قال الأديب محمد ناجي أحمد إن القاص والروائي اليمني زيد مطيع دماج كان رائداً ومتنبئاً، وكان ثورياً في ابداعاته السردية. وأضاف في محاضرة ألقاها أمس في منتدى السعيد بعنوان “إطلالة على الاعمال السردية الكاملة لزيد مطيع دماج”، بمناسبة الذكرى ال15 لرحيله، أن السردية الامامية لا يمكن اسقاطها كأدوات عنف فقط، لكن ينبغي اسقاطها وهزيمتها في وعي جميع الناس لأن جُل اعمال الاديب كانت تصب في الهدف الوطني والاجتماعي، مبيناً أن الهدف الوطني هو في الصراع مع معطيات الحكم الإلهي، والهدف الاجتماعي هو في الصراع مع التراتبية الاجتماعية وطبقة المشائخ. واستعرض محمد ناجي في المحاضرة حياة واعمال الأديب الراحل دماج، وكذا العلاقة بين القصة والتاريخ وبين زيد وأدبيات الحركة الوطنية. وتناول المحاضر الاعمال الكاملة لزيد مطيع بدلالاتها الوطنية والاجتماعية، قائلاً: جسدت نصوص زيد القضية الوطنية في العديد من النصوص ك"العقرب وثورة الفل، وخلف الشمس، وقطط الامام، والرهينة، وطاهش الحوبان".. الخ. منوهاً أن نصوصاً اخرى جاءت لتعبر عن الصراع الاجتماعي ك"قف على جنب، وحكاية اللقية، واحزان البنت مياسة، والمجنون، وأول المنتحرين، والرحلة، في حين أن المدرسة الاحمدية والانبهار والدهشة يعكسان العلاقة الجدلية بين البعد الوطني والبعد الاجتماعي، مبيناً أن هذا لاينفي الحضور الوطني والاجتماعي في الكثير من النصوص، وقال: هذا التداخل نجده في نصوص مجموعة طاهش الحوبان وليل الجبل والعسكري ذبح الدجاجة والذماري.. الخ. منوهاً أن الخطاب الوطني لدى الروائي تمحور حول كشف وتعرية زيف واستبداد وهشاشة الحكم الامامي، ومنطلقاته التي تعتاش المقدس كرأسمال في الحكم الممثل بالحق الالهي، وفي المقابل حق الشعب في حكم نفسه بنفسه. مشيراً إلى أن خطاب دماج القصصي الاجتماعي تجسد في تصوير طبيعة الصراع مع المشيخة كصراع اجتماعي لرفض التراتبية الاجتماعية. العلاقة بين القصة والتاريخ وأوضح المحاضر أن زيد دماج كان يكتب من اجل شرعية التغيير المتمثلة بالثورة اليمنية، كما يرى الدكتور المقالح في مقدمته لرواية الرهينة، فالجانب التحريضي أثر أساسي من آثار نصوصه على المتلقي، فالقاص دماج كان يمتص الأحداث والحقائق التاريخية ويعيد انتاجاً بمتخيل سردي لا يطابق بالضرورة حقائق التاريخ، وربما يناقضها حذفاً واضافة وإزاحة لمجرى طريقة التاريخ، لنكون امام طريقة القص في سرد الاحداث والوقائع ضمن سياق وغايات واهداف الحركة الوطنية، وهو ما يجعلنا نطرح العلاقة بين القص والتاريخ، كما اوضحها “جوناثان كوللر” في كتابه “نظرية الادب” على اعتبار أن القص هو السبيل الذي نعقل به الاشياء في الحياة التي لا تتبع المنطق العلمي، بقدر ما تتبع منطق القص. القضية الوطنية والاجتماعية ويشير المحاضر إلى أن السرد في اليمن مرتبط بالثورة كقضية وطنية واجتماعية، لهذا لم يكن بداية القصة اليمنية في بداية ثلاثينيات القرن العشرين وأربعينياته سواء في مجلة الحكمة أو صحيفة فتاة الجزيرة مسألة ترف في الحكي، وانما توازي ذلك مع ما يزود القضية الوطنية والاجتماعية اليمنية، ولهذا كانت نصوص دماج في تعبيرها عن الاوضاع المحلية مستجيبة ومتفاعلة مع متطلبات واحتياجات الانسان اليمني باختلاف انتماءاته الاجتماعية ومتأثرة في ذات الوقت بالافكار القومية. هذا وكان مدير عام مؤسسة السعيد فيصل سعيد فارع اكد في كلمة سابقة للمحاضرة أن المؤسسة ستنفذ كل اسبوع فعاليات أطلق عليها مقامات السعيد. إلى ذلك افتتح وكيل محافظة تعز المهندس رشاد الاكحلي معرض الفن التشكيلي حكاية وطن للتشكيلي منصور قائد الصانع. المعرض الذي حوى 17 عملاً فنياً مثل البيئة الوطنية وأحلام الوطن، حيث جسدت الشخصيات تطلعاتها للمستقبل والأمل وانتظار القادم الأجمل.. ورسمت اللوحات على خامات الألوان الزيتية والاكليرليك وهي تمثل عدة مدارس من الواقعية والانطباعية والحديثة.