كان لقائهما ببعض عن طريق الصدفة بلا ميعاد أو سابق إنذار، الصدفة ولا غيرها من اطلقت أولى خيوط الصداقة وربطتها الأيام ووثّقتها اكثر السنوات والأفعال التي كانا يقومان بها ويشتركان في تنفيذها، ويخططان لها قبل كل شيء. ليس هذ فحسب بل ان العلاقة تطورت وأصبحت وطيدة عنوانها الإخاء في الشر والصداقة في الإجرام والمحبة في جني المال الحرام، وأساسها بلا أهداف سامية، بدليل أفعالهما المؤسفة المبنية على النهب والسرقة والسطو والاستيلاء على حقوف الآخرين بطريقة أوبأخرى ولا يهمهم شيء سوى تنفيذ العملية الإجرامية وتحقيق أهدافها. استمرا هذان الرجلان في عالم الإجرام وحياته المخيفة المليئة بالمعاصي والرذائل والمواجع ، حياة عاشها الرجلان بلا تدبر ولا تفكير وخالية من أية بشائر الخوف من الله عزوجل بل تمادى الاثنان في ارتكاب ابشع المعاصي واشنعها سوى بحق أنفسهم أو بحق الآخرين ممن وقعوا ضحايا لهما مابين قتيل ، مسروق ، منهوب ، معتدى عليه ، ..... الخ ؟ والحكاية مستمرة في تفاصيل لملفات إجرامية مليئة بالشر والأشرار. نعم الأشرار لم يعد الرجلان وحدهما فردين وحيدين فقد أصبحا يتزعما عصابة إجرامية أفرادها من أصحاب السوابق والمجرمين خريجي السجون والإصلاحيات في قضايا بل جرائم جنائية جسيمه، كان الإفراج عنهم لانقضاء مدة سجنهم الواحد تلو الثاني ولعل أنهم سيغيرون سلوكهم الإجرامي بالعكس دون فائدة طبعاً فانضمامهم على التوالي لعصابة الرجلين يشير إلى عكس نواياهم المبيتة والتظاهر عند الإفراج عنهم بالندم والتوبة وهو مالم يكن. الرجلان أو الزعيمان استمرا في ارتكاب وإدارة الجرائم الشبه منظمة دون رقيب أو حسيب، ولكن الأمر هذا لم يدم طويلاً فسرعان ما بدأت الأمور تتكشف وتظهر عليها صراع الزعيمين على زعامة العصابة وإصدار الأوامر والتوجيهات وكل واحد منهما يريد تنصيب نفسه على الآخر وعلى العصابة نفسها وهو ماتسبب في نشوب احتكاكات ومماحكات بين الصديقين والزعيمين كما يحلو لهما ان يطلق عليهما أفراد العصابة التسمية. طفت على سطح الجرائم المرتكبة خلافات شخصية بين الرجلين وتطورت رويداً رويداً وهذه المرة لم يكن الأمر عادياً فقد زاد عن حده وكادت ان تنتهي حياتهما معاً وبجانبهما بعض من أفراد العصابة حينما لجأ كل منهما لاستخدام سلاحه الناري وتصويبه على الآخر وتمكن الموجودون وقتها من تدارك الأمر والموقف وحسمه ، وفضوا الاشتباك الذي دار بالأيدي وكل ذهب في حال سبيله. أحد الرجلين اعتبر ماحدث يومها يعد إهانة له ولشخصه من قبل رفيقه الذي يريد حد فهمه ان يسيطر على الزعامة والإدارة الإجرامية للعصابة، وما قام به وقتها ماهو إلا دليل قاطع ومؤكد لديه انه يريد التخلص منه وقتله.خطرت بباله فكرة الانتقام وان يتخلص منه قبل ان يفعلها هو به رسخت الفكرة في باله وقرر بشكل نهائي ان ينفذها، ولكن لم يبق ان يحدد الطريقة والمكان ولم يكن ذلك الشيء صعباً بالنسبة له. انتهى تماماً من التخطيط والإعداد ولم يتبق إلا التنفيذ فقد علم من صديقه انه سوف يذهب برحلة خاصة للمنطقة ( الفلانية ) وهي خالية تماماً من السكان واستغلها فرصة للتخلص من صديقه ورفيقه وشريكه. لحق به دون ان يعلم به أو يشعر فيه فجأة وجده خلفه فقام بدون أي نقاش أو كلام مطلقاً النار عليه حتى أرداه قتيلاً وتركه جثة هامدة في المكان محققاً بذلك أهم عملية في حياته هي التخلص من شر كاد يوقع به وينهي حياته مطبقاً المثل الشعبي (تغدا به قبل ان يتعشى بك) وهذا ماحدث بالضبط, انتهت حياة احد الرجلين وبينما الثاني فر هارباً وعاد لعش الإجرام وتزعم العصابة لوحده التي كان احد قطبي الزعامة مع صديقه الذي عقب اكتشاف أسرته لمقتله بادرت إلى دفنه متوعدة من الانتقام من قاتله. فقد نجحت الأسرة من تشريد قاتل ابنها الأمر الذي ساعد على تفكك العصابة ونزوح أفرادها وهروبهم لوجهة غير معروفة وبتلك الجريمة ورحيل احد مؤسسي العصابة الإجرامية كانت نهايته على يد المؤسس الثاني وعلى يده انتهت العصابة بفرار افردها وانتهت العصابة بسبب صراع الزعماء. [email protected]