تكريم مشروع مسام في مقر الأمم المتحدة بجنيف    تدشين أسبوع المرور العربي في عدد من المحافظات    أنشيلوتي ... سنحقق لقب الليغا عن جدارة    الديوان الملكي السعودي يعلن موعد ومكان الصلاة على الأمير الشاعر "بدر بن عبدالمحسن"    الحوثيون يستعدون لحرب طويلة الأمد ببنية عسكرية تحت الأرض    #سقطرى ليست طبيعة خلابة وطيور نادرة.. بل 200 ألف كيلومتر حقول نفط    آرسنال يفوز على بورنموث.. ويتمسك بصدارة البريميرليج    الرئيس الزبيدي: نلتزم بالتفاوض لحل قضية الجنوب ولا نغفل خيارات أخرى    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    من يسمع ليس كمن يرى مميز    مكتب الأوقاف بمأرب يكرم 51 حافظاً وحافظة للقران من المجازين بالسند    معاداة للإنسانية !    صندوق النقد الدولي يحذر من تفاقم الوضع الهش في اليمن بفعل التوترات الإقليمية مميز    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تصدر بيانا مهما في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و654 منذ 7 أكتوبر    الحرب القادمة في اليمن    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    من هي المصرية "نعمت شفيق" التي أشعلت انتفاضة الغضب في 67 بجامعة أمريكية؟    4 مايو نقطة تحول في مسار القضية الجنوبية!    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    تحديث جديد لأسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    خبير اقتصادي بارز يطالب الحكومة الشرعية " بإعادة النظر في هذا القرار !    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    الحوثيون يعتقلون فنان شعبي وأعضاء فرقته في عمران بتهمة تجريم الغناء    مارب تغرق في ظلام دامس.. ومصدر يكشف السبب    ماذا يجرى داخل المراكز الصيفية الحوثية الطائفية - المغلقة ؟ الممولة بالمليارات (الحلقة الأولى)    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لاتزال محفورة في ذاكرة الأجيال الذين تعاقبوا على المذاكرة فيها، لكن القليل من يتذكرون وجه عامل قسم الإعارة فيها لينتهي بنا الأمر إلى الطريق نفسها..
مكتبة جامعة صنعاء.. رفوف مُهملة.. قراء قليلون!!
نشر في الجمهورية يوم 10 - 12 - 2014

لايزال مشروع إنشاء مكتبة ضخمة جوار مجلس البرلمان في شارع الستين قيد التأسيس، لكن ما نتحدث عنها كانت أكبر مكتبة جامعة في البلد إلا أن العام 2008 كان بداية النهاية التي أوصلتها إلى جحيم محقق، ولاتزال مكتبة جامعة صنعاء تقاتل اليوم من أجل استقبال طلابها المذاكرين في مواسم الامتحانات عكس مكتبات العالم التي تستقبل قراءها يومياً.
بينما تستعد فاطمة محمد - طالبة ماجستير- لإعداد رسالتها تفكر كيف تجد عنوان المراجع التي ستحتاجها في ظل أرشيف يدوي قديم يعاني نقصاً في توثيق أهم الكتب التي تضمها المكتبة في ظل غياب الفهرس الإلكتروني الذي كان بإمكانه تحديد موقع الكتاب بضغطة زر، أجد نفسي أبحث في هذا الكم الهائل من العناوين، لكني بصعوبة أحصل على ما أريد، وأحياناً لا أجد ما أبحث عنه؛ كون الفهرس اليدوي متعباً وينقصه الكثير من العناوين، تقول فاطمة، الذي بدأ اليأس واضحاً على ملامحها بعد أن بدأ الوقت يمر عليها.
فاطمة ليست وحدها من تشتكي من الوضع الذي وصلت إليه المكتبة، فالطالب بكلية الشريعة شائف المعسي، يوضح ل«الجمهورية» أن المكتبة أصبحت مكاناً للمذاكرة لا أكثر، وأن الكثير من الطلاب يتركون بيوتهم ويأتون إليها لاسترجاع الدروس، مضيفاً: أيام الامتحانات يقبل الطلاب بشدة على المكتبة؛ كون المكان فيها هادئاً، ومنظر الطلاب المذاكرين يبعث على النشاط.
وتشهد المكتبة أيام الامتحانات ازدحاماً لا مثيل له، لدرجة أن أربع قاعات كاملة تمتلئ بالمذاكرين، من الطلاب والطالبات، وبحسب مدير المكتبة فإن حوالي 60 % من إجمالي الطلاب يدخلون المكتبة للمذاكرة ،و(40 %) للاطلاع.
تردي
يعاني الأرشيف الإلكتروني من توقف إدخال بيانات الكتب منذ العام 2008، ولايزال الطلاب يدخلون على أجهزة الكمبيوتر للبحث في الأرشيف الإلكتروني إلا أن نتائج البحث تكون غالباً «لا يتوفر»،على الرغم من أن أغلبية هذه الكتب تكون موجودة في رفوف المكتبة الداخلية إلا أن عملية إدخالها لم تتم، ورغم احتياج الطلاب لهذه الكتب وخاصة الباحثين منهم وطلاب الماجستير والدكتوراه إلا أن النظام المعمول به في المكتبة يتطلب من الطالب البحث في الأرشيف الإلكتروني أو اليدوي عن عنوان الكتب ليتم إحضاره من قبل العاملين بقسم الإعارة.
ولا أزال أتذكر هذه المشاكل التي كانت تصادفني حينما كنت طالباً في الجامعة، وكنت أضطر للذهاب إلى أحد أصدقائي في قسم الإعارة ليسمح لي بالدخول والبحث في الرفوف، حينها كنت أجد الكثير من الكتب التي احتاج إلى قراءتها، بهذه الطريقة فقط كنت أجد كتبي المفضلة لكن كيف يفعل من لا يملك صديقاً؟.
تجاهل
من خلال زيارتنا للمكتبة وجدنا أنها تحتاج إلى النظافة، والإضاءة، والعمال في مختلف الأقسام؛ كون عمال المكتبة توقفوا عن العمل مطالبين بحوافز واستحقاقات ولايزالون مضربين حتى اليوم؛ كون رئاسة الجامعة لم تحقق لهم مطالبهم، لكن نائب رئيس جامعة صنعاء الدكتور حمود الظفيري قال: إن عدد الموظفين فائض في المكتبة المركزية، صحيح أنه قد تكون مرتباتهم محدودة ولا تلبي الاحتياج، لكنهم دائماً يطمحون ويطالبون بتكليفهم بأعمال كان من الممكن أن يقوموا بها في الدوام الرسمي، المشكلة أنت كيف تضبط هذه الكفاءات الموجودة بطريقة جيدة؟.
وتفتقر المكتبة لحاملات الكتب، في العديد من الأقسام، وفي قسم الرسائل العلمية وحدها يوجد حوالي (200) رسالة علمية فوق بعضها على طاولة كبيرة، حسب العاملة بقسم الرسائل العلمية رفضت الكشف عن اسمها التي طالبت بتوفير حاملات كتب للقسم لاستيعاب العدد الكبير من الرسائل العلمية المرصوصة فوق بعض داخل القسم، أما في قسم الكتب العامة فقد وجدنا كتباً ترتص في الرف الأعلى لدرجة لا يتصورها أحد سوى مالك مكتبة شخصية ازدحمت مكتبته بالكتب فلجأ إلى رصفها فوق بعض، وتكسو هذه الكتب الكثير من الأتربة والغبار، وأكاد أجزم أن عمال النظافة لم يصلوا إليها قط.
ويشتكي العامل في قسم التوثيق للصحف والدوريات، رفض الكشف عن اسمه - من غياب الدوريات والصحف المحلية الرسمية والخاصة ناهيك عن المستقلة والحزبية، قائلاً ل«الجمهورية»: إن آخر مرة وصلت فيها صحيفة الجمهورية المكتبة كان في العام 2007م.
وتؤكد أمل الشرفي، أمينة مكتبة كلية الزراعة (تابعة لمكتبة الجامعة) أن قسم التجليد موقف ولاتزال الكتب والمراجع الممزقة مرمية بالمخازن منذ 2010 على الرغم من قيمتها لدى الطالب والباحث، قائلة ل«الجمهورية»: عدم اهتمام المكتبة المركزية بالكتب المرسلة لوحدة التجليد شكل عائقاً كبيراً للاستفادة منها، وهناك كتب قيمة ومتداولة بين المستفيدين تجاوزت السنين عليها، وهو ما أدى إلى عدم إرسال الكتب الأخرى التالفة من مخزن المكتبة، رغم حاجتها إلى التجليد.
أين الميزانية؟
عبدالملك مطهر - نائب مدير مكتبة جامعة صنعاء - الذي سيحال للتقاعد بعد سنوات، يفكر هو أيضاً بمصير المكتبة ومستقبلها في ظل إدارة ترفض حتى التجاوب مع احتياجاتها الأساسية، «ميزانية المكتبة ضربت عليها الوصاية من قبل إدارة جامعة صنعاء» يقول عبد الملك مطهر، الذي بدأ الحزن يكسو ملامحه وهو يرى المكتسبات التي تم تحقيقها خلال 2008 من الأرشيف الإلكتروني، ووحدة الكمبيوتر، والتغليف وغيرها، تتحول إلى غرفة المهملات.
«ميزانية قليلة تصل إلى عشرة آلاف دولار، بينما الميزانية المخصصة لشراء الكتب الجديدة تصل إلى (70) ألف دولار، هذا المبلغ كفيل بأن تشترك الجامعة بكتب ودوريات وسيديهات، أين الميزانية التشغيلية؟ هكذا تساءل نائب مدير عام مكتبة جامعة صنعاء في حديثه ل«الجمهورية»مضيفاً: «لا يوجد قسم علاقات عامة في المكتبة حتى اليوم، ولا خدمة إنترنت، حتى مجلة «رسالة المكتبات» التي كانت لسان حال المكتبة توقفت عن الصدور بسبب ضعف الميزانية، نريد أن تستقل الإدارة العامة للمكتبة مالياً كالكليات، ويكون هناك رقابة ومسائل رقابية.
ويطالب مطهر، أن تظل المكتبة مفتوحة خلال الإجازات الصيفية من أجل أن يستفيد الناس منها ويقضي الطلاب أوقات الفراغ في الاطلاع، لا أن يتم إغلاقها في وقت يكون فيه الطالب بأمس الحاجة للاطلاع؛ كونه يمتلك أوقات فراغ لا يستطيع أن يقرأ بغيرها، نريد أن تكون المكتبة مفتوحة لكل الناس لا للطلاب وحدهم، نحن نقدم رسالة، كان نفسي يكون الاشتراك في المكتبة مجاناً من أجل أن نحبب الناس للاطلاع.
تراجع
ويوضح مدير المكتبة المركزية فؤاد الورافي، أن المتغيرات السياسية كان لها دور سلبي في تهميش مكتبة الجامعة، وكان 2008 بداية التدهور حيث وصلت الجامعة إلى نقطة أسوأ مما كانت عليه، لدرجة أنها أصبحت مزاراً للوزراء والمسئولين والوافدين من الخارج حينما يأتون للجامعة يتم تحويلهم إلى المكتبة للتباهي بما تم إنجازه، لكن لا يوجد شيء نفخر به بالأساس؛ كون المكتبة تراجعت اليوم كثيراً «عدم صرف مستحقات العاملين على إدخال البيانات للنظام الإلكتروني، عرض العديد من الكتب للسرقة» إذا انطفأت الكهرباء لا نستطيع أن نقوم بعملنا على أكمل وجه؛ كون المكتبة تفتقد لمولد كهربائي، وبالتالي لا يوجد في الكتب إشارة تمغنط، أحتاج في البوابة إلى موظفين من أجل أن يفتشوا الطلاب في الدخول والخروج، مشكلتنا تكمن في القيادات التي تعاقبت على قيادة الجامعة ولم تستطع أن تغير شيئاً من وضع المكتبة.
واعتبر الورافي سوء الخدمات في النظافة، والإضاءة الكهربائية، والتغليف، ناتجة عن غياب مجلس الجامعة الذي كان يحقق الكثير للمكتبات «على رئاسة الجامعة أن تُفعل هذا المجلس»
بحاجة إلى دعم
ويوضح نائب رئيس جامعة صنعاء حمود الظفيري أن موضوع المال حقيقة مرتبطة ما بين رئيس الجامعة والأمانة العامة والمكتبات، ولا يمر علينا رغم أن المكتبة كجانب إداري وهيكلي تتبعنا، إذاً فعلاً مثل هذا المبلغ مرصود في الميزانية وما يعطوهم إلا جزء منه، يفترض على الأخ مدير عام المكتبات يتابع أن ذهبت هذه الأموال، ميزانية المكتبات يجب أين تذهب للمكان المخصص لها.
وأضاف الظفيري ل «الجمهورية» وضع أي إدارة أو أية جهة عندنا في الجامعة تعاني من إشكالات، خاصة فيما يتعلق بالجانب الإداري، لكن المكتبة لها وضع خاص برئاسة الجامعة بحيث إنه يتم زيارتها لتفقدها والاطلاع على احتياجاتها، من الخدمات وشراء الكتب الجديدة إدخالها بحيث تصبح بمتناول اليد إلكترونياً، لكن يبدو أن الإمكانيات المتاحة لا تلبي الاحتياج المطلوب في المكتبة.
يكمل الظفيري حديثه «المشكلة الأخرى التي يمكن أن تعاني منها المكتبة هو التحديث الإلكتروني، الارتباط بالمواقع الإلكترونية والمكتبات ربما تكون مشكلة العصر، لكن الكتب والمجلات كانت إلى قبل خمس أو ست سنوات الكثير من الدوريات لاتزال موجودة، لكن الآن مع التطور الإلكتروني أصبح التواصل إلكترونياً، بحيث إن الأستاذ يدخل مباشرة إلى مكتبة الكونجرس أو أية مكتبة إلكترونية، هذه في الحقيقة تحتاج إلى اشتراك، هذا هو المتبع الآن في الجامعات والمكتبات الحديثة أن الطالب لا يفتح عن طريق الكروت، مباشرة يدخل على الجهاز ويبحث عن الكتب المتوفرة، «العمل تكاملي بين رئيس الجامعة والمكتبة، المكتبة ترفع احتياجاتها بيكون عندها ميزانية سنوية وبيكون عندها خطة سنوية، لكن الخطوة الأولى تبدأ من المكتبة، وأعتقد أن هناك ظروفاً مناسبة، المكتبة هذه يمكن تحصل على دعم ويمكن تحصل على تواصل من مكتبات أخرى لكن الخطوة الأولى ينبغي أن تبدأ من المكتبة وبالإمكانيات المتاحة لو في إدارة وتطوير في الجانب الإداري يمكن يشغل المكتبة بطريقة أفضل»
واختتم حديثه قائلاً : «المكتبة فعلاً بحاجة إلى ميزانية محترمة تليق بها وتحقق متطلباتها بحيث تنهض وتكون واجهة في المستوى المناسب لجامعة صنعاء، وأنا أذكر قبل فترة كان هناك عام يسمى عام المكتبات في عهد الدكتور صالح باصرة، كان يتلقى اهتماماً في هذا الجانب، ونتمنى إن شاء الله أن نعطي هذه المكتبة اهتماماً أكبر سواء كان من الناحية الإدارية أو من الناحية التشغيلية.
من أجل تعليم أكاديمي يحقق احتياج السوق من المخرجات يتوجب على إدارة الجامعة إشراك الطلاب في بحوثات ودوريات الجامعات الأخرى من أجل تبادل المهارات والمعارف وتحقيق استفادة من تجارب الآخرين، لكن أن تظل جامعاتنا تلقى محاضراتها على الطلاب بنفس الوتيرة ونفس العقلية التي أثبتت الأيام فشلها في صنع جيل أكاديمي قادر على خدمة البلد ونهضتها، وحتى يتحقق هذا يتطلب أولاً إعطاء الأهمية للبحوثات والمراجع العلمية والدوريات التي تكون المكتبات.
أرقام خجولة!!
تحوي مكتبة جامعة صنعاء حوالي (250) ألف عنوان، (40) ألف منها مدرجة بالفهرس الإلكتروني، و(210) آلاف عنوان لاتزال تنتظر طريقها إلى الفهرس الإلكتروني منذ 2008م، كما يوجد فيها حوالي (8) آلاف رسالة ماجستير، وألفا مرجع في قسم اللغة الإنجليزية، وحوالي (700) دورية عربية، و(681) إنجليزية في مختلف المجالات.
ويصل عدد المشتركين فيها حوالي (42) ألف مشترك، منهم (23) ألف طالب، وحوالي (1800) موظفين، و(900) من أعضاء هيئة التدريس، يحضر منهم بصورة مستمرة حوالي (35 - 40 %).
ويتردد على المكتبة خلال السنة ما يقارب خمسة آلاف طالب، بين باحثين وطلاب بكالوريوس وماجستير، هذا العدد يعتبر قليلاً مقارنة بدول أخرى مثل القاهرة، قال نائب مدير المكتبة ل«الجمهورية».
قراءة ضعيفة..!
في دراسة أولية لمستوى القراءة في الجامعة قمنا بها اعتماداً على استمارة الاستعارة لأعلى نسبة قراءة في المكتبة وجدناً أن أعلى نسبة قراءة لطلاب البكالوريوس كانت لطالب بكلية الإعلام قرأ خلال الأربع السنوات (100)كتاب، يليه طالب بكلية العلوم قرأ (80) كتاباً، يليه طالب بكلية الزراعة (78) كتاباً، أما طلبة الماجستير فقد تراجعت القراءة عندهم، ووصل عدد الكتب التي قرأها أحد طلاب الماجستير خلال الست السنوات حوالى (60) كتاباً، يأتي بعده (52) كتاباً لأحد طلبة الماجستير بكلية الزراعة.
وحصلت «الجمهورية» على استمارة استعارة لأحد دكاترة الجامعة وأحد قادة الرأي العام في البلد، إلا أن نصيب قراءته كان مخجلاً جداً بحدود(5) كتب فقط لا غير، وحسب نائب مدير المكتبة المركزية فإن الدكاترة يوجد لديهم مكتبات في البيوت، لكن هذا لا يمنع أن يشارك الدكتور في الاطلاع على جديد المكتبة المركزية التي تضم أغلب المراجع لمختلف التخصصات.. ورغم أن الاختيار تم بعشوائية للأكثر استعارة في كل من المكتبة المركزية ومكتبة الإعلام والزراعة، إلا أنها تعد مؤشراً أولياً لاهتمام الطالب الجامعي بالقراءة .
مكتبة الزراعة .. جيل مكتبي جديد تنقصه الإمكانيات!!
تعد مكتبة الزراعة من أرقى المكتبات داخل جامعة صنعاء صممت على الطراز الأمريكي، وتمتاز بمساحة واسعة، تشعر معها أنك في بيئة القراءة والاطلاع، لكن هذا النمط الذي نقله عميد كليتها الدكتور جلال من مكان دراسته بإحدى الجامعات الأمريكية لايزال يفتقد للكثير من الخدمات.
من بوابة المكتبة تواجه عينيك جهاز إنذار عملاق، تترك حقائبك جواره وتدخل، لكنك تفاجأ أن الجهاز معطل ويحتاج إلى إصلاح، ما يجعل عملية إخفاء الكتب وسرقتها ممكناً جداً، وهو ما يجعل الجهود التي بذلها عميد الكلية تفتقد للمستها الأخيرة.
«نعاني من اختفاء الكتب؛ كون المكتبة تتبع نظام الرفوف المفتوحة، ورغم التشديد في المراقبة إلا أن هناك كتباً تختفي، تقول أمل الشرفي أمينة المكتبة ل «الجمهورية»، مضيفة: كما نعاني من عدم وجود آلة تصوير داخل المكتبة، مما يسمح بإخراج الكتب للتصوير خارج المكتبة وتعود ممزقة، لعدم الاهتمام بالكتب المرسلة لوحدة التجليد بالمكتبة المركزية، وتجاوزت السنين عليها، وهو ما شكل عائقاً كبيراً للاستفادة منها، حيث تعد من الكتب القيمة والمهمة والمتداولة بين المستفيدين ،وهو ما أدى إلى عدم إرسال الكتب الأخرى التالفة في مخزن المكتبة، والتي بحاجة إلى التجليد».
تعاني المكتبة من قلة المصادر الموجودة وما يتم شراؤها سنوياً من معرض الكتاب لا تتجاوز ال70 كتاباً، وهو ما لا يفي بالغرض؛ كون هناك ثمانية أقسام داخل الكلية.
أين الميزانية المخصصة للكتب، هكذا تساءلت الشرفي قائلة ل «الجمهورية»: نريد ميزانية خاصة بالمكتبة من أجل الاستمرار في إصدار النشرة الخاصة بالمكتبة والطلاء وإصلاح ما تلف.
وطالبت الشرفي من الجهات المسؤولة، إصلاح جهاز الإنذار الذي سيعمل من الحد من سرقة الكتب واختفائها، وتوفير الصحف الرسمية التي توقفت عن الوصول إلى المكتبة منذ سنين، وصرف المكافآت السنوية المستحقة لعمال المكتبات.
دافع قوي
وتوضح أمينة المكتبة أن حالة القراءة في السنوات الماضية كانت متردية جداً، لم يكن الطلاب يرغبون في القراءة، لكن هذه الأيام هناك دافع قوي تجاه القراءة والاطلاع رغم قلة عدد طلاب الكلية الذين لا يتجاوزون أربعة آلاف طالب.
وحسب الإحصائية التي رفعتها للمكتبة المركزية 2011 - 2012، وصلت نسبة الطلاب الذين يدخلون المكتبة للاطلاع (10 %) فقط، و(60 %) للبحوث ،ووصلت نسبة الطلاب الذين يدخلون المكتبة للمذاكرة (30 %)، ووصل عدد الطلاب الفاعلين بقسم الإعارة حوالي 40 طالب فقط، و19 من أعضاء هيئة التدريس.
«كان نسبة الاطلاع فيها 10 % ،و60 % للبحوث، وحصلت نسبة المذاكرة على حوالي 30 %،أما عدد الطلاب المستعرين الفاعلين فقد وصل إلى حوالي 40 طالباً فقط من إجمالي (3720) طالباً ،و(19) من أعضاء هيئة التدريس.
وتضم المكتبة حوالي (4405) كتب، منها (2396) عربياً، و(1261) إنجليزياً، و(748) إهداء، و(377) رسالة ماجستير ودكتوراه، وحوالي (4900) دورية متخصصة. وبلغت عدد الكتب المستعارة خلال 2011 - 2012 حوالى(693) كتاباً ،(72) من قبل أعضاء هيئة التدريس، و(500) كتاباً عربياً وأربعة إنجليزي من قبل الطلاب، وكان لموظفي الكلية (103) كتب عربية و (13) كتاباً إنجليزياً، وهي نسبة أرقى من استعارة أعضاء هيئة التدريس.
ولاتزال هذه الكتب خارجة عن الفهرس الإلكتروني، على الرغم من أن هناك أربعة أجهزة كمبيوتر جديدة، تقول أمل أنها لازالت حديثة، وسيتم العمل عليها قريباً، وتؤكد الشرفي: «منذ دخولي المكتبة في 2005 لم تصلني أي دورية حتى اليوم، كما توقفت الصحف الرسمية أيضاً».
تدمير
ويعتبر عميد كلية الزراعة، وعضو مجلس الجامعة الدكتور جلال عوض، أن هناك اتجاهاً واضحاً لتدمير التعليم، لا يوجد عندنا تعليم نحن نكذب على الطلاب، هناك(43) معملاً لا يوجد ميزانية تشغيلية لهم؛ كون ميزانية الكلية لا تتجاوز (300) ألف ريال شهرياً، المكتبة أصبحت شيئاً كمالياً إذا كان الجانب التعليمي مدمراً فما بالك بالمكتبة.
وأضاف جلال ل «الجمهورية»: منذ عشرين سنة ونحن نناقش قضية دعم المكتبات، رئاسة الجامعة تطلب منا كل سنة أسماء كتب ودوريات على أساس يوفروها، لكنهم يسافرون إلى معرض القاهرة ويصرفون الأموال ويعودون ب(40) كتاباً لا تلبي احتياج الطالب، لكنا في الفترة الأخيرة تواصلنا مع الوكالة الأمريكية للتنمية وطلبنا منهم تزويدنا بكتب ومراجع، طلبوا منا قائمة بأسماء الكتب، ولحد الآن لم تصل».
«وزارة المالية تتعامل مباشرة مع المجلس الإداري كجهة وحيدة ممثلة للجامعة، وهؤلاء حين يروحوا يناقشوا الميزانية يضغطوا في الجوانب التي فيها مكافآت من أجل أن يستفيدوا منها».
يكمل جلال حديثه أن «ميزانية البحث العلمي حوالي 10 ملايين ريال وميزانية المكافآت تعد 20 مليوناً، نحن لا ندري أين تروح هذه الأموال؛ لأن مجلس الجامعة لا يوجد لديه سلطة بالجانب المالي، وبالقانون المجلس الإداري هو المسؤول على مجلس الجامعة وميزانية الجامعة، وهو ما جعل المكتبات والكليات تقع تحت رحمته.
واختتم قائلاً: “لا يوجد حلول سوى أن الرئيس يتدخل بنفسه، أو أن يكون هناك قرار رئاسي”.
افتقار الكلية لدوريات علمية متجددة تلبي احتياج الطالب من البحوث والعلوم، تخرج الطالب بدون فائدة كما دخل إليها، وهو ما يجعل مخرجات جامعاتنا طوال السنوات العشر الأخيرة تنتج أجيالاً من البطالة المقنعة بشهادات رسمية.
المكتبة بديلاً عن المقهى..!
إذا حلت المكتبة مكان المقهى أعتقد أن كل الطلاب سيزورونها على الأقل لممارسة هواياتهم اليومية كالدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتحميل الكتب والصحف والمجلات، بالإضافة إلى البحث والاطلاع على آخر ما وصلت المكتبة من إصدارات ودوريات جديدة، لكن إذا ما استطعنا أن نجذبهم أعتقد أن الطالب الذي سيأتي اليوم من أجل استخدام الإنترنت ستؤثر فيه رغبة القراءة تدريجياً حينما يرى زملاءه يقرأون، لكن أن تظل مكتباتنا خالية إلا في أيام الامتحانات، أعتقد أن أرقام القراءة ستنخفض أكثر مما هي عليه اليوم، لكن هل تكمن المشكلة في الطلاب أم في المكتبة نفسها؟
يقول الدكتور جلال عوض: «يوجد داخل مكتبة الجامعة التي كنت أدرس بها في الولايات المتحدة خدمة إنترنت تستطيع من خلالها الدخول لموقع المكتبة والاطلاع على كل الدوريات والكتب التي توفرها الجامعة عبر اشتراك من المواقع المتخصصة بالدوريات، هناك نسخة إلكترونية جاهزة بإمكان الطالب أن ينزلها على جهازه المحمول، ويحتفظ بها مجاناً».
وأضاف: «المكتبات هناك تخدم طلابها لتزيد من قدرتهم على التحصيل والاطلاع، لكن في مكتبتنا لاتزال الكتب التي اشتروها في 2008 خارج الأرشيف الإلكتروني، وحتى لو جاء الطالب وبحث في الأرشيف لا يجد مثل هذه الكتب؛ كون ميزانية المكتبة لا تستطيع أن تكمل الأرشيف الإلكتروني حتى اليوم بسبب قلة الإمكانيات».
ويوضح دكتور آخر: «المكتبة الإلكترونية التي درست بها، تدخل على صفحتها وتختار الكتاب الذي تريد قراءته، ترسل لهم اسم الكتاب عبر الإيميل مع رقم الطاولة التي تقعد عليها، وبعد دقائق يكون الكتاب على طاولتك».
اهتمام كبير يقدمه القائمون على الجامعات والمكتبات للطلاب من أجل أن يوجدوا جيلاً متعلماً يحب ثقافة الكتاب والمكتبة، لكن في مكتباتنا لم نجد موظفين يخرجوا لنا ما بحثنا عليه، وتفتقد المكتبة المركزية إلى حوالي عشرين عاملاً على الأقل حسب ما رأيت، وفي مكتبة الإعلام والزراعة لا يوجد سوى عاملة واحدة فقط، هل بمقدور هؤلاء أن يوفروا الخدمات اللازمة للطلاب في ظل افتقار المكتبات إلى دليل إلكتروني؟.
وأوضح نائب رئيس جامعة صنعاء الدكتور حمود الظفيري أن المكتبة تعتبر واجهة الجامعة، وينبغي أن ترتقي وتواكب العصر وفيما يتعلق بالمواقع الإلكترونية يجب تواصل الجامعات مع المكتبات الأخرى لتنشيط البحث العلمي في المكتبات، وأضاف الظفيري، «هناك في المكتبة أجنحة لعدد من الدول، وهناك جناح لكوريا الجنوبية يستطيع الطالب أن يرتبط بالمواقع مباشرة ويدخل على مواقع الجامعات الكورية ويطلع على أبحاث، وهناك بعض المجلات العلمية الموجودة، بالنسبة للاشتراكات هناك تقصير في هذا الجانب، العالم يتجه نحو التواصل الإلكتروني فيما يتعلق بالتكنولوجيا الحديثة وكثير من المجلات والدوريات تنزل على الشبكة العنكبوتية ويستطيع الباحث أو الطالب الدخول مباشرة على الموقع ويستفيد مما هو موجود على الموقع الإلكترونية»، لكن هذا القسم مخصص للطلاب والباحثين الذين يجيدون اللغة اليابانية أو ربما الإنجليزية، لكن ماذا عن بقية الطلاب؟
هي رسالة لرئاسة الجامعة ومدير المكتبات بالجامعة والمجلس الإداري «ليس بالمال وحده يحيا الإنسان، لكن بالقراءة والعلم فقط»، وما الأزمات التي تحدق بنا سوى جزء من هوة قائمة بين جيل أكاديمي قرأ وجيل خرج من الجامعة دون أن يعرف بوابة المكتبة، ناهيك عن اطلاعه في كليته أو في منزله.
فهل باستطاعتنا أن نولي مكتباتنا اهتماماً خاصاً بما يجعل منها مكاناً آخر للطالب الجامعي يتردد إليه كل يوم كبقية مكتبات العالم، ويتساءل البعض: لماذا لا تكون المكتبة حلقة وصل بين الطلاب والدكاترة؛ يستطيع من خلالها الطالب الالتقاء برئيس الجامعة الذي لا يستطيع الوصول إليه إلا بصعوبة، أو بعميد كليته ليطرح عليه فكرة أو قضية ما، أو مكان لإقامة أنشطة أدبية ثقافية ومسابقات؟ هل عجزت قيادة المكتبة على تحفيز طلابها ليصبحوا نواة لجيل قارئ، على غرار جيل مسلح..!
رابط المقال على فيس بوك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.