العدين إحدى مديريات محافظة إب و تقع إلى الغرب من مدينة إب على بعد حوالي (30كم) تقريباً وتتميز بتنوع مناخي وجغرافي بديع فمناخها معتدل الى دافئ صيفاً وبارد شتاء في مرتفعاتها الجبلية الخضراء , مواسم الامطار فيها اطول المواسم واغزرها تمتلك العديد من المواقع السياحية المنتشرة في انحاء متفرقة الى جانب مواقعها التاريخية العريقة. صدق قول الشاعر الدكتور سعيد الشيباني حينما قال: من العدين يالله .. يالله بريح جلاب والا سحاب تندي علوم الاحباب .. الناس رقود وانا الفراش يجول بي .. قلبي احترق لمُ العذاب يا ربي ... ولا لقيت أهلي ولا محبي ... ريح الصبا بالله عليك تهبي ... من العدين يالله ... يالله بريح جلاب . وترجع سبب تسميتها الى اشتهارها بزراعة عودي (البن والقات) فسميت (عودين) ومع مرور الزمن التصقت الكلمة لتصبح التسمية الحالية العدين. وهناك رواية تقول ان تسميتها جاءت من اسم ذي عدينه وهي امرأة سكنت المنطقة وكانت عاملة السيدة أروي بنت احمد الصليحي فيها وآخر يذهب ان العدين تصغير لعدن وهي جزء من ارض الكلاع التي كانت تسمى سابقاً بالمخلاف. العدين والتاريخ القديم: مدينة العدين يعود تاريخ تأسيسها الى عصر ما قبل الاسلام .. حيث كانت احد مواقع محطات القوافل التجارية القديمة التي كانت تحمل البضائع من عدن الى صنعاء ثم مكةالمكرمة فمدينة يثرب حتى مدن بلاد الشام عبر طريق كانت معروفة قبل الاسلام بدرب اسعد وطريق الحجيج في العصر الإسلامي، وفي القرن الحادي عشر الميلادي كانت العدين امتداداً لعاصمة الدولة الاسماعيلية التي كانت عاصمتها (مذيخره) في عهد الملك علي بن الفضل.. ولقد كانت العدين متوسطاً في طريق المسافرين ورواحلهم مما سمح بإقامة سمسرة فيها للنوم والراحة عرفت بسمسرة العدين الامر الذي شجع الناس على المجيء والسكن بجوارها فاكتسبت بذلك اهمية تجارية زاد اتساعها وعمرانها حتى اصبحت مدينة سميت بالعدين. العدين سكنها اليهود والبينيان - البينيان اسم يطلق على الهنود المسلمين - حيث ما زالت بعض المواقع فيها تحمل تلك التسميات مثل سكة اليهود وسكة البينيان وهؤلاء لا يمكن أن يسكنوا إلا لأغراض تجارية بحتة ، وكان يحيط بالمدينة سور حجري كما أنها تضم أطلالاً لعدد من القصور القديمة ، وقد وصفها «نيبور» الذي زارها في « النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي » وقال عنها : مدينة العُدَيْن مدينة مصغرة ومسورة تتكون من حوالي ( 250 - 300 بيتاً ( مبنية جميعها بالأحجار ، ويجري بجانب المدينة سيل - سائلة - يصب في وادي زبيد وعلى جبل مرتفع ينتصب قصر شيخ العُدَيْن وحاكمها حيث يسكن هو وعائلته . ويتخلل هذه الجبال عدد من الوديان الجميلة دائمة الجريان كوادي عَنّه ووادي الدُوَّر اللذان يشقا أراضي مديرية العُدَيْن مكونين على ضفتيهما مناظر طبيعية خلابة لا يستطيع الشعراء إزائها سوى التغني بجمالها أجمل القصائد الغنائية، إضافة إلى ما تتميز به المدينة من نمط معماري تقليدي يماثل الأنماط السائدة في المدن الجبلية.