اختتمت الأحد الماضي بمركز الدراسات والبحوث فعاليات الندوة الأدبية الموسعة حول تجربة الروائي الراحل زيد مطيع دماج صاحب رواية «الرهينة» التي تعد الأكثر شهرة في حقل السرد اليمني. أقيمت فعاليات الندوة خلال يومي السبت والأحد ونظمتها «جماعة الغد» الأدبية برعاية وزارة الثقافة، واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، ومركز الدراسات والبحوث اليمني. وتناولت أوراق المشاركين في الندوة تجربة دماج عبر مجموعة من الدراسات الأدبية والنقدية، إلى جانب أمسية قصصية وشهادات ومعرض للصور، وشهدت الندوة كذلك إشهار موقع الأديب الراحل على شبكة الانترنت. يذكر أن زيد مطيع دماج رحل عن عالمنا قبل تسعة أعوام بعد رحلة قاسية مع المرض، وعرف الراحل بثراء تجربته وتنوع أسلوبه وقدرة موهبته المبكرة في إيصال عطائه السردي بشكل مؤثر إلى ذائقة القارئ العربي، إضافة إلى القارئ العالمي، عبر ترجمات لبعض أعماله وأهمها روايته «الرهينة»، المنتخبة كواحدة من أهم مائة رواية عربية خلال القرن العشرين. وتنفرد تجربة الروائي زيد دماج ببصمات ونكهة خاصة في بنية الفعل السردي وأثره، كما في ريادة حضوره وإبداعه وسمة اشتغاله بنوعية ولغة مقتصدة في أدائها وكثافتها في معطى القيمة الفنية المتجددة التي مثلت إضافة على الصعيدين الوطني والإنساني لمسار وصيرورة القصة والرواية اليمنية والعربية بتحولاتها السردية الحديثة والمعاصرة. تميزت أوراق الندوة التي أقيمت في مركز الدراسات والبحوث اليمني بطريقة عرض أكاديمية وإعلامية استقصت آثار ومتن الخطاب السردي وجمالية وسمات حضور وفاعلية الرمز في أغلب أعمال الراحل زيد دماج. تزامن مع افتتاح الندوة صدور كتاب خاص تضمن أوراق العمل والشهادات والوثائق الخاصة بالندوة، بالإضافة إلى معرض فوتوغرافي أعده الفنان عبد الرحمن الغابري يروي بالصورة محطات ومشاركات أدبية وفكرية جمعت الروائي زيد مطيع دماج في أحداث وملتقيات ثقافية بأدباء: يمنيين، وعرب وعالميين، في مناسبات مختلفة. وذلك من خلال دراسات كشف: «الدلالات الرمزية في القصة القصيرة لزيد مطيع دماج»، واكتشاف «جماليات المكان عبر ذاكرة الطفولة: قراءة في: الانبهار والدهشة»، ورصد ل»أسلوبية الرواية وعالمية الإنسان وأنسنة العالم»، والرؤية السردية في أعماله و»ثنائية الاتصال والانفصال: المدفع الأصفر نموذجاً». كما تطرقت الندوة عبر أوراقها إلى رؤية «الأبعاد السوسيولوجية والإبداعية في رواية الرهينة»، واقتراح «السرد كمخيلة للمكان والمجتمع»، إلى جانب «الرؤية الاجتماعية: تطبيق نقدي على قصة «المجنون»، وتعريج على «شعرية البداية ودلالاتها في رواية الرهينة»، «سيميوطيقا العنوان في مجموعة المدفع الأصفر»، و»قراءة تأويلية لشخصية البطل في رواية الرهينة»، و»فتنة القراءة الأخرى: مقاربة سوسيولسانية». وهي قراءات تنوعت في موضوعاتها وأخذت النتاج الأدبي لدماج من زوايا مختلفة يلحظ عليها الجهد المعرفي والتمحيص النقدي برؤية عدد من المثقفين والباحثين والنقاد اليمنيين والعرب. شارك في الندوة في الندوة الشاعر الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح، والقاص العراقي الدكتور شاكر خصباك، والأديب خالد الرويشان ووزير الإعلام حسن أحمد اللوزي. إلى جانب كل من الناقد المعروف الدكتور حاتم الصكر والدكتور علي حداد من العراق، والشاعر والناقد السوري إبراهيم الجرادي. ومن الباحثين والأكاديميين والكتاب اليمنيين: عبد الباري طاهر، كمال البطاطي، طه حسين الحضرمي، علي المقري، ومحمد عبد الوكيل جازم، آمنة يوسف، أحمد الزراعي، عادل الشجاع، شوقي شفيق، عبد الحكيم باقيس، حفيظة الشيخ، محمد محمد العديني، إبتسام المتوكل، عبد الوهاب المقالح، وعبد المغني دهوان، وآخرون. تخلل الندوة قراءة عدد من الشهادات الشخصية لمعاصرين وزملاء وقراء لدماج، تحدثت عن تجربته ومساهمته الثقافية والوطنية بالكتابة والموقف التنويري والجمالي والإنساني.