنة “التي تقوم بها هذه المليشيات وما تصدره من مشاهد ألم وإحباط أعادتنا سنين “طوووويلة” إلى الوراء بزعم القضاء على الفساد ومحاربة الظلم ونصرة الحق وغيرها من الشعارات الفضفاضة، وهي التي تدفعنا اليوم بتيار جارف إلى عالم المجهول وتحيي فينا مظاهر فتن لا حصر لها كنا نعتقد وإلى وقت قريب أننا قد تجاوزناها بمسافات بلغت مئات السنين. لا أعلم سبب هذا السكوت المخزي والمشين أمام هذه المليشيات التي تعيث في الأرض الفساد بزعم محاربته، وترفع شعارات الدفاع عن الحقوق بقماش ممزق وخرق بالية تتوافق تماما وصرختها الزائفة الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل..، ولا أدري كم تحتاج الدولة من الوقت إن كان قد بقي لها شيء، حتى توقف هذا العبث التدميري الممنهج الذي تمارسه جماعة الحوثي أينما حلت أو ارتحلت. ندرك أن غياب الدولة وذهاب القانون سبب فيما وصلت إليه الأحوال ليست في الرياضة وحدها، بل وفي كل المرافق المختلفة، إلا أننا نعلم أن الفرق بين ماهو “معقول” وغير معقول كبير جدا، وبالتالي هل يستطيع أحدكم “هضم” رؤية طقم عسكري في صالة رياضية؟! وهل بمقدور شخص أن يتخيل فقط مجرد تخيل مشاهدة كفرات السيارات وهي تدوس عنوة أرضية الصالة الترتان وتجعلها مساحة لاختبارات الكفاءة في التفحيط والانطلاق في صورة انتقام فجة من كل ماهو جميل داخل هذه الأرض الطيبة. نعلم أن المستحيل في عهد هذه المليشيات بات “ممكناً” وأن التدمير والهدم والانتقام أفعال متلازمة لمثل هذه العقول المتحجرة، ولكن: “ألم يحن الوقت لوضع حدٍّ لهذا العبث المتطاير شره في كل زاوية وناحية؟ أليس بوسع حزب المثقفين والتنويريين ومنظمات المجتمع المدني وكل العقول النيرة أن تقف في وجه هذا التتار “المتأبط” شرا ببلدنا ومجتمعنا وحتى أحلامنا وأمانينا بوطن يسوده الحب وتعلو سماءه رايات الحرية والانعتاق بدلا من التشرذم والانغلاق والفتن التي يغذيها فكر هذه الجماعة والتي لن ينجو أو يسلم منها أحد”.. اللهم إنني بلغت!!